نشرت الصحف الاسرائيلية امس استطلاعات للرأي تعكس مدى التقارب في القوة السياسية بين ارييل شارون ومعسكر خصومه برئاسة بنيامين نتانياهو وعوزي لاندو. واشارت صحيفة "معاريف" الى ان نتائج الاستطلاع اظهرت ان 48 في المئة من اعضاء اللجنة المركزية في الليكود يؤيدون اطاحة شارون، في حين يعارضها 42 في المئة.

اما صحيفة "هآرتس" فتحدثت عن احتمال اقدام الاخير على تأسيس حزب جديد في حال خسر رئاسة الليكود ومحاولتهما الايحاء لاعضاء اللجنة المركزية ان شارون بعد خطابه في الامم المتحدة تنكر للحزب وبات خارجه، الامر الذي حاول شــارون الالـــــتفاف عليه بالتأكيد ان الحزب "بيــته" وانه سيــــــفوز في الانتخابات.

ونشرت "معاريف" امس مقالا لعضو الكنيست دافيد ليفي الذي كان من الاعضاء البارزين في الليكود قبل ان ينشق عنه ويؤلف حزبا خاصا يمثل اليهود الشرقيين، دعا فيه اعضاء الليكود الى الدفاع عن هويتهم التي اضاعها شارون. ومما جاء في المقال: "يناضل الليكود من اجل هويته. وما خسره ليس الدرب السياسي ولكن حرية الانتخاب. لم يطرأ اي تغيير على الاستراتيجيا السياسية للحزب. ولكن رئيس الحكومة هو الذي استيقظ ذات صباح وتحداه، ليس لان الطريق الى السلام انفتح فجأة ويجب استغلاله، ولا بسبب الفرصة السياسية النادرة التي سنحت لنا والتي علينا ان ندفع ثمنها. فالمواقف المبدئية ما زالت كما هي، ولم يستطع اي ظرف جديد من ظروف الحرب المستمرة منذ مئات السنين في زعزعة منطق النظرة الوطنية التقليدية لحركة الليكود... ان التشرذم الذي يعانيه الليكود مرده الى ازمة الثقة بالزعامة التي حولت الحزب حركة خاضعين وتابعين لرجل واحد غيّر جلده وسلب الحركة استقلاليتها وقدرتها على المحافظة على طابعها. علينا ان نقول بوضوح وحدة ان الصراع الذي نواجهه هو لاعادة الاستقلالية الى الحركة بقوة وثبات ولحسم دربه. وحتى الذين املوا بعد تطبيق فك الارتباط في ان يعود شارون الى درب الليكود، جاء خطاب الامم المتحدة ليؤكد لهم انه قد ادار ظهره للحزب.

ان هوية الليكود وترميم عموده الفقري سيتحددان عبر هوية الزعامة التي ستنتخب من جديد. لم يعد رئيس الحكومة الرجل نفسه الذي انتخب لرئاستها. لقد تجاهل نتائج الاستفتاء الذي بادر اليه بين اعضاء الليكود، كما اقال اعضاء الحكومة الذين دافعوا عن حقهم في التمسك بمواقفهم السياسية واسكت كل صاحب رأي وموقف يتعارض مع رأيه، ومنع لمدة طويلة اي مناقشة في الحكومة لافكاره السياسية... شارون يصوب مسدسا الى رأس الليكود ويقول لاعضاء اللجنة المركزية انه لن يبقى في الحركة في حال لم يعد انتخابه. وبهذا الانذار يواصل رئيس الحكومة زعزعة استقلالية اللجنة المركزية في رسم مسارها وفي انتخابها لزعامتها".

مصادر
النهار (لبنان)