الحملة الممنهجة التي يشنها الإعلام اللبناني على سوريا، والتي تزداد حدتها يوماً بعد يوم، والتي توجه إلى المواطن اللبناني بهدف إشعال نار الفتنة بينه وبين المواطن السوري، وزرع كراهية السوريين في نفوس الناس البسطاء في لبنان، هذه الحملة المنظمة والمبرمجة (خارجياً) والتي تحمل في وجهها الثاني خطاباً إعلامياً مزيفاً..
الحملة الممنهجة التي يشنها الإعلام اللبناني على سوريا، والتي تزداد حدتها يوماً بعد يوم، والتي توجه إلى المواطن اللبناني بهدف إشعال نار الفتنة بينه وبين المواطن السوري، وزرع كراهية السوريين في نفوس الناس البسطاء في لبنان، هذه الحملة المنظمة والمبرمجة (خارجياً) والتي تحمل في وجهها الثاني خطاباً إعلامياً مزيفاً موجهاً إلى خارج لبنان لزيادة الضغوط على سوريا من خلال تحميلها المسؤولية عن أحداث لا علاقة لها بها أصلاً، ولا يمكن لعاقل أن يقوم بها، ولخلق صورة مشوهة لبلدنا لدى الرأي العام العالمي.. الغاية منها التحضير للتعاطف مع قرارات محتملة، قد تصدر في المستقبل تزيد من حدة الضغوط على سوريا.
هذه الحملة التي أصبح الهدف منها واضحاً وساطعاً كالشمس، والتي تمثلت بإجراء المقابلات التلفزيونية والصحفية وبشكل يومي وعلى مدار الساعة من خلال الصحف ومحطات الفضاء اللبنانية والتي يستضاف بها (ناس بعينهم) يكيلون التهم بلا حساب ولا أخلاق، وفي نفس الوقت يستبعد عنها أي حوار منطقي جاد بعيد عن التعصب والتطرف الأعمى.
أمام كل ما نشاهده ونسمعه ونقرؤه، ألا يحق لنا أن نتساءل: ماذا فعل إعلامنا للرد على حملة كهذه لإيضاح الحقائق والموقف السوري منها؟.. ألم يكن من المفترض ومنذ اللحظة التي ظهر فيها ضعف الإعلام السوري (عندما اجتاحت الولايات المتحدة العراق وسقطت بغداد على يد المحتلين) عندما تحول بث الفضائية السورية إلى (برنامج يتحدث عن السياحة والآثار) ألم يكن من الضروري منذ تلك اللحظة إنشاء إدارة إعلامية للحالات الطارئة تمتلك صلاحية اتخاذ القرار الفوري المدروس سلفاً بناء على احتمالات عدة تضعها هذه الإدارة تبعاً لرؤيتها وتقييمها للوضع السياسي وما ينتج عنه من توقعات؟
لقد وقع الإعلام السوري في المطب ذاته عندما اغتيل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري (وقامت الدنيا ولم تقعد) وتم تجنيد جميع محطات التلفزة والصحف والجرائد اللبنانية والعربية والغربية لاتهام سوريا بالجريمة، وانساق البسطاء اللبنانيون بغريزة القطيع ينددون ويتوعدون سوريا ويسيؤون إلى سمعتها، وتم نقل جميع هذا عبر الفضائيات والصحف إلى العالم، وإعلامنا بقي يتمدد مستلقياً على ظهره يطقطق أصابعه وهو غارق في سبات عميق، وكأن شيئاً لا يعنيه (باستثناء بعض الحوارات التلفزيونية والتعليقات الصحفية التي لم تقدم أو تؤخر)..
بعد أن غدت الأداة الإعلامية سلاحاً أخطر بكثير من المدمرات والأسلحة الفتاكة.. بعد أن أصبح الإعلام يدمِّر فكراً وينشئ آخر مسايراً لمصالح القوى المتناحرة في العالم أين نحن من هذا الإعلام..؟ وأين القرار الإعلامي الرادع وأين المواجهة الإعلامية المقنعة؟.. أين.. أين..؟ سبق أن تساءلنا حول هذا.. ونكرر السؤال ونضيف إليه: أين المجلس الأعلى للإعلام!!
لماذا نخاف من المبادرة؟ وحمل المسؤولية!؟ وماذا تعني كلمة مسؤول؟ هل تحولت في مفهومها إلى معنى موظف بانتظار الأمر؟!.. الجميع يدرك أن من يعمل يخطئ، ومن المفترض (أن يُقوَّمَ المخطئ لا أن يعاقَب) وهذا يعني أن الأجهزة الرقابية يجب أن تنطلق من هذا المفهوم، وعندها نستطيع أن نخطو الخطوة الأولى نحو إعلام قوي ومقنع..عفواً ليس في الإعلام فقط..بل في كل شيء...