في سبيل الوصول إلى فهم أفضل لما جاء في تقرير ميليس ومحاولة لفهم خلفياته وأبعاده وتحديد أثاره على سوريا ، نقوم على مدار اليوم باستطلاع آراء كتاب ومحللين وإعلاميين بمضمون التقرير :
الكاتب حسين العودات
قال المحلل السياسي حسين العودات الى ان تقرير ميليس لايزال تقريرا اوليا يضع جريمة اغتيال الحريري في اطار عام قائم على الشبهات .
ورغم ان العودات رأى ان التقرير مبدئي جدا لانه يسبق التقرير الظني الذي يعد من اختصاص المحاكم لكنه اعرب عن خشيته ان يوضع كمبرر اضافي للولايات المتحدة وغيرها التي تسعى لتغيير السياسة السورية الاقليمية .
ورأى انه من الصعب فصل التقرير عن الظروف القائمة الآن حول سوريا
عساف عبود( صحافي ومحلل سياسي )
يلتقي عساف عبود مع عودات في قراءته الاولية للتقرير و توضيح انه ليس التقرير النهائي ، ولكنه يتساءل .. لماذا كشف هذه المعلومات قبل انتهاء التحقيق علما ان ميليس كان باستطاعته الاستمرار بالعمل حتى 15 كانون الاول دون العودة الى مجلس الامن .؟؟!
وبتابع عساف التقرير الجنائي لا يحتوي أي اعترافات شكلا باستثناء اعتراف الصديق لماذا لم يتم الكشف عن الجهود بما ان المعلومات سربت .
ويختم عساف على مايبدو ان التقرير عبارة عن رسالة ابتزاز لسوريا لتمنح الفرصة حتى 15 كانون الأول كي تعدل من مواقفها وبالتالي يصدر التقرير النهائي بشكل مغاير او مناقض للتقرير الحالي.
أكرم البني محلل سياسي
يقول البني طالما انه تقرير اولي لابد من انتظار الدلائل والقرائن ذات طابع ملموس ومقنعة وتدين البعض ، ويتابع أنا مطمئن إلى الجماعة الدولية لأن علنية ما يجري سيصعب على الولايات المتحدة توظيف هذه المعلومات على الأقل ممن يعارضون سياستها لأنها أولية ، لا يمكن اللعب الآن بوجود أصدقاء لسوريا مثل روسيا والصين.
ورآى البني أن الضغوط آتية لا محالة وإن لم تكن عبر تقرير ميليس فستكون من آفاق مختلفة ، " نحن قادمون على مرحلة صعبة وفريدة من الضغوط بين سوريا والمجتمع الدولي، كيف يمكن مواجهة هذا الوضع"
ويختم البني ، الوقفة امام نقلة جديدة في سوريا لمواجهة الضغوط، ولابد من نقل مركز الثقل إلى الداخل وإقامة علاقة صحية مع الناس والثقة بهم لتكون مدخلا لبنان وضع قادر على مواجهة التحديات.
ايمن عبد النور (محلل سياسي)
رأى عبد النور ان التقرير أشبه بسرد قصة بوليسية مشوقة ، ويصل الى استنتاجات غير مستندة إلى أدلة حسية وملموسة، ولا يوجد حتى فحص للوثائق أو أبحاث مخبرية وهو يستنتج بناء على أسئلة. ولاحظ عبد النور ان الخطير في التقرير انه لا يحدد اشخاص بعينهم على انهم المسؤولون فهو يترك الامر مفتوحاً كي يصب الاتهام على النظام كاملا .
ويخلص بقوله أن الموقف يتجه نحو التصعيد سواء بتقرير او بغيره .
سمير التقي (محلل سياسي) :
من جهته يجد السيد التقي ان التقرير خطير جدا لأنه نصف تقرير ويعطي أنصاف حقائق، أي أنه غير مكتمل وهو يعترف بذلك ، وان أي جهة قضائية تحترم نفسها حتى في إطار القانون الدولي أو الألماني الذي ينتمي إليه ميليس لا يمكن أن تقبل تقريرا بهذه الصيغة.
ويضيف اننا نعكف على دراسة التقرير من قبل خبراء دوليين، إذ لا يمكن البناء عليه حتى باشتباه مالم تتوفر قرائن ومعطيات لأنه مليء بالثغرات..
التقرير يؤدي إلى إلهاب سياسي في المنطقة قبل أن تكتمل الحقائق.
واعرب التقي عن اعتقاده بأن سوريا سوف ترد بتقديم قرائن مضادة ، ويختم بقوله أن النتائج التي توصل إليها التحقيق تحوله إلى نشاط سياسي وبناء اشتباه سياسي.