إتصل بي صديق مقرّب من باريس ليُزيل قلقي: "لا تهتم بما يقوله عمير بيرتس. ولا تجذع من مواقفه المتطرفة في شؤون الاقتصاد، والأمن والسياسة، فإنه إذا ما حدث وجلس على كرسي رئيس الحكومة، فسيحصل له ما حصل لجميع أسلافه، فما سيراه من هناك لم يره من هنا". شكرته ـ ولم يهدأ بالي.
الأصل الطائفي لبيرتس يثير اهتمامي مثل الثلج الذي كان في العام الماضي. عقيدته السياسية والاقتصادية فقط هي التي تقض مضجعي. قال آبا ايبان، إن الفلسطينيين لم يفوتوا يوماً أي فرصة لتفويت الفرص. على العكس، عمير بيرتس، منذ انتخابه، لم يُضع أي فرصة للخطأ بكلامه. إنه غر سياسي ما يريد مؤيدوه التغطية عليه. أهو غر سياسي، أريد أن أسألهم، ويناسب شغل منصب رئاسة الحكومة في نظركم؟ إنه سيتعلم ـ كما يعدون. أيتعلم؟ على حسابنا، وعلى حساب المصالح المشتعلة للدولة؟ ماذا يحدث هنا، مختبر تجارب؟
قلبي مع عضو الكنيست البروفسورة يولي تامير. فهي امرأة ذكية، علمية، فصيحة، وجميلة المظهر أيضاً. إنها تنبري أكثر من اي سياسي آخر لتفسير تصريحات بيرتس الحمقاء للجمهور. إنه يقول، أنه سيقيم ائتلافاً مع الأحزاب العربية، ويضم وزراء عرب في حكومته، لكنه لن يشارك في ائتلاف مع الليكود على أي حال، حتى لو وعدوه بالوفاء بجميع مطالبه في مجالات الاقتصاد والمجتمع، واقترحوا عليه منصب وزارة المالية. تفسر يولي تامير في "صوت إسرائيل": "عمير يعارض العنصرية فقط. إنه يعارض رفض الآخر. الليكود حزب عنصري. لهذا لن يكون شريكاً في ائتلاف مع الليكود".
مؤسف يا يولي، أردت أن أسألك: هل تُرفض شراكة وحزب صهيوني، ويُسعى الى شراكة مع أحزاب عربية، معادية للصهيونية بشكل واضح، ولن نقول أكثر من ذلك، أيُعبر هذا عن معارضة العنصرية، أم عن كراهية اليهود، الذين تخالف آراؤهم رأى من تقدرين؟ لم يشهد تاريخ دولة إسرائيل مرشحاً لرئاسة الحكومة، يكون العرب في رأيه صالحين ويكون الليكود ملغى سلفاً، وبلا شروط.
عمير بيرتس قزم سياسي أمام آرييل شارون. إن الـ25 ألف عضو من حزب العمل، الذين اختاروه رئيساً، يمنحونه أقل من عضو كنيست واحد. سيتضح في الاختبار الحق في صندوق الاقتراع، أن بيرتس كان وما يزال تهديداً عقيماً، صاحب لغة حماسية، تبث الفُرقة.