الشرق الأوسط
برلين ـ د.ب.أ: أدى أعضاء حكومة الائتلاف الكبير، البالغ عددهم 15 عضوا، اليمين الدستورية بعد ظهر أمس، أمام البرلمان الالماني. ويضم مجلس الوزراء برئاسة أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا، ثمانية وزراء من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وخمسة من الحزب المسيحي الديمقراطي، واثنين من الحزب الاجتماعي البافاري.
واستغل الرئيس الالماني هورست كولر، مناسبة تسليمه شهادات الاعتماد لأعضاء الحكومة الجديدة أمس في برلين، ليطالب أعضاء المجلس بالقيام بإصلاحات ذات تأثير بعيد المدى.
وقال كولر «إن النهج الاصلاحي للحكومة سينجح، إذا اعتمدنا على قوة الحرية والتكاتف. كما تنبأ الرئيس الالماني بأن الائتلاف الحكومي سيواجه الكثير من النقد، الذي يجب ألا يثني الحكومة عن مساعيها من أجل التجديد، بل يشجعها عليه».
وكانت أنجيلا ميركل قد حصلت أمس أيضا على أغلبية واضحة من أصوات البرلمان الالماني، لتصبح أول امرأة ألمانية، تتولى هذا المنصب.
وفي حفل بسيط بقصر شارلوتنبورج، سلم الرئيس الالماني هورست كولر ميركل شهادة تعيينها في منصب المستشار، ثم توجهت بعدها ميركل للبرلمان، حيث أدت اليمين الدستورية.
واحتفلت ميركل مع أسرتها وعدد قليل من الاصدقاء بانتخابها داخل أحد الحجرات الملحقة بالبرلمان، في أعقاب إعلان نتيجة الاقتراع وفوزها بمنصب المستشار. وذكرت مصادر برلمانية، أن ميركل احتفلت لفترة وجيزة بتسلمها منصب المستشارية، وقام مدرس رياضيات بإهدائها باقة من الورود وزجاجة شمبانيا.
وقد تلقت ميركيل أمس، برقية تهنئة من الرئيس الروسي بوتين، الذي وجه لها دعوة لزيارة موسكو، وأعرب عن أمله في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وتلقت ميركل أيضا برقيات مماثلة، من مستشار النمسا فولفجانج شوسيل، والرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وكان البرلمان الالماني قد وافق بأغلبية 397 صوتا، على انتخاب ميركل،51 عاما، مستشارة جديدة للبلاد، خلفا لجيرهارد شرودر، وكأول امرأة في تاريخ الجمهورية الالمانية تتوج في هذا المنصب.
وعلى الرغم من فوز ميركل، الا أن عدد الاصوات التي رفضت تعينيها بلغ 202 صوت، في الوقت الذي امتنع فيه 12 عضوا عن التصويت، وبطلان صوت واحد.
وجاء الاقتراع بعد مرور تسعة أسابيع على نتائج الانتخابات البرلمانية في ألمانيا، والتي لم يحسم فيها الحزب الفائز، مما أدى إلى مفاوضات بين أكبر حزبين في ألمانيا، وهما التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي، وانتهت بتوقيع الجانبين معاهدة الائتلاف الموسع.
واتفق الجانبان على اختيار ميركل في منصب المستشار، واختيار فرانس مونتفيرنينج من الحزب الاشتراكي كنائب للمستشار ووزير للعمل مع توزيع الحقائب الوزارية والاتفاق على برنامج حكومي موحد.
وأثارت نتائج الاقتراع، ردود فعل مختلفة على الساحة الالمانية، ففي الوقت الذي أعربت فيه قيادات الائتلاف عن سعادتها بالنتيجة التي حققتها ميركل، وصفت المعارضة هذه النتيجة بأنها مؤشر ضعف للحكومة الجديدة، بالنظر إلى تصويت بعض أعضاء التحالف (51 عضوا) ضد انتخاب ميركل.
وصرح أوسكار لافونتين رئيس المجموعة البرلمانية لحزب اليسار المعارض، بأن النتيجة لم تكن مفاجأة، ولكنها متوقعة بالنظر إلى الاصوات المنتقدة داخل صفوف المسيحيين نتيجة تحقيق التحالف لنتائج ضعيفة في الانتخابات، بالاضافة إلى احتجاج عدد من أعضاء الحزب الاشتراكي، على عدم دعم أعضاء التحالف المسيحي انتخاب فولفجانج تيرزي، كنائب لرئيس البرلمان بالشكل الكافي.