نجيب نصير
هناك اليوم من يتكلم عن ثورية أمريكية، عبر استبدال الشعار/الذريعة الذي هو سلاح صدام النووي، الذي مثل النقلة السياسية الأمريكية من الأبواب الخلفية أي العلاقات الأمنية المخابراتية قبل 11 أيلول إلى الأبواب الأمامية الحراكية المعلنة أي العلاقات الدولية، ليصبح الشعار / الذريعة هو الحرية والديموقراطية أو بإغراء اكبر الإصلاح، وهو ما مثل في نظر هؤلاء (المتكلمين عن الثورية الأمريكية) نقلة نوعية في الأداء الأمريكي تجاه ممارسي دبلوماسية الأبواب الخلفية قبل سقوط جدار برلين وقبل 11 سبتمبر.
ولكن هذه النقلة الثورية وهي شأن داخلي أمريكي تحتاج إلى نخبة أو طليعة ثورية تتمثل بالمحافظين الجدد وتحتاج أيضا إلى قانون طوارئ دولي يتمثل في ما يسمى الشرعية الدولية التي تفصل حلول المشاكل التي ترتئي الولايات المتحدة أنها تواجهها على قد المطلوب والمريح للاستراتيجية الأمريكية ذاتها. فالقوة موجودة لتنفيذ ما هو موجود في كتاب قانون الطوارئ الدولي والذي يأخذ مشروعيته من تقدير المصلحة العليا للكرة الأرضية والذي تقدره النخبة الثورية التي تحتاج إلى إجراءات استثنائية للوصول إلى الاستقرار العالمي. والنتائج غير مضمونة فقط لنأخذ الوقت الكافي (وهو في العادة 40 - 50 سنة) لنجرب فيكم هذه الطريقة، وكل واحد منكم مسؤول عن مصيره (راجع مؤتمر القمة العربي الأخير) بالتعامل مع هذا القانون الذي يطلق عليه الشرعية الدولية.
وعند الاعتراض أو حتى الإفصاح عن الرأي أو محاولة تصحيح معلومات، فالتهم جاهزة والاعترافات تحت التعذيب (عقوبات اقتصادية وسياسية وغيرها) أو الترغيب (نماذج كثيرة من باكستان والهند حتى لبنان وقرغيزيا) متوفرة وموثقة، والمرجع هو الشرعية الثورية والشرعية الدولية التي تستحضر مقدسات لا تمس، الخطر النووي الحريات السجل العدلي للدول وأي شيء هو دليل إثبات في يد الطليعة الثورية وقانون طوارئها الدولي، لتتحول الدول إلى متهمة تحاول إثبات براءتها عبثا أو طاعتها والا فهزيمتها، ليبدو الوجود الإنساني محكوما بقانون الخوف الذي لن يفضي إلى أية سعادة يتوخاها ويعمل لها بنو البشر.
اهرش رأسي محاولا التذكر …. أين رأيت مثل هذا السيناريو ؟ أو سمعت بمثل هذا القانون ؟…. أو رأيت مثل هذه الطليعة الثورية؟ لا أتذكر … ولكنني متأكد أنها موجودة في إحدى طبقات التراث !!!!!