الاتحاد
التوقعات باكتساح ’’حماس’’ للانتخابات الفلسطينية، وتعيين امرأة على رأس وزارة الخارجية في تل أبيب، والتهديدات الإيرانية لإسرائيل، ثم تداعيات الوضع الأمني المنفلت في الأراضي الفلسطينية على أمن الدولة العبرية قضايا نستعرضها ضمن إطلالة موجزة على الصحافة الإسرائيلية•
انتخابات سيئة أفضل من لا شيء : في مقاله المنشور على صفحات ’’هآرتس’’ يتطرق الكاتب الإسرائيلي داني روبنشتاين إلى موضوع الانتخابات التشريعية الفلسطينية المزمع عقدها في نهاية الشهر الجاري• وحسب رأيه لا مفر من إجراء هذه الانتخابات المهمة رغم الشعور بالقلق وعدم الارتياح الذي يحيط بمشاركة ’’حماس’’ في الانتخابات، خصوصا وأن توقعات استطلاعات الرأي تعطي للحركة عددا كبيرا من المقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني• فقد أفاد آخر استطلاع للرأي أجرته مؤخرا جامعة بير زيت في الضفة الغربية وقطاع غزة بأن حركة ’’حماس’’ تتقدم على ’’فتح’’ بخمسة في المئة• لكن حتى بوجود هذه التقديرات، يرى الكاتب أنه من الصعب تحديد عدد المقاعد التي ستفوز بها ’’حماس’’ بالنظر إلى المرشحين المستقلين الذين ينافسون في الانتخابات• ومهما يكن الأمر يعتقد الكاتب أن ’’حماس’’ ستكتسح المجلس التشريعي في ظل التوقعات بفوزها بنصف المقاعد، وهو ما زاد من ثقة الحركة بنفسها متجسدة في تصريحات قادتها الذين أعلنوا رفضهم الاعتراف بحدود ،1967 والتفاوض مع إسرائيل• ورغم إعلان ’’حماس’’ عدم مشاركتها في الحكومة الفلسطينية المقبلة، إلا أنها ستستمر في إزعاج محمود عباس والحكومة الجديدة من خلال إصرارها على مواصلة المقاومة المسلحة، ورفضها نزع سلاحها• وعندما طالب بعض الفلسطينيين بإلغاء الانتخابات هددت ’’حماس’’ بتنفيذ عمليات داخل إسرائيل وبإحداث المزيد من الاضطرابات الأمنية، وهو ما دفع السلطة إلى إعلان تشبثها بموعد إجراء الانتخابات لأنها تبقى على كل حال أخف الضررين•
وزيرة خارجية جديدة في إسرائيل : يستهل الكاتب ’’جيرشون باسكين’’ مقاله في جريدة ’’جيروزاليم بوست’’ ليوم الإثنين بتهنئة وزيرة الخارجية الجديدة في إسرائيل تزيبي ليفني التي جاءت لتحل محل وزير الخارجية المستقيل سيلفان شالوم• يشيد الكاتب بسجل السيدة ليفني المتميز في المناصب الحكومية التي شغلتها طيلة الفترة السابقة، معتبرا تعيينها اختيارا موفقا بالنظر إلى التجربة والخبرة الطويلتين اللتين تتمتع بهما• وبالرغم من عملها السابق في جهاز الموساد، حيث عرفت بتحليلاتها الرصينة، إلا أن قدومها إلى وزارة الخارجية كأول امرأة إسرائيلية تتقلد ذلك المنصب منذ جولدا مائير سيشكل، بنظر الكاتب، نقلة نوعية في عمل وزارة الخارجية التي عجزت في عهد الوزير السابق عن تلميع صورة الدولة العبرية لدى الرأي العام الدولي• ويُعرف عن الوزيرة الجديدة ليفني مواقفها المعتدلة إزاء الفلسطينيين، حيث سبق لها التفاوض مع شخصيات فلسطينية بارزة وتركت انطباعا جيدا لدى كافة الأطراف• وهي تنطلق في موقفها من إيمانها العميق بضرورة إنشاء دولة فلسطينية ضمن اتفاق متفاوض حوله مع الطرف الفلسطيني• ولئن كان تعيين تزيبي ليفني يبقى مؤقتا إلى حين عقد انتخابات الكنيست المقبلة وتشكيل الحكومة الجديدة، إلا أن الكاتب يأمل في بقاء الوزيرة الحالية على رأس وزارة الخارجية لتواصل مهامها• ولأن المرحلة المقبلة تتطلب في نظر الكاتب تعزيز السلطة الفلسطينية، خصوصا بعد الانتخابات التشريعية المقبلة، فإن تزيبي ليفني تعتبر الشخص الأنسب للتعاطي مع السلطة الفلسطينية ومساعدتها على تطبيق خريطة الطريق•
كل ما لا نعرفه عن إيران : بهذا العنوان استهل الكاتب الإسرائيلي إليوت ياجر مقاله يوم الأحد في صحيفة ’’جيروزاليم بوست’’ متناولا الملف النووي الإيراني والخطر الماحق الذي يطرحه على أمن إسرائيل• ويبدو أن أكثر ما يزعج الكاتب هو غياب معلومات كافية ودقيقة حول البرنامج النووي لطهران• فبالرغم من تصريحات رجال الجيش في إسرائيل وتحليلات الأكاديميين والمراقبين، إلا أنه يتخوف من ندرة المعلومات الاستخباراتية الموثوقة حول الأنشطة النووية الإيرانية، لا سيما وأن المثال الأبرز مازال ماثلا أمام الأعين عندما فشلت الاستخبارات الأميركية في تقديم تقييم دقيق عن أسلحة الدمار الشامل في العراق• الخطير في رأي الكاتب أنه في ظل هذا الفراغ المهول في المعلومات تستمر إيران في العمل على تطوير قدراتها النووية ليبرز السؤال الملح عن الجهود التي تقوم بها الدول الأوروبية والولايات المتحدة للحؤول دون حيازة نظام الملالي في طهران للسلاح النووي• وفي هذا السياق لا يخفي الكاتب خيبته إزاء الطريقة التي تتعامل بها القوى الكبرى مع إيران• فبعد كل التلويح بإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن مازالت الدول الأوروبية مترددة بشأن مسألة فرض عقوبات اقتصادية على طهران لأنها تعرف تأثير ذلك على سعر النفط في الأسواق العالمية• علاوة على استفادة إيران من الوضع الأميركي المرتبك في العراق، وتعثرها في أفغانستان، وهو ما يجعلها أكثر تحديا للمطالب الغربية•
لا تركنوا للهدوء : كتب الدكتور بواز جانور، نائب عميد كلية الدبلوماسية والحكومة في مركز هيرتزليا يوم الإثنين مقالا في جريدة ’’يديعوت أحرونوت’’ يحذر فيه الإسرائيليين من مغبة الركون إلى الوضع الهادئ نسبيا في إسرائيل وعدم الاطمئنان إلى تراجع العمليات الفلسطينية• ففي رأيه لا يعدو ذلك كونه أمرا مؤقتا سرعان ما سيتبدل بعد الانتخابات الفلسطينية المقبلة• ويوجز الكاتب التهديدات الأمنية المحدقة بإسرائيل في ثلاثة أخطار• يتمثل الأول في الانفلات الأمني الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية بعد انسحاب إسرائيل، فضلا عن استمرار تصاعد قوة ’’حماس’’ في الساحة الفلسطينية• ويعتقد الكاتب أنه حتى لو التزمت ’’حماس’’ باتفاق الهدنة، فإن المنظمات الفلسطينية الأخرى ستقوم بشن هجماتها على إسرائيل• الخطر الثاني يتمثل في تسرب العناصر التابعة للقاعدة إلى الأراضي الفلسطينية في ظل فتح الحدود بين قطاع غزة ومصر الأمر الذي يسهل وصول الأسلحة إلى الجماعات المسلحة لتستهدف إسرائيل، لا سيما وأن أبومصعب الزرقاوي مصمم على زعزعة استقرار الدول العربية المحيطة بإسرائيل• أما التهديد الثالث الذي يحذر منه الكاتب فيتمثل في الخطر الذي يشكله ’’حزب الله’’ على أمن إسرائيل في ضوء تصاعد الضغط على إيران•