فعلا‚‚ يبدو أمر مقاطعة البضائع الدنماركية «مسألة خطيرة للغاية» على حد تعبير مسؤول التجارة في المفوضية الأوروبية‚‚ الذي اعتبر مقاطعة المنتجات الدنماركية‚ مقاطعة للاتحاد الأوروبي‚‚ لكن ألا تعتقد المفوضية الأوروبية أن الإساءة لمليار و300 مليون مسلم مسألة خطيرة للغاية أيضا؟!
فإذا كانت مقاطعة البضائع‚ تمس الإنسان في قوته وفي استرزاقه‚‚ فإن التهكم على النبي محمد #يمس المسلمين في أعز ما يقوم عليه كيانهم (العقيدة)‚‚ فضلا عن أنه يمس الإنسانية قاطبة في جرحها المفتوح‚ المكنى بصراع الثقافات‚
من حسن حظ الجميع أن دين الإسلام لا يسمح لمعتنقيه بالحط من قدر الرسل والأنبياء‚ باعتبار قدسيتهم جميعا حسب اعتقادهم الراسخ‚‚ وإلا لكان الثأر من الصحيفة الدنماركية المذنبة تهكما مقابلا على الرسل الذين يؤمن بهم أصحابها وقراؤها‚‚ ولتحول العالم إلى ساحة للتجاهر بعداء الديانات‚‚ ومنها إلى فوضى تنتهي بالحروب المدمرة‚‚ لكن كان من واجب ومن حق المسلمين الرد على التهجم على نبيهم‚‚وهم لم يجدوا سبيلا لذلك أفضل من العقاب الاقتصادي‚ رغم عدم دقة توجيه الهدف لعدم إصابته المذنبين مباشرة‚‚ وذلك على شاكلة العقوبات الدولية التي تتجاوز الأنظمة المارقة إلى الشعوب البريئة!
وفي حين يهدد المسؤول التجاري الأوروبي برفع شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الحكومات التي تشجع على مقاطعة البضائع الدنماركية‚‚ يجب على المؤسسات الأممية ومنها منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي سد الفراغ التشريعي الحاصل في مسألة الاعتداء على الأديان‚‚ ومن ثمة سد الذرائع أمام الذين يريدون الإفلات بالعالم من النظام إلى الفوضى ووضع الجميع على حافة الصدام العنيف‚
فليس من العدالة البتة أن يتم التغاضي عن مشاعر مخدوشة لمليار و300 مليون مسلم من أجل إرضاء عشرات أو مئات أو حتى آلاف من العنصريين والجهلة!