لقد إرتفعت حدّة التوثّر بين تل أبيب من جهة وروما وباريس من جهة أخرى حول لبنان.
من المتوقع أن يكون وزير الدفاع الإيطالي أرتيرو باريزي قد سمح ببيع بطاريات مضادة لصواريخ "أستر 15" بحر جوّ في لبنان. الخبر أكّده رئيس الجمهورية السابق فرانشيسكو كوسيغا, قبل أن يكذّبه نجله, النائب غوسيبي كوسيغا في أعقاب التصويت على ميزانية وحدات القوات المسلحة الإيطالية المشاركة في "اليونيفيل". ولقد حرصت إسرائيل إلى يومنا هذا على
الحلول دون حصول الجيش اللبناني على مضادات صواريخ جديرة بهذا الإسم.
إن الوضع الخاص ذلك هو الذي شجع إيهود أولمرت على إعطاء أوامره بالهجوم على لبنان خلال يوليوز الماضي. كما تجدر الإشارة إلى أن مضادات الصواريخ "أستر 15" تعتبر الأكثر نجاعة في العالم, إذ تستطيع ترصّد وتدمير هدف متحرّك تصل سرعته 250 مترا في الثانية. ومضادات الصواريخ المعنية هذه تسهر على تصنيعها شركتين فرنسيتين هما "آيروسباسيال" و"تومسون-سي إس إف", وهي مجهّزة بجهاز توجيه إيطالي الصنع "ألينيا/ فيميكانيكا". ويعارض مجموعة من المتخصصين هذا الطرح إذ يستبعدون أن تكون مضادات "أستر 15" في مرحلة الإنتاج, وهي ما لبثت كانت في الأمس القريب مادّة للتجربة. فضلاً عن ذلك فإن عددا من المسؤولين اللبنانيين أكدوا اتصالهم بنظرائهم في فرنسا وإيطاليا وألمانيا قصد الحصول على معدّات حربية جديدة.
يشار أيضا إلى أن الجنرال الفرنسي آلان بيليغريني, القائد الحالي لقوات اليونيفيل, صرّح في 19 أكتوبر الجاري بأنه: "إذا لم تكفي السبل الدبلوماسية" لوقف الطلعات الجوّية الإسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية, فإنه "من الممكن ربما استعمال وسائل أخرى". كما أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل آليوماري في واشنطن بأن الطلعات الجوية الإسرائيلية "جد خطيرة" حيث يمكن أن تترجم إلى مناورات عدائية.
أي أن الطلعات تلك ربما تدفع سواءًا بالجيش اللبناني أو قوات اليونيفيل إلى الردّ عليها بمضادات الصواريخ الجوية. ولم تدع الوزيرة الفرنسية الفرصة تمرّ دون الطلب إلى نظيرها الأمريكي دونالد رامسفلد بالضغط على أصدقائه الإسرائيليين لوقف الطلعات تلك للتّو.
إن خرق المجال الجوي اللبناني من طرف إسرائيل ليس بحديث العهد, إذ دأب الكيان الصهيوني على ذلك يوميا منذ أكثر من 20 سنة.
ترجمه خصيصا لشبكة فولتير: حكيم إدلسان
جميع الحقوق محفوظة
2006 ©