قلل مبعوث اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط توني بلير من احتمالات تحقيق اختراقات جدية في عملية السلام في المنطقة وقال انه من السابق لأوانه معرفة امكانية ترجمة الأفكار الى حقائق ملموسة واشار الى انه في هذه المرحلة يريد ان يستمع ويتعلم ويفكر مليا.
واجرى بلير امس محادثات مع القادة الاسرائيليين والفلسطينيين في اطار جولته الاولى في المنطقة.
وعقد بلير اجتماعا في القدس المحتلة مع الرئيس الاسرائيلي الجديد شيمون بيريز والتقى بعد ذلك بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وفي اول تصريح له منذ وصوله الى المنطقة الاثنين حذر بلير انه من غير الواضح ان «الاحتمالات» التي تلوح في الافق يمكن ان تترجم الى واقع عملي موضحا ان ذلك يتطلب العمل والتفكير لفترة طويلة من الوقت.
واكد عباس عقب لقاءه بلير «بحثنا كل الاوضاع التي تمر بها المنطقة ومستقبل ودور الرباعية ممثلا ببلير لدعم السلطة في المجالات المختلفة وعقد بلير بعد ذلك لقاء وزراء الحكومة الفلسطينية وكبار رجال الاعمال.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي حضر المحادثات بين عباس ورئيس الوزراء البريطاني السابق ان بلير سيعود في ايلول المقبل لفترة مطولة لفتح مكتب له الا انه انتقد تركيز مهمة بلير على بناء المؤسسات الفلسطينية.
وكانت اللجنة الرباعية قالت ان تعيين بلير ممثلا خاصا لها سيساعد على قيام مؤسسات حكومية دائمة وقابلة للحياة تمثل جميع الفلسطينيين وقيام اقتصاد قوي وخلق مناخ من القانون والنظام للشعب الفلسطيني.
واضاف عريقات منتقدا السياسات الاسرائيلية في الضفة الغربية «عندما يبدأ الناس بالتحدث عن مهمة وعن الاقتصاد وبناء المؤسسات والفصل عن الاهداف السياسية يتساءل المرء كيف يمكن لذلك ان يحدث».
واضاف «كيف يمكننا ان نتحدث بجدية عن التنمية الاقتصادية واسلوب الحكم وبناء المؤسسات فيما تعمل المستوطنات والجدار ومنع الحركة والعوائق والحواجز على الطرق على تقويض فكرة الدولة الفلسطينية. لنكن واقعيين».
وقد تناول بلير طعام العشاء مساء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي تعهد باتخاذ سلسلة من الاجراءات لتقوية عباس في مواجهة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال بيريز «هناك فرصة حقيقية لدفع السلام». واضاف «أنا لا استخق بالصعوبات العديدة ولكن توجد فرصة حقيقية لنجاحه الذي هو كذلك نجاحنا». وحذرت حركة حماس من فشل مهمة بلير اذا رفض التحدث مع الحركة التي اتت الى السلطة عقب الانتخابات البرلمانية في كانون الثاني واستبعد المتحدث باسم بلير تمامآً عقد اية لقاءات مع مسؤولين من حماس ورغم الترحيب الاسرائيلي الواسع بمهمة بلير الا ان الصحافة الاسرائيلية اعربت عن تشاؤمها من فرصه في النجاح حيث قالت صحيفة يديعوت احرونوت ان «بلير وصل على انقاض السياسة الاميركية ـ البريطانية.