تعتبر نابلس من اهم المدن الفلسطينية، فهى ثانى اقدم مدينة فى العالم بعد اريحا بالاضافة لكونها اكبر المدن الفلسطينية مساحة حيث يبلغ عدد سكانها اكثر من ثلاثة مائة الف نسمة. اذا اضفنا عدد سكان قراها المحيطة بها والبالغ عددها 56 قرية سيتجاوز عدد سكان محافظة نابلس 600.000 نسمة.
وقد اطلق على المدينة لقب "دمشق الصغرى" لتشابه عادات اهل المدينة مع عادات اهل دمشق. فضلا عن ان المدينة تشتهر بالمصنوعات اليدوية وبصناعة الصابون من زيت الزيتون والحلويات الشرقية "ومن اهمها الكنافة والحلاوة المصنوعة من السمسم" التى تصنع فى دمشق أيضا.
تضم مدينة نابلس "جامعة النجاح الوطنية"، أكبر الجامعات الفلسطينية. كما انها سوق الأسهم الفلسطينى وفيها مراكز رئيسية تابعة لشركة الإتصالات الفلسطينية. وتعتبر نابلس مركز تبادل زراعى وإقتصادي. كما تنتج المدينة الأثاث، البلاط، وتشتهر بمهارة حجّاريها، ومصانع النسيج ودباغة الجلود. كما تعتبر المدينة مركزا لتبادل البضائع الحيّة كالمواشي. فى المدينة عدة مخيمات للاجئين الفلسطينيين، هى عين بيت الما، بلاطة، عسكر القديم وعسكر الجديد، يسكنها ما يفوق مجموعه ال34000 نسمة.
تشتهر نابلس كذلك بعمارة أسواقها، وحى القصبة فى المدينة القديمة.
أسسها الكنعانيون قرابة 4000 ق.م، واطلقوا عليها اسم "شكيم" بمعنى الارض المرتفعة أو النجد وهى اليوم قرية "بلاطة البلد" الحديثة. وورد هذا الإسم فى نصوص رسائل تل العمارنة وتقارير تحتمس الثالث بالإضافة إلى النصوص التوراتية.
مرت المدينة بعدة مراحل تاريخية تعاقبت على حكمها الامبراطوريات والممالك الكبيرة. ففى سنة 72 م أسس تيتوس ملك الرومان مدينة نابلس الحالية واطلق عليها اسم "فلافيا نيابوليس" بمعنى المدينة الجديدة. وفى عهد هادريانوس أقام الرومان معبدا لجوبتر على جبل جرزيم مكان معبد السامريين، وبإنتصار المسيحية فى القرن الرابع الميلادي، إنتشرت المسيحية فى نابلس وأصبحت المدينة مركزا للأسقفية. هناك عدة اماكن قريبة منها يوجد فيها مقدسات اسلامية، مسيحية، ويهودية. ومع دخول جيوش المسلمين اليها سنة 636 م بقيادة عمرو بن العاص فى فترة حكم أبو بكر الصديق تحول اسمها إلى نابلس وأصبحت مدينة من مدن جند فلسطين الذى كانت عاصمته اللد ثم الرملة. بعد ان استولى عليها الصليبيون مرة أخرى "1099-1187" اعادوا تسميتها بـ"بوليس" وكانت مركزا مهما للملكة اللاتينية. واعيد بناء المدينة سنة 1202 على انقاضها كمدينة عربية مرة أخرى.
سيطر العثمانيون على عموم الشام فى حدود عام 1516، وفى الفترة اللاحقة من الحكم العثمانى كانت نابلس تتمتع بإستقلالية نسبية بسبب ضعف السيطرة المركزية وذلك حتى عام 1657، حيث قامت الدولة العثمانية بحملة عسكرية هدفت إلى إعادة السيطرة المركزية على جنوب الشام، وقد أدى ذلك إلى فرض عائلات حاكمة جديدة على المنطقة استمر نفوذها حتى أواسط القرن التاسع عشر.
فى الأعوام 1771 و 1773 قام ظاهر العمر بحصار نابلس وبذلك قلل من مركزية نابلس فى مقابل إزدياد نفوذ عكا السياسي، كما أدخل آل طوقان كأصحاب للسيادة فى منطقة جبل نابلس، وفى عام 1831، سيطر محمد على والى مصر على الشام ومن ضمنها نابلس، وثار شيوخ نواحى نابلس فى حدود 1834 ولكن ثورتهم أخفقت، وعادت موازين القوى السياسية للتغير وليسطر آل عبد الهادى كعائلة حاكمة جديدة فى المنطقة، حتى عام 1859 حيث قامت الحكومة العثمانية بتدمير قرية عرابة مقر آل عبد الهادي. ويعتقد ان سكانها الأصليون أغلبهم عائلات من الغجر المتحضرين الذين قدموا إلى الشام.
وفى عهد الإنتداب البريطانى على فلسطين، كانت نابلس مركز قضاء، ثم بعد عام 1948 أصبحت مركز لواء نابلس، وتحمل نابلس موقع مركز محافظة منذ الإحتلال الإسرائيلى عام 1967.
وفى عام 1927 ضربت المدينة هزة ارضية ودمرت الكثير من ابنيتها، لكن اعيد بناؤها فيما بعد. وصلت الكهرباء إلى اغلب مناطق المدينة الا القليل منها، والكثير من شوارعها الضيقة العامة معبدة. العديد من البيوت القديمة فيها تستعمل الان كمخازن، فى الوقت الذى يتحرك فيه الناس لبناء بيوت تتضمن وسائل الراحة الحديثة. ويمتد عمران نابلس الحديثة على سفوح جبلى عيبال وجرزيم.
تعرضت المدينة فى انتفاضة الاقصى إلى تركيز الهجوم والحصار الاسرائيلى عليها ، فكانت من أكثر المدان الفلسطينية التى عانت الحصار والتخريب فى ابنيتها وآثارها. خاصة بعد اجتياح عام 2002.
وقد أدى الحصار المستمر للمدينة وصعوبة تبادل البضائع إلى تدهور مكانة المدينة كمركز إقتصادي، وأدى إلى إرتفاع نسب البطالة بشكل كبير، كما تصف إسرائيل المدينة بأنها "مصنع للإرهابيين"، وقامت قوات الجيش الإسرائيلى بعدة عمليات عسكرية واسعة النطاق فى المدينة او عمليات شملت عدة مناطق من ضمنها مدينة نابلس من أشهرها عملية "الدرع الواقي" عام 2002 وذلك نتيجة عدد الاستشهاديين الذين خرجوا منها.
وتوجد فى مدينة نابلس العديد من الآثار والمعالم القديمة، منها 9 مساجد "4 كنائس بيزنطية حولت إلى مساجد و5 مساجد بنيت فى بداية العهد الإسلامي" وضريح يعود إلى الفترة الأيوبية، وكنيسة من القرن السابع عشر ولكن أغلب المبانى فى المدينة القديمة هى من العهد العثمانى مثل خانين، 10 حمامات تركية، 30 صبّانة "مصنع صابون، بها 2850 بناء تاريخيا ومنازل وقصور عائلية، و18 معلما إسلاميا و17 سبيلا. وتظهر الآثار الرومانية على أطراف البلدة القديمة وبعض المعالم فى البلدة القديمة ترجع إلى العهد البيزنطى والصليبي. شبكة مياه للشرب تعود للعصر الرومانى موجودة تحت أقسام من المدينة، وجزء منها تم ترميمه وفتحه للزوار من قبل بلدية المدينة.
149 معلما من هذه المعالم تم تدميرها بالكامل و2000 تعرضت لإضرار متنوعة أثناء عمليات الجيش الإسرائيلي.
وفى جنوب مدينة نابلس يقع جبل جرزيم ويرتفع عن سطح البحر 780 مترا، يسكن على هذا الجبل فلسطينون ينتمون إلى الطائفة السامرية التى تناهض الصهيونية وتعتبر إقامة دولة اسرائيل كفرا. وتجسد الطائفة السامرية الديانة اليهودية الأصلية، وأبناؤها هم اليهود الحقيقيون الوحيدون. اما الباقون فهم متنسبون الى الديانة اليهودية ولا يمثلون اليهود الأصليين من الناحية العرقية، وذلك اذا جاز لليهودية ان تكون عرقا.
وتكثر الينابيع فى جبل جرزيم حيث يبلغ عددها 22 ينبوعا. يقع الجبل إلى الجنوب من مدينة نابلس وهو بارتفاع 881 مترا عن سطح البحر ويطلق عليه اسم جبل الطور أو جبل البركة. ويضم أشجاراً حرجية، وتسكن الطائفة السامرية على قمته والتى تعتبر من الطوائف قليلة العدد فى العالم حيث يبلغ عدد أفرادها حوالى 600 نسمة موزعين على منطقتين الأولى جبل جرزيم/ نابلس والقسم الثانى فى منطقة حولون بالقرب من تل أبيب "تل الربيع".
وقد آمنت هذه الطائفة بسيدنا موسى واتخذت التوراة كتاباً مقدساً – الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم فقط. وتحافظ على طابعها وتراثها وعاداتها النابعة من الدين السامري، حيث يقوم أفراد الطائفة بدراسة الدين واللغة العبرية القديمة من خلال كهنتهم وشيوخهم الذين يقطنون على قمة الجبل، وكما يقطن بعضهم داخل مدينة نابلس. ويعتبر جبل جرزيم بالنسبة لهذه الطائفة هو "القبلة لصلاتهم". وكما يوجد على قمة الجبل معبد رومانى وكنيسة بيزنطية ومقام إسلامي.
وتحيط بالجبل عدد كبير من القرى وهى محاصرة بالحواجز العسكرية مثل حاجز حوارة وحاجز بيت ايبا ومن بعض القرى حوارة قبلان تلفيت جالود قريوت قرى نابلس بلاطة البلد،عصيرة الشمالية، برقا، زواتا، بيت ايبا، بزاريا، سبسطية، الناقورة الجنوبية، اجنسنيا، نص اجبيل، بيت امرين، ياصيد، سالم، عصيرة القبلية، طلوزة.