أكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، أول من أمس، انها متفائلة بأن الفلسطينيين والاسرائيليين سيتفقون على وثيقة مشتركة في شأن القضايا الصعبة التي تباعد بينهم قبل مؤتمر سلام ترعاه الولايات المتحدة. وبعد مهمة ديبلوماسية استمرت 36 ساعة تضمنت جولتين من المحادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قالت رايس انها «لا تعتقد ان الوثيقة ستتضمن جدولا زمنيا ولم تكن هناك علامة على انها نجحت في تضييق شقة الخلافات بين الجانبين».

وأوضحت للصحافيين الذين يرافقونها في رحلة العودة الى أميركا ان اولمرت وعباس «قطعا شوطا طويلا جدا» منذ اللقاء الفاتر الذي استضافته معهما في فبراير الماضي في القدس وانها «تعتقد ان علاقة ثقة بدأت تتمخض عنها اجتماعاتهما الثنائية منذ ذلك الحين». وأضافت: «من الواضح انه يوجد نوع من التركيز والالتزام من جانب الزعيمين وكذلك من يعملون عن كثب معهما لمحاولة اعداد هذه الوثيقة». وأعربت عن تفاؤلها حيال المؤتمر الدولي، محددة هدف الاجتماع بانه «وثيقة مشتركة» تتيح «تدوين نقاط التفاهم التي سيتوصل اليها الطرفان على الورق».

من جهته، اعلن اولمرت، ليل أول من أمس، عن لقاء جديد مع عباس بعد الاعياد اليهودية ووعد بالافراج قريبا عن مجموعة من السجناء الفلسطينيين. وقال في خطاب سياسي امام ناشطين من حزبه «كاديما» في شمال شرق تل ابيب: «سألتقي عباس من جديد بعد الاعياد» اليهودية.

وبدأ عيد يوم الغفران مساء أمس وينتهي مساء اليوم، وعيد المظلة يبدأ في 27 سبتمبر وينتهي في الرابع من اكتوبر.

واضاف: «نحن عازمون على المضي الى الامام في عملية السلام مع الفلسطينيين. ولدينا شركاء معتدلون يواجهون صعوبات نعرفها وسأستمر في دعم ابو مازن (عباس) ضد متطرفي حماس والجهاد الاسلامي».

وقال: «منذ سنوات طويلة اكتفينا بالقول إنه لا يوجد شريك والآن وبحسب كل المؤشرات هناك شريك» للمفاوضات مع إسرائيل. وأضاف: «إننا لا نوهم أنفسنا ونرى جميعا ما حدث وما زال يحدث في (قطاع)غزة، وقوة المعتدلين يجب أن ينجح في امتحانات ليست بسيطة في الحلبة الفلسطينية الداخلية، ورغم ذلك فإنه لا يمكننا ونحن لا نريد تجاهل أصوات المعتدلين في رام الله». واعتبر أنه «إذا نجحنا بالتوصل لبيان مشترك كهذا فإنه سيكون مساهمة حقيقية لإنجاح الاجتماع الدولي الذي سينعقد في الخريف في الولايات المتحدة».

واعلن اولمرت من جهة اخرى، الافراج المقبل عن سجناء فلسطينيين. وقال: «سنفرج قريبا عن سجناء فلسطينيين، عن اشخاص لم تتلطخ ايديهم بالدماء ويتعهدون التخلي عن الارهاب ويدعمون ابو مازن».

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أمام منبر «كاديما» إن «إسرائيل لن تسمح بعودة ولو لاجئ واحد إلى أراضيها ضمن أي اتفاق مع الفلسطينيين»، معتبرةً هذا الأمر «بداية نهاية شرعية إسرائيل كدولة يهودية».

في المقابل، اعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش سيلتقي عباس الاثنين في نيويورك. وقال الناطق باسم البيت الابيض غوردون جوندرو ان بوش سيواصل مع عباس «المحادثات حول الوسائل الكفيلة بمساعدة السلطة الفلسطينية والتوصل في النهاية الى حل بقيام دولتين مع اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب بأمن وسلام». وسيلتقي الرجلان عشية انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة.

ميدانيا، اعلن الجيش الاسرائيلي، امس، اغلاقا تاما في الضفة الغربية لمناسبة عيد الغفران اليهودي.

وقال ناطق عسكري ان «الاغلاق التام دخل حيز التنفيذ ليل الخميس - الجمعة وسيستمر حتى صباح الاحد، اذا لم يتم تمديده».

من جهة ثانية عززت الشرطة الإسرائيلية تواجدها في محيط البلدة القديمة في القدس الشرقية بادعاء الاستعداد لاحتمال وقوع مواجهات بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. ونشرت 2200 من عناصرها في محيط البلدة القديمة وتم نصب الحواجز والتدقيق في هويات الوافدين إلى الحرم القدسي.

من جهة اخرى، قالت ناطقة باسم الجيش ان «ثلاثة جنود اسرائيليين اصيبوا بجروح طفيفة خلال عمليات قرب مخيم البريج وان الجيش اعتقل 20 فلسطينيا لاستجوابهم». وشن الجيش غارة جوية على سيارة تقل ناشطين من «حماس» خرجوا منها سالمين.

وانسحب الجيش في وقت متقدم من ليل أول من أمس من مخيم عين بيت الماء في نابلس بعد ثلاثة أيام من عملية توغل واسعة.

من جانب ثان، أفاد مسؤولون في حركة فتح، أول من أمس، ان قادة الحركة الذين عينهم عباس لاعادة تنظيم صفوف الحركة في قطاع غزة في اعقاب استيلاء «حماس» على القطاع قدموا استقالاتهم.

وكان عباس عين لجنة «فتح» المؤلفة من عشرة اعضاء ويرأسها زكريا الاغا لتمثيل الحركة في القطاع ولتنظيم صفوف اعضائها.

مصادر
الرأي العام (الكويت)