منذ أن أعلن الناطق العسكري السوري في السادس من الشهر الجاري عن الغارة الإسرائيلية على أحد المواقع في محافظة دير الزور شرقي سوريا، لم تتوقف حلقات مسلسل الفضائح عن التناسل من بعضها البعض في إطار هذه القصة التي اختلط الواقعي منها بالخرافي، وأصبح الأمر أشبه بـ "شوربة" حقيقية، أو نوعا من "طبيخ النور" كما يقال في الثقافة الشعبية السورية.
آخر حلقة من هذا المسلسل هو التقرير الذي نشرته " إيلاف " يوم الأحد [1]، مرفقا بثلاث صور فضائية زعم كاتبه ( نحب أن نتعرف عليه، من هو !؟) أنها للموقع السوري المستهدف، وأن " إيلاف " حصلت عليها بشكل " حصري "، مضيفا القول إنها تنشر بالتزامن مع صحيفة "الرأي" ؛ ولا نعرف أي "رأي" قصد بذلك ! هل "الرأي العام" الكويتية كما اعتادت "إيلاف" أن تفعل، أم "الرأي" الأردنية، أم "الرأي" في بلاد الواق واق !؟ هذا مع العلم بأني "فلّيت" الصحيفتين المذكورتين، كما "تفلّى" الرأس من القمل، ولم أعثر على شيء من هذا "التزامن"... المزعوم كما الصور المنشورة في التقرير ! لكن، وقبل التفصيل في فضيحة "إيلاف"، وهي على أي حال فضيحة مركبة تبزّ كل ما سبقها من فضائح في هذا المسلسل المكسيكي الذي يبدو أن لا نهاية له، دعونا نتوقف عند حلقتين متميزتين منه، أولاها بدأت مع كبيرة مراسلي قناة CNN لشؤون الشرق الأوسط كريستين أمانبور Christine Amanpour .
دير الزور والرقة تقعان بالقرب من.. وادي البقاع اللبناني !
بدأت الحلقة الأولى من هذا المسلسل، كما قلنا، مع المراسلة المذكورة، وهي بالمناسبة من أصل إيراني. وقد لاقى تقريرها ما لاقاه من صدى في مختلف وسائل الإعلام العالمية، وانتشر عبرها كما تنتشر النار في الهشيم. ولم يكن سبب الاهتمام به هوية القناة التي تبثه فقط، ولا اسم صاحبته وحسب ( وهي التي نالت عددا من الجوائز لم نعثر لها على أي مسوغ منطقي !)، وإنما استنادها إلى مصدرين رسميين، أميركي وإسرائيلي ، في "زعبرتها" الصحفية !
اللافت في تقريرها أنه كان على الهواء مباشرة، وحرصت خلاله على تقديم "المعلومات" بشكل استعراضي كما لو أنها تبث من ساحة معركة "صفين" على شاطىء الفرات، فقالت: "يخبرني الآن مصدر أميركي رسمي أن الموقع السوري المستهدف هو شحنة أسلحة خاصة بـ "حزب الله" [2] ! وبقية القصة أصبحت معروفة الآن للجميع.
من سوء حظي، وربما من حسنه، أني خلقت " حشريا ". والأهم من ذلك أني لا أتقبل أي معلومة بسهولة، ولا أقبل أن يأكل أحد بعقلي حلاوة، كما يقول أشقاؤنا المصريون. ذلك لأن قبول المرء كل ما يرمى له من معلومات، يعني ببساطة أنه يتقبل الإهانة والتحقير اللذين يتعرض لهما من قبل وسائل إعلام على هذه الشاكلة تريد منه أن يلتهم كل ما ترميه أمامه من تبن وحشائش دون مناقشة كما لو أنه دابة !
لم أنم تلك الليلة حتى استطعت الحصول ـ عبر أحد الأصدقاء ( ب. أ ) في مكتب وكالة " يونايتد برس إنترناشيونال " في لندن ـ على رقم هاتف إحدى زميلات كريستين أمانبور، وهي أيضا من أصل إيراني، وتدعى نازنين أنصاري، إذ لم يكن لدى هذا الصديق رقم هاتف صاحبة التقرير التي تعيش في لندن أيضا.
" بلا طول سيرة "، كما يقال، توصلت بعد جهد جهيد إلى كريستين وسألتها عن تقريرها، وعما إذا كانت تعرف جيدا خارطة سوريا ( رغم أنها متوفرة على الإنترنت )، وأين تقع كل من مدينتي دير الزور و الرقة اللتين ورد ذكرهما في التقرير كموقع للحدث الإسرائيلي ـ السوري. وكانت المفاجأة صاعقة : " دير الزور والرقة تقعان بمحاذاة الحدود اللبنانية، وبالقرب من وادي البقاع اللبناني، وهما الطريق التقليدية لشحنات الأسلحة التي تمرر إلى حزب الله " ! صدقوا أو لا تصدقوا !
سؤال : ما الذي يدفع صحفيا شهيرا، ويعمل في قناة أشهر من نار على علم، إلى فبركة تقرير من هذا النوع ؟
جواب : واحد من أمرين : إما أنه نصاب عن سابق إصرار وتصميم، ويعرف دناءة وخسة اللعبة التي يلعبها، أو أنه جاهل وأحمق ومجده المهني كله مجرد فقاعة صابون منفوخة بالدجل والاحتيال والأساليب المشبوهة والملتوية.
"ابن بطوطة" الصحافة الإسرائيلية: صناعة الأسلحة النووية من " فلط " البقر و نوى التمر و بعر الإبل!
الحلقة الثانية من هذا المسلسل المكسيكي، أو الفضيحة الأكثر إثارة، كانت مع رون بن ييشاي ـ المراسل العسكري لصحيفة " يديعوت أحرونوت " ـ في السادس والعشرين من الشهر الجاري.. وفي العمق السوري.
لست في وارد الحديث عن "البعد الأمني" لجولة بن ييشاي، ولا عن "سياحته الأمنية"ـ وهو المقدم احتياط في سلاح المظلات الإسرائيلي ـ لستة أيام في خمس محافظات سورية كما لو أنه " ابن بطوطة "، بعد أن دخل عبر الحدود السورية ـ التركية، وخرج من مطار دمشق الدولي، بالرشوة وبدون " فيزا ".. حسب تقريره الذي نشره بعد أن عاد غانما سالما ! فالبلد الذي تستطيع امرأة كندية تعمل مع جهاز الموساد واسمها جودي فيلدكار، Judy feld carr [ 3]، أن تشتري كبار ضباط مخابراته ومسؤوليه بالمال والعاهرات والمخدرات على مدى أكثر من 14 عاما متواصلة لتهريب الآلاف من مواطنيه من أبناء التابعية الموسوية ( " اليهودية ") ، من العبث أن تطرح أسئلة من هذا النوع على مسؤوليه.. بل حتى على نفسك، لأنك لا تكون عندئذ أكثر من مجرد معتوه !
أول ما لفتني حين قرأت الحلقة الأولى من تقريره في "يديعوت أحرنوت" في السادس والعشرين من الشهر الجاري [ 4] كان الصورة التي يظهر فيها إلى جانب لوحة كبيرة كتب عليها " المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة ـ أكساد ". ومن سوء حظه أني أعرف هذا المركز منذ حوالي 20 عاما. ففي العام 1990 تسنى لي زيارة العديد من مخابره بمساعدة أحد المهندسين الزراعيين الأصدقاء، بهدف إجراء تحقيق صحفي حول معلومات حصلت عليها بالمصادفة تتعلق بتسلل عملاء لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية إلى بعض مخابر هذا المركز في ضواحي دمشق عبر مهندسين زراعيين مصريين، فضلا عن بعض مخابره الأخرى في مناطق سورية عديدة، حيث عملوا، بوسائط جينية ـ بيولوجية معقدة و بواسطة مادة " العفن البني " الحيوية، على تخريب وتلويث سلالة جديدة من بذار القمح كان المركز قد أنتجها للتو بالاعتماد على القمح السوري القاسي المعروف بجودته العالية. وذلك بهدف تدمير الإنتاج السوري من القمح الذي تكتفي منه سوريا ذاتيا منذ ربع قرن، فضلا عن تدمير محاصيله في بلدان عربية أخرى. ( المركز يورد سلالات من بذاره ومنتجاته المختلفة إلى بقية الدول العربية ).
" يقرأ المكتوب من عنوانه ". هكذا تقول العرب. وكان يكفي أن أرى صورة بن ييشاي إلى جانب اللوحة، وعبارته التي تصدرت الصحيفة : "هذا هو المكان الذي قصفته الطائرات الإسرائلية"، حتى أعرف أن التقرير ملفق من ألفه إلى يائه، ومجرد " تفنيص بتفنيص " كما يقول الأردنيون. فالمركز تابع لجامعة الدول العربية، ومجلس إدارته مؤلف من وزراء الزراعة العرب، وكادراته الإدارية والعلمية من مختلف الدول العربية، وموازنته من الجامعة العربية، وهو معني باستصلاح الأراضي ومكافحة التصحر ودراسة أنواع السماد الحيواني المناسب لهذا النوع من التربة ( كبعر الإبل و روث البقر ـ " الفلط " مثلا !). وفوق هذا كله ليس للنظام السوري أي سلطة إدارية عليه، فكم بالأولى أن يستخدمه كمركز عسكري أو مختبر لبحوث عسكرية !؟ أكثر من ذلك : لقد زعم في تقريره أنه رأى على بعد حوالي خمسة كيلومترات حفرا يعتقد أنها حدثت بسبب القصف الإسرائيلي ! فتصوروا هذه النسخة الإسرائيلية المعاصرة من "زرقاء اليمامة" التي ترى حفرة قطرها في الحد الأقصى 30 مترا عن بعد خمسة كليومترات ! هذا مع العلم أن ما تراءى له ليس في الواقع إلا مقالع ومناجم فوسفات وما شابه ذلك !
فور ملاحظتي الصورة نشرت تقريرا حول هذه الفضيحة الصحفية، وهي فريدة من نوعها في الابتذال بالنسبة لموضوع من هذا النوع وبالنسبة لصحيفة هي الأكبر في إسرائيل! وذلك قبل ثلاثة أيام من استيقاظ نائب رأس النظام السوري فاروق الشرع وإعلامه التافه على الأمر، اللذين ـ وأنا متأكد تماما من ذلك ـ لم يكونا لينتبها إلى فضيحة رون بن ييشاي لولا التقرير الذي نشرته. ودليلي على ذلك أمران : أولاهما أن الشرع ـ وهذا ما أكده لي أحد مستشاري وزير الإعلام محسن بلال عبر أحد الأصدقاء المحامين ـ " قرّع " الوزير المذكور بسبب اكتشاف هذه الفضيحة من قبل " موقع يديره معارض حاقد يدعى نزار نيوف " ( حسب تعبيره)، بينما لم تنتبه مؤسساته الإعلامية كلها إلى ذلك ؛ وثانيهما أن وسائل إعلام النظام لم تتطرق إلى الأمر من قريب أو بعيد إلا بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده الشرع مع ضيفه عادل عبد المهدي وتحدث فيه عن قصة الصورة ( دون أن يذكر ـ بالطبع ـ حكاية رون بن ييشاي !).
من المؤكد أن فاروق الشرع، والنظام ككل، تعامل مع فضيحة رون بن ييشاي كما لو أنها هدية من السماء للخروج من مأزقه. لكنه لم ينتبه إلى أن شهادة الكاذب لا يمكن أن تبرىء متهما أكذب منه. وفضلا عن ذلك، ثمة العديد من الأسئلة التي لم يجب عليها النظام السوري، ولن يجيب، من قبيل التالي:
ـ إذا كان صحيحا ما قاله الشرع ، لماذا لم يبادر فور حدوث الغارة إلى القول إنها استهدفت مركزا علميا زراعيا تابعا لجامعة الدول العربية، وهو أمر لا أساس له من الصحة طبعا !؟
ـ لماذا بلع النظام لسانه 22 يوما وانتظر الصورة ـ الفضيحة التي نشرها المحتال رون بن ييشاي ليتعكز عليها في مواجهة التقارير الإعلامية المغرضة والغبية !؟
ـ إذا كان المكان المستهدف هو فعلا المركز المشار إليه، لماذا لم يأخذ الصحفيين إلى المكان ليروا كيف " استهدفت " إسرائيل مركزا لدراسة التصحر وأساليب الري و تهجين سلالات الإبل وحيوانات البادية، وكيف ادعت أنه مركز نووي!؟
ـ لماذا لم يلاحظ إعلامه العبقري الصورة ـ الفضيحة التي نشرها رون بن ييشاي ويفضح صاحبها قبل أن نقوم نحن بذلك، رغم أنها منشورة منذ السادس والعشرين من الشهر الجاري، وتناقلها عدد لاحصر له من وسائل الإعلام العالمية الكبرى !؟
خلاصة الأمر، الآن، هي أن رون بن ييشاي وفر بفعلته البائسة ستارا دخانيا للنظام السوري لحجب الإسئلة الحقيقية المتعلقة بما حصل في تلك الليلة. ولكن إلى حين وأمام العميان والبلهاء فقط.
" إيلاف " : قرصنة و لعب بـ " الكشتبان" ، و دير الزور تقع في ضواحي حلب !
إذا كان كل من تقريري كريستين أمانبور و رون بن ييشاي فضحية أحادية الجانب، الأول لجهة الجهل حتى بالجغرافيا التي يتحدث عنها التقرير، والثاني لجهة الاحتيال، فـإن تقرير " إيلاف" المنشور يوم أمس يشكل فضيحة مركبة ومزدوجة يختلط فيها الجهل بالاحتيال بالقرصنة معا.. عن سابق إصرار وتصميم . فكاتبه ( وما زلنا نرغب بمعرفته ونصر عليها ) لم يكتف بالسطو على صور من موقع مجلة " الدفاع " الدولية و " غلوبال سيكيورتي " والادعاء بأن " إيلاف " تنفرد بنشرها بالتزامن مع " الرأي "، بل وذهب به جهله واحتياله إلى حد الادعاء بأنها للموقع الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية، علما بأن غارة هذه الطائرات وقعت بالقرب من دير الزور شرقي سوريا، بينما الصور المنشورة تخص مجمعات "مؤسسة معامل الدفاع السورية" في ضواحي بلدة " السفيرة " ( جنوب شرقي حلب بحوالي 15 كم )، التي تذكر في بعض التقارير الغربية باسم Es Safir. وتبعد المنطقة عن دير الزور ـ موقع الغارة حوالي 300 كم !
ولمزيد من الدقة والتحديد، نشير إلى أن الصور مسروقة عن الرابط التالي، وهو الموقع الرسمي لمجلة " الدفاع " الدولية الشهيرة :
http://www.defense-update.com/analysis/analysis_230907_syria_cw.htm
علما بأن السارق، ولقناعته ـ على الأرجح ـ بأن من يكتب لهم مجموعة من الجهلة لا يعرفون أي لغة، أو لأنه لم يخطر بباله أن هناك أناسا مثل كاتب هذه السطور، يتابعون هذه القضايا ليلا نهارا، ولا توجد نقطة واحدة في سوريا تتعلق بها إلا ولديهم صور لها، عمد إلى سرقة حتى شروحات الصور باللغة الإنكليزية كما وردت في الأصل !
لا بد من الإشارة أيضا إلى أن موقع مجلة "الدفاع" ذكر في نهاية تقريره أنه حصل على الصور من موقع "غلوبال سيكيورتي". والواقع لو عاد القارىء إلى الرابط الخاص بهذا الموقع الأخير، لوجد مزيدا من الصور الخاصة بموقع "السفيرة" نفسه، ولاكتشف من الصورة الأولى أن الموقع يقع في ضواحي حلب ! هذا مع العلم أن بلدة السفيرة من أشهر البلدات في سوريا. انقر على الرابط التالي :
http://www.globalsecurity.org/wmd/world/syria/al-safir.htm
ولعل الأغرب من فضيحة كاتب تقرير "إيلاف" هو أن صحيفة شهيرة مثل صحيفة " النهار" عمدت اليوم إلى نقل الصور عن "إيلاف" دون أن تكلف نفسها حتى عناء التدقيق فيها. وفعلت صحيفة " الأخبار " الشيء نفسه تقريبا حين وضعت رابط تقرير " إيلاف " على موقعها ! وتشير فعلة " النهار " إلى مدى الدرك الذي بلغته في انحطاطها المهني ( في مجال الأخبار والتقارير خصوصا) خلال السنتين الأخيرتين، وبشكل خاص بعد استشهاد جبران التويني الذي ـ على سبيل المثال ـ كان يتأخر أحيانا أكثر من شهر لينشر تقارير خاصة كنت أهربها له من سجن " المزة " .. فقط من أجل أن يدقق معلومة صغيرة أو اسما لأحد السجناء اللبنانيين فيه بعض الالتباس أو الغموض ! انقر هنا :
http://www.annahar.com/content.php?priority=14&table=arab&type=arab&day=Mon
أما إذا كانت " إيلاف " تريد فعلا سبقا صحفيا، وصورة فضائية حقيقية للموقع المستهدف الواقع في منطقة " حلبية ـ زلبية " بالقرب من دير الزور، ومن مصدر إسرئيلي، لم يسبق أن نشرت من قبل، فيمكن الإطلاع على الصورة المرفقة، وهي من الأرشيف الشخصي لكاتب هذه السطور. علما بأن تاريخها يعود إلى العام 2006. الأمر الذي يظهر أن إسرائيل كانت تراقب المنطقة منذ عام على الأقل. تبقى الإشارة إلى أني، وفور الإطلاع على تقرير " إيلاف "، أرسلت لقسم الأخبار فيها ملاحظة تتضمن المعلومات المذكورة أعلاه لتدارك الأمر قبل ذيوعه وانتشاره. وقد تلقيت إشعارا إلكترونيا باستلام الملاحظة، إلا أن المشرفين على تحرير الأخبار لم يقوموا بأي إجراء كحذف التقرير أو الاعتذار. وهذا لا يشير إلا إلى أمر واحد : الاستهتار والاستخفاف بعقول الناس والإصرار على تضليلهم !
لماذا يكذب الإعلام والناس عموما !؟
يكذب الإعلام، والناس عموما، إما بدافع الجهل، وهو كذب غير مقصود رغم أنه غير مبرر لاسيما في ظل الانتشار غير المسبوق لوساط المعرفة، وإما بدافع التضليل وإخفاء الحقيقة أو الجبن عن قولها. وإذا كان الجبن غالبا هو الدافع الذي يقف وراء كذب الأفراد، فإن التضليل والخداع هو الدافع الذي يقف وراء أكاذيب وسائل الإعلام. ولكن : هل يكفي أن تكون معارضا أو مناوئا أو كارها لسياسات نظام معين لكي تمتلك مبررا للدس عليه واختلاق الأكاذيب ضده ؟ وإذا قمت بذلك، أي فرق يبقى عندئذ بين أخلاقك وأخلاقه التي تدعي مناهضتها ومحاربتها !؟