رأى المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" ألوف بن أمس ان على اسرائيل الاقدام على احد امرين: اما ان ترضخ وتقبل بحصول ايران على السلاح النووي وتحضير نفسها للتعايش مع هذا الواقع الجديد، واما الاستعداد لوقف التسلح النووي لايران عسكريا وحدها، وكتب: "ترجح تقديرات القيادة الامنية في اسرائيل مضي ايران دون اي تأخير في الحصول على القنبلة النووية. لقد باءت العقوبات الاقتصادية بالاخفاق بسبب رفض روسيا والمانيا وايطاليا وقف صفقاتهم مع الايرانيين. ولم يبق سوى خيارين: الرضوخ لتحول ايران دولة نووية، او وقف مشروعها بالقوة.
تملك الولايات المتحدة القدرة العسكرية لكن هناك معارضة داخل الادارة الاميركية لعملية عسكرية ضد ايران... والقرار النهائي سيتخذه الرئيس جورج بوش. في القدس يجدون صعوبة في تقدير ما الذي سيحسم الامر، الاعتبارات الاستراتيجية والسياسية المعارضة للتورط في حرب جديدة في الشرق الاوسط بعد التورط في العراق، او اقتناع الرئيس بوش بضرورة تخليص العالم من خطر حصول علي خامنئي ومحمود احمدي نجاد على السلاح النووي؟
شهدت الاسابيع الاخيرة في الولايات المتحدة مناقشات حادة حول ما الذي يجب عمله مع ايران: هل يجب التحاور معها، ومعنى ذلك القبول بالمشروع النووي؟ ام شن الحرب عليها؟ يشبه الخبراء الاستراتيجيون ما يجري بأزمة الصواريخ الكوبية ولكن بوتيرة ابطأ، ويبحثون عن طريق آخر للحل غير الحرب والرضوخ. في اسرائيل لا وجود لمثل هذه المناقشة باستثناء ما يجري داخل وسط ضيق يقتصر على المهتمين والعارفين بالموضوع. والانطباع ان اسرائيل تنتظر قرار بوش الذي سيتخذه العام المقبل بعد تردده في الهجوم على ايران.
في اسرائيل يبدو الخطر الايراني حقيقيا وملموسا ومخيفا، والرد عليه بسيطا ومحدودا، والافتراض ان ايران مثل العراق وسوريا ستجد صعوبة في الرد. قد تقصف اسرائيل ببضعة صواريخ بالاضافة الى الكاتيوشا التي قد يطلقها "حزب الله" من لبنان، وربما تهاجم اهدافا اسرائيلية في الخارج. وهذا امر يمكن تحمله لقاء القضاء على خطر وجودي.
في اميركا يصور الهجوم على ايران كحرب عالمية ثالثة مثلما حذر بوش قبل ثلاثة ايام... ولكن عندما يتحدث الاسرائيليون عن نقطة "اللارجوع" للمشروع النووي الايراني يقصدون تجاوز الحد التقني اي اللحظة التي يملك فيها المهندسون والعلماء الايرانيون القدرة على انتاج القنبلة النووية، حتى لو جرى بعد ذلك تدمير المنشآت الموجودة بالقصف او توقفها عن عملها نتيجة مفاوضات ديبلوماسية... ان الصمت الدولي الذي استقبلت به العملية الاسرائيلية على سوريا يمكن ان يترجم تشجيعا على استخدام اسرائيل القوة. في الامكان معالجة الوضع مع الفلسطينيين ولكن التهديد الايراني لا يمكن تحمله. ومن يفكر في صورة مختلفة لا يجرؤ على التحدث عن ذلك علنا اقله الى ان يتضح وجود سبيل فعلي لكبح الايرانيين وان في وقت متأخر جداً".