في أميركا قال وليد جنبلاط كل الموبقات السياسية والايديولوجية الحاقدة والعنصرية، ليس ضد سوريا فحسب، بل ضد العروبة وكل ما له صلة بالمقاومة، وأعلن براءته التامة من الماضي الذي حمل بعض الشعارات الوطنية والقومية، مؤكدا الولاء للعم سام وللوبي الصهيوني، وليفتح أمام «العملاء الجدد» في المنطقة آفاقا واسعة من التحرك، قد تصل الى حد المطالبة بتحريض دولة كبرى مثل الولايات المتحدة على ارسال السيارات المصفحة الى قلب دمشق، أي ممارسة ارهاب الدولة ولو كان على طريقة «المافيا الايطالية» لتحقيق ما اسماه توازن الرعب!
وما قاله جنبلاط هو اكثر من انحراف سياسي ليس لأنه هاجم النظام السوري ودعا أميركا الى ارسال السيارات المصفحة لشوارع دمشق، بل انه حمل حزب الله والمقاومة اللبنانية مسؤولية كل الاغتيالات التي حدثت في لبنان وهذا اتهام خطير وكبير ويحتاج الى أدلة وبراهين ويبدو انها غير موجودة لدى جنبلاط، وهذا يدخله في مأزق كبير ويقوده الى مواجهة محسومة مع حزب الله والشعب اللبناني.
وليس مبالغة القول إن المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم جنبلاط في واشنطن قد فوجئوا بأقواله وتصريحاته وصرح أحدهم بأن الطريقة التي تحدث بها جنبلاط، كانت جريئة اكثر من اللازم! وذلك في اشارة واضحة الى ان المسؤولين في واشنطن ربما صدموا بالمواقف والتصريحات الجنبلاطية وهم لم يكونوا يتوقعون ان يسقط الرجل بهذه السرعة وان يكشف كل أوراق