رأى المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس" عكيفا ألدار أمس أن الشرق الأوسط يشهد صراعاً بين القوى المتطرفة والقوى المعتدلة تحت غطاء الخلاف على السلاح النووي الإيراني وكتب: "كيف تستطيع دولة تمتلك منذ أعوام طويلة القنبلة النووية تعبئة العالم بجانبها في الحرب التي تخوضها ضد دولة مجاورة تصر على الحصول على السلاح النووي؟ وبماذا يرد السياسيون الاسرائيليون على من يسألهم لماذا ممنوع على ايران الحصول على سلاح تمتلكه دول مجاورة أخرى مثل باكستان والهند؟ الجواب المعهود ان اسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي يقول الرئيس الإيراني علناً أنه يريد القضاء عليها...
لكن السؤال ما هي سياسة اسرائيل و(الولايات المتحدة) من المشروع النووي الايراني في حال خسر أحمدي نجاد الانتخابات المقبلة وحل محله رئيس أكثر حكمة وأعلن اعتراف ايران بحق اسرائيل في الوجود ضمن حدود الرابع من حزيران 1967؟ هل ستتحول ايران دولة مسلمة معتدلة مثل باكستان يسمح لها بإنتاج السلاح النووي؟ في الماضي كان يحكم ايران صديقنا الشاه بعده جاء آيات الله الذين بعناهم أفضل سلاحنا الى ان تعقدت الأمور. الأنظمة تتغير، لكن السلاح النووي يبقى الى الأبد.
ذكرت التقارير الأجنبية أن اسرائيل قصفت مفاعلاً نووياً سورياً قيد الإنشاء. وقيل ان الولايات المتحدة وافقت على الهجوم وشجعت اسرائيل على التعدي على سيادة دمشق. تنضوي سوريا ضمن "محور الشر" بسبب قربها من ايران وتدخلها في لبنان واهمالها المتعمد لمنع تسلل العناصر المتطرفة المناهضة لأميركا الى العراق. ولكن كما هو معروف في العالم والشرق الأوسط في صورة خاصة قد يتحول الزعيم المكروه بين ليلة وضحاها حبيب الجماهير. ولكن ماذا ستكون سياسة اسرائيل والولايات المتحدة تجاه السلاح النووي السوري في حال أعلن الأسد استعداده وقف تدخله في لبنان واغلاق حدوده مع العراق؟
زيارة واحدة قام بها أنور السادات قبل 30 عاماً حولته من العدو رقم واحد الى بطل السلام... وكيف سيتصرف العالم الحر مع باكستان في حال وقع سلاحها النووي في أيدي الاسلاميين؟ هل سيصار الى احتلال أسلام أباد؟
قال لي ملك الأردن الملك عبد الله أنه خلال أشهر او في وقت قصير ستبدأ غالبية دول المنطقة بتطوير طاقة نووية. وشدد على ان منشآت بلاده ستكون مفتوحة أمام الرقابة الدولية، ولم يشأ ان يضيف "بعكس اسرائيل". السؤال المطروح ليس ما اذا كان الشرق الأوسط سيتحول منطقة نووية وانما متى سيحدث ذلك؟
ان هدف الوقوف ضد السلاح النووي الايراني والسوري وربما غداً المصري والأردني تحويل الإنتباه عن المشكلة الحقيقة في الشرق الأوسط: الصراع على الهيمنة في المنطقة بين المعسكر الديني المتطرف، وبين الكتلة المعتدلة البراغماتية... لدى انتهاء النزاع العربي الاسرائيلي يجب نزع السلاح النووي من كل الشرق الأوسط".