نشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً كتبه عاموس هرئيل عن سيناريوات الحرب المقبلة ركزت في غالبيتها على سبل حماية الجبهة الداخلية من خطر الصواريخ السورية وتلك التي يملكها "حزب الله". ومما جاء في التقرير: "(...) غيرت حرب لبنان الثانية الى حد كبير وجهة نظر اسرائيل من الخطر الذي قد تتعرض له جبهتها الداخلية. فلن يكون في استطاعة وزراء الدفاع ورؤساء الأركان القول بعد اليوم بعدم اهمية الجبهة الداخلية، وبات الجيش الاسرائيلي يتحدث عن ركن رابع يجب ان يضاف الى الاركان الثلاثة التقليدية للعقيدة العسكرية الاسرائيلية. فالى جانب الانذار، والردع، والحسم هناك عنصر الدفاع.
يبني وزير الدفاع الحالي ايهود باراك نظرته السياسية للأعوام المقبلة على هذا الخطر. ففي رأيه ان هناك حاجة ملحة الى تطوير شبكة دفاعية كاملة ضد الصواريخ من أنواع مختلفة. ولقد جرى تخصيص الدفعة الأولى لهذا الغرض بعد الحرب، وخلال ولاية عمير بيرتس في وزارة الدفاع. في رأي باراك، لن يكون في استطاعة اسرائيل الانسحاب من أي مناطق جديدة في الضفة الغربية قبل حصولها على سلاح يشكل رداً على صواريخ "القسام" و"الكاتيوشا" ينضم الى صواريخ "حيتس" المضادة لصواريخ "السكود" السورية و"شهاب" الايرانية. ومعنى ذلك تأجيل العملية السياسية لمدة خمس او ست سنين. وقبل التوصل الى الرد الدفاعي، ثمة مسألة تطرح مسبقاً: هل تستطيع اسرائيل ردع الدول المعادية لها عن مهاجمتها بالصواريخ؟ بعد حرب لبنان الجواب هو: لا.
ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي يقول ان على اسرائيل أن توضح مسبقاً لسوريا وجود خطوط حمر لا يمكن تجاوزها في الحرب المقبلة. وعلى سوريا أن تفهم انها غير قادرة على قصف المدنيين عندنا. ويجب ان يكون واضحاً للسوريين أن كل صاروخ يقع على تل أبيب سيُردّ عليه بطريقة أكبر بكثير، ولسوريا الشيء الكثير لتخسره. في التدريبات التي قام بها الجيش الاسرائيلي هذه السنة، خُصّص وقت كبير لمعالجة خطر الصواريخ. في سلاح الجو، يعترفون بان الوضع لم يتغير كثيراً عما كان في الحرب. فلا تملك اسرائيل القدرة على تحديد مواقع اطلاق "الكاتيوشا" القصيرة المدى وتدميرها قبل القصف. الوضع أفضل بالنسبة الى الصواريخ البعيدة المدى(...).
المشكلة التي تواجه القيادة العسكرية في حال نشوب الحرب، هي ما الذي سيضطر الجيش الاسرائيلي الى حسمه اولاً: هل هو ضرب القوى البرية للعدو من اجل تحقيق الحسم؟ ام ضرب شبكته الصاروخية بهدف حماية الجبهة الداخلية؟ يمكن القيام بالإثنين معاً ولكن ضمن حدود معينة. فالتركيز على القتال البري سيترك للعدو القدرة على ضرب المدنيين، مما يشكل خطراً مقلقاً، وخصوصا ان سوريا دولة قوية في مجال السلاح الكيميائي.
ثمة مشكلة أخرى، فالمعلومات الاستخباراتية عن الصواريخ، مهما تكن جيدة، تبقى موقتة. وفي استطاعة العدو دائماً تحريكها في المراحل الأولى للحرب، مما يجعل تحديد أماكنها أمراً صعباً (...)".