أجواء رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط تشير إلى ان الوضع القائم قد يطول كثيرا. فالمشهد الداخلي هو من التعقيد بحيث لا يمكن أن ينتج رئيسا في غضون أسبوع أو أسبوعين، أو شهر. والمشهد الإقليمي والدولي لايزال ضبابيا حتى وان قالت مصادر دبلوماسية في بيروت إن مؤتمر أنابوليس لم ينعقد من أجل إيجاد حل هو مستحيل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وإنما من أجل إحداث مناخ جديد في المنطقة.
صلاة اللبنانيين
وفي عين التينة، حيث مقر رئاسة مجلس النواب يسمع ان اللبنانيين يصلون من أجل أن يلبي السوريون الدعوة الأميركية للمشاركة في مؤتمر أنابوليس مع أرجحية عدم تفويتهم هذه الفرصة، ولكن كل جهة تصلي لغير الهدف الذي تصلي من أجله الجهة الأخرى.
ويقال - في عين التينة - إن هناك من يعتبر أن حضور السوريين في قلب الولايات المتحدة، وعلى مقربة من واشنطن، سيعيد فتح الأبواب الموصدة بين أميركا وسوريا، وهذا يعني تعزيز وضع هذه الأخيرة.
أزيز الصواريخ
على الجانب الآخر ثمة من يرى ان ذهاب السوريين إلى أنابوليس وعودة التفاهم بين واشنطن ودمشق لابد أن يحد من النفوذ الإيراني في لبنان، وبالتالي تراجع تأثير حزب الله والتوصل إلى حل لرئاسة الجمهورية وغيرها بعيدا عن أزيز الصواريخ حتى ولو كانت هذه الصواريخ في صوامعها.
لكن الأوساط السياسية تعتبر ان إعادة تطبيع العلاقات الأميركية - السورية (واستطرادا العلاقات السعودية - السورية) لا يتحقق بين ليلة وضحاها، فهذا يستلزم وقتا قد يستنفد الثلاثة عشر شهرا المتبقية من عهد الرئيس جورج بوش.
ارتياح حزب الله
وفي إطار الجهود الرامية إلى منع الصدام في أي منطقة استقبلت الجهات المعنية بترحيب اتصال وكيل الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي في منطقة إقليم الخروب (غالبية سنية وأقلية شيعية) سليم السيد بمسؤول حزب الله في الإقليم عبدالله عيسى في إطار جهود التهدئة التي امتدت إلى حاصبيا والمتن والشوف.
وقد لاقت خطوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ارتياحا لدى قيادة حزب الله، وبعد التصريحات الهادفة التي اطلقها، فالجميع متفقون على اعطاء الاولوية للاستقرار الداخلي، لان الهشاشة الراهنة تشكل ارضا خصبة لأي صدام، حتى وان كان الجيش قد نشر قواته في بيروت، ومختلف المناطق.
السنيورة في بكركي
القصر الجمهوري اقفل منتصف ليل امس الاول، وتفاديا لاي محاولة لاثارة مسألة حلول رئيس الحكومة فؤاد السنيورة السني محل رئيس الجمهورية الماروني، زار هذا الاخير بكركي، حيث التقى البطريريك ليؤكد من هناك ان الحكومة ستستمر في عملها، كما ينص الدستور، وانها غير راغبة في سلطة اضافية او في اطالة هذه الفترة دقيقة واحدة، مشيرا الى ان السعي الاساسي خلال هذه المرحلة هو بذل كل الجهود من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب فرصة ممكنة.
ولفت الى انه لا حاجة لاعلان حالة الطوارئ، وما من شيء يستدعي قلقا لدى اللبنانيين لجهة الاوضاع الامنية، فالجيش يتولى المسؤولية بكفاءة عالية، وهو ممسك تماما بزمام الامور.
فخامة الرئيس الماروني
وقال السنيورة ان لا احد على الاطلاق يأخذ مكان فخامة الرئيس الماروني، وان المرحلة الحالية استثنائية، والتعامل معها يتم حسبما نص عليه الدستور، وان مجلس الوزراء يستلم صلاحيات الرئيس حاليا مجتمعا، والهدف من هذه الاشارة الايضاح الى ان الحكومة الحالية، وبعد استقالة 5 وزراء شيعة ووزير ارثوذكسي واغتيال نائب ماروني، اصبحت تضم 7 مسلمين و10 مسيحيين، اي ان هناك اكثرية مسيحية داخلها.
الى ذلك، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون عبر مكتبه الاعلامي انه نظرا للاوضاع السياسية الاستثنائية، الناجمة عن الفراغ الحاصل في رئاسة الجمهورية، وادعاء حكومة غير شرعية وغير ميثاقية وغير دستورية تسلمها مقاليد الحكم، ونتيجة للتهديد الحاصل للكيان اللبناني بتغييب المسيحيين عن الحكم بشكل كامل، وللمرة الاولى، فهو يدعو جميع الشخصيات المسيحية السياسية والروحية والاقتصادية، من رؤساء جمهورية سابقين ووزراء ونواب سابقين وحاليين ورؤساء احزاب وفعاليات سياسية واعلامية واقتصادية ودبلوماسية الى لقاءات تعقد في منزله في الرابية، ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء للتشاور حول المستجدات وبحث الاحتمالات والاخطار كافة المحدقة نتيجة الفراغ القائم.
واهاب عون بالجميع تحمل مسؤولياتهم والتعالي فوق الحساسيات والصغائر من اجل انقاذ الوطن، واعادة الاعتبار للصيغة والميثاق والحفاظ على صورة لبنان الرسالة، لبنان التعددي بشقيه المسيحي والمسلم.
