ينشر بالتعاون مع أبيض وأسود
الجبهة الوطنية التقدمية عبارة عن ائتلاف من الأحزاب السورية، تأسست في 7 مارس/ آذار 1972. وتتشكل من 7 أحزاب تحكم سوريا منذ تاريخ تأسيس هذه الجبهة التي تتكون من: حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي السوري (بشقيه الموجودين في النظام: جناح وصال بكداش وجناح يوسف فيصل) والاتحاد الاشتراكي العربي وحزب الوحدويين الاشتراكيين وحركة الاشتراكيين العرب والحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد العربي الديمقراطي. ومنذ أواخر العام 2001، يحضر الحزب السوري القومي الاجتماعي اجتماعات الجبهة بصفة مراقب.
حزب البعث العربي الاشتراكي.. قيادة الدولة والمجتمع
أسست حزبَ البعث عام 1947 جماعة من بينها ميشيل عفلق وزكي الأرسوزي وغيرهما. وفي 26 يناير/ كانون الثاني اندمج مع الحزب العربي الاشتراكي الذي أسسه عام 1938 أكرم الحوراني، ليصبح المولود الجديد باسم "حزب البعث العربي الاشتراكي"، جامعا في تسميته بين المكونين.
وقد ازداد نشاط الحزب السياسي في الخمسينيات في الحياة السياسية السورية. كما تعرض كغيره من الأحزاب السورية للحل عام 1958، حين اشترط جمال عبد الناصر حل الأحزاب للقبول بالوحدة بين القطرين السوري والمصري. عاد حزب البعث إلى نشاطه السياسي في صفوف المعارضة بعد الانفصال عن مصر في أيلول 1961. وفي شباط 1963 وصل البعث إلى السلطة في العراق، وبعد ذلك بشهر واحد في آذار 1963 وصل إليها في سوريا. وتميزت فترة أواسط الستينيات بخلافات شديدة بين زعامات الحزب، أدت إلى قيام حركة شباط 1966 التي أوقفت هذه الخلافات بشكل مؤقت. وتم حسم الصراع داخل الحزب عند قيام ما سمي بالحركة التصحيحية التي قادها حافظ الأسد عام 1970. وفي عام 1973 نص الدستور السوري الجديد على أن "حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد للدولة والمجتمع". وفي 10 حزيران 2000 توفي الرئيس حافظ الأسد فانتخب المؤتمر القُطري التاسع بشار الأسد أمينا قطريا للحزب.
وإذا كان حزب البعث العربي الاشتراكي عضوا هاما في الجبهة الوطنية التقدمية، فإن مقابله في التجمع الوطني الديمقراطي هو صنوه حزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي برئاسة د. إبراهيم ماخوس.
الحزب الشيوعي السوري.. الأجنحة المتعددة
تأسس الحزب الشيوعي السوري عام 1924 على يد فؤاد الشمالي من بلدة بكفيا في لبنان. شارك الحزب في الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي عام 1925. ثم أصبح خالد بكداش -أول شيوعي في التاريخ العربي- رئيسا له عام 1935. دخل الحزب البرلمان عام 1954 لأول مرة. وتزايد نفوذه في سوريا بشكل كبير في السنوات التي سبقت الوحدة مع مصر عام 1958، كما عارض الحزب هذه الوحدة فتعرض أعضاؤه للسجن والملاحقة.
عرف الحزب الشيوعي انقساما داخليا عام 1972، فانشق إلى نصفين: جناح خالد بكداش الذي احتفظ باسم الحزب، وجناح رياض الترك المعروف باسم "الحزب الشيوعي/المكتب السياسي".
كما تعرض الجناح البكداشي عام 1983 إلى انشقاق آخر، فأصبح الحزب الشيوعي المنتمي إلى الجبهة الوطنية التقدمية بجناحين ظلا عضوين في الجبهة، وهما: جناح وصال فرحة بكداش أرملة خالد بكداش، وجناح يوسف فيصل. والفرق بين الجناحين هو الإضافة إلى أحد الشخصين، ولكل فصيل صحيفته. حيث أصدر "جناح يوسف فيصل" صحيفة النور منذ مايو/ أيار 2001 وتنشر كل يوم أحد. بينما أصدر "جناح وصال بكداش" صحيفة صوت الشعب نصف الشهرية.
والحزب الشيوعي السوري بجناحيه (وصال وفيصل) عضو في الجبهة، وقسيمه في التجمع الوطني الديمقراطي المعارض هو الحزب الشيوعي/المكتب السياسي بزعامة رياض الترك.
الاتحاد الاشتراكي العربي.. الناصريون السوريون
يعود تأسيس الاتحاد العربي الاشتراكي إلى عام 1964، حين انصهر عدد من التشكيلات السياسية السورية ذات التوجه الناصري في حزب واحد (حركة القوميين العرب، حركة الوحدويين الاشتراكيين، الجبهة العربية المتحدة، الاتحاد الاشتراكي السوري).
تعرض الاتحاد الاشتراكي لانشقاقات عديدة فخلال عامي 1965 و1966، انسحبت منه حركتا الوحدويين الاشتراكيين والقوميين العرب. وفي عام 1967 حدث انقسام آخر نجم عنه ظهور جناحين، الأول بزعامة جمال الأتاسي والثاني بزعامة اللواء محمد الجراح. وبعد ذلك بسنة غلبت تسمية الحزب على جناح جمال الأتاسي. وقد انضم الحزب إلى الجبهة الوطنية التقدمية عند إنشائها. إلا أنه عرف آخر انقساماته عام 1973، فخرج جمال الأتاسي بجناحه المعارض من الجبهة وبقي فوزي الكيالي فيها، وكلاهما احتفظ بذات الاسم أي "الاتحاد الاشتراكي العربي".
وقد ورث أنور الحمادي مكان الكيلاني أمينا عاما للحزب ثم جاء بعدهما إسماعيل القاضي، إلى أن وصلت رئاسة هذا الحزب -أو بشكل أدق جناحه الموالي للسلطة- إلى أمينه العام الحالي صفوان قدسي.
حزب الوحدويين الاشتراكيين.. المزج بين الناصرية والبعثية
تأسس حزب الوحدويين الاشتراكيين أولا تحت اسم الحركة الوحدوية الاشتراكية عند الانفصال بين مصر وسوريا في أيلول 1961، وقد أسسته مجموعة تضم 10 قياديين بعثيين تعارض قرار الانفصال. وقد أطلقوا على أنفسهم اسم "الحركة الوحدوية الاشتراكية"، كما أعلنوا ميثاقها في 1 تشرين الثاني 1961. وقد انتخب فائز إسماعيل أمينا عاما للحركة الوحدوية الاشتراكية في 23 آب 1963 بعد ميلاد الحركة الوحدوية الاشتراكية بسنة ونصف السنة، واستمر في الأمانة العامة حتى اليوم.
وقد تطور اسم الحركة فأصبحت "الطليعة الوحدوية الاشتراكية"، ثم صارت "حركة الوحدويين الاشتراكيين". وبعد ذلك أصبحت "تنظيم الوحدويين الاشتراكيين"، أما اليوم فهي "حزب الوحدويين الاشتراكيين".
والحركة كما يتضح من توجهها الفكري ومن تاريخها تتموقع في التقاطع بين التوجهين القوميين الناصري والبعثي، وإن كان أعضاؤها يرون فيها حزبا قوميا لا ناصريا ولا بعثيا.
ومنذ 7 آذار 1972 وحزب الوحدويين الاشتراكيين عضو في الجبهة الوطنية التقدمية الحاكمة في سوريا.
حركة الاشتراكيين العرب.. تاريخ طويل من الانفصال والاندماج
هذه الحركة تطور للحزب العربي الاشتراكي الذي أسسه عثمان الحوراني عام 1938، ثم آلت قيادته إلى السياسي السوري الشهير أكرم الحوراني بعد ذلك. وقد انضم أكرم الحوراني عام 1936 إلى الحزب السوري القومي، وانسحب منه سنة 1938 لينضم إلى حزب الشباب العربي الاشتراكي. وفي بداية 1952 اندمجت جماعة الحوراني -كما مر بنا- مع حزب البعث، ليتم تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي. ومنذ حركة 8 آذار عزل جناح أكرم الحوراني من حزب البعث، فتأسست حينها حركة الاشتراكيين العرب التي ليست سوى امتداد لتوجهات أكرم الحوراني ونشاطه الحزبي.
وعلى غرار الأحزاب السورية انقسمت حركة الاشتراكيين العرب إلى جناحين، أحدهما عضو في الجبهة الوطنية التقدمية كان يرأسه عبد الغني قنوت حتى وفاته منذ سنتين، والثاني في المعارضة ضمن التجمع الوطني الديمقراطي ويرأسه عبد الغني عياش.
ومنذ وفاة الأمين العام السابق للحركة عبد الغني قنوت في آذار 2001، عرف جناح الحركة العضو في الائتلاف الحاكم تصدعا جديدا بين غسان عبد العزيز عثمان وأحمد الأحمد الذي اعترف به حزب البعث عضوا في الجبهة.
ومقابل حركة الاشتراكيين العرب في الجبهة برئاسة أحمد الأحمد، نجد نفس الاسم في التجمع الوطني الديمقراطي المعارض برئاسة عبد الغني عياش.
الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي
تأسس الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي عام 1974، وانضم إلى الجبهة الوطنية التقدمية منذ نهاية كانون الأول 1988. وكان يقوده أمينه العام أحمد الأسعد منذ تأسيسه حتى وفاته في 9 آذار 2001. وقد اندلع الصراع على أشده بين فراس الأسعد نجل زعيم الحزب الراحل أحمد الأسعد وبين العديد من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي، مثل هاني هيكل وفضل الله وغيرهما. وقد انتخب فارس أمينا عاما للحزب، إلا أن الفصيل المناوئ شكل قيادة أخرى.
الاتحاد العربي الديمقراطي
أسسه غسان عبد العزيز عثمان الذي كان عضوا في حركة الاشتراكيين العرب، بعد وفاة الأمين العام السابق لهذه الحركة عبد الغني قنوت في آذار 2001. وبقيت الحركة برئاسة أحمد الأحمد الذي اعترف به حزب البعث وأعطاه حقيبة وزارة الإنشاء والتعمير، في حين لم يحصل غسان عبد العزيز وحزبه الاتحاد العربي الديمقراطي على حقيبة وزارية في حكومة بشار الأسد.
الحزب السوري القومي الاجتماعي
أسسه عام 1932 أنطون سعادة، وهو يؤمن بالقومية السورية التي تضم جغرافية سورية الطبيعية، ويعتبر سعادة ان الإرادة والمصلحة هي التي تكون الأمة .
لم يكن تاريخ الحزب القومي مستقرا، فمع انتشاره في سورية ولبنان وفلسطين اصطدم بسلطات الانتداب في تلك الدول، وتم تصفية مؤسسه عام 1949 بعد ان سلمه حسني الزعيم للسلطات اللبنانية.
كانت علاقة السوري القومي مع حزب البعث متوترة خلال مرحلة الخمسينات، وبلغت ذروة التوتر بعد اغتيال العقيد عدنان المالكي نائب رئيس هيئة الأركان الجيش السوري، حيث تم اتهام القومييين بالترتيب لاغتياله وتمت ملاحقتهم وتصفية الحزب في سورية. وبقي الحزب يعمل سرا، ولكن منذ عام 1970 توقف "ملاحقة" القوميين، وتبدلت علاقته بشكل واضح مع دمشق، ورغم أنه لم يمنح ترخيصا رسميا أو يدخل الجبهة لكنه بقي ناشطا داخل المجتمع السوري، وفي عام 2005 انضم إلى الجبهة الوطنية التقدمية.