للتعبير عن نهاية العام ربما نقف عند خبرين فقط، الأول هو "تاجر السلاح" السوري ودون ذكر الاسم، والثاني اغتيال بناظير بوتو، ومع تباعد المسافة والأغراض بين الحديثين، لكنهما يلخصان العام الحالي بكل تفاصيله.
في الخبر الأول يمكن طرح عدد من إشارات الاستفهام:
– أولا طبيعة الرواية التي انتشرت رغم أنها من صحيفة اسبانية، فهل يحق لنا أن نسأل لماذا اهتمت فضائية عربية "محددة" بهذا الأمر، ولماذ ظهر خلال تقريرها صورة واحدة بينما غابت صورة "تاجر الأسلحة"؟
– ثانيا هل علاقات الدول إعلامية؟ ربما... فالحديث عن تاجر الأسلحة على ما يبدو ووفق التقارير العربية حصرا محاط بـ"هالة سورية".. ولكن السؤال "كم تاجر أسلحة منتشر اليوم على صورة رجل أعمال أو صاحب مشاريع ريادية أو إعلامية؟ ودون الإشارة أو التحديد فإن تجارة السلاح والكلمة اتحدتا في كثير من الأحيان.
– ثالثا: لماذا القصص الإعلامية لا تكتمل إلى برسم "تهديد على لسان شخص"؟ فهل مثل هذا التهديد أصبح جزء من "الأسئلة" الخمس التي يجيب عليها الحدث!!!
في المقلب الآخر هناك اغتيال بناظير بوتو الذي لا يفتح أسئلة بل على العكس فإنه يغلقها نهائيا، فهو أغلق السؤال عن سيرة "المدارس" التي ظهرت منذ الثمانينات بشكل مواز للدولة، وهو أيضا قتل السؤال حول ماهية مكافحة الإرهاب التي أطلقتها بانظير.. في المقابل فإن الصور التي ظهرت بعد مقتل بانظير يذكرنا بان باكستان دولة نووية، ولكنها أيضا تحمل مظلة السلاح النووي فوق مجتمع "تكسرت" ثقافته نتيجة "محارية السوفيات" ثم تحول المصطلح إلى محاربة الإرهاب.
خلاصة العام ضائعة بين فتح الأسئلة وإغلاقها، وبين الانفراج المقبل أو ازدياد الضغوط، ففي العام الذي يرحل حملنا هاجس الحرب ثم أزمة السلام، وتحملنا تقلب الإدارة الأمريكية وسكونها وتصريحاتها، وشاهدنا التحول الديمقراطي في العراق في طوره الجديد بعد أن أصبح أطفال العراق مشردون ومهددون، وأخيرا وليس آخرا شهدنا لقاء عباس وألمرت، دون أي سؤال حول تزامن المباحثات مع الموت الذي ينتشر في شوارع غزة.
ألا يحق لنا السؤال حول نوعية "البشر" الذين يصبحون نجوم الإعلام والسياسة؟؟ وحول الحديث عن "الاغتيال" بأنه "عمل جبان" وكأن فعل "الاغتيال" هو فقط نيل زعماء، بينما يبقى الموت منتشرا كحالة طبيعية في شوارع بغداد.
خلاصة العام الماضي تبقى مشوشة ما بين السؤال والجواب… بينما نودع الأيام المتبقية ونحن نحلل… ونستشرف… وربما نتباحث حول "قضايا الحل النهائي".