رغم ما تم النظر إليه على أنه تخفيض في تمثيل سوريا في مؤتمر أنابوليس بايفادها الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري الى الولايات المتحدة الاميركية ، الا ان ذلك كان بنظر بعض المراقبين ثقة من القيادة السورية بالمقداد وحكمته عبر المشاركة في هذا المؤتمر المهم الذي ضم اسرائيل واميركا ودولا عربية واجنبية وتمثيلا رفيعا واسعا ، وخاصة في ظل الظروف السياسية الحالية التي تعيشها سوريا وانقطاع مفاوضاتها المباشرة مع اسرائيل من جهة ، وتوتر علاقاتها العربية من جهة اخرى ، وعدم فهم علاقاتها مع الولايات المتحدة الاميركية وضبابيتها بين الشد والرخي من جهة ثالثة. المقداد من نجوم السياسة السورية لهذا العام بدبلوماسيته وثقته بنفسه وعدم تشنجه كبعض وزراء سوريا الذين يرفضون التعاطي مع الاعلام الاميركي رغم ان الاعلام يعتبر منفذا لتقديم وجهة نظرهم وايضاح وجهة نظر بلادهم .
المقداد جدد في لقاء مع محطة السي ان ان الاميركية مواقف بلاده على هامش انابوليس وقال أن سوريا لن تقبل التفاوض مع إسرائيل قبل عودة الأخيرة إلى خط الرابع من يونيو حزيران من العام 1967 واضاف "كما قال الرئيس الأسد في مناسبات عدة إن موضوع الأرض ليس للتفاوض نحن نريد الأراضي التي تقع ضمن خط الرابع من حزيران 1967 ولا نستطيع أن نقبل بما هو اقل من ذلك." واكد على "عدم اعتراف سوريا بإسرائيل ما لم يتحقق شرط إعادة الأراضي المحتلة وهذا ما سوف نناقشه بالتحديد ولكن مسألة الاعتراف لن تسبق خطوة إعادة الأراضي".
والتقى المقداد في انابوليس مع عدد من الوفود الأخرى وكان انابوليس فرصة لسوريا للحوار والتواجد وطرح وجهة نظرها كما التقى بوزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس وحملته تحياتها الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم. واعتبر المحلل السياسي السوري ادهم الطويل ان المقداد رجل هادىء ، وقال لايلاف انه بصرف النظر عن الثوابت الاساسية في السياسة الخارجية السورية التي لم تتغير كثيرا عبر عدة عقود لكن المقداد يعطي انطباعا عاما بانه اكثر انفتاحا وليبرالية من باقي الشخصيات السياسية السورية الاخرى ، واضاف لعل المقداد استفاد من تجربته كدبلوماسي في الامم المتحدة الامر الذي اتاح له الاقتراب اكثر من الرؤية السياسية الغربية لقضايا المنطقة.
ومازال ينظر البعض الى المقداد كممثل لرؤية الشباب في سوريا لانه كان قائدا طلابيا واستطاع ان يجمع الحماسة الى التروي .وكان المقداد عضوا فاعلا في لحركة الطلابية في سورية حيث كان عضوا في قيادة اتحاد الطلبة في جامعة دمشق ثم عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد قبل أن ينتخب نائبا لرئيس اتحاد الطلاب العالمي.
يذكر ان المقداد حائزا على الاجازة في الاداب قسم اللغة الانكليزية من جامعة دمشق عام 1978 كما نال شهادة الدكتوراه في الادب الانكليزي من جامعة شارل الرابع في براغ عام 1993. وعمل في عام 1994 في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية وفي عام 1995 نقل الى الوفد الدائم لسورية لدى الامم المتحدة ومثّل سورية في العديد من المؤتمرات الدولية وعين نائبا للمندوب الدائم وممثلا لسورية في مجلس الامنن وعيّّن سفيرا لسورية ومندوبا دائما لها في الامم المتحدة في عام 2003 .