قالت مصادر دبلوماسية عربية ان القمة العربية العادية المقرر انعقادها في دمشق في شهر اذار (مارس) المقبل قد تتأجل بسبب استمرار الازمة السياسية في لبنان.

واشارت المصادر الي بروز اتجاه لعقد قمة عربية طارئة في دولة المقر اي مصر، مع الدعوة الي تأجيل القمة العادية الي اشعار آخر . واعتبرت ان التلويح بقمة طارئة بديلة سوف يصعّد الضغوط علي دمشق لانجاح المبادرة العربية لتحقيق تسوية سياسية في لبنان، خاصة بعد ان اعلن الامين العام للجامعة العربية مؤخرا ان المبادرة وصلت لطريق مسدود.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد ربط في تصريحات انعقاد القمة العربية في دمشق بنجاح الجهود العربية في لبنان.

وتتولي السعودية الرئاسة الحالية للقمة العربية، ومن المفترض ان تقوم بتسليم الرئاسة الي الدولة التالية حسب الترتيب الابجدي، وهي سورية، في القمة المقررة بدمشق.

وقال دبلوماسي عربي ان عقد قمة طارئة في شرم الشيخ يعفي العاهل السعودي من الحرج الذي قد يواجهه بالاضطرار للمشاركة في قمة دمشق لتسليم الرئاسة الدورية الي الرئيس بشار الاسد.

وكانت العلاقات السورية ـ السعودية شهدت توترا حادا بعد ملاسنات بين نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مؤخرا.

ولم يكن متوقعا مشاركة العاهل السعودي في قمة دمشق، ما يعني ان الرئيس السوري قد يضطر لتسلم الرئاسة من مسؤول سعودي اقل درجة من رأس الدولة، وهو ما يعد نوعا من الاهانة. ورأي دبلوماسيون ان حرمان سورية من استضافة القمة ورئاستها قد يؤدي الي ازمة كبيرة، حيث ان الميثاق يكفل لدمشق هذا الحق.

وتشهد العلاقات المصرية ـ السورية فتورا واسعا منذ نحو عام ونصف العام عندما وصف الرئيس السوري في اعقاب الحرب الاسرائيلية علي لبنان في تموز (يوليو) 2006 الزعماء العرب بانهم انصاف رجال .

وقال دبلوماسيون عرب ان الاتصالات التي تجري بشكل هادئ بدأت اثر مغادرة موسي دمشق يوم الأحد من دون التوصل الي أية تفاهمات مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأن مساعدته في الجهود التي يبذلها لانجاح المبادرة العربية في حل الأزمة اللبنانية.

وأضاف الدبلوماسيون أن بعض الدول، وبخاصة السعودية ومصر اللتين كانتا دعتا للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي خرج بالمبادرة العربية، تشعران بالاحباط من موقف دمشق وتريان أن القـــــيادة الســورية تحاول استغلال المبادرة العربية لتعطيل الحل في لبنان وفي الوقت نفسه الايحاء بالتعاون بغية تمرير عقد القمة العربية المقبلة لديها.

مصادر
القدس العربي (المملكة المتحدة)