شددت المستشارة الالمانية انغيلا مركل على «المسؤولية التاريخية» لبلادها ازاء اسرائيل، وذلك في مستهل زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام تشارك خلالها في الذكرى الستين لإقامة الدولة العبرية، وتلقي كلمة غير مسبوقة امام الكنيست، ويتوقع ان تروّج لاقتراح عقد مؤتمر في برلين خلال الصيف يكون استكمالاً لمؤتمر انابوليس.
وتأتي الزيارة في وقت يحط في اسرائيل خلال الاسبوع عدد من الموفدين الغربيين، وعلى رأسهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والمرشح الرئاسي الاميركي جون ماكين، ونائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، كما يحتمل ان يزورها وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند. وحسب صحيفة «يديعوت احرونوت»، سيحاول الموفدون الضغط على اسرائيل من اجل التزام التفاهمات التي تم التوصل اليها في مؤتمر انابوليس للسلام، ومنها وقف الاستيطان، وخصوصا خطط التوسع الاخيرة في القدس، وفي الوقت نفسه الامتناع عن التصعيد العسكري في قطاع غزة تحسبا لتدمير عملية السلام. وبحسب ما اعلن امس، من المقرر ان تستأنف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال الاسبوع الجاري.
من جانبها، اعدت اسرائيل استقبالاً حاراً للمستشارة الالمانية في هذه الزيارة التي تتسم برمزية عالية، خصوصا انها تكرَّس للمشاركة في احتفالات اسرائيل بالذكرى الستين لقيامها في 15 ايار (مايو) عام 1948. وفي لفتة تعكس التحسن الكبير الذي طرأ على العلاقات بين الجانبين في عهد مركل، ستلقي المستشارة الالمانية كلمة أمام الكنيست غداً باللغة الالمانية، لتصبح بذلك اول رئيس حكومة المانية يسمح له بذلك بعدما عدّلت الكنيست نظامها الداخلي لهذه الغاية. ويرافق مركل في الزيارة سبع من ابرز وزراء حكومتها سيشاركون في مشاورات مع الحكومة الاسرائيلية هي الاولى بين الجانبين.
وشكرت المستشارة الالمانية مضيفيها على هذا «الاستقبال الحار»، مجددة تأكيد التزام بلادها أمن اسرائيل، ومشيرة الى «المسؤولية الخاصة لبلادها» تجاه الدولة العبرية، في اشارة الى المحرقة النازية بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. وقالت في تصريح: «ندرك التهديدات التي تحدق باسرائيل منذ ستين عاما، ونريد المساهمة... في التوصل أخيراً الى سلام على أساس دولتين، دولة في اسرائيل لليهود ودولة للفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية».
من جهته، رحب اولمرت بمركل «الحليفة الاستراتيجية»، مشددا على دورها في «مكافحة الارهاب والتسلح (النووي) الايراني»، كما رحب بـ «العلاقات الوثيقة للغاية» بين الجانبين على الصعيد الاقتصادي والعلمي والثقافي، مذكراً بأن المانيا أصبحت «الشريك التجاري الثاني» لاسرائيل في العالم.
وفي برلين، أكد مصدر مطلع أن مركل اتصلت عشية سفرها بالرئيس محمود عباس للاطلاع منه على وضع المفاوضات بعد مؤتمر أنابوليس وملاحظات الفلسطينيين عليها، كما بحثت معه الخطوط العامة لمؤتمر برلين الخاص بتقويم ما تحقق من مقررات أنابوليس. وجاء الكشف عن الاتصال الذي أجرته مركل بعباس بعد الانتقادات التي وجهها أخيراً سياسيون ألمان وإسرائيليون إلى نهج المستشارة الالمانية وابتعادها عن توجيه انتقادات علنية إلى سياسة الحكومة الإسرائيلية، خصوصاً في ما يتعلق بالاستيطان وسياساتها إزاء قطاع غزة، وايضا بسبب عدم ذهابها الى رام الله للاجتماع مع عباس خلال الزيارة.