زياد حيدر
وافق المشاركون في الاجتماع الثاني للجنة التعاون والتنسيق الأمني لدول جوار العراق، في ختام أعمالهم التي استمرت يومين في دمشق، على تكثيف التعاون الأمني، وأشادوا بالتعاون بين العراق ودول الجوار، وخصوصا سوريا، في مكافحة الإرهاب. وأكدوا أن ضبط الحدود مسؤولية مشتركة بين الجميع، وأن تنشيط القنوات الخاصة بالمعلومات بشأن القضايا الأمنية أمر لا بد منه.
وسارعت واشنطن إلى الإعراب عن أملها أن يخرج الاجتماع بالتزام جدي بشأن «وقف تدفق الإرهابيين والأسلحة» عبر الحدود، معتبرة أن شبكات الدعم «الإرهابية» في مختلف أنحاء المنطقة «ما زالت تشكل تهديدا مهما لاستقرار العراق».
وكان اليوم الأول من اللقاءات شهد «نقاشا مهذبا» بين الجانبين الإيراني والعراقي حول أحداث البصرة وفقا لمصادر دبلوماسية غربية، حيث وجه الوفد العراقي أصابع الاتهام نحو «طرف إقليمي» في التدخل في ما حصل، مشيرا إلى «مستمسكات صوتية ومرئية» تثبت ذلك.
ونفى رئيس دائرة الخليج في وزارة الخارجية الإيرانية جلال فيروزيان لـ«السفير» أن يكون تم طرح مثل هذا الموضوع. وقال «لم يطرح مثل هذا الموضوع، ولا مثل هذه الاتهامات، بل على العكس أكد الجانب العراقي متانة العلاقات بين البلدين، ونحن سنواصل تعاوننا مع الحكومة العراقية في إطار هذا التعاون». وشدد على «دور إيران في تعزيز الأمن على الساحة العراقية»، معتبرا أن «الجهة التي تطرح الاتهامات هي التي تطرح المشاكل في العراق وتسبب الصراعات، لذا نؤكد أن الحل الأمثل هو انسحاب قوات الاحتلال من العراق».
وشدد المشاركون في الاجتماع، في البيان الختامي الذي سترفع توصياته إلى اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق في الكويت في 22 نيسان الحالي، على «احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق، والحفاظ على هويته العربية والإسلامية».
وأضاف البيان، الذي تلاه معاون وزير الخارجية السوري أحمد عرنوس، «أشاد المشاركون بالتعاون الايجابي بين العراق ودول الجوار في مجال مكافحة الإرهاب، والذي أدى إلى تحسن الوضع الأمني في العراق». كما أشاد «بسوريا لما قدمته من تسهيلات لإنجاح أعمال هذه اللجنة، وما بذلته من جهود حثيثة وتعاون في ضبط الحدود مع العراق، ما ساهم في تحسين الأمن والاستقرار في العراق».
وشدد البيان على أن «ضبط الحدود مسؤولية مشتركة بين العراق ودول الجوار، وعلى أهمية تحقيق المصالحة والوفاق الوطني ودعوة جامعة الدول العربية لمواصلة جهودها بالتنسيق والتعاون مع الحكومة العراقية».
وأكد البيان دعم اللجنة «لجهود الحكومة العراقية لإنهاء المظاهر المسلحة وسحب السلاح غير الشرعي وحل الميليشيات، ودعوة جميع الدول إلى الالتزام بمنع دخول السلاح من العراق واليه»، و«تنسيق الجهود، واتخاذ خطوات عملية، لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، وتجفيف مصادر تمويله المختلفة».
وأوصى الاجتماع «بضرورة تفعيل قنوات تبادل المعلومات حول القضايا الأمنية، بما في ذلك العناصر المشتبه فيها عبر القنوات والآليات المتفق عليها».
وقالت مصادر حضرت الاجتماع لـ«السفير» إن الجانب التركي طلب من لجنة الصياغة الإشارة بالاسم إلى حزب العمال الكردستاني باعتباره تهديدا لأنقرة، ما دفع الجانب الإيراني لطلب ذكر «مجاهدي خلق» باعتباره تهديدا لطهران، إلا أن عرنــوس طلب الابتعاد عن التفاصيل، ما دفع بالنهاية إلى اعتماد الصيغة العامة الحالية.
ودعا البيان دول الجوار إلى توقيع مذكرات تفاهم أمنية ثنائية مع العراق. وشدد على «اتخاذ التدابير التي تكفل عدم استخدام أراضي العراق، أو أي دولة من دول الجوار، للتدريب أو لتنظيم أعمال إرهابية ترتكب ضمن دول أخرى أو ضد مواطنيها».
وجدد عرنوس، في مؤتمر صحافي، حرص دمشق على وحدة واستقرار وسيادة العراق، مشيرا إلى «أهمية تعاون الجميع من أجل إنجاح جهود الحكومة العراقية لتحقيق السيادة والاستقلال والأمن في العراق، بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال عن أراضيه».
في المقابل، أعربت السفارة الأميركية في دمشق، في بيان عقب الاجتماع الذي شارك فيه القائم بأعمال السفارة مايكل كوربن، عن «الأمل أن يخرج هذا الاجتماع بالتزام عميق من قبل الأطراف كافة لوقف تدفق الإرهابيين والأسلحة التي يستخدمونها، من خلال الحدود العراقيــة، ومن أرجاء المنطقة ككل».
وأضاف البيان «إن تدفق الأسلحة المصنعة في الخارج، والتي تستخدم من قبل عناصر الميليشيا الإجرامية المتورطة في القتال ضد قوات الأمن العراقية، والتي استخدمت بشكل صارخ أثناء أعمال العنف الأخيرة التي دارت في البصرة والمنطقة الجنوبية من العراق إضافة إلى بغداد، لهو خطر آخر داهم ينبغي على هذه المجموعة معالجته».
وأكد البيان دعم واشنطن «بقوة لجهود هذه المجموعة من اجل تحسين مستوى التنسيق، من اجل ضمان امن الحدود في المنطقة، مع التأكيد بشكل خاص على مساعدة الحكومة العراقية من اجل تجاوز التهديدات على امن مواطنيها التي يسببها إرهابيون من خارج العراق ومجموعات مسلحة غير مشروعة». كما أكد استعداد واشنطن، بصفتها مراقبا في هذه المجموعة، «لتقديم أي مساعدة بأي طريقة ممكنة في هذا المجال».
