يصل مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان إلى إسرائيل اليوم، لبحث تفاصيل اقتراح التهدئة في غزة الذي أقرته القاهرة مع الفصائل الفلسطينية، في وقت تفاقمت المعاناة الإنسانية لسكان القطاع، مع توقف جميع المخابز عن العمل نتيجة نفاد الغاز والوقود وانقطاع الكهرباء.
وأعلنت جمعية أصحاب المخابز الفلسطينية «اننا اصحاب مخابز قطاع غزة والبالغة 50 مخبزا، نعلن عن التوقف التام عن العمل وذلك بسبب نفاد الغاز والوقود وانقطاع الكهرباء» مطالبة «كل الاطراف والمؤسسات الحقوقية والدولية والانسانية بالتحرك لرفع الحصار وتوفير الوقود اللازم للعمل لضمان استمرار العمل ووصول رغيف الخبز للمواطن».
وقال ابو احمد (45 عاما)، الاب لستة اطفال الذي دار على مخابز عديدة فلم يجد ما يعود به الى اطفاله، «ذهبت لشراء الخبز فوجدت جميع المخابز متوقفة عن العمل وفارغة من جميع انواع الخبز. لا اعرف الى متى سيستمر هذا الوضع. هل سينتظر العالم حتى نموت مع اطفالنا من الجوع».
كذلك، توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل بالكامل امس الاول، بسبب نفاد الوقود ايضا.
الى ذلك، قال المدير العام للاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية معاوية حسنين ان 550 مريضا دخلوا الى مصر عبر معبر رفح، وذلك بعد فتح المعبر امس الاول لثلاثة ايام فقط للسماح للمرضى بتلقي العلاج في مصر.
عمر سليمان
وقال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ان «عمر سليمان سيزور اسرائيل الاثنين لمناقشة الوضع في غزة» وبحث اقتراح التهدئة، مضيفا ان الوزراء الاسرائيليين ناقشوا خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة امس «مبدأ» ارساء التهدئة.
وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فلنائي «يجب ان نفكر في مبادرة المصريين الذين يشكلون عنصرا استراتيجيا مهما في المنطقة»، مضيفا «سيأتي عمر سليمان، سنستمع إليه وندرس الامر وسنرى ما يقدمه وعلى هذا الأساس سنتخذ قرارات، لكن حاليا ليس هناك اي شيء مطروح على طاولة البحث. ما من حوار مع منظمة ترفع راية تدميرنا».
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان الدولة العبرية تأمل الحصول على تفاصيل عن طريقة إدارة عمليات المراقبة على معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، ومدة التهدئة وعدم الاشارة في الاتفاق الى الافراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال جلسة الحكومة ان «حماس قوة مسيطرة على غزة. عليها تحمل تبعات أفعالها... الواقع يجب ان يتغير: اما ان يسود الهدوء واما ان تستخدم اسرائيل القوة لاعادة ارساء الهدوء».
وكان اولمرت قد قال، في حديث لصحيفة «واشنطن بوست» ومجلة «نيوزويك» الاميركيتين، «لا حديث عن (اتفاق) سلام يتم التوسط بشأنه بيننا وبين حماس. المسألة تكمن في ما اذا كانت مصر ستدرك تماما وتدعم الشروط التي وضعتها إسرائيل كي تتوقف عن القيام بعمليات عسكرية اضافية. على حماس ان توقف كل الانشطة الارهابية... وان تنهي تهريب السلاح الى غزة».
وردا على سؤال عما إذا كان الفلسطينيون سيتخلون عن حق العودة في أي معاهدة سلام مع اسرائيل، أجاب اولمرت «لا اعتقد انه يتعين عليهم ان يتخلوا عن حق العودة. ليس لديهم الحق بالعودة، ولا اعتقد ان ذلك على جدول الأعمال في ما خص إسرائيل».
من جهته، أكد المتحدث باسم حركة حماس أيمن طه أن سليمان سيزور إسرائيل اليوم، مضيفا «إذا رفض العدو الصهيوني التهدئة، فالمطـلوب أن يـتم فـتح معبر رفح من جانب واحد، لأننا قدمنا في حماس وفصائل المقاومة الخطوة الأولى والكرة الآن في الملعب الصهيوني».
وأعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس ان المقاوم في صفوفها أسامة محمد الأسطل استشهد وأصيب اثنان، خلال محاولتهم وضع عبوة قرب السياج الأمني المحاذي لجنوبي غزة امس الاول.
إلى ذلك، ذكرت «اسوشييتد برس» ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس أبلغت الفلسطينيين والإسرائيليين، خلال زيارتها إلى المنطقة قبل أكثر من أسبوع، بضرورة تحقيق تقدم قريبا في المفاوضات السرية التي يجرونها، وذلك خشية تراجع الدعم الشعبي لعملية السلام لدى كلا الطرفين.
ونقلت الوكالة عن مصدر فلسطيني ان رايس طرحت فكرة إصدار بيان يحدد التقدم الذي تحقق في المحادثات، وهو ما رفضه الطرفان، معتبرين ان المفاوضات يجب ان تستمر، كما شددا على ان التوقيت خاطئ لاصدار أي بيان في هذا الشأن.