أظهرت اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية وليد المعلم في طهران يوم الثلاثاء مع كبار المسؤولين الإيرانيين متانة العلاقات التي تجمع بين دمشق وطهران والتي وصفها المعلم بأنها "استراتيجية".
ودلت تصريحات الجانبين إلى مدى حرصهما الكبير على "تنمية" هذه العلاقات و"توطيدها".
ويزور المعلم طهران لأربعة أيام للمشاركة في المؤتمر الخامس عشر لوزراء خارجية دول عدم الانحياز الذي تستضيفه إيران وافتتح أعماله الثلاثاء.
والتقى الوزير المعلم على هامش أعمال المؤتمر كل من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، ووزير الخارجية منوشهر متكي.
وخلال لقائهما، أكد الرئيس نجاد للوزير المعلم حرصه على تطوير العلاقات مع سورية وتطلعه للقاء الرئيس بشار الإسد في طهران قريباً.
وبحث الجانبان التطورات الاقليمية والدولية وسبل التعاون القائم بين ايران وسورية في سعيهما المشترك لتسوية المشكلات التي تواجهها المنطقة.
وخلال لقائه الوزير المعلم، عبر لاريجاني عن ارتياحه لتطور العلاقات الودية بين إيران وسورية وقال: رغم العلاقات الودية جداً بين البلدين في شتى المجالات الا انه لا زالت هناك امكانيات واسعة للنهوض بالعلاقات السياسية والاقتصادية والتي يتعين الاستفادة منها لخدمه مصالح الشعبين.
كما أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني عزم بلاده على تنميه العلاقات الشاملة مع سورية واشار الى الاوضاع الحساسه بالمنطقة وضرورة استمرار التعاون والمشاورات بين البلدين على كافة الاصعدة وقال: ان ايران وسورية كبلدين مهمين في العالم الاسلامي يضطلعان بدور مهم لمواجهة التهديدات الجاريه ضد المسلمين.
ووصف لاريجاني دور برلماني ايران وسورية بالمهم جداً في تطوير التعاون الثنائي وقال، ان مجلس الشوري الاسلامي يدعم اي اجراء لتعزيز العلاقات مع سورية.
من جانبه، أكد الوزير المعلم على الدور الذي يمكن ان يقوم به مجلس الشورى الإسلامي في ايران ومجلس الشعب في سورية في توطيد العلاقات بين الشعبين الصديقين.
ووصف وزير الخارجية العلاقات بين ايران وسورية بالاستراتيجية وقال، ان ايران تضطلع بدور مهم في المنطقه، وسورية تولي اهميه خاصه لتعزيز العلاقات الشامله معها والتعاون بين طهران ودمشق بشأن القضايا الاقليمية والدولية قد أسفر عن نتائج ايجابية لشعوب المنطقة.
ونوه المعلم بأن وجهات نظر البلدين بشأن التطورات الدولية والاقليمية متقاربة جداً، مؤكداً ضروره استمرار المشاورات.
كما التقى الوزير المعلم مع نظيره الإيراني منوشهر متكي وجرى تبادل وجهات النظر ازاء التطورات الاقليمية والدولية.
وألقى المعلم كلمة سوية في المؤتمر حيث جدد فيها دعم سورية لنشاطات ايران النووية السلمية، وندد باجراءات بعض الدول ضد هذه النشاطات والتهديدات الموجهه لايران، محذراً في الوقت نفسه من أخطار أسلحة اسرائيل النووية وامتناعها عن الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي.
وقال الوزير المعلم: إن اسرائيل لا زالت تواصل عدوانها ضد الشعب الفلسطيني المظلوم وتحول دون اصدار مجلس الامن قرارات لصالح الشعب الفلسطيني، مؤكداً دعم سورية للشعب الفلسطيني وذلها جهوداً مضاعفه لاستئناف المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية، بهدف تحقيق عملية المصالحة الوطنية في البيت الفلسطيني الداخلي.
وأشار وزير الخارجية، إلى أن إسرائيل نهبت ثروات مرتفعات الجولان وتعمل على دفن نفاياتها النوويه في هذه المنطقة، وقال ان المواطنين السوريين يعانون من أوضاع صعبة جداً في السجون الاسرائيلية، داعياً المجتمع الدولي الي ممارسه الضغوط على اسرائيل لتغيير اساليبها.
وبخصوص العلاقات السورية - اللبنانية قال المعلم: إن سورية تدعو إلى أفضل العلاقات مع البلد الشقيق لبنان وتدعم جهود المصالحة الوطنية في لبنان والعراق وتدعو إلى تحديد جدول زمني لانسحاب القوات المحتلة من الأراضي العراقية.
واستنكر الوزير المعلم قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية باصدار قرار توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، ودعا كافة دول عدم الانحياز الي التصدي لمثل هذه الاجراءات.
ويرى المراقبون في ذلك رداً واضحاً وعملياً من قبل البلدين على الجهات التي تُروَّجُ لبرود في العلاقة بينهما على خلفية انخراط سورية في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل برعاية تركية، علماً أن إيران أبدت دعمها لسورية في استعادة أراضيها المحتلة بالطرق التي تجدها مناسبة.