في المقابل فإن خطوطا حمر تخص عمليات التسلح بدأت تظهر في اللحظة الراهنة بشأن الموضوع السوري،
غادر كوفي عنان، مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، موسكو موتجها إلى بكين دون وجود تفاصيل واضحة عن نوعية المباحثات التي جمعته مع كل من سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، والرئيس الروسي وديمتري ميدفيدف، لكن لقاء باراك أوباما مع ميدفيدف في سيوول ربما يكشف عن نوعية التعقيد في معالجة الموضوع السوري، فكلمات الرئيسين نقدم الحد الأدني للتفاهم حول هذا الموضوع، وباستثناء دعم مهمة عنان فإن المؤشرات لا توحي بأن هناك تفاهمات حول "تسوية" سريعة.
في المقابل فإن خطوطا حمر تخص عمليات التسلح بدأت تظهر في اللحظة الراهنة بشأن الموضوع السوري، لكنها في نفس الوقت لا تعبر إلا عن مستوى في تجميد الأزمة، فالرفض المبطن لعمليات تسليح المعارضة، التي ظهرت خلال لقاء رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، مع أوباما لا توحي بأن هناك آلية لضبط مسألة التسليح أو تسرب المسلحين، فمسألة السلاح بقيت في المنطقة الرمادية ضمن الدول المتفقة عمليا على "إسقاط" النظام في سورية.
وإذا كانت النقاط العالقة ماتزال كثيرة داخل الأزمة السورية، فإنها في المقابل تحدد آليات جديدة في التعامل مع السورية، وعندما يتم الحديث بشكل مباشر عن "إسقاط تنحي الرئيس"، فهذا يعني أيضا الاحتفاظ بالشروط التي تضمن الضغط، وهو ما يفسر استمرار التعامل بمبدأ العقوبات الشاملة على سورية من قبل الولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا، فالسيناريو القادم سيحمل معه "عملية سياسية" قد تطول، وتمتاز بالدرجة الأولى بـ"تحسين" شروط التفاوض أو الحوار، أو حتى إعادة رسم الموقع السوري إقليميا.
بالتأكيد فإن كوفي عنان قطع شوطا مهما في مسألة رسم "إطار التسوية"، إلا أن التفاصيل ربما تبقى غائبة حتى اللحظات الأخيرة، فالزمة السورية كما ظهرت خلال عام كامل هي كميات كبيرة من التفاصيل السياسية، والقدرة على التعامل معها تبدو صعبة على الأخص أن الطرف المعارض يبني اليوم كتلته من خارج سورية، بينما تبقى المعارضة الداخلية مزيج متدرج ما بين البحث عن موقع سياسي، او محاولة إيجاد قاعدة اجتماعية واسعة لأي تحرك أو برنامج سياسي قادم.
النقطة الحرجة في الزمة السورية اليوم تتجلى في الاستحقاقات التي ستواجهها الأطراف بعد إنهاء عنان لإطار حل الأزمة، أو ما يمكن تسميته بـ"برنامج" تنفيذ النقاط التي طرحها سابقا على دمشق، فتخوف البعض أن يرجح ميزان القوة، سياسيا وربما عسكريا، لصالح السلطة السياسية، وهو ما يدفع بعض الدول الإقليمية إلى استعجال لملمة المعارضة عموما تحت إطار واحد، وهي مهمة ستظهر نتائجها سريعا، إيجابا أو سلبا، بعد انعقاد مؤتمر "أصدقاء سورية" مطلع الأسبوع القادم.