ظهر التصعيد في سورية منذ مساء يوم الخميس كمؤشر سياسي على مواقف تصاعدت عبر العالم
ظهر التصعيد في سورية منذ مساء يوم الخميس كمؤشر سياسي على مواقف تصاعدت عبر العالم، وانتهت في القاهرة مع انتهاء اجتماع المجلس الوزاري العربي الذي شهد جدلا بشأن وضع "البند السابع" في بيانه، لكنه خرج في النهاية بمطالبة مجلس الأمن بالتدخل دون ذكر هذا البند الذي يتيح التدخل العسكري، في وقت يبدو موضوع التسليح قائم ولو عبر قنوات حيث أحبط الجيش محاولة تسلل عبر البحر بينما أوقف الجيش اللبناني باخرة محملة بالأسلحة قادمة من ليبيا.
تفجيرات بالجملة
وعاش السوريون أمس على إيقاع "العبوات الناسفة" التي كان اعنفها في منطقة الميدان وسط العاصمة دمشق، حيث سقط تسعة وجرح 26 آخرين، وسبقه 3 انفجارات صغيرة، بالاضافة الى تفجير عبوتين في طرطوس، وبعد منتصف الليل سمع دوي انفجار آخر وإطلاق نار في منطقة الزبلطاني، وحملت وزارة الداخلية السورية "مجموعات إرهابية تكفيرية" المسؤولية عن التفجير، مؤكدة أنها "لن تتساهل في التعامل مع المجموعات الإرهابية وستضرب بيد من حديد كل من يعمل على ترويع المواطنين ونشر الفوضى في البلاد".
وياتي التصعيد عشية انتهاء اجتماعات المجلس الوزاري العربي في القاهرة، الذي حمّل في بيان له "السلطات السورية" مسؤولية ما يحدث مكالبا مجلس الأمن باتخاذ قرار ملزم بعد الخامس من الشهر القادم، بيما أفادت معلومات من القاهرة عن ان المجلس الوزاري شهدت جدال حول وضع البند السابع في البيان، لكنه في النهاية ظهر دون الإشارة لهذا البند.
وفي سياق التصعيد أحبطت وحدات الجيش السوري محاولة تسلل بحري ليل أمس، بينما أفادت مصادر أمنية لبنانية أمس بأن الباخرة التي أوقفتها البحرية اللبنانية في مياه لبنان الإقليمية كانت محمّلة بالأسلحة وكانت قادمة من ليبيا عبر مصر الى مرفأ طرابلس في شمال البلاد، موضحة أن بحرية الجيش اللبناني أجبرت الباخرة على التوجّه الى مرفأ سلعاتا في شمال بيروت، مشيرة إلى أن أية تفاصيل أخرى حول الأسلحة والجهة التي كانت ستتسلمها لن يكشف عنها قبل انتهاء التحقيقات.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أن "الجماعات الإسلامية" التي تستخدم العنف "تحول دون تسوية الأزمة السورية"، متهما المعارضة المسلحة بأنها وراء عدم ترسخ الهدنة، كما أوضح أن هذه المجموعات تقوم بعمليات "إرهابية" وتطلق النار على قوات الأمن لإحباط خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان و"إثارة غضب المجتمع الدولي وتحريضه على التدخل الخارجي".
وأكد لافروف على ضرورة "أن يعمل الجميع بنزاهة"، فموسكو حسب تعبيره نتعاون مع الحكومة (السورية) بشكل أساسي، وتحاول إقناعها بأن تتمسك بشكل صارم بالتزاماتها وفقا لخطة عنان، وتتعامل كذلك مع المعارضة، إلا أن الدول الأخرى حسب تعبيره "تتمتع بنفوذ أكبر" وسط المعارضة، وعليها أن تقف "الدول موقفا مسؤولا أكثر إزاء التزاماتها وفقا لقرار مجلس الأمن"، مجددا معارضة موسكو لفرض العقوبات على سوريا.
روبرت مود يعين رسميا
في المقابل عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسميا الجنرال النروجي روبرت مود على رأس مهمة المراقبين الدوليين في سوريا، وأعرب مود، في تصريح لمحطة "إن أر كيه" النروجية، عن تفاؤله الحذر تجاه تطور الوضع في سوريا، مقرا بوجود تحديات كثيرة وصعبة لدفع جميع الأطراف المعنية لاحترام وقف إطلاق النار في إطار تنفيذ خطة أنان، مشيرا إلى أن "إعلان الفشل في المهمة الملقاة على عاتق بعثة المراقبين الدوليين في سوريا ليس مطروحا على الإطلاق". وأعرب عن ثقته في إمكانية تقديم النرويج المساهمة لإعادة الاستقرار إلى سوريا.
ويأتي تعيين مود بعد تصريحات متبادلة حول عدم قبول سورية لمراقبين مما يسمى "أصدقاء دمشق"، فيما اعلنت فكتوريا نولاند، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الامريكية في مؤتمر صحفي لها أمس، ان الولايات المتحدة لن ترسل مراقبين الى سورية، لكنها ستقدم الدعم المالي لهذه البعثة، واشارت أيضا الى ان الادارة الامريكة تعتقد ان خطة المبعوث الدولي كوفي عنان للتسوية لم تنجح بعد لان السلطات السورية لم تفي بالتزاماتها، مضيفة ان "معظم انتهاكات وقف اطلاق النار تأتي من جانب النظام".
أما الناطق الرسمي باسم البيت الابيض في واشنطن، جوش ايرنيست، فأعرب عن خيبة امل الولايات المتحدة من عدم تنفيذ الحكومة السورية التزاماتها في اطار خطة المبعوث الاممي كوفي عنان لتسوية الازمة