استيقظ سكان دمشق صباح اليوم على صوت انفجارين عكسا واقعا مختلفا عما شهدته المدينة امس،
استيقظ سكان دمشق صباح اليوم على صوت انفجارين عكسا واقعا مختلفا عما شهدته المدينة امس، فـ"الهدوء" النسبي الذي ميز يوم الجمعة لم يستمر طويلا، لكنه "هدوء" لم يمنع بعض الأحداث المتفرقة في محيط دمشق أو حتى في بعض أحيائها الشعبية، التي شهدت توترات سريعة وتظاهرات محدودة، أما سياسيا فتنقل المراقبون أمس في عدد من المحافظات السورية، مما اعطي انطباعا عاما على سير خطة عنان رفم كافة الضغوط.
ردود سياسية
المعلومات الأولية عن انفجارات دمشق تحدثت عن أضرار مادية فقط، وحدث الانفجاران في شارع السورية وكان الفارق بين الأول والثاني حوالي خمس دقائق، وتناقلت بعض المصادر عن انفجارين آخرين في منطقة جوبر (شمال دمشق) والثاني في جديدة عرطوز (إلى الغرب من المدينة)، وشهدت محافظات سوربة امس انفجار عدد من العبوات الناسفة، في وقت كان المراقبون يتنقلون ما بين المحافظات للاطلاع على الوضع الميداني.
ووسط الخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار اعتبر الجنرال النرويجي روبرت مود، رئيس فريق المراقبين الدوليين في سورية، أنه يتعين على الجيش السوري "القيام بالخطوة الاولى" من أجل وفق إطلاق النار، مبينا أول أمس أن الجيش هو الطرف الأقوى وهو يملك "المروءة" للقيام بمثل هذا الأمر.
أما الخارجية الروسية فاوضحت مع استمرار انتشار المراقبين أن المهمة الرئيسية للمجتمع الدولي تتمثل في تجنب إفشال خطة عنان لتسوية الأزمة السورية ودعم هذه الخطة، واوضح ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، أمس إن الوضع في سورية يبقى متوترا للغاية، إلا أن موسكو لا تريد المبالغة في تقييم خطورته، مشيرا إلى أن "كلا الجانبين لم ينفذا اتفاق وقف إطلاق النار، لكن مستوى العنف بشكل عام انخفض كثيرا".
وأكد الدبلوماسي الروسي أن خطة دمشق لإجراء الانتخابات البرلمانية تدل على سعي النظام السوري إلى وقف العنف وإحلال السلام وإلى أن يتوصل السوريون بأنفسهم إلى اتفاق حول كيفية التقدم نحو بناء دولة ديمقراطية، معتبرا أن قرار الانتخابات هو "قرار الدولة ذات السيادة"، وان "ما يثير القلق" هي المناطق التي لا تسيطر عليها الدولة التي يمكن أن تشهد توترا أثناء العملية الانتخابية، مشيرا في الوقت ذاته إلى ان الانتخابات تهدف بالأساس إلى أن يعبر الشعب عن رأيه بشأن ما يجري وبشأن السلطات.
أما في واشنطن فالصورة بدت مختلفة حيث دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس، الامم المتحدة إلى التفكير في استصدار قرارات أخرى في حال عدم التزام الحكومة السورية بوقف اطلاق النار، وكان جاي كارني، الناطق باسم البيت الأبيض، بين أول أمس في مؤتمر صحفي أن على المجتمع الدولي الاعتراف بهزيمته فيما لو بقيت سياسة دمشق على حالها، معتبرا أنه في مثل هذه الحالة يجب على المجتمع الدولي "العمل جديا للتعامل مع التهديد الخطير للسلم والاستقرار" الذي تمثله سياسة السلطات السورية حسب ادعائه، كما أوضح أن هذا العمل يجب أن يجري في مجلس الأمن، وإذا اقتضت الضرورة فستتعامل واشنطن مع شركائها خارج مجلس الأمن.
خطة عنان على المسار!
أما أحمد فوزي، الناطق باسم كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية، فأعلن أمس أن خطة السلام الخاصة بسورية تمضي على المسار، على الرغم من التقارير التي تتحدث عن انتهاكات لوقف اطلاق النار، موضحا أن الأزمة التي استمرت أكثر من عام "لن تحل في يوم أو أسبوع". وذكر فوزي أن عنان سيطلع مجلس الأمن الدولي في مؤتمر عبر فيديو كونفرنس من جنيف يوم الثلاثاء القادم 8 أيار، على أحدث تقييم بشأن تنفيذ خطته للسلام المؤلفة من ست نقاط.