أصدر المجلس العسكري للجيش "السوري" الحر في ريف دمشق, يوم السبت ليلة الأحد 19 أيار-مايو 2012, بيان انتصار, نقرأ فيه : " يعلن المجلس العسكري لدمشق وريفها عن اعدام عدد من المسؤولين, من ضباط وموظفين في النظام المجرم, على يد أحد أبطال قوات الصحابة الخاصة. أما المستهدفون فهم: آصف شوكت, محمد الشعار, داوود الراجحة, حسن تركماني, هشام الاختيار, ومحمد سعيد بخيتان. لقد تأكد موت أغلبهم في مشفى الشامي, وبناء على ذلك نتحدى النظام بأن يثبت على أي من قنواته التلفزيونية عدم صحة ادعائنا"
( تذييل لتحميل الوثيقة, وفيديو تلاوة البيان في أسفل الصفحة)
الضحايا المستهدفين هم أعضاء الخلية المركزية لإدارة الأزمة, الذين يفترض أن يكونوا قد تعرضوا لعملية تسمم أثناء تناولهم الطعام معا, في نهاية كل اجتماع يومي, بواسطة سم مستخرج من الزئبق, يعتقد أن طباخهم قد دسه في الوجبات.
لقد خدم بث هذا البيان بإطلاق اشارة البدء بعمليات عسكرية واسعة النطاق. ففي زعمهم أنهم تمكنوا من قطع رؤوس الأجهزة الأمنية, قامت وحدات الجيش السوري الحر بشن عدة هجمات ضد المباني الرسمية. وقد دارت معارك طاحنة حتى الفجر بالقرب من القصر الجمهوري, وفي حي المزة وكفر سوسة, بوجه خاص.
عناصر الادارة العامة للأمن الخارجي, وهم بالمناسبة جزء من تركيبة وسائل الاعلام الفرنسية, استقبلوا النبأ فورا بالتهليل. وقد مضى إغناس لوفيرييه (واسمه الحقيقي هو فلاديمير غلاسمان) إلى التوضيح على مدونة صحيفة لوموند, أن الرئيس الأسد ربما يكون على علم مسبق بها, وأنه تركها تحصل, كي يتخلص من صهره الجنرال شوكت
[1]. لا, هناك ما هو أفظع من ذلك. لقد ذهب جورج مالبرونو إلى القول على مدونة صحيفة لوفيغارو, إلى حد الزعم بأن آصف شوكت, الذي نجا من العملية التي استهدفته, أراد أن ينتقم, فأمر بذبح سكان الحولة [2].
ياللحسرة! كما هو الحال دائما, فالدعاية لاتصمد طويلا أمام الزمن.
وفي الواقع, لم يكن الطباخ أحد عملاء الجيش السوري الحر, بل أحد الضيوف الذين اعتقد الغربيون أنهم اشتروه. وما حصل من حركة ذهاب وإياب على مشفى الشامي أضفى مصداقية على نجاح العملية.
عندما أصدر الجيش السوري الحر أمر الهجوم على المقرات الأمنية, فوجئوا بوجود تشكيلات خاصة في انتظارهم, وقد تمكنت من صد هجومهم بقوة, ما أدى إلى مقتل نحو 300 من المتمردين, بمن فيهم من السوريين والمرتزقة الأجانب خلال المعارك التي جرت تلك الليلة في دمشق.
ومع إشراقة صباح اليوم التالي, ظهر الجنرال حسن تركماني, رئيس الخلية المركزية في إدارة الأزمة, على شاشة التلفزيون الرسمي ليؤكد أنه لايزال على رأس عمله.
أما ضحايا مجزرة الحولة من المدنيين, فهم ينتمون جميعا إلى عائلة عبد المعطي المشلب ( الذي انتخب حديثا في مجلس الشعب عن حزب البعث, واختيرا أمينا عاما له), إضافة إلى آخرين ذنبهم أنهم رفضوا تقديم الدعم للجيش السوري الحر.
titre documents joints
[1] «Syrie. La Cellule centrale de gestion des crises décimée par un empoisonnement», Blog Un œil sur la Syrie, LeMonde.fr, 23 mai 2012.
[2] «Syrie: Shawkat, beau-frère d’Assad, survit à un empoisonnement», par Georges Malbrunot, De Bagdad à Jérusalem, l’Orient indiscret, LeFigaro.fr, 28 mai 2012.