عندما تنقلب موازين القيم،وتختبل الوسائل في تضليل الرأي العام العالمي،ويراد للانسانية أن لا تنعم بسلامها،ويراد للشعوب أن تحترق بنار العداوات الواهمة.حينها تنجلي الحقيقة وتنكشف المزاعم وتتهافت الأكاذيب وتتهاوى على أقدام الشعور الانساني النبيل المحب للسلام لبني البشر كلهم على اختلاف توجهاتهم وثقافاتهم.
وكما خابت كثير من المحاولات في ماضي البشر، يتكرر اليوم سيناريو رواية مزعومة روجت لها كثيرا اٍدارة بوش ، تبغي من ورائها ترويع العالم بأسره تحت كثير من المسميات البراقة والمفتعلة،نظر لها كثير من أمثال صموئيل هانتنغتون وأشباهه.وراحو يكثرون من حكايات صراع الحضارات وما يصور على أنه (الخطر الاٍسلامي المهدد)للعالم.وباسم هذه الشعارات وغيرها تم اٍحتلال أفغانستان ثم العراق والباب مفتوح ل.........،كل ذلك بدعوى مطاردة (الاٍرهاب الاٍسلامي)وتنظيم القاعدة الذي لم نسمع بمثله اٍلا في أساطير أفلام الويسترن،والذي لم تتمكن أعتى دولة عسكرية في العالم، اٍلى الآن من وضع حد له.
واليوم تتشرف شبكة فولتير ببث تحقيقات السيد تييري ميسان عن
أكبر كذبة عرفها القرن.يحدوها في ذلك طبعا فسح المجال لحوار هادف بناء تستبعد فيه كل وسائل الضغط والاٍرهاب الفكري والاٍعلامي.كما تتمنى شبكة فولتير من كل قرائها مزيد تواصل ونقاش بناء هادف يسير بنا نحو الحقيقة والاٍحترام للآخر،ومبتغين في النهاية تجسيدا أمثل للديمقراطية الحقة والتي يجد فيها كل واحد منا مكانه حتى يتبين الغث من السمين وينكشف الوجه الحقيقي لاٍدارة طالما زعمت التبشير بالديمقراطية واٍحترام حقوق الانسان في يوم،لتعود وتنهتكها في اليوم التالي.
أصداء " الخدعة الرهيبة"
وقد لاقى كتاب الخدعة الرهيبة صدى اٍيجابيا على كثير من المنابر الاٍعلامية والثقافية بالعالم أجمع وكذا بالعالم العربي والاٍسلامي،وكان ذاك ما أدى بكثير من الجهات اٍلى اٍستدعاء السيد ميسان لعرض أطروحاته حول تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر،وتمحيص الرواية الرسمية الأمريكية.
وقد زار خلال جولة عريضة كل من دولة الاٍمارات العربية المتحدة،والتي سمح له فيها مركز زايد للمتابعة والتنسيق مشكورا بترجمة الكتاب الى العربيةو وطبعه،وهنا نود أن نحيي سعي هذا المنبر الحر اٍلى نشر المعلومة والرأي الآخر المخالف للرواية الرسمية الأمريكية.كما استدعي السيد ميسان الى دولة قطر ضيفا على قناة الجزيرة الفضائية،ذاك المنبر الاٍعلامي الحر والذي تمتن له شبكة فولتير ،وكذا السيد ميسان بالعرفان على التجسيد الفعلي لمعنى حرية الرأي والتعبير.
وقد تنقل السيد ميسان كذلك الى المملكة المغربية مستدع من طرف القناة الفضائية المغربية الثانية مشكورة هي الأخرى على فسحها مجال التعبير عن آراء المواطنين،واٍضافة اٍلى هذا تمت استضافة رئيس شبكة فولتير اٍلى قناة (آي أن أن)الاٍخبارية العربية،ثم واصل رحلته اٍلى الجمهورية الاٍسلامية الاٍيرانية حيث لا يفوته هنا أن ينوه بصدق معنى حرية التعبير التي عبر عنها البرنامج الذي استدعي اٍليه.
وقد ترجم كتاب الخدعة المرعبة من لغته الفرنسية الأصلية اٍلى أغلب لغات العالم،وقد حظيت الترجمة العربية بعدة نسخ تعددت في العناوين واتحدت في المضمون،اٍلى جانب اللغةالفارسية،الروسية،الألبانية،الانجليزية،الاسبانية وغيرها.كما تصفح الحدث صفحات الصحافة الدولية والعربية منها على حد سواء.
وحتى لا نطيل على القارىء الكريم في سرد تداعيات الكتاب وما أحدثه من صدمات على الصعيد العالمي فيما يخص صدق الرواية الرسمية الامريكية،نترك السيد تييري ميسان في تقديمه للكتاب على أمل أن نبدأ طرح كتاب الخدعة الرهيبة في حلقات ابتداءا من الأسبوع القادم
آملين أن تكون بداية لحوار فكري وثقافي بناء هادء وهادف.
تييري ميسان في سطور
بعد دراسات في العلوم السياسية،ساهم تييري ميسان في اٍنعاش جمعية دولية للدفاع عن الحقوق الفردية،ثم اتجه اٍلى التحقيق الصحفي.فقادته مسيرته لأن يصبح خبيرا في حقوق الانسان لدى مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا،ورئيسا لتحرير شهرية Maintenant.ثم رئيسا لشبكة فولتير.
وكمراقب يقظ للأحداث الدولية،حيرته غرابة الصور الأولى للهجوم على البنتاغون ،وغموض وتناقضات التصريحات الرسمية -بما فيها تلك المتعلقة بمركز التجارة العالمي -فقام بتحقيق قاده من مفاجأة اٍلى أخرى ،وهي مفاجأة أكثر اٍذهالا و اٍرعابا من بعضها البعض.
وكتاب الخدعة الرهيبة في حقيقته ،ليس بالفلسلفة العميقة ولا بالطرح الاٍديولوجي المعقد ،حتى يدعي مدع أنه من صنع فلسفة امرء وسفسطته.بل هو تحليل بسيط لتلك الأحداث المروعة التي ضربت ضمير الانسانية بما انبنى عليها فيما بعد وبما خلفته.والكتاب في اٍستدلالاته ليس بدعا من صنع تييري ميسان،بل المهم والمثير فيه أنه يستند بشكل كامل على وثائق البيت الأبيض ووزارة الدفاع وكذا تصريحات القادة الميدانيين والعسكريين الأمريكييين للصحافة الدولية.
وكل المعلومات الواردة فيه محالة اٍلى مصادرها ويمكن التثبت منها كما سترى بنفسك أيها القارىء الكريم.
ونود أن نشير هنا اٍلى أن اٍدارة بوش عمدت اٍلى حذف الكثير من الوصلات الاٍلكترونية ومواقع التصريحات الرسمية ،لكن ذلك جاء متأخرا بعد أن أمكن حفظها قبل أوان حذفها.
تقديم تييري ميسان لكتاب الخدعة الرهيبة
تابع أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001مباشرة، مئات الملايين من الأشخاص الذين كانوا مشدودين إلى شاشات التلفزيون.كان مشاهدو الشاشة الصغيرة، وكذلك المعلقون مشدوهين أمام هول الهجوم، وأمام صدمة العنف المجاني.وقد اٍضطرت القنوات الفضائية أمام غياب الأخبار حول موقف السلطات الأمريكية وكذلك عنف الصور المنقطع النظير، إلى بث صور الطائرات الاٍنتحارية وهي تخترق برجي وورلد تريد سنتر، ثم اٍٍنهيارهما دون انقطاع.وقد حصرت ضرورات البث المباشر مضافا إليها عامل المفاجأة، الأخبار في مجرد وصف لوقائع معروفة للتو، وحالت دون إدراك شامل لما يحدث.
وفي الأيام الثلاثة التي تلت الاعتداءات، سلمت العديد من الأخبار التكميلية إلى الصحافة من طرف الجهات الرسمية، حول الجوانب غير المعروفة لهذه الأحداث.غير أن هذه الأخبار أغرقت في السيل غير المنقطع لقصاصات الأخبار المتعلقة بالضحايا وبأعمال الإغاثة.وقد ظهرت معطيات أخرى بشكل متفرق على مر الشهور، لكنها بدت كأنها ثانوية، لأنها لم توضع في سياقها.
لقد أزهقت أرواح الآلاف من الأشخاص يوم11سبتمبر، وشنت حرب في أفغانستان من أجل الثأر لهم.ومع ذلك يظل الغموض يكتنف هذه الأحداث، نظرا لكون العلاقات في ما بينها زاخرة بالغرابة والالتباس والتناقضات.وبالرغم من عدم الارتياح الذي تثيره، فان الرأي العام اكتفى بصيغتها الرسمية، علما بأن أولويات الأمن القومي لا تسمح للسلطات الأمريكية بقول كل شيء.
غير أن هذه الرواية الرسمية لا تصمد أمام التحليل النقدي.وسنبين أنها ليست سوى توضيب.في بعض الحالات تسمح العناصر التي استقيناها بإظهار الحقيقة.وفي حالات أخرى ظلت، أسئلتنا لحد الساعة دون إجابات، ولكن ليس هذا سببا في الاستمرار في تصديق أكاذيب السلطات.وكيف ما كان الحال، فاٍن الملف الذي أنجزناه يمكن من التشكيك في مشروعية الرد الأمريكي في أفغانستان و"الحرب ضد محور الشر".
ولا ندعوك، أيها القارئ إلى اعتبار عملنا هذا حقيقة نهائية، بل ندعوك إلى الشك، والى الاحتكام إلى حسك النقدي.ولكي تتمكن من فحص ما نسوقه في هذا الكتاب وتخرج برأيك الخاص، أغنينا النص بالعديد من الإحالات التي تشير إلى المصادر الأساسية.
وحري بنا، في الوقت الذي تميز فيه الولايات المتحدة بين الخير والشر، أن نذكر بأن الحرية ليست هي الاٍعتقاد برؤية تبسيطية للعالم، وإنما فهم وتوسيع للخيارات ومضاعفة للتمايزات.
توقيع : تييري ميسان رئيس تحرير شبكة فولتير
تحرير : رامـــــي