بعد تدمير زينة القطع البحرية الإماراتية
في الأول من هذا الشهر اصبحت جيوش
دكتاتوريات الخليج مترددة في مواصلتها
الحرب منفردة ضد الجمهورية العربية
السورية,فمن الواضح للجميع ان صاروخ الأرض-
بحر الذي دمر هذا الطواف البحري عالي
التكنولوجيا, جد متطور حيث لم يسبق لنا أن
رأيناه في أحد حقول المعارك.
ذلك أن إطلاقه لم يتم من قبل الحوثيين ولا
من قبل أنصار الرئيس السابق علي عبد الله
صالح غير المدربين على مثل هذا السلاح,
فمطلقه الفعلي هم الروس الذين يتواجدون في
اليمن بشكل سري منذ هذا الصيف.
فكرة التنسيق بين الجهاديين من طرف
حليفيهما المحليين الوحيدين دون تدخل
الولايات المتحدة هي بالأحرى فكرة صعبة
التخيل اكثر من التنافس الجاري بين
العربية السعودية وقطر في عدم التوقف عن
تلغيم المراحل السابقة للحرب.
واشنطن اذن تواجه بكل جدية الخيار الوحيد
المتبقي لديها وهو الحرب العسكرية
المباشرة.
حرضت الولايات المتحدة الدول 64 والمؤسسات
الدولية الثلاث التي انضمت الى تحالفها
الذي يزعم انه لمحار بة داعش على شن هجوم ضد
دمشق, لكن على ارض الواقع لم ينضم لهذا
التحالف سوى كندا و فرنسا وهولندا اضافة
الى الولايات المتحدة.
الفكرة كانت في إطلاق صواريخ جوالة تستهدف
دمشق ثم تليها عملية قصف للجيش السوري.
هذا المشروع تم اعلانه لأعضاء الناتو
اثناء انعقاد مجلس لهم في27 من الشهر
المنصرم, وقد دعم السيناتور جون ماكين هذا
المشروع في مقال له بجريدة الوول ستريت.
هذه العملية تتضمن اعادة ترتيب التحضيرات
الحالية لتحرير الموصل في العراق والتي
يسيطر عليها داعش, فمنذ اليوم بإمكان أي
شخص التأكد من ان الهدف الحقيقي لهذا
التحالف هو احلال العراقيين السنة محل
داعش بدل السلطات العراقية و السكان
التاريخيين لهذه المنطقة في محاولة لخلق
دولة سنستان.
هذا التحالف لم يقم بقصف داعش لكنه لم
يتردد في إبادة ميليشيا من المتطوعين
الشيعة "عن طريق الخطا" قدموا الى المدينة
لتخليصها من الظلامية.
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وشى بهذا
الأمر في تصريح لصحيفة "صباح" التركية
والذي قال فيه بأنه ما إن تتحرر الموصل حتى
تعود الى سكانها "فقط العرب السنة و
الاكراد السنة و التركمان يمكنهم البقاء
فيها". بمعنى آخر التحالف يقترح اتمام
العمل الذي عهدت به واشنطن الى داعش وذلك
بدعم التطهير العرقي الذي يمارسه
الجهاديون, وخصوصا ترحيل وإبادة المسيحيين
و الاكراد الإيزيديين لخلق دولة متجانسة
دينيا.
وكما سبق ان اعلنا اكثر من مرة فداعش ستنزح
من الموصل نحو الرقة ودير الزور بالطريقة
التي اخلت بها جرابلس في وجه الجيش التركي
دون اية معارك.
في ردها على مشروع استهداف سوريا اعلنت
روسيا عن نشرها لبطاريات المضادات الجوية
(اس300 واس400), فوفق الخبراء الروس هذه
الاسلحة قادرة ليس فقط على تدمير اي طائرة
تطير في مجال راداراتها بل كذلك على تدمير
الصواريخ الجوالة الحديثة, لم يحدث الامر
على ارض الواقع بعد لكن ولقرون عديدة لم
يسبق للروس ان كذبوا فيما يتعلق بمقدرات
اسلحتهم ابدا.
هذا الاعلان رفع درجة القلق في اسرائيل فمن
حينها اقتنع الخبراء الاسرائيليون ان احد
هذه الاسلحة اسقط طائرتهم وألحق الضرر
بأخرى عندما قام "تساهال" (جيش الدفاع
الاسرائيلي) بخرق وقف الاعمال العدائية في
العيد, فأعلنت القيادة العليا الاسرائيلية
على الفور أنها فقدت السيطرة الجوية على
أجواء كل من سوريا ولبنان.
رد الولايات المتحدة على هذه الخطوة
الروسية كان بإعطائها اوامر للجهاديين
بقصف السفارة الروسية في دمشق بقذائف
الهاون.
فأعلنت روسيا بدورها قدوم ثلاث قطع عسكري
أخرى عبر المتوسط في الوقت الذي لاتزال فيه
حاملة طائراتها في طريقها الى روسيا.
وبوعيها بخطورة نشوب حرب نووية أرسلت
فرنسا وزيرها للشؤون الخارجية الى
موسكو,هذا الأخير عرض مشروع قرار حول حلب
ينوي تقديمه لمجلس الأمن, وهو وسيلة يمكن
من خلالها للدول الغربية أن تخرج مرفوعة
الرأس من هذه المواجهة.
في هذه الاثناء طفحت الصحافة الفرنسية
بمقالات عن الأزمة في حلب كلها مبنية على
معطيات خاطئة.
حاليا الجهة الغربية من المدينة تأوي ما
بين 1.4 الى 1.5 مليون مواطن كلهم موالون
للنظام, والجهة الشرقية تأوي ما بين 25000
الى30000 شخص تعرضوا للتعذيب من قبل
الجهاديين عندما حاولوا الهروب خلال هدنة
العيد, كما قام الجهاديون بحرق قافلة
المساعدات الإنسانية التي وجهها الهلال
الاحمر السوري الى المدنيين الذين تم
اتخادهم رهائن في حلب .
بعد أن توفرت الفرصة لسكان حلب الشرقية
سواءا كانوا مدنيين او مقاتلين سوريين او
اجانب لمغادرة المدينة قام الجيش السوري
وحلفاؤه اللبنانيين و الروس و الإيرانيين
بإطلاق عملية ضد الجهاديين خوفا من أن
يقوموا بقتل المدنيين الذين تم احتجازهم
كرهائن وهذا بتطبيق القرار رقم 2249 بتاريخ 20
نونبر 2015 الذي يطالب الدول الاعضاء في
منظمة الامم المتحدة "بوضع حد للاعمال
الارهابية المرتكبة بشكل خاص من طرف
الدولة الاسلامية والتي تعرف ايضا باسم
داعشو وكذلك من طرف جبهة النصرة وكل
الافراد و الجماعات والمؤسسات و الكيانات
المرتبطة بالقاعدة".
أخطر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
نظيره الفرنسي جون مارك ايرو بمجموعة من
التعديلات التي يرغب ان يراها مدرجة في
مشروع القرار فهو يقترح العودة الى
محتويات اتفاق انهاء الاعمال العدائية
الذي تم طرحه في العيد .
لكن ليس من الوارد ان تقبل وشنطن هذا
الرجوع الى الوراء و هذا يعني انها تعلم
انه لا وجود لثوار معتدلين في سوريا ,هذا
المشروع –سواء تم اقراره ام لا- سيتم عرضه
السبت على مجلس الامن الدولي في حين سيزور
الرئيس بوتين فرنسا في 19 من هذا الشهر.