أيها الرفاق:
أقدم الآن نيابة عن اللجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني تقريرا إلى المؤتمر.
إن المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني هو مؤتمر بالغ الأهمية، يعقد في مرحلة حاسمة لإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وفي فترة مصيرية دخلت فيها الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد.
وشعار المؤتمر هو: عدم نسيان الغاية الأصلية، ودوام التذكُّر للرسالة، ورفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، وتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والكفاح بجهد دؤوب في سبيل تحقيق حلم الصين المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية.
وبفضل عدم نسيان الغاية الأصلية، يمكن العمل من بداية حسنة لبلوغ نهاية جيدة. إن الغاية الأصلية للشيوعيين الصينيين ورسالتهم هما السعي من أجل سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية، كما هما قوة محركة أساسية لتشجيع الشيوعيين الصينيين على التقدم إلى الأمام باستمرار. لا بد للرفاق في كل الحزب من مشاركة الشعب في السراء والضراء والاتحاد معه كرجل واحد دائما، واعتبار تطلعات الشعب إلى حياة جميلة هدفا للكفاح إلى الأبد، ومواصلة المضي قدما وبشجاعة نحو الهدف الطموح لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية بروحهم غير المتراخية أبدا وبموقفهم الكفاحي المتسم بالتقدم بإرادة لا تقهر.
وفي الوقت الراهن، تتغير الأوضاع المحلية والدولية بشكل عميق ومعقد، وما زالت تنمية بلادنا في فترة الفرص الإستراتيجية الهامة، ولها آفاق مشرقة جدا، وتواجه تحديات خطيرة للغاية أيضا. ويجب على الرفاق في كل الحزب النظر إلى الاتجاه العام، والاستعداد في أيام السلام لمواجهة أي طارئ، والجرأة على التغيير والابتكار، وألا يكونوا فريسة للتفكير المتحجر وألا يتقوقعوا في مكانهم أبدا، وأن يتحدوا مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد ويقودوهم لتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وبذل كل الجهود لإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
أولا، الأعمال والتغييرات التاريخية في السنوات الخمس الماضية
كانت السنوات الخمس الماضية بعد اختتام المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني سنوات استثنائية للغاية في مسيرة تنمية الحزب والدولة. وفي ظل الظروف الخارجية المتصفة بالانتعاش المتباطئ للاقتصاد العالمي وتكرار حدوث النزاعات المحلية والاضطرابات في بعض المناطق وتفاقم المشاكل العالمية، وفي ظل سلسلة من التغيرات العميقة مثل دخول التنمية الاقتصادية في بلادنا إلى وضعها الطبيعي الجديد، تمسكنا بفكرة العمل الأساسية العامة المتمثلة في إحراز التقدم من خلال الحفاظ على الاستقرار، وتقدمنا متحدين الصعوبات وبروح ريادية، حيث حقّقنا منجزات تاريخية في عمليات الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية.
وتنفيذا لروح المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، عقدت لجنة الحزب المركزية سبع دورات كاملة، اتخذت فيها قرارات وترتيبات بشأن القضايا الحيوية التي تشمل إصلاح أجهزة الحكومة وتحويل وظائفها، وتعميق الإصلاح على نحو شامل، ودفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، ووضع الخطة الخمسية الثالثة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (2016-2020)، وإدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل وغيرها. وخلال الأعوام الخمسة الفائتة، أنجزنا التخطيط الموحد لدفع الترتيبات الشاملة للتكامل الخماسي (البناء الاقتصادي والبناء السياسي والبناء الثقافي والبناء الاجتماعي والبناء الحضاري الإيكولوجي - المحرر) والدفع المتناسق للتخطيطات الإستراتيجية المتمثلة في "الشوامل الأربعة" (إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وتعميق الإصلاح على نحو شامل، ودفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وإدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل - المحرر)، وأنجزنا بنجاح الأهداف المحددة في الخطة الخمسية الثانية عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبدأنا التنفيذ السلس للخطة الخمسية الثالثة عشرة، مما خلق وضعا جديدا على نحو شامل لتطوير قضايا الحزب والدولة.
إحراز منجزات هامة في البناء الاقتصادي. طبقنا الفكرة التنموية الجديدة بثبات لا يتزعزع، وقوَّمنا مفهوم التنمية وحوَّلنا النمط التنموي بحزم، وارتقينا بمستوى جودة التنمية وفعاليتها باطراد. وحافظنا على نمو الاقتصاد بمعدل متوسط أوعال ليصبح في مقدمة الدول الرئيسية في العالم، وزدنا الناتج المحلي الإجمالي من 54 تريليون يوان إلى 80 تريليون يوان، حيث تبوأ المركز الثاني عالميا بصورة ثابتة، وبلغت نسبة إسهامه في نمو الاقتصاد العالمي أكثر من 30 بالمائة. وعمَّقنا دفع الإصلاح الهيكلي لجانب العرض قدما، وعدلنا الهيكل الاقتصادي باستمرار، وطورنا الصناعات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي بنشاط، ودفعنا سريع ابناء منشآت البنية التحتية مثل الخطوط الحديدية الفائقة السرعة والطرق العامة والجسور والموانئ والمطارات. ودفعنا عجلة التحديث الزراعي بخطوات ثابتة، حيث بلغت القدرة على إنتاج الحبوب الغذائية 600 مليون طن سنويا. ورفعنا نسبة الحضرنة بمعدل سنوي يبلغ 1,2 بالمائة، وجعل ذلك ما يزيد عن 80 مليونا من السكان المنتقلين من القطاع الزراعي سكانا في المدن والبلدات. وزدنا التنمية الإقليمية تناسقا، وحققنا منجزات ملحوظة في بناء "الحزام والطريق" ("الحزام الاقتصادي على طول طريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين" - المحرر) والتنمية التعاونية بين مناطق بكين وتيانجين وخبي وتنمية الحزام الاقتصادي على طول نهر اليانغتسي. ونفذنا بقوة إستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، وجنينا ثمارا يانعة ووافرة في بناء الدولة المبتكِرة، تتمثل في ظهور المنجزات العلمية والتكنولوجية الهامة مثل مختبر "تيانقونغ" الفضائي وغواصة "جياولونغ" المأهولة للمياه العميقة وتلسكوب "تيانيان" اللاسلكي ذي الفتحة الواحدة وقمر "ووكونغ" الصناعي الصيني لسبر المادة الداكنة وقمر "موتسي" الصناعي للاتصالات الكمية وطائرة الركاب الضخمة إلى حيز الوجود تباعا. ودفعنا بنشاط عملية البناء في الجزر والشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي. وعزَّزنا النظام الجديد للاقتصاد المُنفتِح تدريجيا، فظلّت بلادنا بثبات في مقدمة ركب العالم من حيث التجارة الخارجية والاستثمارات الموجهة للخارج واحتياطي النقد الأجنبي.
تحقيق اختراقات هامة في تعميق الإصلاح على نحو شامل.دفعنا عملية تعميق الإصلاح على نحو شاملعلى غرار "جوادٌ أصيل يركض بخطوات سريعة وثابتة"، وأزلنا العيوب الناجمة عن النظم والآليات في شتى الميادين بحزم. ومارسنا الإصلاح بإطلاق العنان للقوة بشكل شامل وحققنا اختراقات في نقاط عديدة والدفع نحو العمق، وركزنا القوى على زيادة الإصلاح منهجية وشمولا وتناسقا، ووسعنا الإصلاح أفقيا ورأسيا بانتظام وخطوةً تلو أخرى، وقد اتخذنا ما يربو على 1500 بند من الإجراءات والتدابير الإصلاحية، وأحرزنا تقدمات اختراقية في إصلاح المجالات المهمة والحلقات المفتاحية، وأقمنا إطارا رئيسيا أوليا للإصلاح في الميادين الرئيسية. وعززنا إكمال نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وارتقينا بمستوى تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها بشكل ملحوظ، وعززنا الحيوية التنموية والأخرى الابتكارية في كل المجتمع بصورة واضحة.
التقدم بخطوات هامة في بناء الديمقراطية وحكم القانون. طورنا بنشاط السياسة الديمقراطية الاشتراكية، ودفعنا حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وعززنا بشكل شامل بناء نظام التوحيد العضوي بين التمسك بقيادة الحزب وكون الشعب سيدا للدولة وحكم الدولة طبقا للقانون، وأكملنا نظام وآلية قيادة الحزب باطراد، وواصلنا تطوير الديمقراطية الاشتراكية، ووسعنا الديمقراطية داخل الحزب إلى حد أكبر، وطورنا الديمقراطية التشاورية الاشتراكية على نحو شامل، وقمنا بتوطيد وتطوير الجبهة المتحدة الوطنية، ودفعنا الأعمال الخاصة بالقوميات والأديان من خلال الابتكار. ودفعنا عملية التشريع بالسبل العلمية والتنفيذ الصارم للقانون والعدالة القضائية وإطاعة كل الشعب للقانون بصورة معمقة، وقمنا بالتعزيز المتبادل بين الدولة والحكومة والمجتمع الخاضعة جميعها لحكم القانون في بنائها، وأكملنا نظام حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية إلى حد أكبر، وزدنا مفهوم حكم القانون لدى المجتمع كله على نحو ملموس. وحققنا فعالية واقعية في الإصلاح التجريبي للنظام الرقابي الوطني، ونفّذنا بصورة فعالة إصلاح النظام الإداري والنظام القضائي وبناء نظام التقييد والرقابة على ممارسة السلطة.
إحراز تقدمات هامة في البناء الأيديولوجي والثقافي. عززنا قيادة الحزب تجاه الأعمال الأيديولوجية، وحققنا دفعا شاملا لعملية الابتكار النظري للحزب، وزدنا من وضوح مكانة الماركسية كمرشد في المجال الأيديولوجي، ورسَّخنا مفهوم الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وفكرة حلم الصين في قلوب الناس، وطورنا مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية والثقافة التقليدية الصينية الممتازة على نطاق واسع، وجعلنا الأنشطة الجماهيرية لبناء الحضارة الروحية تجري بخطوات ثابتة. وارتقينا بمستوى الخدمات الثقافية العامة باستمرار، وواصلنا تنشيط الإبداعات الأدبية والفنية، وطورنا القطاع الثقافي ومشاريعه على نحو جياش، وأكملنا باطراد نُظُم بناء شبكة الإنترنت وإدارتها واستخدامها، وطورنا الحملة الوطنية لتقوية الجسم والرياضة التنافسية بشكل شامل. وزدنا النغمة الرئيسية رنينا والطاقة الموجبة قوةً، وأظهرنا ثقتنا الذاتية الثقافية، ورفعنا القوة الناعمة الثقافية الوطنية وتأثير الثقافة الصينية إلى حد كبير، ووطدنا التضامن والوحدة أيديولوجيا لكل الحزب والمجتمع بشكل أفضل.
تحسين معيشة الشعب باستمرار. نفذنا بعمق الفكرة التنموية القائمة على اعتبار الشعب محورا لها، وطبقنا فعليا مجموعة كبيرة من الإجراءات والتدابير المفيدة للشعب، حيث ازداد إحساس الشعب بالكسب بشكل ملحوظ. وحققنا تقدما حاسما في معركة التغلب على المشاكل العويصة للقضاء على الفقر، يتجسد في تخليص أكثر من 60 مليونا من السكان الفقراء من الفقر بصورة مستقرة، وخفض نسبة حدوث الفقر من 10,2% إلى ما دون 4%. وطورنا قضية التعليم على نحو شامل، وعززنا التعليم في وسط البلاد وغربها وفي المناطق الريفية بشكل واضح. وواصلنا تحسين الوضع التوظيفي، ووفّرنا فرص عمل جديدة لصالح أكثر من 13 مليون شخص بالمعدل السنوي في المدن والبلدات. وجعلنا معدل نمو دخل سكان الحضر والريف يفوق معدل النمو الاقتصادي، وواصلنا توسيع الفئات ذات الدخل المتوسط. وأنشأنا نظاما أوليا للضمان الاجتماعي يغطي سكان الحضر والريف، وارتقينا بمستوى صحة الشعب والخدمات الطبية والصحية إلى حد كبير، ودفعنا عملية بناء مشاريع إسكان ذوي الدخل المنخفض بخطوات ثابتة. وأكملنا نظام الحوكمة الاجتماعية على نحو أفضل، وحافظنا على استقرار الوضع العام الاجتماعي، وعززنا جميع أوجه أمن الدولة.
تحقيق منجزات ملحوظة في بناء الحضارة الإيكولوجية.دفعنا عملية بناء الحضارة الإيكولوجية بقوة كبيرة، حيث ازداد الحزب والبلاد بأسرهما وعيا وحماسةً بتنفيذ فكرة التنمية الخضراء بشكل ملحوظ، وتم التغيير الجلي لحالة تجاهل حماية البيئة الأحيائية. وأسرعنا في تشكيل منظومة نظم الحضارة الإيكولوجية، وأكملنا نظام تقسيم المناطق الوظيفية الرئيسية تدريجيا، ودفعنا بنشاط تنفيذ المشاريع التجريبية لنظام الحدائق الوطنية. ودفعنا حملة الترشيد الشامل لاستخدام الموارد بصورة فعالة، مما خفض كثافة استهلاك الطاقة والموارد إلى حد كبير. وجعلنا المشروعات العملاقة لحماية ومعافاة البيئة الأحيائية تتقدم بسلاسة، ونسبة الغطاء الغابي ترتفع باطراد. وعززنا الحوكمة البيئية على نحو واضح، مما أدى إلى تحسين الأوضاع البيئية. وأرشدنا التعاون الدولي في مجال مواجهة تغير المناخ، حيث صارت بلادنا مُشارِكوة ومُسهِمَة ورائدة هامة في بناء الحضارة الإيكولوجية العالمية.
خلق وضع جديد في تقوية الجيش والنهوض به.انطلاقا من تحقيق حلم الصين والحلم بتقوية الجيش رسّمنا مبادئ إستراتيجية عسكرية للوضع الجديد، ودفعنا عجلة تحديث الدفاع الوطني والجيش بكل ما في وسعنا. وعقدنا اجتماع قوتيان للأعمال السياسية لكل الجيش، حيث استعيدت وطورت التقاليد المجيدة وأسلوب العمل الممتاز لحزبنا وجيشنا، وعولجت البيئة السياسية في الجيش الشعبي على نحو فعال. وأحرزنا تقدمات اختراقية تاريخية في إصلاح الدفاع الوطني والجيش، أسفرت عن تشكيل هيكل جديد يتمثل في "إشراف اللجنة العسكرية المركزية على تحديد الاتجاهات الإستراتيجية، وإشراف القيادات الميدانية على قيادة العمليات، وإشراف مختلف القوات على بناء وحداتها المُتخصِصة"، وتحقيق إعادة تشكيل ذات طابع ثوري للهيكل التنظيمي ومنظومة القوى للجيش الشعبي. وعززنا التدريبات العسكرية والجاهزية القتالية، وأنجزنا المهام الجِسَام مثل صيانة حقوقنا البحرية ومكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار ومعالجة الطوارئ والإغاثة من الكوارث وحفظ السلام الدولي وحراسة السفن التجارية في خليج عدن والإغاثة الإنسانية، وسرَّعنا تطوير الأسلحة والتجهيزات العسكرية، وقطعنا شوطا كبيرا في الاستعداد للنضال العسكري. وبفضل ذلك، تقدم الجيش الشعبي بخطوات ثابتة في طريق تقويته ذي الخصائص الصينية.
إحراز تقدمات جديدة في الأعمال الخاصة بهونغ كونغ وماكاو وتايوان. عملنا على التطبيق الشامل والصحيح لمبدأ "دولة واحدة ونظامان"، والإمساك القوي بزمام سلطة الإدارة والحوكمة الشاملة التي خولها الدستور والقانون الأساسي للحكومة المركزية إزاء هونغ كونغ وماكاو، وتعميق التبادل والتعاون بين مناطق البلاد الداخلية وكل من منطقتي هونغ كونغ وماكاو، والحفاظ على ازدهارهما واستقرارهما. وعملنا على التمسك بمبدأ "صين واحدة" و"توافق 1992"، ودفع التنمية السلمية للعلاقات بين جانبي مضيق تايوان، وتعزيز التبادل والتعاون الاقتصادي والثقافي بين جانبي المضيق، وتحقيق اللقاء التاريخي بين قادتِهما. وقد تعاملنا مع تغيرات وضع تايوان بشكل مناسب، وعارضنا وكبحنا بحزم القوى الانفصالية الداعية إلى "استقلال تايوان"، مما حمى السلام والاستقرار في منطقة المضيق بقوة.
التعمق في تخطيط الدبلوماسية الشاملة الاتجاهات. نجحنا في دفع دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية على نحو شامل، وتشكيل تخطيط الدبلوماسية الشاملة الاتجاهات والمتعددة المستويات والثلاثية الأبعاد، مما خلق ظروفا خارجية صالحة لتنمية بلادنا. ونفذنا مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق"، وأطلقنا مبادرة إنشاء بنك الاستثمار الآسيوي للبنى التحتية، وأسسنا صندوق طريق الحرير، واستضفنا الدورة الأولى لمنتدى قمة "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، والاجتماع غير الرسمي لقادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والباسيفيك (الأبيك)، وقمة هانغتشو لقادة مجموعة العشرين، ولقاء شيامن بين قادة دول البريكس، وقمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا. وأطلقنا الدعوة إلى بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ودفع تغيير نظام الحوكمة العالمية. وعليه، ارتفعت تأثيرات بلادنا وقدرتها المُلهِمة وقوة خلق صورتها في العالم إلى مستوى أعلى، وقدمت إسهامات هامة جديدة في سبيل سلام العالم وتنميته.
منجزات ملموسة في مجال إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل. عزّزنا قيادة الحزب وبناءه على نحو شامل، وغيّرنا بحزم وضع التسامح والتراخي والتواني في إدارة الحزب لشؤونه وأعضائه. وعملنا على دفع كل أعضاء الحزب إلى إجلال دستور الحزب، وتقوية الوعي السياسي والوعي بالمصلحة العامة والوعي بالنواة القيادية والوعي بالتوافق لديهم، وحماية سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها المركزية والموحدة بحزم، والتقيد التام بالانضباط السياسي والقواعد السياسية للحزب، وتنفيذ المسؤولية السياسية لإدارة الحزب لشؤونه وأعضائه على شتى المستويات. وثابرنا على تطبيق مطالب "النظر إلى المرآة، وتسوية الهندام، والاستحمام، وعلاج الأمراض"، وأطلقنا حملة التثقيف والتطبيق حول الخط الجماهيري للحزب وحملة التثقيف بموضوع "التشدّد مع النفس في ثلاثة مجالات، والصدق في ثلاثة جوانب" (ضرورة أن يتشدّد الكادر القيادي مع النفس في التهذيب الذاتي واستخدام السلطة وتنفيذ الانضباط، وأن يصدق في تخطيط الأمور وريادة الأعمال والسلوك - المحرر)، ودفعنا عملية تطبيع ومَأسسة الحملة التثقيفية الخاصة بـ"وجوب دراسة الأمرين والتحلي بالكفاءة" (دراسة دستور الحزب الشيوعي الصيني وقواعده ودراسة وتطبيق روح سلسلة الخطابات الهامة للأمين العام شي جين بينغ وضرورة تحلي أعضاء الحزب بالكفاءة - المحرر)، وبالتالي ازدادت المثل العليا والعقيدة السياسية لجميع أعضاء الحزب ثباتا وإحساسهم بروح الحزب قوةً. وطبّقنا المعايير الخاصة بالكادر الجيد في العصر الجديد، حيث تحسنت أوضاع وبيئة اختيار الكوادر وتعيينهم على نحو ملحوظ، كما دفعنا إصلاح نظام بناء الحزب على نحو معمق، مما أكمل منظومة اللوائح والأنظمة الداخلية للحزب باستمرار. وقد أبرزنا الانضباط في المقدمة، وركّزنا الجهود على تسوية المشاكل البارزة التي تشكو منها جماهير الشعب بشدة أكثر، وتُشكِل أكبر تهديد لأساس ممارسة الحزب الحكم. واعتمدنا الضوابط الثمانية الصادرة عن لجنة الحزب المركزية (تتمثل هذه الضوابط في ضرورة تحسين أعمال التحقيق والبحث، وتقليص عقد الاجتماعات، وتقليل عدد الوثائق والتقارير الموجزة، ومعايرة أنشطة الزيارات الرسمية الخارجية، وتحسين أعمال الحراسة، وتحسين الأعمال الإعلامية حول أنشطة كبار قادة الحزب، والسيطرة على النشر العلني لمؤلفاتهم أو كتيبات خطاباتهم، وممارسة التقشف والاقتصاد بصرامة - المحرر)، وعملنا على تقويم ومعالجة مشاكل الشكلية والبيروقراطية ونزعة المتعة ونزعة البذخ والتبذير بصرامة، ومعارضة الامتيازات بحزم. وقد أظهرنا دور الجولات التفقدية كـ"سيف حاد"، وحقّقنا تغطيتها الشاملة للجان الحزبية على المستوى المركزي ومستوى المقاطعة. وثابرنا على مكافحة الفساد بما يتسم بانعدام أي منطقة محظورة والتغطية الشاملة وعدم التسامح إطلاقا، وواظبنا بثبات لا يتزعزع على "ضرب النمور والذباب" (في إشارة إلى كبار الفاسدين وصغارهم - المحرر) و"صيد الثعالب" (هي حملة خاصة شنتها سلطات الأمن العام الصينية وتهدف إلى القبض على الهاربين في الخارج المشتبه في ارتكابهم جرائم اقتصادية - المحرر)، حيث تحقّق هدف ضمان عدم الجرأة على الفساد بصورة أولية، وأُحكم الإطار المؤسسي لضمان عدم وجود إمكانية للفساد إلى حد أكبر، ويجرى حاليا بناء سد لضمان الإحجام عن الفساد، وتم تشكيل الموقف الكاسح لمكافحة الفساد مع توطيده وتطويره.
وكانت المنجزات التي تحققت في السنوات الخمس الماضية شاملة الاتجاهات وتتصف بالابتكار، وتحلّت التغييرات التي طرأت خلال السنوات الخمس المنصرمة بأبعاد عميقة وأهمية أساسية. وخلال السنوات الخمس الفائتة، طرح حزبنا، بشجاعة سياسية جبارة وإحساس قوي بتحمل المسؤولية، سلسلةً من المفاهيم والأفكار والإستراتيجيات الجديدة، وأصدر سلسلة من المبادئ والسياسات الهامة، واتخذ سلسلة من التدابير الحيوية، ودفع سلسلة من الأعمال الرئيسية، وحلّ كثيرا من المشاكل المستعصية التي كان يرغب في تسويتها منذ فترة طويلة ولكنه لم ينجح في ذلك، وأنجز كثيرا من الأمور الهامة التي كان يريد فعلها في الماضي ولكنه لم يستطع ذلك، الأمر الذي أحدث تغييرات تاريخية في قضايا الحزب والدولة. وسيظل لها تأثير بالغ الأهمية وبعيد المدى في تطوير قضايا الحزب والدولة.
وخلال السنوات الخمس المنصرمة، ظللنا جريئين على مواجهة المخاطر والاختبارات الكبيرة التي تعرض لها الحزب والمشاكل البارزة الموجودة داخله، وقومنا السلوك وعززنا الانضباط ومكافحة الفساد ومعاقبة الشر بإرادة وسَجيّة قويتين، وأزلنا المخاطر الكامنة الخطيرة الموجودة داخل الحزب والدولة، مما ساعد على تجديد مناخ الأنشطة السياسية داخل الحزب، وتحسين البيئة السياسية داخله وزيادة قوته الخلاقة وقوته التماسكية وقدرته القتالية بشكل ملحوظ، وجعل تضامن الحزب ووحدته أكثر توطدا، وتحسُن العلاقات بين الحزب والجماهير أكثر وضوحا، وصيرورة الحزب أكثر قوة من خلال الصقل الثوري، ومفعما بنشاط وحيوية قوية جديدة، ووفّر ذلك ضمانا سياسيا راسخا لتطوير قضايا الحزب والدولة.
وفي الوقت نفسه، يجب علينا الإدراك الواعي لحقيقة أن أعمالنا ما زال يشوبها كثير من النواقص، وتواجهها أيضا صعوبات وتحديات غير قليلة، تتجسّد رئيسيا فيما يلي: أن بعض المشاكل البارزة للتنمية غير المتوازنة ولا الكافية لم تحلّ بعد، ولا تزال كل من جودة وفعالية التنمية غير عالية، ولم تكن القدرة الابتكارية قوية تماما، ويحتاج مستوى الاقتصاد الحقيقي إلى الارتقاء به، وتعتبر حماية البيئة الإيكولوجية في بداية الطريق؛ كما توجد مجالات ضعف غير قليلة في ميدان تحسين معيشة الشعب، وتظل المهام شاقة بشأن التغلب على المشاكل المستعصية في أعمال التخليص من الفقر، وما زالت هناك فجوة كبيرة نسبيا في التنمية وتوزيع الدخل بين الحضر والريف وبين مختلف الأقاليم، وتواجه جماهير الشعب صعوبات عديدة في التوظيف والتعليم والخدمات الطبية والمساكن ورعاية المسنين وغيرها من المجالات؛ ويحتاج مستوى الحضارة الاجتماعية إلى الارتقاء به؛ وتتشابك وتتراكب التناقضات والمشاكل الاجتماعية، ولا تزال مهام حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل شاقةً، وظل نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها في حاجة إلى مزيد من التعزيز؛ وما زال النضال في المجال الأيديولوجي معقدا، ويواجه أمن الدولة ظروفا جديدة؛ ويحتاج بعض الترتيبات الإصلاحية والسياسات والتدابير الهامة إلى مواصلة تنفيذها؛ ولا يزال هناك عديد من الحلقات الضعيفة في مجال بناء الحزب. وكل هذه المشاكل لا بد لنا من بذل قصارى الجهود لتسويتها.
إن المنجزات المحققة في السنوات الخمس الماضية جاءت نتيجة للقيادة القوية للجنة الحزب المركزية، وبالأحرى نتيجة للكفاح المشترك من كل أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد. إنني نيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أعبر عن الشكر الخالص لأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد ومختلف الأحزاب الديمقراطية والمنظمات الشعبية والشخصيات الوطنية في شتى الأوساط، وللمواطنين في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة وفي منطقة ماكاو الإدارية الخاصة وفي تايوان وللجموع الغفيرة من المواطنين المغتربين، وكذلك للأصدقاء في مختلف البلدان الذين يهتمون ببناء التحديثات الصينية ويدعمونه.
أيها الرفاق،
لقد وجّه حزبنا نداءً عظيما للسير على طريقنا الذاتي وبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في بداية تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح. ومنذ ذلك الوقت، وحد حزبنا أبناءَ الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد وقادهم لخوض كفاح دؤوب، ودفع بلادنا للدخول إلى مقدمة ركب العالم من حيث القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية وقوة الدفاع الوطني والقوة الوطنية الشاملة، كما حفز بلادنا لتحقيق الارتقاء بمكانتها الدولية على نحو غير مسبوق، حيث طرأت تغيرات لا مثيل لها في ملامح الحزب والدولة والشعب والجيش والأمة الصينية، وتشمخ الأمة الصينية حاليا بملامحها الجديدة كل الجدة في شرق العالم.
وبفضل الجهود الطويلة الأمد، دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد، ويعتبر ذلك معلما تاريخيا جديدا لتطور بلادنا.
إن دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد يدل على أن الأمة الصينية التي عانت الكثير من المحن الطويلة الأمد منذ العصر الحديث قد استقبلت طفرة عظيمة من النهوض ثم الاغتناء وصولا إلى تعزيز القوة، واستقبلت آفاقا مشرقة لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية؛ ويعني ذلك أن الاشتراكية العلمية أظهرت حيويتها ونشاطها الجبارَين بالصين في القرن الـ21، حيث ترفرف الرايةُ العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليةً في العالم؛ ويشير ذلك أيضا إلى أن طريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تتطور بلا انقطاع، إذ أنها وسعت سبل توجّه الدول النامية تجاه التحديث، وأتاحت خيارا جديدا كل الجدة لتلك الدول والأمم التي لا تأمل في تسريع تنميتها فحسب، بل ترغب أيضا في الحفاظ على استقلاليتها، كما قدّمت الحكمة والحلول الصينية في سبيل تسوية مشاكل البشرية.
إن هذا العصر الجديد هو عصر لوراثة السلف والتمهيد للخلف ومتابعة عمل الماضي وشق طريق المستقبل ومواصلة إحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في الظروف التاريخية الجديدة، وعصر لتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل ثم بناء الصين لتصبح دولةً اشتراكيةً حديثةً وقويةً على نحو شامل، وعصر لتضامن أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وكفاحهم لمواصلة العمل على خلق حياة جميلة وتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب تدريجيا، وعصر لتوحيد جهود جميع أبناء الأمة الصينية في سبيل تحقيق حلم الصين المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية بكل قوة وشجاعة، وعصر لاقتراب بلادنا من صدارة المسرح الدولي يوما بعد يوم ومواصلة تقديم إسهامات أكبر للبشرية.
وتماشيا مع دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد، تحول التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا إلى تناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية. وقد نجحت بلادنا في تسوية مشكلة الغذاء والكساء لصالح مليار نسمة ونيف بشكل مستقر، وحققت الحياة الرغيدة من حيث العموم، كما ستنجز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل في المستقبل القريب، ولم يطرح التوسع المتزايد لحاجة الشعب إلى حياة جميلة مطالبَ أعلى من الحياة المادية والثقافية فحسب، بل أدى إلى تزايد المطالب المتعلقة بـالديمقراطية وحكم القانون والإنصاف والعدالة والأمن والبيئة وغير ذلك من المجالات. وفي الوقت نفسه، شهد مستوى القوى المنتجة الاجتماعية في بلادنا ارتقاء ملحوظا على وجه العموم، وأصبحت قدرتها على الإنتاج الاجتماعي في مقدمة ركب العالم من حيث جوانب متعددة، إلا أن المشكلة الأبرز هي عدم توازن التنمية وغياب كفايتها، وأصبح ذلك عاملا رئيسيا يقيد تلبية حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة.
ويجب علينا إدراك أن تغير التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا هو تغير تاريخي يتعلق بالوضع الكلي، ويطرح مطالبَ جديدة كثيرة لأعمال الحزب والدولة. وعلى أساس مواصلة دفع التنمية، لا بد لنا من تركيز القوة على إتقان تسوية مشاكل عدم توازن التنمية وغياب كفايتها، وتعظيم الجهود لرفع جودة التنمية وفعاليتها، وتلبية حاجات الشعب المتزايدة في الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع والبيئة وغيرها من المجالات بشكل أحسن، ودفع التنمية الشاملة للإنسان والتقدم الشامل للمجتمع على نحو أفضل.
ويتعين علينا معرفة أن تغير التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا لم يبدل صحة تقديرنا للمرحلة التاريخية التي تمر بها الاشتراكية في بلادنا، حيث لم تتغير الظروف الأساسية المتمثلة في أن بلادنا ما زالت وستظل لفترات طويلة من الزمن في المرحلة الأولية من الاشتراكية، في حين لم تتغير كذلك المكانة الدولية لبلادنا كأكبر دولة نامية في العالم. وعليه، لا بد للحزب كله من الاستيعاب الجيد للظروف الأساسية لبلادنا في المرحلة الأولية من الاشتراكية، والانطلاق الفعلي من أهم واقع وهو المرحلة الأولية من الاشتراكية، والتمسك القوي بالخط الأساسي للحزب وهو شريان حياة للحزب والدولة وخط يجلب السعادة للشعب، وينبغي له قيادة أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد والاتحاد معهم للكفاح في سبيل بناء بلادنا لتصبح دولةً اشتراكيةً حديثةً قويةً ومزدهرةً وديمقراطيةً ومتحضرةً ومتناغمةً وجميلةً، وذلك باعتبار البناء الاقتصادي محورا لكل أعمالنا وعلى أساس التمسك بالمبادئ الأساسية الأربعة والإصلاح والانفتاح والاعتماد على النفس والعمل الشاق في تأسيس المشاريع.
أيها الرفاق،
إن دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد أمر ذو مغزى هام في تاريخ تطور جمهورية الصين الشعبية وتاريخ تطور الأمة الصينية، وكذلك في تاريخ تطور الاشتراكية العالمية وتاريخ تطور المجتمع البشري. ويجب على كل أعضاء الحزب ترسيخ الثقة والعمل بنشاط من أجل مستقبل واعد لتظهر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية حيوية أعظم.
ثانيا، الرسالة التاريخية للحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد
قبل مئة سنة، اندلعت ثورة أكتوبر، فحمل دويّ مدافعها إلى الصين الماركسية اللينينية، التي من خلال حقائقها العلمية وجدت العناصر المتقدمة الصينية السبيل لحل مشاكل الصين، وكان من المحتم ظهور الحزب الشيوعي الصيني عام 1921، وسط الحراك الشديد للمجتمع الصيني منذ العصر الحديث، وفي النضالات الشاقة التي خاضها الشعب الصيني لمقاومة الحكم الإقطاعي والعدوان الخارجي، وخلال عملية الدمج بين الماركسية اللينينية والحركات العمالية الصينية. وبعد ذلك الوقت، أصبح للشعب الصيني سند في نضاله للسعي وراء تحقيق الاستقلال الوطني وتحرر الشعب ورخاء البلاد وسعادة الشعب، وتحوّل الشعب الصيني من الوضع السلبي إلى استرداد زمام المبادرة من حيث المعنويات.
وللأمة الصينية تاريخ حضاري يمتدّ أكثر من 5000 سنة خلَقت خلالها الحضارةَ الصينية الباهرة، وقدَّمت بذلك للبشرية إسهامات جليلة، فأصبحت من الأمم العظيمة في العالم. إلا أن الصين بعد حرب الأفيون مرت بمرحلة مظلمة متسمة بالاضطرابات الداخلية والعدوان الخارجي، وتعرض الشعب الصيني لشقاء خطير تجسد في تكرار الفوضى الناجمة عن الحروب وتمزق تراب الوطن، والعيش في الفقر والبؤس. وفي سبيل نهضة الأمة، كان عدد لا يحصى من أصحاب الهمم العالية قد خاضوا نضالات بطولية جليلة، وقاموا بمحاولات وتجارب متنوعة جيلا تلو آخر، وبعزيمة لا تنحني ولا تلين، إلا أن ذلك لم يغير في النهاية الطبيعةَ الاجتماعية للصين القديمة ولا المصيرَ المأساوي للشعب الصيني.
ولذا، أصبح تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية أعظم حلم لها خلال العصر الحديث. واتخذ الحزب الشيوعي الصيني فور تأسيسه من تحقيق الشيوعية مثلَه العليا وهدفه النهائي، ووضع على عاتقه الرسالةَ التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية كواجب لا يسمح بالتراجع عنه، فاتحد مع الشعب وقاده في خوض نضالات قَدّم فيها تضحيات جسيمة ودماء غالية، مسجلا ملحمة رائعة هزت العالم.
وقد أدرك حزبنا بعمق أنه من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، يجب الإطاحة بالجبال الكبيرة الثلاثة التي يرزح تحتها الشعب الصيني وهي الإمبريالية والإقطاعية والرأسمالية البيروقراطية، وتحقيق الاستقلال الوطني وتحرر الشعب وتوحيد البلاد واستقرار المجتمع، فاتحد مع الشعب وقاده في الاهتداء إلى طريق ثوري صحيح يتمثل في محاصرة المدن من الريف والاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة، وخاض نضالات بطولية استمرت 28 سنة، مما أدى إلى إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة، وتأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، وتحقيق القفزة العظيمة للصين من سياسة الاستبدادية الإقطاعية التي دامت آلاف السنين إلى الديمقراطية الشعبية.
وقد أدرك حزبنا بعمق أنه من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، لا بد من إنشاء نظام اجتماعي متقدم يتفق مع واقع بلادنا، فاتحد مع الشعب وقاده في إنجاز الثورة الاشتراكية، وإنشاء النظام الأساسي الاشتراكي، ودفع البناء الاشتراكي، وتحقيق أوسع وأعمق تغيير اجتماعي في تاريخ الأمة الصينية، مما وفّر الشرط السياسي المسبق الأساسي وأرسى الأساس المؤسسي لكل أوجه التطور والتقدم في الصين المعاصرة، وحقق للأمة الصينية القفزة العظيمة من الانحطاط المستمر في العصر الحديث إلى التحويل الجذري للمصير ثم التقدم المتواصل نحو الازدهار والقوة.
وقد أدرك حزبنا بعمق أنه من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، ينبغي مواكبة تيار العصر وموافقة إرادة الشعب والجرأة على الإصلاح والانفتاح، لتظل قضايا الحزب والشعب زاخرة بقوة محركة جبارة للتقدم إلى الأمام بشجاعة، فاتحد مع الشعب وقاده في إحداث الثورة العظيمة الجديدة المتصفة بالإصلاح والانفتاح، وإزاحة كل العقبات الأيديولوجية والهيكلية التي تعترض تطور البلاد والأمة، وشقّ طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، مما مكّن الصين من اللحاق بركب العصر بخطوات واسعة.
وعلى مدى 96 سنة وفي سبيل الرسالة التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، ظل حزبنا، سواء كان في حالة ضعف أو قوة، أو في ظل ظروف مؤاتية أو أخرى معاكسة، يتمسك بغايته الأصلية دون تغيير وبعزيمته التي لا تتزعزع، فاتحد مع الشعب وقاده في اجتياز مختلف المصاعب والمخاطر وبذل تضحيات جسام، ومواجهة التعقيدات بجرأة وتصحيح الأخطاء بشجاعة، فقَهَرَ ما يبدو أنه لا يُقهر من الصعوبات واحدة تلو أخرى، وخلق ما يبقى متألقا في سجل التاريخ من المعجزات واحدة تلو أخرى.
أيها الرفاق،
أصبحنا اليوم أكثرَ اقترابا من تحقيق هدف النهضة العظيمة للأمة الصينية، وأكثرَ ثقةً وقدرةً على ذلك من أية فترة في التاريخ.
والشوط الأخير من الرحلة هو الأصعب. والنهضة العظيمة للأمة الصينية لا يمكن تحقيقها بيسر وسهولة وبمجرد قرع الصنوج والطبول، فيتعين على الحزب كله الاستعداد لبذل جهود أعظم وأكثر مشقة.
ومن أجل تحقيق الحلم العظيم، يجب خوض نضال عظيم. والمجتمع يتقدم في حركة التناقضات، وطالما يوجد تناقض يوجد نضال. وإذا أراد حزبنا الاتحاد مع الشعب وقيادته للعمل بشكل فعال على مواجهة التحديات الخطيرة وصدّ المخاطر الجسيمة وتذليل العوائق المنيعة ومعالجة التناقضات الشديدة، ينبغي له خوض نضال عظيم يتّصف بكثير من الخصائص التاريخية الجديدة، وإن الأفكار والأفعال المتمثلة في السعي وراء المتعة، والتواني والتكاسل، والتهرب من التناقضات كلها خاطئة. ويجب على كل أعضاء الحزب التمسك بقيادة الحزب والنظام الاشتراكي في بلادنا بوعي أكثر، والمعارضة بحزم لكل الأقوال والأفعال التي تضعف وتشوه وتنكر قيادة الحزب والنظام الاشتراكي في بلادنا؛ والحفاظ بوعي أكثر على مصالح الشعب، والمعارضة بحزم لكل التصرفات التي تضر بمصالح الشعب وتنفصل عن الجماهير؛ والخوض بوعي أكثر في تيار عصر الإصلاح والابتكار، والعمل بحزم لإزالة كل مرض عُضال ومكابر؛ وحماية سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية بوعي أكثر، والمعارضة بحزم لكل التصرفات الرامية إلى الانفصال عن الوطن وتخريب التضامن القومي وتناغم المجتمع واستقراره؛ والاحتراس بوعي أكثر من مختلف المخاطر، والتغلب بحزم على كل الصعوبات والتحديات التي قد تظهر في السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع وغير ذلك من المجالات وفي عالم الطبيعة. وعلى الحزب كله الإدراكُ الواضح لطول أمد هذا النضال العظيم وتعقده ومشقته، وتطويرُ روح النضال وزيادةُ كفاءته لمواصلة إحراز انتصارات جديدة في هذا النضال العظيم.
ومن أجل تحقيق الحلم العظيم، يتعين بناء المشروع العظيم. وهذا المشروع العظيم هو المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب الذي يدفعه حزبنا بعمق في الوقت الراهن. وقد أثبت التاريخ وسوف يبرهن باستمرار أنه لولا قيادة الحزب الشيوعي الصيني لكانت نهضة الأمة وهما من الأوهام. وإذا أراد حزبنا أن يظل طليعةَ العصر والعمودَ الفقري للأمة، وأن يظل حزبا حاكما ماركسيا، فلا بد أن يظل هو نفسه ممتازا. ويتعين على جميع أعضاء الحزب ترسيخ مبدأ الروح الحزبية بوعي أكثر، والإقدام على مواجهة المشاكل مباشرة، والجرأة على كشط العظام لإزالة السموم، وإزالة كل العوامل التي تضر بتقدمية الحزب ونقائه، وإزالة كل الفيروسات التي تُعدي جسمه السليم، ومواصلة زيادة قدرة الحزب على القيادة السياسية والتوجيه الفكري وتنظيم الجماهير واستقطابها، لضمان أن يحافظ حزبنا دائما على حيويته الناشطة وقدرته الكفاحية العالية.
ومن أجل تحقيق الحلم العظيم، يلزم دفع القضية العظيمة قدما. والاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي الموضوع الرئيسي لكل نظريات الحزب وممارساته منذ بدء الإصلاح والانفتاح، وهي المنجزات الجوهرية التي حققها الحزب والشعب بعد اجتياز متاعب ومصاعب شتى ودفع أثمان باهظة. وطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو السبيل الوحيد لتحقيق التحديثات الاشتراكية وخلق حياة جميلة للشعب، ومنظومة النظريات للاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي النظريات الصحيحة التي ترشد الحزب والشعب في تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، ونظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو الضمان المؤسسي الجذري لتطور وتقدم الصين المعاصرة، وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي القوة المعنوية الجبارة التي تشجع جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب من مختلف القوميات في كل البلاد على المضيّ قدما إلى الأمام بشجاعة. ويتعين على جميع أعضاء الحزب التحلي بمزيد من الوعي في تعزيز ثقتهم الذاتية بالطريق والنظريات والنظام والثقافة المذكورة دون السير في الطريق القديم المتسم بالانغلاق والتحجر الفكري ولا طريق الضلال المتمثل في تغيير الراية، ويجب عليهم الحفاظ على التركيز السياسي والمواظبة على العمل الجاد للنهوض بالوطن والمثابرة على التمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها على الدوام.
والنضال العظيم والمشروع العظيم والقضية العظيمة والحلم العظيم تتواصل وتترابط وتتفاعل، والذي يؤدي دوره الحاسم من بينها هو المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب، وينبغي دفع تنفيذ المشروع العظيم بالاندماج مع ممارسات النضال العظيم والقضية العظيمة والحلم العظيم لضمان أن يظل الحزب في مقدمة العصر خلال المسيرة التاريخية وسط التغيرات العميقة في الوضع العالمي، وأن يظل سندا لأبناء الشعب في كل البلاد خلال المسيرة التاريخية لمواجهة مختلف المخاطر والاختبارات الداخلية والخارجية، ونواةً قيادية قوية خلال المسيرة التاريخية للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها.
أيها الرفاق،
الرسالة تدعو المسؤولية وتقود المستقبل. وينبغي ألاّ نخيب آمال الشعب الكبيرة وأن نعمل ما يستحقه الخيار التاريخي، وأن نشجع جميع أبناء الأمة الصينية على مواصلة التقدم، وحشد قوى جبارة لتحقيق حلم الصين بقلب واحد في الممارسات العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وبقيادة الحزب القوية وصمود نضاله.
ثالثا، أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وبرنامجها الشامل الأساسي
إن تغيرات الأوضاع المحلية والدولية وتطورات مختلف القضايا في بلادنا منذ اختتام المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، طرحت علينا موضوعا هاما يواجهه العصر، ألا وهو وجوب الإجابة بشكل شامل ومن حيث الدمج بين النظرية والممارسة على سؤال ماهية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي يجب التمسك بها وتطويرها في العصر الجديد وكيفية التمسك بها وتطويرها، بما في ذلك مسائل أساسية حول الهدف العام، والمهمة العامة، والتخطيط العام، والتخطيط الإستراتيجي، واتجاه التنمية ونمطها وقوتها الدافعة، والخطوات الإستراتيجية، والظروف الخارجية، والضمان السياسي التي تتعلق بالتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد، بالإضافة إلى القيام على أساس الممارسات الجديدة بالتحليل النظري والتوجيه السياساتي للاقتصاد والسياسة وحكم القانون والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتربية والتعليم ومعيشة الشعب والشؤون القومية والشؤون الدينية، والمجتمع والحضارة الإيكولوجية وأمن الدولة والدفاع الوطني والجيش وممارسة مبدأ "دولة واحدة ونظامان" وإعادة توحيد الوطن الأم والجبهة المتحدة والشؤون الدبلوماسية وبناء الحزب، وغير ذلك من المجالات، تسهيلا للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها على نحو أفضل.
وحول هذا الموضوع العصري الهام، ظل حزبنا متمسكا باتخاذ الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ومفهوم التنمية العلمية مرشدا له، ومثابرا على تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع ومواكبة العصر والتحلي بالواقعية والبراغماتية، ومتمسكا بالمادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، فتعمَّق في معرفة قانون ممارسة الحزب الشيوعي للسلطة وقانون البناء الاشتراكي وقانون تطور المجتمع البشري برؤية جديدة وبالاندماج الوثيق مع مستجدات ظروف العصر ومتطلبات الممارسات، وأجرى استكشافا نظريا شاقا، توصل منه إلى منجزات عظيمة في الابتكار النظري، وبَلوَرَ أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
أوضحت أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد أن المهمة العامة للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها هي تحقيق التحديثات الاشتراكية والنهضة العظيمة للأمة الصينية، وإنجاز بناء بلادنا لتصبح دولةً اشتراكيةً حديثةً قويةً ومزدهرةً وديمقراطيةً ومتحضرةً ومتناغمةً وجميلةً على خطوتين بحلول أواسط القرن الحالي، وذلك على أساس إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل؛ وأن التناقض الرئيسي في مجتمع بلادنا في العصر الجديد هو التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية، فمن الضروري لنا التمسك بالفكرة التنموية القائمة على اعتبار الشعب محورا لها في سبيل مواصلة دفع التنمية الشاملة للإنسان والرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب؛ وأوضحت أن الترتيب الشامل لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو "التكامل الخماسي" (البناء الاقتصادي والبناء السياسي والبناء الثقافي والبناء الاجتماعي والبناء الحضاري الإيكولوجي - المحرر) وأن التخطيطات الإستراتيجية لها هي "الشوامل الأربعة" (إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وتعميق الإصلاح على نحو شامل، ودفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وإدارة الحزب بصرامة على نحو شامل - المحرر)، كما أكّدت على ضرورة ترسيخ الثقة الذاتية بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ونظريتها ونظامها وثقافتها؛ ووضّحت أن الهدف العام لتعميق الإصلاح على نحو شامل هو إكمال وتطوير النظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية ودفع عجلة تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها، وأن الهدف العام لدفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل هو بناء نظام حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية وبناء دولة اشتراكية يحكمها القانون؛ وحدّدت أيضا أن هدف الحزب الخاص بتقوية الجيش في العصر الجديد هو بناء جيش شعبي يخضع لتوجيهات الحزب ويقدر على كسب المعارك ويتحلى بالأسلوب الحميد ليكون جيشا من الدرجة الأولى في العالم؛ وأشارت إلى أن دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية يجب عليها دفعُ خلق علاقات دولية جديدة الطراز وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية؛ بالإضافة إلى ذلك، أوضحت أن أهم المميزات الجوهرية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية وأكبر تفوقٍ للنظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية هما قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وأن الحزب أعلى قوة قيادية سياسية، وطرحت مطالب عامة بشأن بناء الحزب في العصر الجديد، وأبرزت أيضا مكانة البناء السياسي المهمة في بناء الحزب.
إن أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد هي وراثة وتطوير للماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ومفهوم التنمية العلمية، وهي أحدث المنجزات لصيننة الماركسية، وبلورة لخبرات الممارسات والحكمة الجماعية للحزب والشعب، وجزء هام لا يتجزّأ من منظومة نظريات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وهي دليل العمل لكفاح جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب في كل البلاد من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، فيتعيّن علينا التمسّك بها لمدّة طويلة وتطويرها بلا انقطاع.
وينبغي على جميع أعضاء الحزب استيعاب الجوهر الروحي والمضامين الوفيرة لأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بشكل عميق، وتطبيقها وتنفيذها بشكل شامل وصحيح في شتى الأعمال.
(1) التمسك بقيادة الحزب لكافة الأعمال. إن الحزب يقود كافة القطاعات رأسيا وأفقيا في كل أنحاء البلاد. ويجب علينا تعزيز الوعي السياسي والوعي بالمصلحة العامة والوعي بالنواة القيادية والوعي بالتوافق، وصيانة سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها الممركزة والموحدة بوعي، والحفاظ بوعي على التوافق التام مع لجنة الحزب المركزية أيديولوجيا وسياسيا وعمليا، وإكمال الأنظمة والآليات المتعلقة بالمثابرة على قيادة الحزب، والتمسّك بفكرة العمل الأساسية العامة المتمثلة في إحراز التقدم من خلال الحفاظ على الاستقرار، والتخطيط الموحد لدفع الترتيبات الشاملة للتكامل الخماسي والدفع المتناسق للتخطيطات الإستراتيجية المتمثلة في "الشوامل الأربعة"، ورفع قدرة وصلابة الحزب في التمسك بالاتجاه وتخطيط المصلحة العامة ووضع السياسات ودفع الإصلاح، لضمان أن يظل الحزب مسيطرا على الوضع الكلي ومُنسِّقا بين مختلف الأطراف.
(2) التمسك باعتبار الشعب محورا. إن الشعب هو خالق التاريخ والقوة الأساسية التي تقرر مستقبل ومصير الحزب والدولة. ويلزمنا التمسك بمكانة الشعب كقوام، والتمسك ببناء الحزب من أجل المصلحة العامة وممارسة السلطة لخدمة الشعب، وتطبيق الهدف الأساسي المتمثل في خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص، وتطبيق الخط الجماهيري للحزب في كافة أنشطة إدارة شؤون الدولة، واتّخاذ تحقيق تطلعات الشعب إلى حياة جميلة هدفا نكافح في سبيله، والاعتماد على الشعب في تسجيل مآثر تاريخية جليلة.
(3) التمسك بتعميق الإصلاح على نحو شامل. لا يمكن إنقاذ الصين إلا بالاشتراكية، ولا يمكن تطوير الصين والاشتراكية والماركسية إلا بتنفيذ الإصلاح والانفتاح. وينبغي لنا التمسّك بالنظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية وإكماله، ومواصلة دفع عجلة تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها، والعمل بحزم لإزالة كل ما لا يتماشى مع الزمن من مفاهيم أيديولوجية وعيوب مؤسسية، وتحطيم الحواجز الناتجة عن ترسيخ المصالح المكتسبة، واقتباس الثمار النافعة من الحضارة البشرية، وإنشاء مجموعة نظم منهجية وكاملة وعلمية ومعيارية وفعالة الأداء، وتفعيل مزايا النظام الاشتراكي لبلادنا بشكل كامل.
(4) التمسك بالفكرة التنموية الجديدة. إن التنمية هي الأساس والمفتاح لحل جميع المشاكل في بلادنا، والتنمية يجب أن تكون تنمية علمية، فعلينا التنفيذ بثبات لا يتزعزع للفكرة التنموية المتسمة بالابتكار والتناسق والخضرة والانفتاح والتمتع المشترك. ويتعيّن علينا التمسك بالنظام الاقتصادي الأساسي الاشتراكي ونظام التوزيع الاشتراكي في بلادنا وإكمالهما، وعدم التردّد في توطيد وتطوير اقتصاد القطاع العام وتشجيع ودعم وإرشاد تنمية اقتصاد القطاع غير العام، وتمكين السوق من أداء دورها الحاسم في توزيع الموارد، وإظهار دور الحكومة بصورة أفضل، لدفع التنمية المتزامنة للتصنيع الجديد الطراز والمعلوماتية والتمدين والتحديث الزراعي، والمبادرة بالمشاركة في عملية العولمة الاقتصادية ودفعها، وتطوير الاقتصاد المنفتح على مستوى أعلى، وتعزيز القوة الاقتصادية والقوة الوطنية الشاملة لبلادنا باستمرار.
(5) التمسك بكون الشعب سيدا للدولة. إن الحفاظ على الوحدة العضوية بين قيادة الحزب وكون الشعب سيدا للدولة وحكم الدولة وفقا للقانون هي مطلب حتمي لتنمية السياسة الاشتراكية. ويتوجّب علينا التمسك بطريق التنمية السياسية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتمسك بنظام مجلس نواب الشعب ونظام التعاون بين الأحزاب المتعددة والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني ونظام الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات العرقية ونظام الحكم الذاتي الجماهيري في الوحدات القاعدية وإكمال هذه النظم كلها، وتوطيد وتطوير الجبهة المتحدة الوطنية على أوسع نطاق، وتطوير الديمقراطية التشاورية الاشتراكية، وإكمال النظام الديمقراطي، وتنويع أشكال الديمقراطية، وتوسيع قنواتها، لضمان تجسيد كون الشعب سيدا للدولة في الأنشطة السياسية للدولة والحياة الاجتماعية.
(6) التمسك بحكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل. إن حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل مطلب جوهري وضمان هام للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. ومن الضروري لنا تطبيق وتنفيذ قيادة الحزب في كافة العمليات وجميع النواحي المتعلقة بحكم الدولة وفقا للقانون، وسلوك طريق حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية بثبات لا يتزعزع، وإكمال منظومة القوانين للاشتراكية ذات الخصائص الصينية باعتبار الدستور نواةً لها، وبناء منظومة حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، وبناء دولة اشتراكية يحكمها القانون، وتطوير نظرية حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، والمثابرة على دفع عمليات حكم الدولة وممارسة السلطة والإدارة وفقا للقانون في آن واحد، والمثابرة على البناء التكاملي للدولة والحكومة والمجتمع الخاضعة جميعا لحكم القانون، والمثابرة على الجمع بين حكم الدولة وفقا للقانون وحكم الدولة بالفضيلة والتوحيد العضوي بين حكم الدولة وفقا للقانون وإدارة الحزب طبقا للوائح، وتعميق إصلاح النظام القضائي، وزيادة الوعي بحكم القانون ورفع المستوى الأخلاقي للأمة بأسرها.
(7) التمسك بمنظومة القيم الجوهرية الاشتراكية. إن الثقة الذاتية ثقافيا هي قوة أكثر أصالةً وعمقا ودواما لتطور دولةٍ وأمةٍ. ومن اللازم لنا التمسّك بالماركسية، وترسيخ المثل العليا الشيوعية البعيدة المدى والمثُل العامة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية بشكل ثابت، وتطوير وتطبيق مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، ومواصلة تعزيز قوة الإمساك بزمام المبادرة وحق القول في المجال الأيديولوجي، ودفع أعمال التحول الخلّاق والتنمية الابتكارية للثقافة الصينية التقليدية الممتازة، ووراثة الثقافة الثورية، وتطوير الثقافة المتقدمة الاشتراكية، وعدم نسيان الأصيل واستيعاب الوافد والتوجّه إلى المستقبل، لبناء الروح الصينية والقيم الصينية والقوة الصينية بصورة أفضل، وتقديم إرشادٍ روحي للشعب.
(8) التمسك بضمان وتحسين معيشة الشعب خلال التنمية. إن زيادة رفاهية الشعب هي الهدف الأساسي للتنمية. ويجب علينا السعي بجهد أكبر إلى المزيد من منافع معيشة الشعب وإزالة المزيد من همومها، وإصلاح الحلقات الضعيفة المتعلقة بمعيشة الشعب وتعزيز الإنصاف والعدالة الاجتماعيين خلال التنمية، ومواصلة إحراز تقدمات جديدة لجعل كل طفل يجد تربيةً وكل طالب تعليما وكل عامل دخلا وكل مريض علاجا وكل مسنّ رعايةً وكل مواطن مسكنا وكل ضعيف دعما، وتعميق العمل الخاص بتسوية المشاكل المستعصية في القضاء على الفقر، لضمان زيادة جميع أبناء الشعب شعورا بالكسب خلال التشارك في التنمية وتقاسم ثمارها، ومواصلة حفز التنمية الشاملة للإنسان والرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب. ويتعين علينا بناء الصين الآمنة، وتعزيز الحوكمة المجتمعية وابتكار سبلها، وحماية التناغم والاستقرار الاجتماعيين، لضمان الاستقرار السياسي الدائم للدولة وطمأنينة الشعب في المعيشة والعمل.
(9) التمسك بالتعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة. إن بناء الحضارة الإيكولوجية هو مشروع حيوي طويل المدى للتنمية المستدامة الأبدية للأمة الصينية. ويلزمنا ترسيخ وتطبيق فكرة أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي، والتمسّك بسياسة الدولة الأساسية القاضية بتوفير الموارد وحماية البيئة، والاعتناء بالبيئة الإيكولوجية بمثل اعتنائنا بحياتنا، والتخطيط الشامل لإدارة الجبال والمياه والغابات والحقول الزراعية والبحيرات والمروج بشكل منظّم، وتنفيذ أصرم نظامٍ لحماية البيئة الإيكولوجية من أجل تشكيل نمط تنمية وحياة خضراء، والمثابرة على السلوك بثبات لطريق التنمية الحضارية المتصف بالإنتاج المتطور والحياة الميسورة والبيئة الإيكولوجية الطيبة، وبناء الصين الجميلة لخلق بيئة إنتاجية ومعيشية طيبة للشعب، وتقديم إسهامات في الأمن الإيكولوجي العالمي.
(10) التمسك بمفهوم الأمن القومي بمعناه الشامل. يُعدّ التخطيط الشامل للتنمية والأمن وتعزيز الوعي حيال التطورات الفجائية واليقظة بشأن الخطر في أيام السلم مبدأ هاما لحزبنا في إدارة شؤون الدولة. ومن الضروري لنا التمسك بوضع مصالح الدولة فوق كل شيءٍ، واتّخاذ سلامة الشعب هدفا والأمن السياسي أساسا، والتخطيط الشامل للأمن الخارجي والداخلي وأمن الأراضي والمواطنين والأمن التقليدي وغير التقليدي والأمن الذاتي والمشترك، وإكمال مجموعة أنظمة الأمن القومي، وتعزيز بناء القدرة الأمنية الوطنية، وصيانة سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية على نحو حازم.
(11) التمسك بقيادة الحزب المطلقة للجيش الشعبي. إن بناء جيش شعبي يخضع لتوجيهات الحزب ويقدر على كسب المعارك ويتحلّى بالأسلوب الحميد دعامة إستراتيجية لتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكريين المئويتين (إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل عند الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وإنجاز بناء دولةٍ اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة عند الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية - المحرر) وتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. ويتوجب علينا التطبيق الشامل لسلسلة من المبادئ والنظم الأساسية الخاصة بقيادة الحزب للجيش الشعبي، وتوطيد مكانة أفكار الحزب حول تقوية الجيش في العصر الجديد كمرشد لبناء الدفاع الوطني والجيش، والمثابرة على بناء الجيش سياسيا وتقويته عبر الإصلاح والنهوض به بالعلوم والتكنولوجيا وإدارته طبقا للقانون، وإيلاء المزيد من الاهتمام للتركيز على الاستعداد لخوض أي معارك فعلية، ودفع بنائه بالابتكار، وبناء المنظومات والتطوير المُكثَّف والعالي الفعالية للجيش والاندماج بين القطاعين العسكري والمدني، لتحقيق هدف الحزب الخاص بتقوية الجيش في العصر الجديد.
(12) التمسك بمبدأ "دولة واحدة ونظامان" ودفع عجلة إعادة توحيد الوطن الأم. إن الحفاظ على الازدهار والاستقرار الطويلي الأمد في هونغ كونغ وماكاو وتحقيق التوحيد الكامل للوطن الأم مطلب حتمي لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. ويتعين علينا الدمج العضوي بين حماية سلطة الإدارة والحوكمة الشاملة للحكومة المركزية إزاء منطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين وبين ضمان حقهما في الدرجة العالية من الحكم الذاتي، وكفالة عدم تغيير مبدأ "دولة واحدة ونظامان" وعدم التردد في تنفيذه مع ضمان تطبيقه على نحو لا يشوبه تبديل أو تشويه. ومن الضروري لنا التمسك بمبدأ "صين واحدة" و"توافق 1992"، ودفع التنمية السلمية للعلاقات في جانبي مضيق تايوان، وتعميق التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي بينهما، وحث المواطنين في جانبي المضيق على التضامن في معارضة كل الأنشطة الرامية إلى تقسيم الوطن، للكفاح معا من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.
(13) التمسك بدفع عجلة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. يرتبط حلم الشعب الصيني بأحلام شعوب مختلف البلدان بشكل وثيق، ولا يستغني تحقيق حلم الصين عن الظروف الدولية السلمية والنظام الدولي المستقرّ. ومن اللازم لنا أخذ النوعين المحلي والدولي من الوضع العام بعين الاعتبار، وسلوك طريق التنمية السلمية بعزيمة لا تتزعزع، وتطبيق إستراتيجية الانفتاح المتّسمة بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، والتمسك بوجهة النظر الصحيحة إلى العدالة والمنفعة، وترسيخ مفهوم الأمن الجديد المتجسد في التشارك والتكامل والتعاون والاستدامة، والسعي وراء مستقبل تنموي متّسم بالانفتاح والابتكار والشمول والمنفعة المتبادلة، وتعزيز التواصل الحضاري المتصف بالوئام مع إبقاء الاختلاف وضم كل ما يفيد من الأفكار، وإنشاء منظومة إيكولوجية تقضي بإجلال الطبيعة والدعوة إلى التنمية الخضراء، لنظل بناةً للسلم العالمي ومساهمين في التنمية العالمية وحماةً للنظام الدولي.
(14) التمسك بإدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل. إن الجرأة على ممارسة الثورة الذاتية وإدارة شؤون الحزب وأعضائه بصرامة هي أوضح خصائص حزبنا. وفي هذا السياق، لا بد لنا من اعتبار دستور الحزب المبدأ الأساسي الواجب اتّباعه، ووضع البناء السياسي للحزب في المقام الأول، وتوجيه القوة نحو الاتجاه الواحد في بناء الحزب أيديولوجيا وإدارته مؤسسيا، والتخطيط الشامل لدفع أعمال بناء الحزب في مختلف المجالات، والاهتمام بـ"الأقلية الحاسمة" (يُقصد بها الكوادر القيادية - المحرر)، والتمسك بمطالب "التشدد مع النفس في ثلاثة مجالات والصدق في ثلاثة جوانب"، والتمسك بنظام المركزية الديمقراطية، وتقوية الأنشطة السياسية داخل الحزب، والتقيد التام بالانضباط الحزبي، وتعزيز الرقابة الداخلية للحزب، وتطوير الثقافة السياسية الإيجابية والسليمة داخل الحزب، وتنقية البيئة السياسية داخل الحزب على نحو شامل، وتصحيح كل الاتجاهات والميول غير السليمة بحزم، والمعاقبة على الفساد بعدم التسامح مطلقا، وتعزيز قدرة الحزب على التنقية والتكميل والتجديد والترقية الذاتية باستمرار، والحفاظ دوما على ارتباط الحزب بجماهير الشعب ارتباط الدم باللحم.
وتشكل البنود الأربعة عشر المذكورة أعلاهبرنامجا شاملا أساسيا للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد. ويجب على جميع الرفاق في الحزب تطبيق نظريات الحزب الأساسية وخطه الأساسي وبرنامجه الشامل الأساسي بشكل شامل، لقيادة تطور قضايا الحزب والشعب بشكل أفضل.
الممارسة العملية لا حدود لها، والابتكار النظري لا نهاية له أيضا. والعالم يتغير في كل لحظة، والصين تتغير كذلك في كل لحظة، فيلزمنا مواكبة العصر من حيث النظريات، ومواصلة معرفة القانون الموضوعي ودفع الابتكارات في النظريات والممارسات والنظم والثقافات وغيرها من المجالات.
أيها الرفاق،
إن العصر أم الأفكار، والممارسة العملية مصدر النظريات. وما دمنا نجيد الإصغاء إلى صوت العصر ونجرؤ على التمسك بالحقائق وتصحيح الأخطاء، فإن الماركسية في الصين بالقرن الحادي والعشرين سوف تظهر حقيقتها قوة أكبر وأكثر إقناعا.
رابعا، تحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وإطلاق المسيرة الجديدة لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل
بعد بدء تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، وضع حزبنا ترتيبات إستراتيجية لبناء التحديثات الاشتراكية في بلادنا، حيث طرح أهداف إستراتيجية "الخطوات التنموية الثلاث". وقد تحقق هدفان منها وقبل الموعد المحدد هما تسوية مشكلة الغذاء والكساء للشعب، والوصول بمعيشة الشعب إلى مستوى الحياة الرغيدة عموما. وعلى هذا الأساس، دعا حزبنا إلى إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة، يكون الاقتصاد فيه أكثر تطورا والديمقراطية أكثر تكاملا والعلوم والتعليم أكثر تقدما والثقافة أكثر ازدهارا والمجتمع أكثر انسجاما ومعيشة الشعب أكثر يسرا، وذلك بحلول الذكرى السنوية المئوية لتأسيس الحزب؛ ودعا حزبنا إلى تحقيق التحديثات من حيث الأساس وإنجاز بناء بلادنا دولة اشتراكية حديثة بعد ثلاثين سنة أخرى من الكفاح وبحلول الذكرى السنوية المئوية لتأسيس الصين الجديدة.
وتعد الفترة من الآن حتى عام 2020 فترة تحقيق انتصار حاسم لإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. ووفقا للمتطلبات الخاصة بإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل والمطروحة خلال المؤتمرات الوطنية السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر للحزب، ومسايرة للتغير الحاصل في التناقض الرئيسي للمجتمع الصيني، ينبغي لنا إجراء تخطيط موحد لدفع البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والبناء الحضاري الايكولوجي، والتنفيذ بثبات لإستراتيجيات النهوض بالوطن بالعلوم والتعليم وتقوية الوطن بالاعتماد على الأكفاء والتنمية المدفوعة بالابتكار والنهوض بالأرياف والتنمية الإقليمية المتناسقة والتنمية المستدامة والتنمية الاندماجية بين القطاعين العسكري والمدني، وإبراز الاهتمام بالنقاط الرئيسية وإصلاح الحلقات الضعيفة وتقوية أوجه الضعف، وبالأخص يجب عقد عزمنا على الانتصار في المعركة الحاسمة للوقاية من المخاطر الكبرى وإزالتها والقضاء على الفقر من خلال تدابير دقيقة وهادفة ومحاربة التلوث ومسبباته، لتكون نتيجة إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل مقبولة من قبل الشعب وصامدة أمام اختبار التاريخ.
وستكون السنوات ما بين المؤتمرين الوطنيين التاسع عشر والعشرين للحزب مرحلة تاريخية تلتقي فيها أهداف الكفاح عند حلول "الذكريين المئويتين". وخلال هذه الفترة، يجب علينا إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية الأولى. وليس هذا فحسب، بل يتعين علينا أيضا استغلال الوضع المؤاتي لإطلاق مسيرة جديدة لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل، إيذانا بالزحف نحو أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية الثانية.
وبعد تحليل شامل للأوضاع الدولية والمحلية والظروف التنموية لبلادنا، يمكن تقسيم الفترة من عام 2020 حتى أواسط القرن الجاري إلى مرحلتين.
المرحلة الأولى تستمر من عام 2020 حتى عام 2035، خلالها سنحقق التحديثات الاشتراكية من حيث الأساس بعد خمس عشرة سنة أخرى من الكفاح على أساس إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. وعندئذ، ستشهد بلادنا طفرة كبرى في قوتها الاقتصادية وقوتها العلمية والتكنولوجية، وتكون في مقدمة ركب الدول المبتكرة؛ وستكون حقوق الشعب في المشاركة المتساوية والتنمية المتكافئة مكفولة بشكل تام، ويتم بشكل أساسي إنجاز بناء الدولة والحكومة والمجتمع الخاضعة جميعا لحكم القانون، وتصبح النظم في مختلف المجالات أكثر اكتمالا، ويتم من حيث الأساس إنجاز تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها؛ وستصل درجة الحضارة الاجتماعية إلى مستوى جديد، وتزداد القوة الناعمة الثقافية الوطنية بشكل ملحوظ، كما يزداد تأثير الثقافة الصينية توسعا وتعمقا؛ وستصبح معيشة الشعب أكثر يسرا، وترتفع نسبة الفئات ذات الدخل المتوسط بشكل واضح، وتضيق بصورة ملحوظة الفجوة التنموية بين الحضر والريف وبين مختلف الأقاليم وكذلك الفجوة بين السكان في مستوى المعيشة، ويتحقق بشكل أساسي تكافؤ الخدمات العامة الأساسية، ويتقدم جميع أبناء الشعب بخطوات ثابتة نحو الرخاء المشترك؛ وسيتم بشكل أساسي تشكيل منظومة الحوكمة الاجتماعية الحديثة، ويفيض المجتمع بنشاط وحيوية ويسوده التناغم والانتظام؛ وستتحسن البيئة الإيكولوجية تحسنا نوعيا، ويتحقق هدف بناء الصين الجميلة من حيث الأساس.
أما المرحلة الثانية، فتستمر من عام 2035 حتى أواسط القرن الجاري. وخلالها سننجز بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكيةً حديثةً قويةً ومزدهرةً وديمقراطيةً ومتحضرةً ومتناغمةً وجميلةً، بعد خمس عشرة سنة أخرى من الكفاح، على أساس تحقيق التحديثات بشكل أساسي. وعندئذ، سيتحقق ارتقاء شامل بالحضارات المادية والسياسية والروحية والاجتماعية والإيكولوجية لبلادنا، ويُنجز تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها، وتصبح بلادنا من الدول الرائدة من حيث القوة الوطنية الشاملة والتأثير الدولي، ويتحقق بشكل أساسي الرخاء المشترك لأبناء الشعب جميعا، ويتمتع شعبنا بحياة أكثر سعادة وصحة وسلامة، حيث ستقف الأمة الصينية شامخة وسط أمم العالم بمعنوياتها الأعلى.
أيها الرفاق،
إن العمل من إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل إلى تحقيق التحديثات إجمالا، ثم إلى إنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل، هو ترتيب إستراتيجي لتطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. ويجب علينا العمل بعزيمة لا تلين وصبر دؤوب، جاهدين لتسجيل صفحة جليلة في المسيرة الجديدة للتحديثات الاشتراكية.
خامسا، تطبيق الفكرة التنموية الجديدة، وبناء المنظومة الاقتصادية الحديثة
من أجل تحقيق أهداف الكفاح عند حلول "الذكريين المئويتين" وحلم الصين بالنهضة العظيمة للأمة الصينية والارتقاء بمستوى معيشة الشعب باستمرار، يلزمنا جعل التنمية المهمة الأولى لحزبنا في ممارسة السلطة والنهوض بالوطن بثبات لا يتزعزع، والمثابرة على تحرير وتطوير القوى المنتجة الاجتماعية، والتمسك باتجاه الإصلاح لاقتصاد السوق الاشتراكي، ودفع تنمية الاقتصاد بشكل مطرد وسليم.
وقد انتقل اقتصاد بلادنا من مرحلة النمو السريع إلى مرحلة التنمية العالية الجودة، ويمر حاليا بفترة تذليل المشاكل المستعصية لتحويل نمط التنمية وتحسين الهيكل الاقتصادي وتغيير القوة المحركة للنمو، حيث يعد بناء المنظومة الاقتصادية الحديثة مطلبا ملحا لتجاوز هذه الفترة وهدفا إستراتيجيا للتنمية الصينية. وفي هذا الإطار، لا بد لنا من وضع الجودة في المقام الأول ومنح الأولوية للفعالية، واتخاذ الإصلاح الهيكلي لجانب العرض خطا رئيسيا، لدفع التنمية الاقتصادية نحو التغيير من حيث الجودة والفعالية والقوة المحركة، والعمل لرفع الإنتاجية الشاملة العناصر، وتكثيف الجهود لتعجيل إقامة منظومة صناعات تقوم على التنمية التعاونية بين الاقتصاد الحقيقي والابتكار العلمي والتكنولوجي والأعمال المصرفية الحديثة والموارد البشرية، وتركيز القوى على إقامة نظام اقتصادي تكون فيه آلية السوق فعالةً والكيانات الجزئية ذات الحيوية والتنسيق والسيطرة الكلية معتدلةً، بما يعزز القدرة الابتكارية والتنافسية للاقتصاد الصيني باستمرار.
(1) تعميق الإصلاح الهيكلي لجانب العرض. يستلزم بناء المنظومة الاقتصادية الحديثة تركيز جهود تنمية الاقتصاد على الاقتصاد الحقيقي واعتبار تحسين نوعية منظومة العرض اتجاها رئيسيا، والسعي إلى زيادة التفوق النوعي للاقتصاد الصيني بشكل واضح. كما ينبغي لنا تسريع بناء بلادنا لتتحول إلى دولة قوية في التصنيع، وتعجيل تطوير قطاع التصنيع المتقدم، ودفع الاندماج العميق بين شبكة الانترنت والبيانات الكبرى والذكاء الاصطناعي وبين الاقتصاد الحقيقي، واستحداث نقاط نمو جديدة وتشكيل زخم جديد في مجالات الاستهلاك المتوسط والراقي، والقيادة الابتكارية، والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، والاقتصاد التشاركي، وسلسلة العرض الحديثة، وخدمات الرأسمال البشري وغيرها من المجالات. ويلزمنا المساعدة على تحسين وترقية الصناعات التقليدية، وتسريع تنمية قطاع الخدمات الحديث، والارتقاء بمستواها حسب المعايير الدولية، ودفع الصناعات الصينية باتجاه الطرف العالي الأوسط لسلسلة القيمة العالمية، والعمل على إنشاء تجمعات لقطاع التصنيع المتقدم على المستوى العالمي. ويتعين علينا تعزيز بناء شبكات منشآت البنى التحتية التي تشمل مشروعات الري وسكك الحديد والطرق العامة والنقل المائي والطيران وخطوط الأنابيب والشبكات الكهربائية والمعلومات والخدمات اللوجستية. ويتوجب علينا مواصلة الجهود الرامية لتخفيض فائض القدرة الإنتاجية والمخزون من المنتجات ونسبة الرافعة المالية والتكلفة وإصلاح الحلقات الضعيفة، وتحسين توزيع مخزون الموارد، وزيادة نسبة المنتجات الممتازة الجودة في إجمالي حجم العرض، وتحقيق التوازن الدينامي بين العرض والطلب. والمطلوب منا أيضا إذكاء وحماية روح رجل الأعمال وتشجيع المزيد من الكيانات الاجتماعية على الابتكار وتأسيس المشاريع، بالإضافة إلى ضرورة بناء صفوف من الكادحين ذوي المعارف الثقافية والمهارات التقنية والروح الابتكارية وتطوير روح العامل المثالي وروح العامل الحرفي والسعي لتشكيل عادة شائعة اجتماعية تبجل العمل وتهيئة جو من التفاني في العمل يدعو إلى الاستمرار في تحسين المهارة.
(2) تسريع بناء الدولة المبتكرة. إن الابتكار أهم القوى الدافعة لقيادة التنمية، وسند إستراتيجي لبناء المنظومة الاقتصادية الحديثة. ولذلك، يتعين علينا استهداف العلوم والتكنولوجيا الرائدة في العالم، وتعزيز البحوث الأساسية، وتحقيق اختراقات هامة في البحوث الأساسية الاستشرافية والابتكارات الأصلية الرائدة. ومن الضروري لنا تعزيز البحوث الأساسية التطبيقية، وتوسيع تنفيذ المشروعات العلمية والتكنولوجية الوطنية الكبرى، وإبراز الابتكار في التكنولوجيا الحاسمة العمومية والتكنولوجيا الرائدة والتكنولوجيا الهندسية الحديثة والتكنولوجيا الإتلافية، بما يوفر دعائم قوية لبناء دولة قوية من حيث العلوم والتكنولوجيا والجودة وطيران الفضاء والخدمات السيبرانية والمواصلات إضافة إلى بناء الصين الرقمية والمجتمع الذكي. وينبغي لنا تكثيف الجهود لإقامة منظومة الابتكارات الوطنية وتعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية. ويلزمنا تعميق إصلاح النظام العلمي والتكنولوجي، وإقامة منظومة للابتكارات التكنولوجية تتخذ المؤسسات قواما لها والسوق اتجاها مرشدا وتدمج عميقا بين المصانع والجامعات ومراكز الأبحاث، وزيادة الدعم لجهود المؤسسات المتوسطة والصغيرة في الابتكار، والمساعدة على تحويل النتائج العلمية والتكنولوجية إلى قوى منتجة. ويجب علينا الدعوة إلى الثقافة الابتكارية وتعزيز عمليات خلق حقوق الملكية الفكرية وحمايتها وتطبيقها. ويتعين علينا إعداد وتأهيل عدد كبير من الأكفاء ذوي المستوى العالمي في مجالات العلوم والتكنولوجيا الإستراتيجية والأكفاء الرواد والشبان في العلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى الفرق الابتكارية العالية المستوى.
(3) تنفيذ إستراتيجية النهوض بالمناطق الريفية. إن قضية الزراعة والمناطق الريفية والفلاحين مسألة جوهرية متعلقة بالاقتصاد الوطني ومعيشة الشعب، فلا بد لنا من اتخاذ حُسن حلها دوما أولوية قصوى لأعمال حزبنا كله. ويجب علينا التمسك بمنح الأسبقية لتنمية الزراعة والمناطق الريفية، وإنشاء نظم وآليات ومنظومة سياساتية داعمة للتنمية الاندماجية بين الحضر والريف وتقويتها، وتسريع دفع عملية التحديث الزراعي والريفي طبقا للمطلب العام المتمثل في الصناعات المزدهرة والبيئة الإيكولوجية الملائمة للسكن والعادات الريفية المتحضرة والحوكمة الفعالة والحياة الرغيدة. ويلزمنا توطيد وتحسين النظام الإداري الأساسي في المناطق الريفية، وتعميق إصلاح نظام الأراضي الريفية، وإكمال نظام فصل حقوق الملكية وحقوق المقاولة وحقوق الإدارة لأراضي المقاولة. ويجب علينا الحفاظ على استقرار علاقة مقاولة الأراضي الريفية مع عدم تغييرها لفترة طويلة، وتمديد مدة المقاولة ثلاثين سنة أخرى بعد انتهاء الجولة الثانية من مقاولة الأراضي. ومن الضروري لنا تعميق الإصلاح لنظام الملكية الجماعية في المناطق الريفية وضمان ممتلكات الفلاحين وحقوقهم ومصالحهم، وتعظيم قوة الاقتصاد الجماعي. ولا بد لنا من ضمان الأمن الغذائي للدولة، والإمساك جيدا بمورد رزق الصينيين في أيديهم. كما ينبغي لنا تشكيل منظومات صناعية وإنتاجية وإدارية خاصة بالزراعة الحديثة، واستكمال نظام دعم وحماية الزراعة، وتطوير أعمال الإدارة الزراعية بأشكالها المتعددة وأحجامها المناسبة، وتنشئة كيانات جديدة النمط للإدارة الزراعية، وتعزيز منظومة الخدمات الاجتماعية الزراعية، وتحقيق الربط العضوي بين العائلات الفلاحية الصغيرة وتنمية الزراعة الحديثة. ويتعين علينا تحفيز التنمية الاندماجية بين الصناعات الأولى والثانية والثالثة في المناطق الريفية، ودعم الفلاحين وتشجيعهم على البحث عن فرص العمل وتأسيس المشروعات وتوسيع قنوات زيادة دخلهم. ويتوجب علينا تعزيز الأعمال الأساسية في الوحدات القاعدية الريفية، وإكمال منظومة الحوكمة الريفية التي تجمع بين الحكم الذاتي وحكم القانون والحكم بالفضيلة، بالإضافة إلى ضرورة تأهيل صفوف من العاملين في مجالات الزراعة والمناطق الريفية والفلاحين تعرف الزراعة وتحب الريف والفلاحين.
(4) تنفيذ إستراتيجية التنمية الإقليمية المتناسقة. ينبغي لنا زيادة الجهود لدعممناطق القواعد الثورية القديمة ومناطق الأقليات القومية والمناطق الحدودية والأخرى الفقيرة في تسريع عجلة التنمية، وتقوية الإجراءات لدفع تشكيل نمط جديد للتنمية الكبرى في غربي البلاد، وتعميق الإصلاحات لتسريع خطى النهوض بالقواعد الصناعية القديمة في مناطق شمال شرقي البلاد ومناطق أخرى، وتطوير مزايا المناطق الوسطى لدفع نهضتها، وتفعيل الدور الريادي للابتكار من أجل دعم المناطق الشرقية في ريادتها لمناطق البلاد الأخرى في تحقيق التنمية المحسنة، وإنشاء آلية جديدة أكثر فاعلية للتنمية الإقليمية المتناسقة. ويجب علينا إقامة تشكيلة من المدن والبلدات متسمة بالتنمية المتناسقة بين المدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والبلدات الصغيرة وذلك باتخاذ مجموعات المدن قواما لها، وتسريع عملية تمدين السكان المنتقلين من القطاع الزراعي. ويتعين علينا دفع التنمية التعاونية بين مناطق بكين وتيانجين وخبي مع اعتبار تخليص بكين من الوظائف غير الجوهرية للعاصمة "رسنا مربوطا بأنف ثور"، وبناء منطقة شيونغآن الجديدة وفق التخطيط العالي نقطة الانطلاق وحسب المعايير الراقية. ويتوجب علينا دفع تنمية الحزام الاقتصادي على طول نهر اليانغتسي، باتخاذ الاهتمام المشترك بالحماية الشاملة للبيئة والإحجام عن التنمية المفرطة اتجاها مرشدا. وينبغي لنا دعم المناطق المعتمدة على الموارد الطبيعية في تطوير الاقتصاد من خلال تحويل نمطه، وتسريع عجلة التنمية بالمناطق الحدودية وضمان حصانتها وأمن الحدود، والتمسك بالتخطيط الموحد بين مجالي البر والبحر وتسريع بناء بلادنا دولة قوية بحريا.
(5) تعجيل عملية إكمال نظام اقتصاد السوق الاشتراكي. عند إصلاح النظام الاقتصادي لا بد لنا من اتخاذ إكمال نظام الملكية وتوزيع السوق للعناصر الرئيسية مركز ثقل له، لتحقيق تحفيز فعال لأصحاب الملكية وتداول حر للعناصر الرئيسية ومرونة ردود الفعل على تذبذب الأسعار ومنافسة عادلة ومنتظمة والحفاظ على المؤسسات المتفوقة ونبذ الأخرى المتدنية. ومن الضروري لنا إكمال نظام إدارة الأصول المملوكة للدولة بمختلف أصنافها، وإصلاح نظام تشغيل رؤوس الأموال الحكومية بالتفويض، والإسراع بتحسين التوزيع والتعديل الهيكلي وإعادة التنظيم الإستراتيجي لاقتصاد القطاع العام، وتعزيز الحفاظ على قيمة الأصول المملوكة للدولة وزيادتها، ودفع عملية كون رؤوس الأموال الحكومية أقوى وأفضل وأكبر، والحيلولة بشكل فعال دون فقدان الأصول المملوكة للدولة. ويجب علينا تعميق إصلاح المؤسسات الحكومية، وتطوير اقتصاد الملكية المختلطة، وإنماء مؤسسات من الدرجة الأولى دوليا تتحلى بالقدرة التنافسية في العالم. ويتعين علينا التنفيذ الشامل لنظام القائمة السلبية للسماح بالنفاذ إلى السوق، ومراجعة وإلغاء كافة أنواع اللوائح والطرائق التي تعيق السوق الموحدة والمنافسة العادلة، ودعم تنمية مؤسسات القطاع الخاص، وإذكاء حيوية الكيانات السوقية بمختلف أنواعها. ويلزمنا تعميق إصلاح نظام التسجيل التجاري، وتحطيم الاحتكار الإداري، ومنع احتكار السوق، وتسريع الإصلاح الموجه نحو السوق لأسعار العناصر الرئيسية، وتخفيف القيود على النفاذ إلى السوق في قطاع الخدمات، وإكمال نظام الرقابة على السوق وإدارتها. وينبغي لنا ابتكار وإكمال التنسيق والسيطرة الكلية، وإظهار الدور التوجيهي الإستراتيجي للخطة التنموية الوطنية، وتوطيد الآلية التنسيقية للسياسات الاقتصادية المتعلقة بالموازنة المالية والنقود والصناعات والأقاليم. ومن الضروري لنا إكمال الآليات والأنظمة التي من شأنها تحفيز الاستهلاك، وتعزيز دور الاستهلاك الأساسي في التنمية الاقتصادية. ويلزمنا تعميق إصلاح النظام الاستثماري والتمويلي، وإظهار دور الاستثمار الحاسم في تحسين هيكل العرض. ويجب علينا الإسراع في إنشاء نظام مالي حديث، وبناء علاقات بين الميزانيات المالية المركزية والمحلية تتسم بوضوح الصلاحيات والمسؤوليات وتناسق الموارد المالية والتوازن الإقليمي، وإقامة نظام ميزانية متصف بالشمول والمعايرة والشفافية والمعايير العلمية والتقييد القوي، وتطبيق الإدارة الشاملة من حيث أداء الميزانية. وينبغي لنا تعميق إصلاح النظام الضريبي، وتقوية نظم الضرائب المحلية. ويتوجب علينا تعميق إصلاح النظام المصرفي، وتقوية قدرته على خدمة الاقتصاد الحقيقي، ورفع نسبة تدبير الأموال المباشر، والتشجيع على التطور السليم لسوق رأس المال المتعددة المستويات. ومن اللازم لنا ترسيخ إطار التنسيق والسيطرة القائم على ركيزتين، هما السياسة النقدية والسياسة الكلية الحذرة، وتعميق الإصلاح الموجه نحو السوق لمعدلات الفائدة وأسعار الصرف. ويتعين علينا تعزيز نظام الرقابة والإدارة المالية، والحفاظ على الخط الأدنى لتجنب وقوع مخاطر مالية قطاعية.
(6) دفع تشكيل نمط جديد للانفتاح الشامل. الانفتاح يجلب التقدم، والانغلاق يؤدي حتما إلى التخلف. ولنتغلق الصين أبواب انفتاحها على العالم الخارجي، بل ستوسّع نطاق انفتاحها أكثر فأكثر. ويجب اعتبار بناء "الحزام والطريق" نقطة جوهرية، والمثابرة على وضع "الجذب من الخارج" و"التوجه نحو الخارج" على قدم المساواة، والالتزام بمبادئ التشاور والتشارك والتنافع، وتعزيز الانفتاح والتعاون في رفع القدرة على الإبداع والابتكار، وتشكيل نمط انفتاح يتميز بالارتباط الداخلي والخارجي برا وبحرا والتآزر الثنائي الاتجاه شرقا وغربا. ويتعين علينا تطوير التجارة الخارجية، وإنماء أشكال ونماذج جديدة من الأعمال التجارية، ودفع عجلة بناء الدولة القوية تجاريا. وينبغي لنا تطبيق سياسات عالية المستوى لتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، والتنفيذ الشامل لنظام إدارة المعاملة الوطنية قبل السماح بالنفاذ والقائمة السلبية، وتخفيف السيطرة بشكل ملموس على السماح بالنفاذ إلى السوق، وتوسيع انفتاح قطاع الخدمات على الخارج، وحماية الحقوق والمصالح المشروعة لرجال الأعمال الأجانب في مجال الاستثمار. ويجب علينا معاملة كافة المؤسسات المسجلة داخل بلادنا على قدم المساواة دون تمييز. ويتعين علينا تحسين ترتيب الانفتاح الإقليمي على العالم الخارجي، وزيادة قوة الانفتاح في مناطق البلاد الغربية، ومنح استقلالية أكبر في الإصلاح للمناطق التجريبية للتجارة الحرة، واستكشاف إمكانية بناء موانئ تجارة حرة؛ وابتكار نمط الاستثمار بالخارج، ودفع التعاون الدولي في مجال الطاقة الإنتاجية، وتشكيل شبكة موجهة للعالم تغطي التجارة والاستثمار وتدبير الأموال والإنتاج والخدمات، وتسريع تنشئة تفوقات جديدة في كل من التعاون الاقتصادي الدولي والمنافسة الدولية.
أيها الرفاق،
إن تحرير وتطوير القوى المنتجة الاجتماعية مطلب جوهري للاشتراكية. ولا بد لنا من إذكاء قدرة الابتكار وحيوية التنمية لكل المجتمع، والعمل بجهود لتحقيق التنمية الأعلى جودة وفعالية والأكثر عدالة واستدامة.
سادسا، إكمال المنظومة المؤسسية لكون الشعب سيدا للدولة، وتطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية
إن بلادنا دولة اشتراكية تمارس فيها الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية التي تقودها الطبقة العاملة وتتخذ تحالف العمال والفلاحين أساسا لها، وكل السلطة في الدولة هي ملك للشعب. وإن الديمقراطية الاشتراكية في بلادنا هي ديمقراطية أوسع نطاقا وأصدق مضمونا وأكثر فعالية تحمي المصالح الأساسية لأبناء الشعب. وعليه، فإن تطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية ليس سوى تجسيد إرادة أبناء الشعب وتأمين حقوقهم ومصالحهم وتحفيز حيويتهم الابتكارية، مما يضمن بالمنظومة المؤسسية أن يكون الشعب سيدا للدولة.
إن طريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية نتيجة حتمية تتفق مع المنطق التاريخي والمنطق النظري والمنطق التطبيقي للنضال الطويل الأمد الذي خاضه الشعب الصيني منذ العصر الحديث، ومطلب حتمي للتمسك بطبيعة الحزب الأصيلة وتطبيق هدفه الأساسي. ولا توجد بالعالم أنماط مماثلة تماما في النظام السياسي، فالنظام السياسي لا يمكن تقييمه وتقديره بصورة تجريدية بعيدا عن الظروف الاجتماعية والسياسية المعينة والتقاليد التاريخية والثقافية المميزة، وينبغي عدم حصره في نمط وحيد، ولا يجوز تقليد نمط النظام السياسي الأجنبي تقليدا آليا بغض النظر عن اختلاف الظروف. ويجب علينا التمسك الدؤوب بالسياسة الديمقراطية الاشتراكية لبلادنا مع تطويرها باطراد، ودفع إصلاح النظام السياسي قدما بطريقة نشطة وسليمة، ودفع مأسسة السياسة الديمقراطية الاشتراكية ومعايرتها وبرمجتها، لضمان أن يقوم الشعب حسب القانون بإدارة شؤون الدولة عبر مختلف السبل والأشكال، وإدارة المشروعات الاقتصادية والثقافية والشؤون الاجتماعية، مما يساهم في توطيد وتطوير الوضع السياسي الزاخر بالحيوية والنشاط والاستقرار والتضامن.
(1) التمسك بالوحدة العضوية بين قيادة الحزب وكون الشعب سيدا للدولة وحكم الدولة طبقا للقانون. إن قيادة الحزب ضمان أساسي لكون الشعب سيدا للدولة وحكم الدولة طبقا للقانون، وكون الشعب سيدا للدولة ميزة جوهرية للسياسة الديمقراطية الاشتراكية، وحكم الدولة طبقا للقانون أسلوب رئيسي للحزب في قيادته الشعبَ في إدارة شؤون الدولة، بحيث يتم توحيد هذه الأشياء الثلاثة في الممارسات العظيمة للسياسة الديمقراطية الاشتراكية ببلادنا. وفي أنشطة بلادنا السياسية، يتبوأ الحزب مكانة القيادة، فإن تعزيز قيادة الحزب المركزية الموحدة من ناحية، وتأييد مجلس نواب الشعب والحكومة ومجلس المؤتمر الاستشاري السياسي والمحكمة والنيابة العامة في أداء وظائفها وفقا للقوانين والقواعد والقيام بأعمالها وإظهار أدوارها من ناحية أخرى، وهاتان الناحيتان أمر موحد. ومن الضروري لنا تحسين أسلوب القيادة وممارسة السلطة للحزب، وضمان قيادة الحزب للشعب في إدارة شؤون الدولة على نحو فعال؛ وتوسيع مشاركة الشعب السياسية المنتظمة، وضمان مشاركته في الانتخابات الديمقراطية والتشاورات الديمقراطية وصنع القرارات بالطرق الديمقراطية والإدارة الديمقراطية والمراقبة الديمقراطية طبقا للقانون؛ وحماية وحدة وهيبة وسلطة النظام القانوني للدولة، وتعزيز ضمان حقوق الإنسان بحكم القانون لتمكين الشعب من التمتع بالحقوق والحرية الواسعة وفقا للقانون. ويتعين علينا توطيد السلطة السياسية في الوحدات القاعدية، وإكمال نظام الديمقراطية القاعدية، وضمان حقوق الشعب في المعرفة والمشاركة والتعبير والرقابة. وينبغي لنا تعزيز آلية صنع القرارات طبقا للقانون، وإنشاء آلية لممارسة السلطة تتحلى بعلمية صنع القرارات والتنفيذ الحازم والرقابة القوية. ويلزم الكوادرَ القيادية من مختلف المستويات تقوية الوعي بالديمقراطية وإظهار الأسلوب الديمقراطي والخضوع لرقابة الشعب، لأداء دورهم كخدام للشعب على نحو حسن.
(2) تعزيز الضمان المؤسسي لكون الشعب سيدا للدولة. إن نظام مجلس نواب الشعب هو الترتيب المؤسسي السياسي الأساسي المتصف بالدمج العضوي بين التمسك بقيادة الحزب وكون الشعب سيدا للبلاد وحكم الدولة طبقا للقانون، فلا بد لنا من التمسك به لفترة طويلة مع إكماله وتحسينه بصورة متواصلة. ويجب علينا دعم وضمان ممارسة الشعب سلطة الدولة بواسطة مجلس نواب الشعب.ويتعين علينا إظهار الدور القيادي لمجلس نواب الشعب ولجنته الدائمة في الأعمال التشريعية، وتعزيز النظام التنظيمي ونظام العمل لمجلس نواب الشعب، ودعم مجلس نواب الشعب وضمان ممارسته سلطات التشريع والرقابة والاعتماد والتصديق والتعيين والعزل وفقا للقانون، وإظهار دور نواب الشعب على نحو أفضل، لكى يصبح كل من مجالس نواب الشعب ولجانها الدائمة على مختلف المستويات جهاز عمل يؤدي الواجبات التي كلفه بها الدستور وسائر القوانين على نحو شامل، وجهازا تمثيليا يحافظ على اتصال وثيق بجماهير الشعب. وينبغي إكمال العمل في إنشاء اللجان المتخصصة التابعة لمجلس نواب الشعب، وتحسين تركيبة أعضاء اللجنة الدائمة للمجلس ومنتسبي لجانه المتخصصة.
(3) إظهار الدور الهام للديمقراطية التشاورية الاشتراكية. يكمن حسن معالجة الأمور في إحسان التشاور، ويجب معالجة أمور الناس عبر تشاور جماعي ويعتبر ذلك جوهرا للديمقراطية الشعبية. إن الديمقراطية التشاورية أسلوب هام لممارسة قيادة الحزب، ونمط خاص وتفوّق فريد للسياسة الديمقراطية الاشتراكية في بلادنا. ومن اللازم لنا دفع تطوير الديمقراطية التشاورية على نحو واسع ومتعدد المستويات ومؤسسي، والتخطيط الشامل لدفع التشاور بين الأحزاب وبواسطة مجلس نواب الشعب والحكومة ومجلس المؤتمر الاستشاري السياسي والمنظمات الشعبية والوحدات القاعدية والمنظمات الاجتماعية. ويجب علينا تعزيز بناء نظام الديمقراطية التشاورية، وتشكيل إجراءات مؤسسية كاملة مع المشاركة في الممارسة، وضمان حقوق الشعب للمشاركة في الأنشطة السياسية الروتينية على نحو واسع ومطرد وعميق.
إن مجلس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هو الترتيب المؤسسي ذو الخصائص الصينية، كما أنه القناة الهامة والجهاز الاستشاري المتخصص للديمقراطية التشاورية الاشتراكية. ومن المطلوب أن تتركز أعمال هذا المجلس على المهمات المحورية للحزب والدولة، وتتمحور حول موضوعين رئيسيين هما التضامن والديمقراطية، لجعل الديمقراطية التشاورية تسود في كافة عمليات التشاور السياسي والرقابة الديمقراطية والمشاركة في شؤون الدولة ومناقشتها، ويتوجب علينا إكمال وتحسين المحتويات والأشكال لمناقشة شؤون الدولة بالتشاور، وتركيز القوة على تعزيز التوافق ودفع التضامن. ومن الضروري تشديد الرقابة الديمقراطية من قبل مجلس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب، مع تركيز هذه الرقابة على عمليات تطبيق وتنفيذ المبادئ والسياسات الحيوية والقرارات والتخطيطات الهامة للحزب والدولة. ويتعين علينا تقوية تمثيل مختلف الأوساط في مجلس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب، وتعزيز بناء صفوف أعضائه.
(4) تعميق ممارسات حكم الدولة طبقا للقانون. يعتبر حكم الدولة طبقا للقانون على نحو شامل بمثابة ثورة عميقة لإدارة شؤون الدولة، فلا بد لنا من المثابرة على الممارسة الصارمة لحكم القانون، ودفع عملية التشريع بالسبل العلمية والتنفيذ الصارم للقانون والعدالة القضائية وإطاعة كل الشعب للقانون. ومن اللازم تأسيس مجموعة قيادية مركزية لحكم الدولة طبقا للقانون على نحو شامل، لتقوية القيادة الموحدة لعملية بناء الصين المُدارة بالقانون. وينبغي لنا تعزيز تطبيق الدستور ومراقبته، ودفع عملية المراجعة والفحص لدستورية القرارات قدما، وحماية سلطة الدستور. ويتوجب علينا دفع عمليات التشريع بالسبل العلمية والديمقراطية والتشريع بمقتضى القانون، وتعزيز التنمية وضمان الحكم الرشيد بالقانون السليم. ويتعين علينا بناء حكومة مدارة بالقانون، ودفع عجلة ممارسة الإدارة حسب القانون، لتنفيذ القانون بصورة صارمة ومعيارية وعادلة ومتحضرة. وينبغي لنا تعميق الإصلاح الشامل والمتكامل للنظام القضائي، والتنفيذ الشامل لنظام المسؤولية القضائية، وبذل الجهود لتمكين جماهير الشعب من الشعور بالإنصاف والعدالة في معالجة كل قضية بواسطة المحاكم. ويلزمنا زيادة قوة تعميم المعارف القانونية وسط كل أفراد الشعب، وبناء ثقافة حكم القانون الاشتراكي، وترسيخ مفهوم حكم القانون المتمثل في أن الدستور والقانون أسمى من أي شيء وأن كل المواطنين سواسية أمام القانون. ويجب على المنظمات الحزبية من مختلف المستويات وكل أعضاء الحزب تقدُم غيرهم في احترام القانون ودراسته والالتزام به واستخدامه، وعدم السماح لأى منظمة وفرد بالتمتّع بأي امتيازات تتجاوز حدود الدستور والقانون، وعدم السماح على الإطلاق بإحلال الأوامر محل القانون ووضع السلطة الشخصية فوق القانون ومخالفة القانون للسعي وراء المنفعة وتطويع القانون للمصالح الشخصية.
(5) تعميق إصلاح الدوائر والنظام الإداري. يجب التخطيط الشامل لإنشاء الدوائر بمختلف أصنافها، والتوزيع العلمي لسلطة الهيئات الحزبية والحكومية والدوائر بداخلها مع تحديد واجباتها بوضوح. ويتعين علينا التخطيط الشامل لاستخدام موارد حصص التوظيف بمختلف أنواعها، لتشكيل نظام إداري علمي ومقبول، وإكمال القانون التنظيمي الخاص بأجهزة الدولة. وينبغي لنا تحويل وظائف الحكومة، وتعميق عملية تبسيط الإجراءات الإدارية وتخويل الصلاحيات للسلطات المحلية، وإبداع نمط الرقابة والإدارة، وتعزيز مصداقية الحكومة وقدرتها التنفيذية، وبناء حكومة خدماتية يرضى عنها الشعب. ومن الضروري منح المزيد من حرية العمل للحكومات على مستوى المقاطعة وما دونه. ويتعين علينا البحث عن إمكانية الضم أو العمل التكاملي لدوائر الحزب والحكومة ذات الوظائف المماثلة بالمقاطعات والمدن والمحافظات. ويتوجب علينا تعميق إصلاح المؤسسات غير الإنتاجية، وتقوية طابع الخدمات العامة، ودفع عملية فصل وظائف الحكومة عن إدارة المؤسسات غير الإنتاجية وفصل المؤسسات غير الربحية عن نظيراتها الربحية وفصل الإدارة عن التنفيذ.
(6) توطيد وتطوير الجبهة المتحدة الوطنية. إن الجبهة المتحدة بمثابة سلاح سحري هام لانتصار قضية الحزب، فلا بد من المثابرة عليها لمدة طويلة. وينبغي لنا رفع راية الوطنية والاشتراكية عاليا، والتمسك القوي بالموضوع الرئيسي للتضامن والاتحاد الكبيرين، والالتزام بالوحدة بين التوافق والتنوع، وإيجاد القاسم المشترك الأكبر، ورسم أكبر دائرة متحدة المركز. ويجب علينا التمسك بمبادئ التعايش الطويل الأمد والرقابة المتبادلة والمعاملة الصادقة بعضا للبعض والمشاركة في السراء والضراء، وتأييد الأحزاب الديمقراطية في ممارسة وظائفها بصورة أفضل بناء على متطلبات الأحزاب المشاركة في إدارة شؤون الدولة والمتسمة بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية. ويتعين علينا التطبيق الشامل لسياسة الحزب تجاه الأقليات القومية، تعميق التوعية بالتضامن والتقدم القومي، وترسيخ الوعي بأن الأمة الصينية هي مجموعة مصير مشترك، وتعزيز التواصل والتبادل والتلاحم بين مختلف القوميات، ودفع التضامن الأوثق فيما بينها على غرار تعانق بذور الرمان، بغية التضامن والكفاح جنبا إلى جنب وتحقيق الازدهار والتنمية المشتركة لكافة القوميات. ويتوجب علينا التطبيق الشامل لسياسة الحزب الأساسية حول الشؤون الدينية، والتمسك باتجاه صيننة الأديان في بلادنا، والمبادرة إلى إرشاد الأديان للتأقلم مع المجتمع الاشتراكي. ومن الضروري تعزيز العمل الخاص بالمثقفين خارج الحزب، وإجادة العمل المتعلق بشخصيات الفئات الاجتماعية الجديدة، لإظهار دورهم الهام في قضية بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. ويجب علينا بناء علاقة جديدة الطراز ووثيقة ونزيهة بين الحكومة ورجال الأعمال، وحفز تنمية الاقتصاد غير العام تنمية سليمة ونمو شخصيات الاقتصاد غير العام بشكل سليم. وينبغي لنا الاتحاد والاتصال الواسعان مع المغتربين الصينيين فيما وراء البحار والمغتربين العائدين إلى الوطن وأهاليهم، للسعي بجهود مشتركة وراء النهضة العظيمة للأمة الصينية.
أيها الرفاق،
إن النظام السياسي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو ابتكار عظيم للحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني. وتحدونا ثقة راسخة وقدرة كاملة على إبراز مزايا وميزات السياسة الديمقراطية الاشتراكية ببلادنا، وتقديم إسهامات مفعمة بالحكمة الصينية في تقدم الحضارة السياسية للبشرية.
سابعا، ترسيخ الثقة الذاتية ثقافيا، ودفع ازدهار الثقافة الاشتراكية
تعتبر الثقافة روح أي دولة وأمة. وتنهض الدولة كلما نهضت ثقافتها، وتقوى الأمة كلما قويت ثقافتها. وإذا لم تكن للأمة الصينية ثقة تامة بثقافتها ولم تشهد ازدهارا ثقافيا، فلن تتحقق نهضتها العظيمة. ويجب علينا التمسك بطريق تنمية ثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وإذكاء حيوية الأمة كلها في الإبداع والابتكار الثقافيين، لبناء دولة اشتراكية قوية ثقافيا.
وتنبع ثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية من الثقافة الصينية التقليدية الممتازة، التي تكمن في طيات التاريخ الحضاري للأمة الصينية الذي دام أكثر من خمسة آلاف سنة، منصهرةً في بوتقة الثقافة الثورية والثقافة الاشتراكية المتقدمة اللتين خلقهما شعبنا تحت قيادة الحزب خلال مسيرة الثورة والبناء والإصلاح، ضاربةً جذورها في تربة الممارسات العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. إن تطوير ثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو تطوير الثقافة الاشتراكية القومية والعلمية والجماهيرية الموجهة نحو التحديث والعالم والمستقبل، ودفع التنمية المتناسقة بين الحضارتين الروحية والمادية الاشتراكيتين، استرشادا بالماركسية، وبالمثابرة على موقف الثقافة الصينية، وانطلاقا من واقع الصين المعاصرة، وبالدمج مع ظروف العصر الراهن. وعلينا أن نتمسك بخدمة الشعب والاشتراكية، وبمبدأ "دع مائة زهرة تتفتح، ومائة مدرسة تتبارى"، وبالتحويل الإبداعي والتطوير الابتكاري، حتى نحرز منجزات باهرة جديدة للثقافة الصينية باستمرار.
(1) الإمساك القوي بزمام القيادة تجاه الأعمال الأيديولوجية. إن الأيديولوجية تقرر اتجاه تقدم الثقافة وطريق تطويرها، فلا بد أن نمضي قدما بصيننة الماركسية وتكييفها مع العصر وتعميمها بين عامة الشعب، ونبني الأيديولوجية الاشتراكية ذات القوة التماسكية والإرشادية الجبارة، لجعل جميع أبناء الشعب يتحدون وثيقا من حيث المثل العليا والعقيدة السياسية، ومفهوم القيم ومفهوم الأخلاق. ويتعين علينا تعزيز التسلح بالنظرية، ودفع عملية ترسيخ أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد في قلوب الناس. ويجب علينا التعمق في دراسة النظريات الماركسية وبنائها، والإسراع في إنشاء الفلسفة والعلوم الاجتماعية الصينية الخصائص، وتعزيز بناء بيوت الخبرة الجديدة الطراز ذات الخصائص الصينية، والتمسك بالاتجاه المرشد الصحيح للرأي العام،وإيلاء بالغ الاهتمام لبناء وابتكار وسائل البث والنشر، لرفع قدرة الرأي العام الإعلامي على النشر والتوجيه والتأثير والمصداقية. ومن الضروري أن نعزز البناء المتعلق بالمحتويات في شبكة الإنترنت، ونقيم منظومة للحوكمة السيبرانية الشاملة، لخلق فضاء سيبراني نظيف وصاف. وينبغي لنا التطبيق الفعلي لنظام المسؤولية عن الأعمال الأيديولوجية، وتعزيز بناء وإدارة الموقع الأيديولوجي والثقافي، والاهتمام بالتمييز بين مختلف المسائل المتعلقة بالمبادئ السياسية والإدراك الأيديولوجي ووجهات النظر الأكاديمية، ومعارضة ومقاومة النظرات الخاطئة بشتى أنواعها بصراحة.
(2) تشكيل وتطبيق مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية. يعتبر مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية تجسيدا ممركزا لروح الصين المعاصرة، وبلورةً للمساعي القيمية المشتركة لجميع أبناء الشعب. ويجب علينا اتخاذ إعداد أناس جدد في عصرنا قادرين على تحمل مهام النهوض بالأمة نقطة انطلاق لتعزيز أعمال التربية والإرشاد، والإعداد عبر الممارسات والضمان المؤسسي، وإظهار الدور الإرشادي لمفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية في مجالات التعليم الوطني، وبناء الحضارة الروحية وإبداع وإنتاج ونشر منتجات الثقافة الروحية، وإدماج مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية في مختلف أوجه التنمية الاجتماعية، لتحويله إلى قبول شعوري وعادة سلوكية لدى الناس. وينبغي لنا التمسك بالحملة الوطنية، وكون الكوادر رائدة، وبدء الحملة من الأسرة والأطفال. ويتعين علينا الغوص لاكتشاف ما تحتوي عليه الثقافة الصينية التقليدية الممتازة، من مفاهيم أيديولوجية وروح إنسانية ومعايير أخلاقية لوراثتها وإبداعها طبقا لمتطلبات العصر، حتى تظهر الثقافة الصينية سحرها السرمدي وملامحها العصرية.
(3) تعزيز البناء الأيديولوجي والأخلاقي. إذا كان للشعب عقيدة سياسية، كانت لبلاده قوة ولأمته مستقبل. ولا بد أن نرفع وعي الشعب السياسي ومستواه الأخلاقي ونوعية تأدبه، لترقية المستوى الحضاري لكل المجتمع. ويلزمنا القيام بالتوعية بالمثل العليا والعقيدة السياسية على نطاق واسع، وتعميق الإعلام والتثقيف بأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وفكرة حلم الصين، وتعظيم الروح القومية وروح العصر، وتعزيز التوعية بالوطنية والجماعية والاشتراكية، وإرشاد الناس إلى ترسيخ وجهات النظر الصحيحة حول التاريخ والأمة والدولة والثقافة. ويجب علينا تنفيذ مشروع البناء الأخلاقي للمواطنين بعمق، ودفع البناء المتعلق بالأخلاق الاجتماعية والأخلاق المهنية والفضائل العائلية والأخلاق الشخصية، وتشجيع الناس على التقدم الجاد وعمل المعروف، والبر بالمسنين، وحب الأهل، والولاء للوطن والشعب. وينبغي لنا تقوية الأعمال الأيديولوجية والسياسية وتحسينها، وتعميق الأنشطة الجماهيرية لبناء الحضارة الروحية. ويتعين علينا تمجيد الروح العلمية، وتعميم المعارف العلمية، والقيام بحملة لتغيير العادات التي عفى عليها الزمن، وتشجيع عادات العصر الجديدة، وصد التأثير المفسد من مختلف الثقافات المتفسخة. ويجب علينا دفع بناء المصداقية ومأسسة الخدمات الطوعية، وتقوية الوعي بالمسؤولية الاجتماعية، والوعي بالقواعد والوعي ببذل النفس.
(4) تنشيط وتنمية الأعمال الأدبية والفنية الاشتراكية. الآداب والفنون الاشتراكية هي آداب وفنون للشعب. ولا بد أن نتمسك بالاتجاه الإبداعي القائم على اعتبار الشعب محورا، ونقوم بالإبداع الأدبي والفني الذي يستحقه العصر من خلال الغوص في أعماق الحياة والتجذر بين أبناء الشعب. وينبغي لنا تنشيط الإبداعات الأدبية والفنية، والتمسك بالتوحيد بين عمق الفكر وروعة الفن ودقة الصياغة، وتعزيز الإبداعات حول المواضيع الواقعية، والاستمرار في تقديم أعمال أدبية وفنية رائعة من الدرجة الأولي تمدح الحزب والوطن والشعب والأبطال. ويتعين علينا تطوير الديمقراطية الأكاديمية والفنية، ورفع القدرة على الإبداع الأصلي في الأدب والفن، ودفع خطوات الابتكار الأدبي والفني، والدعوة إلى التأكيد على القيم المثالية والأسلوب الراقي وروح المسؤولية، ومقاومة الأعمال الأدبية والفنية المبتذلة والتافهة والهابطة. ويجب علينا أيضا تعزيز بناء صفوف الكتاب والفنانين، وإعداد مجموعة كبيرة من كبار الأدباء والفنانين الذائعي الصيت أخلاقيا وفنيا وتربية أعداد كبيرة من الموهوبين ذوي المستوى العالي في الإبداع.
(5) دفع تنمية المشاريع والقطاعات الثقافية. من أجل تلبية تطلعات الشعب الجديدة إلى حياة جميلة، فلا بد أن نوفر له فيضا جياشا من الغذاء الروحي. وينبغي لنا تعميق إصلاح نظام إدارة المشاريع الثقافية واكمال نظام الإدارة الثقافية، وتعجيل الخطى لإنشاء نظم وآليات تضع الفعالية الاجتماعية في المقام الأول، وتوحد بين الفعالية الاجتماعية والجدوى الاقتصادية. ويتعين علينا إكمال نظام الخدمات الثقافية العامة، وتعميق تنفيذ المشاريع الثقافية المفيدة للشعب، وتنويع الأنشطة الثقافية الجماهيرية. ويجب علينا تقوية حماية الآثار الثقافية وحسن استغلالها، وحماية التراث الثقافي وتوارثه، وتقوية نظام القطاع الثقافي الحديث ونظام سوقه، وابتكار آليات الإنتاج والإدارة، وإكمال سياسات الاقتصاد الثقافي، لاستنباط أشكال جديدة الطراز من الأعمال الثقافية. وينبغي لنا إجراء أنشطة تقوية الجسم لجميع المواطنين على أوسع نطاق، وتعجيل خطى بناء دولة قوية رياضيا، وإتقان الأعمال التحضيرية لاستضافة دورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية وأولمبياد بكين الشتوي للمعاقين. ويلزمنا تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والدول الأجنبية بالاحتفاظ بزمام المبادرة في أيدينا، وضم كل ما يفيد من الأفكار. ويتعين علينا تقوية بناء قدرة الإعلام الدولي، وإجادة رواية قصص الصين، وعرض صورة الصين الحقيقية والثلاثية الأبعاد والشاملة، مما يرفع القوة الناعمة الثقافية الوطنية.
أيها الرفاق،
إن الحزب الشيوعي الصيني ظل منذ يوم تأسيسه، رائدا وممارسا نشيطا فيما يتعلق بالثقافة المتقدمة الصينية، كما هو أيضا وارث أمين ومشجع للثقافة الصينية التقليدية الممتازة. إن الشيوعيين الصينيين وأبناء الشعب الصيني في العصر الحاضر يجب عليهم، بل من المؤكد أن يتحملوا رسالة ثقافية جديدة، ويقوموا بالإبداع الثقافي خلال الإبداع الممارسي، ويحققوا التقدم الثقافي في مسيرة التقدم التاريخي.
ثامنا، رفع مستوى ضمان وتحسين معيشة الشعب، وتقوية الحوكمة المجتمعية وابتكار سبلها
لا بد للحزب كله أن يتذكر جيدا، أن مسألة مَن هو الذي يجب خدمتُه، هي المحك لاختبار طبيعة حزب سياسي ونظام حاكم. إن قيادة الشعب لخلق حياة جميلة هي هدف الكفاح الذي يظل حزبنا يسعى لتحقيقه بشكل ثابت ودائم. لذا يجب علينا وضع مصالح الشعب في الصدارة من البدء حتى النهاية، لكي تعود ثمار الإصلاح والتنمية على جميع أبناء الشعب بالمزيد من الخير وبصورة أكثر إنصافا، والخطو بلا انقطاع نحو تحقيق الرخاء المشترك لهم.
وعند تأمين معيشة الشعب وتحسينها، لا بد أن نُمسك بالمشاكل المصلحية التي يهتم بها كثيرا وتهمه بصورة أكثر مباشرة وواقعية، ونعمل على حلها بكل ما في وسعنا وحسب قدرتنا. وفي هذا الصدد، ينبغي لنا إنجاز الأمور أولا بأول وسنة بعد سنة. ولا بد لنا من التمسك بمبدأ "كل فرد يؤدي واجباته ويتمتع بثمار عمله"، والالتزام بالحد الأدنى وإبراز النقطة الجوهرية وإكمال النظم وإرشاد التوقعات، لإكمال منظومة الخدمات العامة، وضمان معيشة الجماهير الأساسية، وتلبية حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة باستمرار، وتعزيز الإنصاف والعدالة الاجتماعيين بلا انقطاع، وتشكيل حوكمة اجتماعية فعالة ونظام عام جيد، ليكون شعور الشعب بالكسب والسعادة والأمن أقوى وأكثر ضمانا واستدامة.
(1) منح الأسبقية لتنمية قضية التربية والتعليم. إن بناء الدولة القوية تربويا من المشاريع الأساسية للنهضة العظيمة للأمة الصينية. ولا بد لنا من منح الأولوية لقضية التربية والتعليم، وتعميق الإصلاح التربوي والتعليمي، والإسراع في التحديث التعليمي، وإتقان التعليم الذي يرضى به الشعب. ويتعين علينا تطبيق سياسة الحزب التربوية بصورة شاملة، وتنفيذ مهمتنا الأساسية لترسيخ الأخلاق وتنشئة الإنسان، وتطوير التعليم الرامي إلى الارتقاء بالنوعية، وتعزيز العدالة التعليمية لتربية بناة وورثة للاشتراكية مكتملي النمو أخلاقيا وعقليا وبدنيا وذوقيا. ويجب علينا دفع التنمية التكاملية للتعليم الإلزامي بين المدن والأرياف، وإيلاء اهتمام بالغ للتعليم الإلزامي في الأرياف، وإتقان التعليم قبل المدرسي والتعليم الخاص والتعليم الشبكي، وتعميم التعليم الثانوي. وسنبذل جهودنا القصوى ليتمتع كل طفل بالتعليم المتكافئ والممتاز الجودة. ويتعين علينا إكمال نظام التعليم والتدريب المهني، وتعميق الدمج بين الصناعات التخصصية والتعليم والتعاون بين المدارس والمؤسسات، والإسراع في بناء الجامعات والفروع العلمية من الدرجة الأولى، وتحقيق التنمية الكونوتاتيفية للتعليم العالي. ويلزمنا تعزيز نظام مساعدة الطلاب ماليا، وجعل الأغلبية الساحقة من الأيدي العاملة الجديدة في الحضر والريف تتلقى التعليم الثانوي، وجعل المزيد منها تتلقى التعليم العالي، وتأييد ومعايرة استثمار القوى الاجتماعية في التعليم، وتعزيز البناء الخاص بأخلاق وأساليب المعلمين، وإعداد صفوف المعلمين العالية الكفاءة، ودعوة المجتمع بكامله إلى احترام المعلمين والاهتمام بالتعليم. وينبغي لنا إتقان التعليم المتواصل وتسريع بناء مجتمع داع للدراسة لرفع مزايا المواطنين.
(2) رفع جودة التوظيف ومستوى دخل الشعب. يعتبر التوظيف أكبر أمر يهم معيشة الشعب. ويجب علينا التمسك بإستراتيجية منح الأسبقية للتوظيف وسياسة التشغيل الإيجابية، لتوفير فرص عمل أفضل جودةً وأكثر كفايةً. ويتعين علينا تنظيم دورات تدريبية على المهارات المهنية على نطاق واسع، والاهتمام بحل التناقضات الهيكلية في مجال التوظيف، والتشجيع على حفز التوظيف بريادة الأعمال. وينبغي لنا توفير خدمات عامة شاملة الاتجاهات للتشغيل، وتشجيع الخرّيجين الجامعيين وغيرهم من فئة الشباب والعمال المهاجرين الريفيين على إيجاد فرص عمل أو تأسيس مشروعات عبر قنوات متعددة. ونزيل عيوب النظم والآليات التي تعرقل الحراك المجتمعي للأيدي العاملة والأكفاء، لكي يجد كل فرد فرصة لتحقيق التنمية الذاتية عن طريق العمل المجد. ويجب علينا استكمال آلية التشاور والتنسيق التي تتشارك فيها الحكومة والنقابات والمؤسسات معا، وتأسيس علاقة عمل منسجمة. ويتعين علينا التمسك بمبدأ "لكل حسب عمله" وإكمال نظام وآلية التوزيع حسب عناصر الإنتاج الرئيسية، لجعل توزيع الدخل أكثر معقولية وانتظاما، والتشجيع على الاغتناء بالعمل المجد وإطاعة القانون، وتوسيع شريحة الدخل المتوسط، وزيادة دخل ذوي الدخل المنخفض، وضبط الدخل المفرط الارتفاع، وإلغاء الدخل غير الشرعي. وينبغي الحفاظ على الزيادة المتزامنة بين النمو الاقتصادي ودخل السكان والارتفاع المتزامن بين إنتاجية العمل ومكافآته، وتوسيع قنوات زيادة دخل السكان من العمل والممتلكات. ويجب علينا ممارسة وظيفة الحكومة في إعادة توزيع الدخل على خير وجه، وتسريع عجلة دفع تكافؤ الخدمات العامة الأساسية وتضييق الفجوة في توزيع الدخل.
(3) تعزيز بناء نظام الضمان الاجتماعي. طبقا لمطالب كفالة الحد الأدنى، وإحكام شبكة ضمان معيشة الشعب، وبناء الآليات، سننجز بناء منظومة ضمان اجتماعي ذات مستويات متعددة، تغطي عموم الشعب، وتتسم بالتخطيط الشامل بين المدن والأرياف، ووضوح الصلاحيات والمسؤوليات، والضمان المعتدل، والقابلية للاستدامة. وسننفذ خطة إشراك جميع المواطنين في الضمان. وسوف نكمل نظام التأمين الأساسي ضد الشيخوخة للموظفين والعمال في المدن والبلدات، والآخر لجميع سكان الحضر والريف، لتحقيق التخطيط الشامل الوطني لهذا التأمين بأسرع ما يمكن في أنحاء البلاد. سنكمل النظام الموحد للتأمين الطبي الأساسي والآخر للتأمين ضد الأمراض الخطيرة لسكان الحضر والريف، والبطالة وإصابات العمل. وسننشئ منصة موحدة وطنية لتوفير خدمات التأمين الاجتماعي العامة، وسنقوم بتخطيط شامل للإعانات الاجتماعية في الحضر والريف، وسنكمل نظام الضمان للحد الأدنى من المستوى المعيشي. وسنواصل تطبيق سياسة الدولة الأساسية الخاصة بالمساواة بين الجنسين، ونكفل الحقوق والمصالح الشرعية للنساء والأطفال، وسنكمل نظم الإعانات والرفاهية الاجتماعية والأعمال الخيرية والرعاية الخاصة والمعاملة التفضيلية وتهيئة معيشة عائلات الشهداء والعسكريين والجنود المسرحين المعوقين، وسنعزز نظام الرعاية والعناية بالأطفال والنساء والمسنين المتروكين وحدهم في المناطق الريفية بعد مغادرة أقربائهم للعمل في المدن، وتطوير قضية المعوقين وتعزيز خدمات إعادة تأهيلهم. ولا بد لنا من التمسك بضوابط "أن المساكن متاحة لأغراض السكن، وليس للمضاربة"، وتسريع إنشاء نظام إسكان يمتاز بالعرض المتعدد الكيانات والضمان المتعدد القنوات والجمع بين الاستئجار والشراء، لكي يجد جميع أبناء الشعب مساكن مناسبة لهم.
(4) العزم على كسب معركة التغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر. إن إدخال السكان الفقراء والمناطق الفقيرة إلىمجتمع رغيد الحياة على نحو شامل مع سائر مناطق البلاد سويا هو تعهد مهيب لحزبنا. ويتعين علينا تعبئة قوى كل الحزب والبلاد والمجتمع والتمسك بتنفيذ البرنامج الدقيق لمساعدة مَن يعانون من الفقر وتخليصهم منه وبآلية العمل المتمثلة في التخطيط الشامل من الحكومة المركزية وتحميل المقاطعات (المناطق الذاتية الحكم والبلديات المركزية) المسؤولية العامة وإلزام المدن (الولايات) والمحافظات بالتنفيذ، كما يجب علينا توطيد نظام المسؤولية المتمثل في تحميل المسؤولين الأوائل بالدوائر الحزبية والحكومية المسؤولية العامة، والمثابرة على نمط الحملة الكبرى لمساعدة الفقراء والاهتمام بالجمع بين مساعدتهم على التخلص من الفقر ومساعدتهم على إذكاء همتهم وإظهار ذكائهم، وتعميق التعاون بين المناطق الشرقية والغربية في أعمال مساعدة الفقراء، وتركيز الجهود على إتمام مهمات تخليص المناطق الفقيرة للغاية من الفقر، وضمان تخليص السكان الفقراء الريفيين حسب معيار البلاد من الفقر، وإزالة وصمة "الفقر" عن كل المحافظات الفقيرة وتسوية مشكلة الفقر الكلي الإقليمي بغية التخلص من الفقر الواقعي والتخلص الحقيقي من الفقر بحلول عام 2020.
(5) تطبيق إستراتيجية الصين السليمة. تمثل صحة الشعب علامة هامة لازدهار الأمة ورخاء الدولة. وينبغي لنا تحسين سياسة صحة المواطنين وتقديم الخدمات الصحية الشاملة المستويات لكافة المراحل العمرية لجماهير الشعب، وتعميق إصلاح النظام الطبي والدوائي والصحي، وإنشاء ما يتحلى بالخصائص الصينية من نظام طبي وصحي أساسي ونظام للضمان الطبي ومنظومة للخدمات الطبية والصحية الممتازة والعالية الفعالية على نحو شامل، كما يجب علينا إكمال النظام الحديث لإدارة المستشفيات وتعزيز بناء منظومة الخدمات الطبية والصحية القاعدية وصفوف الأطباء العامين، والإلغاء التام لطريقة تغذية المستشفيات بإيرادات بيع الأدوية، وإكمال نظام ضمان إمدادات الأدوية. ويتعين علينا التمسك بوضع الوقاية في المقام الأول، وتعميق إجراء الحملات الصحية الوطنية، والدعوة إلى أساليب الحياة الصحية والمتحضرة، والوقاية من الأمراض الخطيرة والسيطرة عليها، إضافة إلى تطبيق إستراتيجية سلامة المواد الغذائية، مما يوفر الأطعمة المأمونة للشعب. ويجب علينا الاهتمام بالطب التقليدي الصيني والطب الغربي في آن واحد، وتوارث وتطوير قضية الطب التقليدي الصيني وأدويته، ودعم المشاركة غير الحكومية في تشغيل المستشفيات وتطوير قطاع الصحة. ويلزمنا تعزيز التكامل والترابط بين سياسة الإنجاب والسياسات الاقتصادية والاجتماعية المعنية، وتعزيز دراسة إستراتيجية التنمية السكانية. وينبغي لنا مواجهة مشكلة الشيخوخة السكانية بنشاط وتأسيس نظام سياساتي لرعاية المسنين والبر بهم واحترامهم وخلق بيئة اجتماعية لذلك، ودفع عملية الدمج بين الخدمات الطبية والإعالة والإسراع بتنمية أعمال رعاية المسنين والصناعات الخاصة بها.
(6) إنشاء نمط للحوكمة الاجتماعية المتصفة بالتشارك والإدارة المشتركة والتنافع. يتعين علينا تعزيز بناء نظام الحوكمة الاجتماعية، وتحسين منظومتها المتميزة بقيادة اللجان الحزبية والمسؤولية الحكومية بالتعاون المجتمعي والمشاركة الجماهيرية وضمان حكم القانون، للارتقاء بمستوى الحوكمة الاجتماعية من حيث الصفة الاجتماعية وحكم القانون والتقنيات الذكية والصفة التخصصية. ويجب علينا تعزيز بناء آلية الوقاية من التناقضات الاجتماعية وحلها، والمعالجة الصحيحة للتناقضات في داخل صفوف الشعب، وترسيخ مفهوم التنمية الآمنة وتطوير فكرة "الحياة فوق كل شيء والسلامة ذات أهمية قصوى"، وكذلك إكمال نظام الأمن العام ونظام المسؤولية عن سلامة الإنتاج للحيلولة دون وقوع حوادث خطيرة وكارثية بكل حزم، وترقية القدرات على الوقاية من الكوارث وتقليل الخسائر الناجمة عنها والإغاثة منها. ويلزمنا الإسراع ببناء نظام الوقاية والسيطرة على الأمن العام الاجتماعي، وإنزال ضربات ومعاقبة طبقا للقانون على مرتكبي التصرفات الإجرامية والمخالفة للقانون مثل نشاطات الدعارة والقمار والاتجار بالمخدرات وجرائم المافيا والاختطاف والاحتيال، وذلك لحماية الحقوق الشخصية وحقوق الملكية وحقوق الكرامة للشعب. وينبغي لنا تعزيز بناء نظام الخدمات النفسية الاجتماعية، وتشكيل مزاج اجتماعي متمثلفي احترام الذات والثقة بالنفس والعقلانية والهدوء والنشاط والتقدم، علاوة على تعزيز بناء نظام حوكمة المجمعات السكنية، ودفع انتقال مركز ثقل الحوكمة الاجتماعية تجاه الوحدات القاعدية، وإظهار دور المنظمات الاجتماعية وتحقيق التفاعل الإيجابي بين الحوكمة الحكومية والتنسيق الاجتماعي والإدارة الذاتية للسكان.
(7) حماية أمن الدولة على نحو فعال. إن أمن الدولة حجر الزاوية الهام لاستقرار البلاد، وتكمن في حماية أمن الدولة المصالح الأساسية لأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد. ويتعين علينا تحسين إستراتيجية أمن الدولة وسياساته، والحفاظ بحزم على الأمن السياسي للدولة والتخطيط الشامل لدفع كافة أعمال الأمن. ومن الضروري إكمال نظام أمن الدولة، وتوطيد ضمان حكم القانون لأمن الدولة، وتقوية القدرة على الاحتراس من المخاطر الأمنية وصدّها. ولا بد لنا من الوقاية المحكمة وتوجيه ضربات قاصمة إلى شتى الأنشطة التسللية والهدامة والتخريبية وأعمال العنف والإرهاب والأنشطة الانفصالية العرقية والأنشطة الدينية المتطرفة. ويجب تعزيز التوعية بأمن الدولة وتقوية الوعي بأهمية أمن الدولة لدى جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب في كل البلاد لدفع كل المجتمع إلى تشكيل قوة مشتركة جبارة لحماية أمن الدولة.
أيها الرفاق،
لا بد لنا من اتخاذ المصالح الأساسية للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب أعلى مقياس لتقدير كل أعمال الحزب. وينبغي لنا التمسك باعتبار أي أمر بسيط لجماهير الشعب أمرا كبيرا لأنفسنا، والشروع أولا في الشؤون التي تهتم بها الجماهير الشعبية، والبدء من الأمور التي ترضيها، وقيادة الشعب لخلق حياة جميلة باستمرار.
تاسعا، تعجيل الإصلاح المؤسسي في الحضارة الإيكولوجية، وبناء الصين الجميلة
إن الإنسان والطبيعة هما في مجموعة حياتية واحدة، ولا بد للإنسان من احترام الطبيعة والتكيف معها وحمايتها. ولا يمكن للإنسان الوقاية الفعالة من سلوك طريق متعرجة في استثمار الطبيعة والاستفادة منها إلا بمراعاة قوانينها، فأي إيذاء يلحقه الإنسان بالطبيعة لا بد أن يعود عليه بالضرر. وهذا قانون لا يقاوم.
إن التحديثات التي نبنيها هي تحديثات تتسم بالتعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة، فيتعين علينا خلق مزيد من الثروات المادية والروحية للوفاء بحاجات الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة، وأيضا تقديم مزيد من المنتجات الإيكولوجية الممتازة للوفاء بحاجاته المتزايدة إلى البيئة الإيكولوجية الرائعة. ولا بد لنا من التمسك بمبدأ منح الأسبقية للترشيد والحماية واتخاذ التعافي الطبيعي أساسا، لتكوين تشكيلة حيزية وتركيبة صناعية وأساليب إنتاجية ومعيشية تتسم بترشيد استخدام الموارد وحماية البيئة، لإعادة الهدوء والانسجام والجمال إلى الطبيعة.
(1) دفع التنمية الخضراء. يجب علينا الإسراع ببناء نظام قانوني وآلية للتوجيه السياساتي بشأن الإنتاج والاستهلاك الأخضرين، وإنشاء وإكمال نظام اقتصادي للتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والمدورة. ويلزمنا تشكيل نظام لابتكار التكنولوجيا الخضراء يتخذ السوق اتجاها، وتطوير الخدمات المالية الخضراء وتقوية الصناعات الموفرة للطاقة والصديقة للبيئة وصناعات الإنتاج النظيف وصناعات الطاقة النظيفة، ودفع الثورة في إنتاج الطاقة واستهلاكها لإنشاء منظومة للطاقة النظيفة والمنخفضة الكربون والآمنة والعالية الفعالية. وينبغي لنا دفع ترشيد استخدام الموارد وإعادة تدويرها بشكل شامل وتنفيذ الحملة الوطنية لتوفير المياه وكذلك خفض استهلاكات الطاقة والمواد لتحقيق الصلة الدائرية بين نظام الإنتاج ونظام المعيشة، كما يتعين علينا الدعوة إلى نمط الحياة البسيطة والمعتدلة والخضراء والمنخفضة الكربون مع معارضة التبذير والإسراف والاستهلاك غير المعقول، وتنفيذ عمليات لإنشاء هيئات موفرة للموارد وعائلات ومدارس ومجمعات سكنية ووسائل نقل خضراء.
(2) تركيز الجهود على تسوية المشاكل البيئية البارزة. يجب علينا التمسك بتشارك كل الشعب في معالجتها ومكافحة مسبباتها من المنبع، والعمل على مكافحة تلوث الهواء ومسبباته على نحو مستمر من أجلا لانتصار في معركة الدفاع عن السماء الزرقاء. ويلزمنا الإسراع بمكافحة تلوث المياه ومسبباته، وتطبيق المعالجة الشاملة لبيئة أحواض الأنهار والمجالات البحرية الساحلية. وينبغي لنا تعزيز الإدارة والسيطرة على تلوث التربة وإعادة تأهيلها، ومكافحة التلوث الزراعي المُنتشِر ومسبباته علاوة على شن حملة لتحسين البيئة السكنية لمواطني الريف، وتعزيز معالجة المخلفات والنفايات الصلبة، ورفع معيار انبعاث الملوثات وتعزيز مسؤولية مصرِّفي الملوثات، وإكمال أنظمة تقييم ائتمان الحماية البيئية وإعلان المعلومات إجباريا وفرض عقوبات صارمة. ومن الضروري إنشاء نظام للحوكمة البيئية يتخذ الحكومة عاملا رياديا والمؤسسات قواما لها مع مشاركة المنظمات الاجتماعية والجماهير فيها. وسنعمل بنشاط على المشاركة في الحوكمة البيئية العالمية والوفاء بتعهد خفض الانبعاثات.
(3) زيادة قوة حماية النظام الإيكولوجي. يتعين علينا تنفيذ المشاريع الكبرى لحماية الأنظمة الإيكولوجية الهامة ومعافاتها، وتحسين نظام حاجز الأمن الإيكولوجي، وتشكيل شبكة للممرات الإيكولوجية وحماية التنوع الحيوي إلى جانب الارتقاء بنوعية النظام الإيكولوجي واستقراره. ويجب علينا إتمام أعمال تحديد ثلاثة خطوط سيطرة ألا وهي الخط الأحمر للحماية الإيكولوجية والآخر للأراضي الزراعية الأساسية الدائمة والثالث لحدود تطوير المدن والبلدات. وينبغي لنا شن حملة لتخضير الأراضي ودفع المعالجة الشاملة للتصحر والتصحر الحجري وانجراف التربة، وتعزيز أعمال حماية الأراضي الرطبة واستعادتها، وتشديد الوقاية من الكوارث الجيولوجية ومعالجتها. ومن الضروري إكمال نظام حماية الغابات العذراء وتوسيع نطاق إعادة الأراضي الغابية أو المروج السابق تحقيلها إلى حالاتها الأصلية، وحماية الأراضي الزراعية بصرامة وتوسيع تجارب الدورة الزراعية وإراحة الأراضي الزراعية، وإكمال نظام اعتماد فترات إراحة الأراضي الزراعية والمروج والغابات وتعليق صيد الأسماك بالأنهار والبحيرات، فضلا عن إنشاء آلية للتعويض الإيكولوجي تتسم بالاستناد إلى السوق وتعددية العناصر.
(4) إصلاح نظام الرقابة والإدارة للبيئة الإيكولوجية. يتعين علينا تعزيز التصميم العام والتنظيم والقيادة لأعمال بناء الحضارة الإيكولوجية، وإنشاء مؤسسات لإدارة أصول الموارد الطبيعية المملوكة للدولة والرقابة على البيئة الطبيعية، وتحسين نظام إدارة البيئة الإيكولوجية، والأداء الموحد لواجبات مالك أصول الموارد الطبيعية ذات الملكية العامة، وواجبات المراقبة والإدارة لاستخدام جميع الأراضي وحماية ومعافاة البيئة الإيكولوجية، وكذلك واجبات المراقبة والإدارة لانبعاث الملوثات بمختلف أنواعها في المناطق الحضرية والريفية وتنفيذ القوانين الإدارية. ويجب علينا إنشاء نظام خاص بتنمية الأراضي وحمايتها وإكمال السياسات المتناسقة للمناطق الوظائفية الرئيسية وتأسيس نظام للمحميات الطبيعية يتخذ الحدائق الوطنية قواما لها. ولا بد لنا من المنع الحازم لتصرفات تخريب البيئة الإيكولوجية ومعاقبة مرتكبيها.
أيها الرفاق،
يساهم بناء الحضارة الإيكولوجية في خير العصر الراهن ويحقق المنافع للقرون القادمة. وينبغي لنا ترسيخ مفهوم الحضارة الإيكولوجية الاشتراكية، ودفع تشكيل نمط جديد لبناء التحديثات يتمثل في التنمية المتناغمة بين الإنسان والطبيعة، وبذل جهودنا نحن أبناء هذا الجيل من أجل حماية البيئة الإيكولوجية.
عاشرا، المثابرة على سلوك طريق تقوية الجيش ذي الخصائص الصينية، والمضي قدما بتحديث الدفاع الوطني والجيش على نحو شامل
يقف بناء الدفاع الوطني والجيش في نقطة انطلاق تاريخية جديدة. وفي ظل التغيرات العميقة التي طرأت على بيئة أمن الدولة ومتطلبات العصر لتقوية البلاد والجيش، لا بد لنا من التطبيق الشامل لأفكار الحزب حول تقوية الجيش في العصر الجديد، وتطبيق المبادئ الإستراتيجية العسكرية في ظل الأوضاع الجديدة لبناء القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الصواريخ وقوات الدعم الإستراتيجي القوية والحديثة، وكذلك لبناء هيئة القيادة القوية والعالية الفعالية للعمليات المشتركة في القيادات الميدانية، وإنشاء منظومة قتال حديثة ذات الخصائص الصينية للاضطلاع بالرسالة والمهمة اللتين أناطهما الحزبُ والشعب بالجيش في العصر الجديد.
ويتعين علينا رفع الجودة والفعالية في عملية بناء الدفاع الوطني والجيش للتكيف مع اتجاه تطور الثورة العسكرية الجديدة العالمية ومطالب أمن الدولة، بهدف ضمان تحقيق مكننة الجيش على نحو أساسي وإحراز تقدمات هامة في البناء المعلوماتي، والارتقاء بالقدرة الإستراتيجية إلى حد كبير بحلول عام 2020. ويجب علينا دفع عجلة التحديث بصورة شاملة في النظريات العسكرية والشكل التنظيمي للجيش والأفراد العسكريين والأسلحة والتجهيزات العسكرية تماشيا مع عملية تحديثات الدولة، وبذل كل الجهود لتحقيق عصرنة الدفاع الوطني والجيش بشكل أساسي بحلول عام 2035 وتحويل الجيش الشعبي إلى جيش من الدرجة الأولى في العالم على نحو شامل بحلول أواسط القرن الحالي.
وينبغي لنا تعزيز بناء الحزب في الجيش وإطلاق حملة التثقيف حول موضوع "توارث الجينات الحمراء والاضطلاع بالمهمة الجسيمة لتقوية الجيش" ودفع بناء نظام شرف العسكريين، وتربية العسكريين الثوريين ذوي الروح والكفاءة والشهامة والأخلاق الحسنة في العصر الجديد بغية الحفاظ إلى الأبد على طبيعة الجيش الشعبي وهدفه الأساسي وصفته الأصلية. ويتعين علينا مواصلة تعميق إصلاح الدفاع الوطني والجيش وإصلاح السياسات والأنظمة الهامة حول احترافية الضباط العسكريين والعاملين المدنيين وأداء الخدمة العسكرية، ودفع ثورة الإدارة العسكرية لإكمال وتطوير النظام العسكري للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. ويلزمنا ترسيخ الفكرة المتمثلة في كون العلوم والتكنولوجيا قدرة قتالية محورية، ودفع الابتكارات التكنولوجية الهامة والابتكارات المستقلة، وتوطيد بناء نظام تربية الأكفاء العسكريين لبناء الجيش الشعبي المبتكر، كما يجب علينا إدارة الجيش بصرامة على نحو شامل، ودفع التغير الجذري لأسلوب إدارة الجيش، والارتقاء بمستوى حكم القانون فيبناء الدفاع الوطني والجيش.
إن الجيش هو الذي ينبغي له التأهب لخوض المعارك، ولا بد لكل أعماله من التمسك بمعايير القدرات القتالية وتسليط الضوء على القدرة على خوض المعارك وكسبها. ويتعين علينا إتقان الاستعدادات لخوض النضال العسكري في كل الأوجه الإستراتيجية بجدية، والتخطيط الشامل لدفع هذه الاستعدادات في المجالات الأمنية التقليدية والجديدة، وتطوير القوى القتالية وقوى الضمان اللوجستي الجديدة الطراز، وإجراء التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية وتقوية الانتفاع بالقوى العسكرية، والإسراع بالتنمية العسكرية عبر التكنولوجيا الذكية، ورفع القدرة القتالية المشتركة والإقليمية الشاملة القائمة على أساس نظام المعلومات الشبكية لأغراض تشكيل الوضع والإدارة والسيطرة على الأزمات وكبح نشوب الحرب وكسب النصر فيها على نحو فعال.
ويجب علينا التمسك بالتوحيد بين إثراء الوطن وتقوية الجيش، وتعزيز القيادة الموحدة والتصميم العلوي والإصلاح والابتكار وتنفيذ المشاريع الكبيرة، وتعميق الإصلاح في مجال العلوم والتكنولوجيا للدفاع الوطني ومجال الصناعة للدفاع الوطني، لتشكيل نمط من التنمية الاندماجية العميقة بين القطاعين العسكري والمدني، وبناء المنظومة والقدرة الإستراتيجية الوطنية المتكاملة. وينبغي تحسين نظام تعبئة الدفاع الوطني وبناء الدفاع الوطني القوي المتين والحديث على حدودنا ومجالينا البحري والجوي. ويلزمنا إنشاء مؤسسة لإدارة العسكريين المُسرحِين وكفالة معيشتهم، وحماية المصالح الشرعية للعسكريين وعائلاتهم، مما يجعل الخدمة العسكرية وظيفة يجلها كل المجتمع. ويتعين تعميق إصلاح قوات الشرطة المسلحة لبناء قوات شرطة مسلحة حديثة.
أيها الرفاق،
إن جيشنا جيش للشعب ودفاعنا الوطني دفاع وطني لكل الشعب. ويجب علينا تعزيز التوعية بشأن الدفاع الوطني بين كل أبناء الشعب وتوطيد التضامن بين الجيش والحكومة والآخر بين الجيش والشعب من أجل حشد قوة جبارة لتحقيق حلم الصين والحلم بتقوية الجيش.
حادي عشر، التمسك بمبدأ "دولة واحدة ونظامان"، ودفع إعادة توحيد الوطن الأم
حققت ممارسات مبدأ "دولة واحدة ونظامان" نجاحا معترفا به عالميا منذ عودة هونغ كونغ وماكاو إلى أحضان الوطن الأم، وأثبتت الوقائع أن هذا المبدأ أفضل حل لقضيتي هونغ كونغ وماكاو اللتين خلفهما التاريخ، كما أنه أفضل نظام للحفاظ على الازدهار والاستقرار الطويلي الأمد في هونغ كونغ وماكاو بعد عودتهما إلى أحضان الوطن الأم.
ومن أجل الحفاظ على الازدهار والاستقرار الطويلي الأمد في هونغ كونغ وماكاو، يجب علينا التطبيق الشامل والصحيح لمبادئ "دولة واحدة ونظامان" و"أهالي هونغ كونغ يديرون شؤون هونغ كونغ" و"أهالي ماكاو يديرون شؤون ماكاو" ودرجة عالية من الحكم الذاتي؛ وفعل أي شيء بدقة حسب الدستور والقانون الأساسي للمنطقتين، وإكمال الأنظمة والآليات المختصة بتطبيق القانون الأساسي. وينبغي لنا دعم الحكومة والرئيس التنفيذي في كل من منطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين في ممارسة الإدارة وفق القوانين وأداء المهمات بنشاط، والاتحاد مع شخصيات كافة أوساط المنطقتين وقيادتهم في العمل بتضافر الجهود على التنمية وتعزيز الانسجام وضمان معيشة الشعب وتحسينها، ودفع العملية الديمقراطية إلى الأمام بصورة منتظمة، وحماية الاستقرار الاجتماعي، وأداء المسؤولية الدستورية عن حماية سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية.
وترتبط تنمية منطقتي هونغ كونغ وماكاو بشكل وثيق مع تنمية مناطق البلاد الداخلية، فمن الضروري دعمهما للاندماج في المصلحة العامة لتنمية الدولة، ودفع التعاون المتبادل المنفعة بينهما وبين مناطق البلاد الداخلية على نحو شامل باعتبار بناء منطقة خليج قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو الكبرى والتعاون بين مقاطعة قوانغدونغ ومنطقتي هونغ كونغ وماكاو والتعاون الإقليمي في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ الكبرى وغير ذلك نقطة جوهرية، ومن الضروري أيضا وضع أو إكمال سياسات وإجراءات للتسهيل على مواطني هونغ كونغ وماكاو في تنمية أعمالهم بمناطق البلاد الداخلية.
ونتمسك دوما بمبدأ "أهالي هونغ كونغ يديرون شؤون هونغ كونغ" و"أهالي ماكاو يديرون شؤون ماكاو" باتخاذ الوطنيين قواما، ونقوم بتطوير وتعظيم القوى المحبة للوطن ولهونغ كونغ وماكاو وتقوية الوعي بالدولة والروح الوطنية لدى المواطنين في المنطقتين، وتشجيعهم على مشاركة أبناء الشعب في مناطق البلاد الداخلية في تحمل المسؤولية التاريخية عن نهضة الأمة وتقاسم الفخر والاعتزاز بازدهار الوطن ورخائه.
ويمثل حل مسألة تايوان وتحقيق إعادة التوحيد التام للوطن الأم أمنيةً مشتركةً لجميع أبناء الأمة الصينية، ومكمنا لمصالحها الأساسية. ولا بد لنا من مواصلة التمسك بمبدأ "التوحيد السلمي، ودولة واحدة ونظامان"، ودعم التنمية السلمية للعلاقات بين جانبي مضيق تايوان ودفع عملية التوحيد السلمي للوطن الأم إلى الأمام.
إن مبدأ "صين واحدة" هو الأساس السياسي للعلاقات بين جانبي المضيق، وإن "توافق عام 1992" الذي يجسد هذا المبدأ، قد حدد على نحو واضح الطبيعة الجوهرية للعلاقات بين جانبي المضيق، وهو المفتاح لضمان التنمية السلمية للعلاقات المذكورة.ويمكن إجراء الحوار بين جانبي المضيق، والتشاور بينهما بشأن تسوية القضايا التي يهتم بها المواطنون في جانبي المضيق، ولن يكون هناك أي عائق أمام اتصال أي حزب أو منظمة في تايوان مع البرّ الرئيسي، طالما يعترف كل من الطرفين بالوقائع التاريخية التي تم التوصل إلى "توافق عام 1992" بشأنها، ويوافق على أن جانبي المضيق ينتميان إلى صين واحدة.
إن جميع المواطنين في جانبي المضيق إخوة أشقاء يجمعهم مصير مشترك، وأفراد عائلة واحدة تضمّهم روابط الدم، ونستعد لكون المواطنين في تايوان أول من يشاركنا في تقاسم فرص التنمية في البر الرئيسي بالتمسك بمفهوم "المواطنون على جانبي مضيق تايوان هم عائلة واحدة" مع احترام النظام الاجتماعي القائم في تايوان ونمط حياة المواطنين فيها. وسوف نعمل على توسيع التبادلات والتعاون اقتصاديا وثقافيا بين جانبي المضيق، وتحقيق المنفعة المتبادلة؛ ونعمل على توفير معاملات متكافئة بصورة تدريجية للمواطنين من تايوان على غرار المواطنين في البر الرئيسي في مجالات التعليم وتأسيس المشروعات والتوظيف والمعيشة في البر الرئيسي، الأمر الذي يزيد رفاهيتهم وسعادتهم، كما نعمل على تشجيع المواطنين في جانبي المضيق على التشارك في تطوير الثقافة الصينية وتعزيز التوافق والتفاهم روحيا بينهم.
إننا مصممون على حماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها، ولن نتغاضى أبدا عن تكرار المأساة التاريخية المتمثلة في انقسام البلاد. ومن الحتمي أن يُجابه كل عمل يرمي إلى تقسيم البلاد بمعارضة حازمة من قبل جميع الصينيين. ولدينا إرادة ثابتة وثقة تامة وقدرة كافية لإحباط أي شكل من أشكال المحاولة الانفصالية الرامية إلى "استقلال تايوان"، ولن نسمح إطلاقا لأي شخص أو أي منظمة أو أيّ حزب بفصل أي شبر من أراضي الصين عنها في أي وقت وبأي شكل.
أيها الرفاق،
إن تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية حلم مشترك لجميع الصينيين. ونحن على يقين من أن جميع أبناء الأمة الصينية ومن ضمنهم المواطنون في هونغ كونغ وماكاو وتايوان يستطيعون بكل تأكيد خلقَ مستقبل مشرق للنهضة العظيمة للأمة الصينية سويا، ما داموا يتماشون مع الاتجاه العام للتاريخ، ويشاركون في تحمل المسؤولية القومية الكبرى ويمسكون بمصير الأمة وثيقا في أيديهم.
ثاني عشر، التمسك بطريق التنمية السلمية، ودفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية
إن الحزب الشيوعي الصيني حزب سياسي يسعى وراء إسعاد الشعب الصيني، ويكافح من أجل قضية تقدم البشرية. وإنه ظل يتخذ تقديم إسهامات جديدة أعظم للبشرية رسالة له.
وسوف ترفع الصينراية "السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك" عاليا وتلتزم بأهداف السياسة الدبلوماسية المتمثلة في حماية السلام العالمي ودعم التنمية المشتركة، وتطور بثبات لا يتزعزع الصداقة والتعاون مع سائر دول العالم على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتدفع عملية بناء علاقات دولية حديثة النمط قائمة على الاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون والفوز المشترك.
يمر العالم حاليا بمرحلة تنمية سريعة وتغييرات متواصلة وتعديلات كبيرة، وما زال السلام والتنمية موضوعين رئيسيين لعصرنا. وتشهد التعددية القطبية العالمية والعولمة الاقتصادية والمعلوماتية في المجتمع والتنوع الثقافي تطورا عميقا، وتجري عملية تغيير منظومة الحوكمة العالمية والنظام الدولي سريعا، ويتعمق التواصل والاعتماد المتبادل بين مختلف الدول تعمقا متزايدا، ويميل ميزان القوى الدولية إلى توازن أكثر، بحيث لا يتراجع الاتجاه العام للتنمية السلمية. ولكن في الوقت نفسه، تواجه البشرية تحديات مشتركة كثيرة، مثل بروز مشاكل عدم الاستقرار وعدم اليقين في العالم، ونقص القوة المحركة للنمو الاقتصادي العالمي، وتفاقم ظاهرة "زيادة الغني غنى والفقير فقرا" مع مرور الأيام، وتعاقب القضايا الساخنة الإقليمية، وتواصل ظهور التهديدات الأمنية غير التقليدية التي تشمل الإرهاب والأمن السيبراني والأوبئة الخطيرة والتغير المناخي.
والعالم الذي نعيش فيه مفعم بالآمال ومليء بالتحديات أيضا. ولا يصح لنا ترك حلمنا جانبا بسبب تعقد الواقع ولا التخلي عن مساعينا لبُعد المثل العليا. ولا توجد أية دولة قادرة وحدها على صدّ كافة التحديات التي تواجه البشرية، ولا دولة تستطيع التراجع إلى جزيرة معزولة للانغلاق الذاتي.
وندعو شعوب الدول إلى توحيد الجهود لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وتشييد عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك وكذلك الانفتاح مع التسامح. وندعو إلى ضرورة الاحترام المتبادل والتشاور المتكافئ ونبذ عقلية الحرب الباردة وسياسة القوة بحزم، وسلوك طريق جديد للتواصل بين دولة وأخرى، يتمثل في "الحوار لا المجابهة والشراكة لا الانحياز". وندعو إلى حل النزاعات عبر الحوار وإزالة الخلافات عبر التشاور، والتخطيط الشامل لمواجهة التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية ومعارضة الإرهاب بكافة أشكاله. وندعو كذلك إلى الوحدة خلال الأزمات لتعزيز عملية تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، ودفع تطور العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وأفضلية عامة وتوازنا وفوزا مشتركا. وندعو إلى احترام تنوع حضارات العالم، وتجاوز الحاجز الحضاري بالتبادل الحضاري، وتجاوز التصادم الحضاري بالاستفادة المتبادلة حضاريا وتجاوز التفوق الحضاري بالتعايش الحضاري. كما ندعو إلى ضرورة المواظبة على الرِفق بالبيئة، والتعاون في مواجهة التغيّر المناخي وحسن صيانة الكرة الأرضية التي تعتمد عليها حياة البشرية.
وستواصل الصين بثبات انتهاج سياسة خارجية سلمية مستقلة، واحترام حقوق شعوب العالم في اختيار طريقها التنموي حسب رغبتها، وحماية الإنصاف والعدالة الدولية، ومعارضة فرض إرادة أية دولة على غيرها، وتدخلها في شؤون غيرها، واستغلال القوة لاضطهاد الضعفاء. ولن تسعى الصين وراء التنمية الذاتية على حساب مصالح الدول الأخرى، بينما لن تتخلى أبدا عن حقوقها ومصالحها الشرعية، ولن يُسمَح لأي شخص بتخيّل محاولة إجبار الصين على ابتلاع ثمرة مُرة تضر مصالحها الخاصة. إن الصين تنتهج سياسة للدفاع الوطني ذات طابع دفاعي، وتنمية الصين لا تشكل تهديدا على أية دولة أخرى. ولن تسعى الصين أبدا وراء الهيمنة، ولن تقوم بالتوسع الخارجي أبدا مهما بلغ مستواها في التنمية.
وستطور الصين بنشاط الشراكة العالمية، وتوسع ملتقى مصالحها مع مصالح الدول الأخرى، وسوف تعمل على تعزيز التنسيق والتعاون بين الدول الكبيرة، وتشكيل إطار يتميز بالاستقرار العام والتنمية المتوازنة للعلاقات بين الدول الكبيرة، وتعميق العلاقات بينها وبين الدول المجاورة على ضوء مفهوم "المودة والصدق والمنفعة المتبادلة والتسامح" ومبادئ دبلوماسية الجوار المتمثلة في "اتخاذ الجيران أصدقاء وشركاء"، وتوطيد التضامن والتعاون مع سائر الدول النامية بالتمسك بوجهة النظر الصحيحة إلى العدالة والمنفعة، ومفهوم "الإخلاص والصدق والمودّة والصراحة"، كما ستعزز الصين التبادل والتعاون مع الأحزاب والمنظمات السياسية في مختلف الدول، وتشجع مجالس نواب الشعب ومجالس المؤتمر الاستشاري السياسي والجيش والحكومات المحلية والمنظمات الشعبية على إجراء الاتصالات الخارجية.
وستواصل الصين تمسكها بسياسة الدولة الأساسية للانفتاح على العالم الخارجي، وتثابر على فتح أبوابها لإتقان البناء، وتعزز بنشاط التعاون الدولي في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وتعمل على تحقيق "تناسق السياسات وترابط المنشآت وسلاسة القنوات التجارية وتداول الأموال وتفاهم الشعوب"، لإنشاء منصة جديدة للتعاون الدولي، مما يضفي قوة محركة جديدة على التنمية المشتركة، كما ستعمل الصين على زيادة مساعداتها إلى الدول النامية الأخرى وخاصة الدول الأقل نموا لتقليص الفجوة التنموية بين الشمال والجنوب، ودعم نظام التجارة المتعددة الأطراف، وحفز بناء مناطق التجارة الحرة ودفع بناء الاقتصاد العالمي المنفتح.
وستظل الصين متمسكة بمفهوم الحوكمة العالمية القائم على مبادئ التشاور والتشارك والتنافع، وتدعو إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، وستواصل الصين التزامها بأن كل الدول سواء كانت كبيرة أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، يجب أن تكون على قدم المساواة. وسوف تواصل الصين دعمها بنشاط للأمم المتحدة في أداء دورها الإيجابي، ودعمها للدول النامية في توسيع تمثيلها وحقها في التعبير بشأن الشؤون الدولية. وستواصل الصين أداء دورها كدولة كبيرة مسؤولة وتشارك بحماسة في عملية إصلاح وبناء نظام الحوكمة العالمية، وتقدم حكمتها وقوتها باستمرار.
أيها الرفاق،
إن مصير العالم تملكه شعوب مختلف الدول، ومستقبل البشرية يحدده خيار هذه الشعوب، إن الشعب الصيني مستعد للعمل مع شعوب العالم على دفع عجلة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وخلق مستقبل جميل لها.
ثالث عشر، إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل وبشكل ثابت، ومواصلة رفع قدرة الحزب على ممارسة السلطة ومستوى قيادته
تماشيا مع دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد، يجب أن يكون لحزبنا مظهر جديد وإسهامات جديدة. وصدق المثل الصيني: "كن حديدا قبل أن تكون حدّادا"، إذا أراد الحزب الاتحاد مع الشعب وقيادته في خوض النضال العظيم ودفع القضية العظيمة قدما وتحقيق الحلم العظيم، فلا بد من التمسك بقيادته وإكمالها بصورة ثابتة وبناء الحزب ليكون أكثر صمودا وقوةً دون تردد.
إن عملية "إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل" ستظل سائرة على طريقها. ويتوقف مصير ومستقبل كل حزب سياسي أو سلطة حاكمة على إرادة الشعب. وكل ما تعارضه جماهير الشعب وتبغضه هو الذي ينبغي لنا الاحتراس منه وتصحيحه بحزم. وفي هذا السياق، لا بد لأعضاء الحزب أن يدركوا تمام الإدراك أن الظروف التي يواجهها حزبنا في ممارسة السلطة معقدة، كما أن العوامل التي تؤثر على تقدمية الحزب وتعكر نقاءه معقدة أيضا، وأن المشاكل البارزة القائمة داخل الحزب مثل عدم نقاء البعض من حيث الأيديولوجيا والتنظيم وأسلوب العمل لم تتم تسويتُها نهائيا بعد؛ فلا بد من الإدراك العميق لطبيعة طول الأمد والتعقيد لما يواجهه حزبنا من اختبارات في ممارسة الحكم والإصلاح والانفتاح واقتصاد السوق والظروف الخارجية. ولا بد من الإدراك العميق لحدة وخطورة ما يواجهه من مخاطر تتمثل في التراخي النفسي وضعف القدرة والانفصال عن الجماهير والتواني والفساد؛ لذا، فمن الضروري التمسك باتجاه حل المشاكل والحفاظ على الصلابة الإستراتيجية لدفع عملية إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل باتجاه التطور المتعمق.
والمطالب العامة لبناء الحزب في العصر الجديد هي التمسك بقيادة الحزب الشاملة وتعزيزها؛ والتمسك بضرورة إدارة الحزب لشؤونه وأعضائه وإدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل، وتعزيز بناء الحزب على نحو شامل من حيث السياسة والأيديولوجيا والتنظيم وأسلوب العمل والانضباط مع جعل البناء المؤسسي يسود في كافة حلقاته باعتبار تقوية قدرة الحزب على الحكم الطويل المدى وبناء تقدّميته ونقائه خطا رئيسيا، واتخاذ البناء السياسي للحزب عاملا قياديا، وترسيخ المثل العليا والعقيدة السياسية أساسا، وتعبئة حماسة جميع أعضاء الحزب ومبادراتهم وإبداعيتهم نقطة لتوجيه الجهود، وتعميق دفع مكافحة الفساد، ورفع جودة بناء الحزب باستمرار، مما يجعل حزبنا حزبا حاكما ماركسيا مفعما بالنشاط والحيوية ويظل على الدوام يسير في مقدمة العصر، ويلقى التأييد الصادق من الشعب ويُقدِم على الثورة الذاتية ويصمد أمام مختلف اختبارات العواصف والأمواج.
(1) وضع البناء السياسي للحزب في المقام الأول. يعتبر التأكيد على الوعي السياسي بموقف صريح واضح مطلبا أساسيا لحزبنا بصفته حزبا ماركسيا. والبناء السياسي للحزب بناء جذري يقرر اتجاه وفعالية بناء الحزب. وإن ضمان خضوع جميع أعضاء الحزب لقيادة لجنته المركزية والتمسك بسلطتها وقيادتها الممركزة والموحدة هما المهمة الأكثر أهمية للبناء السياسي للحزب، فيتعين على جميع أعضاء الحزب تنفيذ خطه السياسي بثبات، والتقيد بالانضباط السياسي والقواعد السياسية، والحفاظ على التوافق التام مع لجنة الحزب المركزية من حيث الموقف السياسي والاتجاه السياسي والمبادئ السياسية والطريق السياسي. وينبغي لهم إجلال دستور الحزب، والتنفيذ الصارم لوثيقة ((بعض القواعد الخاصة بالأنشطة السياسية داخل الحزب في ظل الوضع الجديد))، وترسيخ الطابع السياسي والعصرية والمبدئية والروح الكفاحية للأنشطة السياسية داخل الحزب، والتصدي بوعي للتأثير المفسد المُتسرِب من مبدأ تبادل السلع على الأنشطة داخل الحزب، وخلق بيئة سياسية طيبة تسودها العادات النقية والجو المجتمعي القويم. ويجب عليهم إكمال وتطبيق شتى النظم الخاصة بالمركزية الديمقراطية، والتمسك بالاندماج بين المركزية القائمة على أساس الديمقراطية والديمقراطية تحت إرشاد المركزية، وإظهار الديمقراطية بصورة مستفيضة والبراعة في تنفيذ المركزية والوحدة في آن واحد. ويتعين عليهم تعميم مفهوم القيم المتمثلة في الصدق والإخلاص والعدالة والاستقامة والبحث عن الحقيقة من الواقع والعفاف والنزاهة، مع المعارضة والحيلولة بحزم دون الأنانية واللامركزية والليبرالية والانحياز المؤسساتيوالإمعية، وكذلك النزعة التكتلية و"ثقافة الدائرة" و"ثقافة الرصيف" (يُقصد بها ثقافة فئوية تدعو إلى وضع المنفعة فوق كل شيء وتعتبر الولاء الشخصي شعارا لها- المحرر)، والمعارضة الصارمة لأفعال الوجهين والنفاق. وينبغي لجميع الرفاق في الحزب ولاسيما كبار الكوادر تعزيز صقل أنفسهم بروح الحزب، والارتقاء بوعيهم السياسي وكفاءتهم السياسية بلا انقطاع، واتخاذ الإخلاص للحزب ومشاطرته همومه والقيام بالواجب تجاه الحزب وإسعاد الشعب مسؤوليات سياسية أساسية لهم، والحفاظ على الطبيعة السياسية للشيوعيين إلى الأبد.
(2) تسليح كل الحزب بأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. إن البناء الأيديولوجي بناء أساسي للحزب. والمثل الثورية بالغة السمو. وتشكل المثل العليا الشيوعية البعيدة المدى والمثل العامة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية سندا معنويا وروحا سياسية للشيوعيين الصينيين، وكذلك أساسا أيديولوجيا للحفاظ على تضامن الحزب ووحدته، فيلزمنا اتخاذ ترسيخ المثل العليا والعقيدة السياسية كالمهمة الأولوية لبناء الحزب أيديولوجيا، وتثقيف جميع أعضاء الحزب وإرشادهم ليظل هدف الحزب حاضرا دائما في أذهانهم، وينهضوا بقاماتهم الشامخة الاعتبارية بصفتهم شيوعيين، ويعالجوا بشكل جيد مسألة "الصمام الرئيسي" بشأن وجهة النظر حول العالم والحياة والقيم، حتى تحويل أنفسهم بوعي إلى أصحاب إيمان راسخ بالمثل العليا الشيوعية البعيدة المدى والمثل العامة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية ومطبقين لهما بإخلاص. ويجب تطوير الأسلوب الدراسي الماركسي، ودفع ديمومة ومأسسة الحملة التثقيفية الخاصة بـ"وجوب دراسة أمرين والتحلي بالكفاءة"، وإطلاق حملة التوعية بموضوع "عدم نسيان الغاية الأصلية ودوام التذكر للرسالة" في أوساط الحزب كله، وتسليح العقول بنظريات الحزب الابتكارية مع التركيز على الكوادر القيادية على مستوى المحافظة وما فوق، وذلك في سبيل حفز كل الحزب للكفاح بجهد دؤوب وبوعي أكثر من أجل تحقيق رسالة الحزب التاريخية في العصر الجديد.
(3) بناء صفوف الكوادر العالية المزايا والمتخصصة. كوادر الحزب هي القوة المحورية لدفع قضايا الحزب والدولة إلى الأمام. وبالتالي يتعين علينا التمسك بمبدأ إدارة الحزب للكوادر، والمثابرة على الجمع بين الأخلاق والكفاءة مع وضع الأخلاق في المركز الأول، والالتزام بتعيين الأشخاص بناء على الجدارة مهما كانت مناشئهم، والتمسك باعتبار قضية الحزب أسمى مع الحفاظ على العدالة والاستقامة، ووضع معيار الكادر الجيد موضع التنفيذ الفعلي. وينبغي لنا الالتزام بالاتجاه المرشد الصحيح في اختيار وتعيين الأشخاص، وتقويم المناخ في هذا الشأن، والتشديد على المعيار السياسي، وترقية الكوادر التي تُرسخ متينا "الوعي بالأمور الأربعة" (أي الوعي السياسي والوعي بالمصلحة العامة والوعي بالنواة القيادية والوعي بالتوافق - المحرر) و"الثقة الذاتية في المجالات الأربعة" (أي الثقة الذاتية بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ونظريتها ونظامها وثقافتها - المحرر)، وتحافظ بحزم على حماية سلطة لجنة الحزب المركزية، وتقوم بالتطبيق والتنفيذ الشاملين لنظريات الحزب وخطوطه ومبادئه وسياساته، وتكون مخلصة ونزيهة وجريئة على تحمل المسؤولة، ترقيتها إلى مناصب أعلى، بهدف تقوية المجموعات القيادية على مختلف المستويات بكوادر ممتازة مختارة. ويجب علينا الاهتمام بتنشئة الكفاءة التخصصية والروح التخصصية لتعزيز قدرة صفوف الكوادر على التكيف مع مطالب تطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. ويتعين علينا بذل جهود كبيرة لاكتشاف كوادر شابة وتشكيل احتياطي منها، والاهتمام بإعدادها وصقلها في الجبهة الأمامية للوحدات القاعدية والمناطق ذات الظروف الصعبة والقاسية ليتم بلا انقطاع اختيار واستخدام كوادر شابة ممتازة اجتازت اختبار الممارسات. ويجب علينا أيضا التخطيط الشامل لإجادة الأعمال حول تأهيل واختيار الكوادر من وسط النساء وأبناء الأقليات القومية ومن الشخصيات خارج الحزب، كما ينبغي إتقان الأعمال الخاصة بالكوادر المتقاعدة بجدية. ويجب التمسك بالجمع بين الإدارة الصارمة والعناية العميقة، والاهتمام بالتشجيع والتقييد على حد سواء، وإكمال آلية الفحص والتقييم للكوادر، وإنشاء آلية التحفيز وآلية السماح بارتكاب الأخطاء وتصحيحها، والمؤازرة والتشجيع بالموقف الواضح لتلك الكوادر التي تجرؤ على تحمل المسؤولية وتعمل بجد وإخلاص ولا تسعى لكسب المصالح الشخصية. ويتعين على المنظمات الحزبية على مختلف المستويات إيلاء اهتمام وعناية للكوادر العاملة في الوحدات القاعدية، والمبادرة إلى تبديد همومها وتذليل صعوباتها.
إن الأكفاء هم من الموارد الإستراتيجية لتحقيق نهضة الأمة وأخذ زمام المبادرة في التنافس الدولي. وعليه ينبغي لنا التمسك بمبدأ إدارة الحزب للأكفاء، واستقطاب الموهوبين من كل أنحاء العالم للانتفاع بكفاءاتهم، والإسراع في بناء دولة قوية من حيث الأكفاء.ويجب علينا تطبيق سياسة أكثر إيجابية وانفتاحا وفعالية بشأن الأكفاء، وحشد الأكفاء الممتازين من كل النواحي داخل الحزب وخارجه، وداخل البلاد وخارجها، لرفد الكفاح العظيم للحزب والشعب، استنادا إلى النظر الثاقب القادر على تمييز الموهوبين، والنية الصادقة للحرص عليهم، والشجاعة العاقلة على استخدامهم، وسعة الصدر في معاملتهم، والأسلوب الحكيم لحشدهم؛ كما يتعين علينا تشجيع وإرشاد الأكفاء إلى الانتقال نحو المناطق النائية والفقيرة، ومناطق الأقليات القومية الحدودية، ومناطق القواعد الثورية القديمة، والجبهة الأمامية للوحدات القاعدية، سعيا وراء تشكيل وضع طيب فيه يتطلع كل شخص إلى أن يكون صاحب كفاءة ويجتهد في تحقيق ذلك ويتمكن من ذلك ويظهر كفاءاته إلى أقصى حد، حتى تتفجر الحيوية الابتكارية لأصحاب الكفاءات من مختلف النواحي سوية، وتتدفق الحكمة والذكاء لديهم بصورة مستفيضة.
(4) تعزيز بناء المنظمات القاعدية. منظمات الحزب القاعدية هي أساس لضمان تطبيق وتنفيذ خطوط الحزب ومبادئه وسياساته وقراراته وترتيباته، فينبغي تحويل منظمات الحزب القاعدية في المؤسسات والأرياف والدوائر والمدارس ومعاهد ومراكز البحوث العلمية والأحياء والمجمعات السكنية والتنظيمات الاجتماعية إلى قلاع نضالية متينة لنشر آراء الحزب وتطبيق قراراته وقيادة عملية الحوكمة القاعدية وتوحيد الجماهير وتعبئتها لحفز الإصلاح والتنمية، باعتبار رفع قدرتها التنظيمية نقطة جوهرية، وبالتأكيد على وظيفتها السياسية. ويجب على فرع الحزب أن يتحمل بصورة جيدة واجباته المتمثلة في تثقيف أعضاء الحزب وإدارتهم ورقابتهم مباشرة، وأيضا في تنظيم وتوعية وتوحيد وخدمة الجماهير، ويرشد الجموع الغفيرة من أعضاء الحزب إلى إظهار دورهم الطليعي والنموذجي. ويتعين علينا التمسك بنظام "الاجتماعات الثلاثة والمحاضرة الحزبية" (أي عقد الاجتماع العام لأعضاء الحزب واجتماع لجنة فرع الحزب واجتماع الخلية الحزبية بانتظام، وإتقان تنظيم المحاضرة الحزبية في الأوقات المحددة - المحرر)، ودعم الابتكار في توزيع منظمات الحزب القاعدية وأساليب نشاطاتها، وتعزيز بناء صفوف القادة في منظمات الحزب القاعدية، وتوسيع نطاق تغطيتها، مع تركيز الجهود على حل مشاكل الإضعاف والتفريغ والتهميش لبعضها. وينبغي لنا توسيع الديمقراطية القاعدية داخل الحزب، وتعميم علانية الشؤون الحزبية، وتسليك القنوات لمشاركة أعضاء الحزب في شؤون الحزب الداخلية ومراقبة منظمات الحزب وكوادره وتقديم ملاحظات ومقترحات إلى المنظمة الحزبية الأعلى. ومن اللازم الاهتمام بقبول أعضاء الحزب الجدد من وسط العمال الصناعيين والفلاحين الشباب وفئات أصحاب المعارف العالية وفي المنظمات الاقتصادية ذات الملكية غير العامة والمنظمات الاجتماعية. ويجب تعزيز التشجيع والعناية والمؤازرة داخل الحزب، وتقوية الملاءمة والفعالية لتثقيف وإدارة أعضاء الحزب، والقيام بأعمال معالجة أعضاء الحزب غير المستوفين لشروط عضوية الحزب تنظيميا بشكل سليم ومنتظم.
(5) المثابرة على تقويم السلوك وتقوية الانضباط بجهود دؤوبة. إن حزبنا نشأ من الشعب وتعمقت جذوره وسط الشعب ويخدم الشعب، وسيفقد حيويته إذا انفصل عن الجماهير. ولا بد لنا عند تعزيز بناء أسلوب العمل من التمحور الوثيق حول الحفاظ على ارتباط الحزب بجماهير الشعب ارتباط الدم باللحم، وتقوية المفهوم الجماهيريوالألفة مع الجماهير، وتمتين الأساس الجماهيري للحزب في تولي الحكم بلا انقطاع. ويتعين التعامل الصارم والجاد مع جميع المشاكل التي تؤرق الجماهير بشدة، والتقويم الحازم لكل التصرفات الضارة بمصالح الجماهير. وينبغي المواظبة على كون كوادر الحزب على المستوى الأعلى قدوة للكوادر الأخرى على المستوى الأدنى لتوطيد وتوسيع منجزات تطبيق روح الضوابط الثمانية الصادرة عن لجنة الحزب المركزية، ومواصلة معالجة مشاكل "الأساليب الشريرة الأربعة" (أي الشكلية والبيروقراطية ونزعة المتعة ونزعة البذخ والتبذير - المحرر)، ومعارضة عقلية الامتيازات الشخصية وظواهرها بحزم. ومن الضروري تركيز قوتنا على تشديد الانضباط السياسي والانضباط التنظيمي لدفع إحكام الانضباطات الخاصة بالنزاهة والتعامل مع الجماهير والعمل والسلوك. ويجب المثابرة على القيام بالنقد والنقد الذاتي، والتمسك بمبدأ الاتعاظ بأخطاء الماضي لتفادي الأخطاء في المستقبل ومعالجة المرض لإنقاذ المريض، وإيلاء اهتمام للمشاكل وتسويتها من منبع نشوئها وبوادرها والقضاء على الشر في مهده باستخدام "الأشكال الأربعة" للمراقبة وتنفيذ الانضباط (أي يجب القيام بالنقد والنقد الذاتي والتنبيه بالحديث في الموعد المقرر والاستفسار عبر الرسائل، وجعل فعالية "تورد الوجه خجلاً والتصبب عرقاً" وضعاً طبيعياً؛ ويتعين أن يكون عدد الذين تُتخذ بحقهم الإجراءاتُ الانضباطية الخفيفة أو إجراءات التعديل التنظيمي أغلبية من مخالفي انضباط الحزب؛ وأن يكون عدد الذين تُتخذ بحقهم الإجراءاتُ الانضباطية الصارمة أو إجراءات تغيير المناصب الهامة أقلية من مخالفي انضباط الحزب؛ وأن يكون عدد الذين أُفردت لهم ملفات للتحقيق في قضايا مخالفتهم الخطيرة للانضباط أو تصرفاتهم المشتبه بمخالفتها القانون أقلية ضئيلة من مخالفي انضباط الحزب - المحرر). ويجوز منح المجموعات الحزبية القيادية المعنية بإدارة الكوادر صلاحية مناسبة لفرض عقوبة انضباطية بهدف تعزيز الرقابة وتنفيذ الانضباط والمساءلة. ويتعين تعزيز التوعية بالانضباط، وتشديد تنفيذ الانضباط، لجعل أعضاء الحزب وكوادره يفهمون الامتثال ويتحلون بالحذر والرادع الذاتي ولا يتجاوزون الخط الأدنى للانضباط ويتعودون العمل والحياة في ظروف الرقابة والتقييد.
(6) إحراز انتصار ساحق في مكافحة الفساد. إن جماهير الشعب هي الأكثر بغضا لظواهر الفساد، والفساد هو أكبر تهديد يواجهه حزبنا. ولا نستطيع الخروج من قانون الدورة الحتمية التاريخية وضمان الاستقرار السياسي الدائم للحزب والدولة إلا بدوام الإصرار والجلد المتمثلين في أن مكافحة الفساد ستظل سائرة على طريقها، وبواسطة تعميق المعالجة الفرعية والمعالجة الجذرية في آن واحد، وضمان استقامة الكوادر ونزاهة الحكومة ونقاء السياسة. وفي الوقت الحاضر، ما زال وضع مكافحة الفساد خطيرا ومعقدا، فينبغي أن يكون عزمنا على ترسيخ الموقف الكاسح لإحراز انتصار ساحق صلبا صلابة الصخور. ويجب علينا المثابرة على مكافحة الفساد بما يتسم بانعدام أي منطقة محظورة والتغطية الشاملة وعدم التسامح إطلاقا، والتمسك بالكبح الصارم والضغوط العالية الهائلة والقوة الرادعة الدائمة، والمثابرة على التحقيق في سلوك الارتشاء والرشو معا، والحيلولة بحزم دون تشكيل أي تكتل مصلحي داخل الحزب. ويتعين علينا إنشاء نظام الجولات التفتيشية في لجان الحزب بالمدن والمحافظات، وتكثيف الجهود لمعالجة مشاكل الفساد الحادثة بالقرب من الجماهير. ولا بد لنا من القبض على كافة الفاسدين وتسليمهم للعدالة ومعاقبتهم طبقا للقانون أينما هربوا. وينبغي دفع عجلة التشريع الوطني بشأن مكافحة الفساد إلى الأمام مع إنشاء منصة للإبلاغ والشكوى تغطي أجهزة فحص الانضباط والرقابة. ويجب علينا تعزيز قوة الردع لضمان عدم الجرأة على الفساد، وإحكام الإطار المؤسسي لضمان عدم وجود إمكانية للفساد، وتعزيز الوعي بالإحجام عن الفساد، لكي نتوصل بجهودنا الدؤوبة إلى عالم مشرق ينعم بالصفاء والنقاء والهناء والرخاء.
(7) إكمال منظومة الرقابة للحزب والدولة. إن تقوية قدرة الحزب على التنقية الذاتية تتحقق بالاعتماد أساسا على تعزيز رقابته الذاتية والرقابة من الجماهير، فيتعين علينا تعزيز التقييد والرقابة على ممارسة السلطة، بما يجعل السلطة تخضع لرقابة الشعب وتُمارَس تحت أشعة الشمس وتُحبس في الإطار المؤسسي. وينبغي لنا تعزيز الرقابة بواسطة المنظمات من الأعلى إلى الأدنى، وتحسين الرقابة الديمقراطية من الأدنى إلى الأعلى، وإظهار دور الرقابة المتبادلة بين المنظمات الحزبية من المستوى نفسه، وتعزيز الإدارة والرقابة اليومية على الكوادر القيادية الحزبية. ويجب علينا تعميق الجولات التفقدية السياسية، والمثابرة دون تردد على اكتشاف المشاكل وتشكيل القوة الرادعة، وإنشاء شبكة الرقابة القائمة على أساس التفاعل بين المستويات الأعلى والأدنى في الجولات التفقدية والتفتيشية. ويتعين علينا تعميق إصلاح نظام الرقابة الوطني وتعميم أعمال الإصلاح التجريبية في أنحاء البلاد، وتأسيس لجان الرقابة على مستويات الحكومة المركزية والمقاطعة والمدينة والمحافظة لكي تعمل مع هيئات فحص الانضباط بالحزب سوية، حتى تتحقق التغطية الشاملة للرقابة على جميع الموظفين العموميين الذين يمارسون السلطة العامة. وينبغي سن قانون الرقابة الوطني، ومنح الصلاحيات الوظائفية والوسائل الاستقصائية للجان الرقابة طبقا للقانون، وإحلال وسيلة الاحتجاز محل تدابير "مُحدَدين" (يُقصد بذلك إلزام الكادر المرتكب لأخطاء خطيرة بتبرير تصرفاته في وقت محدد ومكان محدد - المحرر). ويجب إصلاح نظام إدارة أعمال تدقيق الحسابات، وإكمال نظام الإحصاء، وإنشاء منظومة رقابة تتسم بالتوجيه الموحد من الحزب والتغطية الشاملة والموثوقية والفاعلية العالية، وربط الرقابة الداخلية للحزب بالرقابة من أجهزة الدولة والرقابة الديمقراطية والرقابة القضائية والرقابة الجماهيرية والرقابة عبر الرأي العام، مما يعزز القوة المشتركة للرقابة.
(8) تعزيز كفاءات ممارسة السلطة على نحو شامل. لا يتعين على حزبنا التحلي بالموقف السياسي الثابت فحسب، بل عليه أن يكون عظيم الكفاءة في قيادة دولة كبيرة اشتراكية يعيش فيها ما يزيد عن 1,3 مليار نسمة. وينبغي لنا تعزيز كفاءة الدراسة، وتهيئة أجواء كثيفة لإحسان الدراسة والإقدام على الممارسة في الحزب كله، وبناء حزب ماركسي داع للدراسة، ودفع بناء دولة كبيرة داعية للدراسة. ويجب علينا تعزيز كفاءة القيادة السياسية، والتمسك بالتفكير الإستراتيجي والابتكاري والجدلي والتفكير الخاص بحكم القانون وبالخط الأدنى، ووضع خطوط الحزب ومبادئه وسياساته بطرق علمية وتنفيذها بحزم، حتى ترجمة دور الحزب في السيطرة على الوضع العام والتنسيق بين مختلف الأطراف إلى واقع على الأرض. ويتعين علينا تعزيز كفاءة الإصلاح والابتكار، والحفاظ على السمات المعنوية المتجسدة في التقدم بهمة وعزم، والبراعة في دفع الأعمال بصورة خلاقة طبقا للمتطلبات الواقعية وإجراء الأعمال باستخدام تقنيات شبكة الإنترنت والوسائل المعلوماتية. وينبغي لنا تعزيز كفاءة التنمية العلمية، والبراعة في تطبيق الفكرة التنموية الجديدة، بهدف خلق وضع جديد للتنمية باستمرار. ويجب علينا تعزيز كفاءة ممارسة السلطة طبقا للقانون، وتعجيل تشكيل منظومة من القواعد واللوائح الداخلية للحزب تغطي جميع النواحي لقيادة الحزب وبنائه، وتقوية وتحسين قيادته لأجهزة سلطة الدولة. ويتعين علينا تعزيز كفاءة الأعمال الجماهيرية، وابتكار أنظمة وآليات وأساليب وطرق خاصة بالأعمال الجماهيرية، ودفع نقابات العمال وعصبة الشبيبة الشيوعية واتحاد النساء وغيرها من المنظمات المجتمعية لترسيخ طابعها السياسي وتقدميتها وشعبيتها وأداء دورها كجسر ورابطة في الاتصال بالجماهير، وتنظيم وتعبئة الجموع الغفيرة من جماهير الشعب للسير وراء الحزب بثبات لا يتزعزع. وينبغي لنا تعزيز كفاءة التنفيذ الفعلي، والمثابرة على الصدق في القول وأداء العمل الفعلي واتخاذ تدابير ناجعة والسعي إلى تحقيق نتائج ملموسة، والدمج العضوي بين العمل بقوة الصاعقة وسرعة العاصفة وتحقيق النجاح بجهود متواصلة ودؤوبة، والجرأة على تسوية المشاكل المستعصية، سعيا إلى أداء مختلف الأعمال على نحو فعلي ودقيق وجيد وبروح تثبيت المسمار. ويجب علينا تعزيز كفاءة احتواء المخاطر، وإكمال آلية الوقاية منها في مختلف النواحي والسيطرة عليها، وإجادة معالجة مختلف التناقضات المعقدة، والإقدام على تذليل كل المصاعب والعقبات على طريق التقدم، للإمساك الوثيق بزمام المبادرة في الأعمال.
أيها الرفاق،
إن القضية العظيمة يتعين أن يقودها حزب قوي. وإذا أحسنّا الأداء في بناء الحزب وتقويته وضمان أن يشارك الحزبُ أبناءَ الشعب في التفكير والعمل على الدوام، فسيتمكن بكل تأكيد من قيادة السفينة المحمّلة بالحلم العظيم للشعب الصيني لتبحر متحدية الرياح والأمواج حتى تصل بنجاح إلى الشاطئ المشرق.
أيها الرفاق،
إن الأمة الصينية أمة عظيمة تتسم بعزيمة صلبة وجابهت الكثير من المتاعب والمحن، والشعب الصيني شعب عظيم كدود وشجاع يتحلى بروح الكفاح والجلد في سبيل التقدم، والحزب الشيوعي الصيني حزب عظيم يجرؤ على النضال والانتصار. إن عجلة التاريخ تتقدم مندفعة نحو الأمام وتيار العصر يتدفق جياشا. والتاريخ لا يراعي إلا من تثبت إرادته أو يتقدم إلى الأمام بشجاعة أو يتحدى الصعوبات، بينما لا ينتظر من يتردد أو يتراخى أو يهاب الصعوبات. ولا بد لجميع أعضاء الحزب من الحفاظ على أسلوب النضال الشاق والاحتراس من الغرور والطيش، والجد في ارتياد طريق المسيرة الكبرى في العصر الجديد بروح السباق مع الزمن لأنه لا ينتظر أحدا. وينبغي لجميع أعضاء الحزب أيضا العمل بوعي على صيانة تضامن الحزب ووحدته، والحفاظ على ارتباط الحزب بجماهير الشعب ارتباط الدم باللحم، وتوطيد الوحدة الكبرى بين أبناء الشعب من مختلف القوميات في كل البلاد والأخرى بين أبناء الأمة الصينية داخل البلاد وخارجها، والاتحاد مع كافة القوى التي يمكن الاتحاد معها، في سبيل المضي قدما نحو آفاق مشرقة للنهضة العظيمة للأمة الصينية بقلب واحد وبجهود متضافرة.
وإذا نهض الشباب نهضت الدولة، وإذا قوي الشباب قويت الدولة. وما دامت لدى جيل الشباب المثل العليا والكفاءات وروح تحمل المسؤولية، فسيكون للبلاد مستقبل واعد، وللأمة أمل. وحلم الصين تاريخي وواقعي، وكذلك مستقبلي في الوقتنفسه؛ وهو حلم جيلنا وكذلك حلم جيل الشباب على وجه الخصوص. وسوف يتحقق حلم الصين المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية من خلال الكفاح المتواصل جيلا بعد آخر من الشباب. ولذا، على جميع أعضاء الحزب الاهتمام والعناية بالشباب، وإعطاء مسرح لهم لتمثيل حياتهم الرائعة. وأما الجموع الغفيرة من الشباب، فيجب عليهم ترسيخ المثل العليا والعقيدة السياسية، والتقدم بخطوات ثابتة مع طموحات سامية، والجرأة على ركوب أمواج العصر، وإطلاق العنان لحلم الشبيبة من خلال ممارسات حية لتحقيق حلم الصين، وتدوين صفحات رائعة في سجل الحياة خلال الكفاح الدؤوب من أجل مصالح الشعب.
وعندما تطبق الحقيقة الصالحة لكل مكان، يبدو العالم كله كمجموعة واحدة. إننا نسلك طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ونحن نقف على الأراضي المترامية الأطراف التي تتجاوز مساحتها 9,6 مليون كيلومتر مربع، ونتغذى من الرصيد الثقافي المتراكم من خلال النضال الطويل الأمد الذي خاضته الأمة الصينية لأكثر من خمسة آلاف سنة، ونمتلك قوة جبارة محتشدة من أبناء الشعب الصيني البالغ عددهم أكثر من 1,3 مليار نسمة، مما يوفر لنا مسرح عصر واسعا لا مثيل له وخلفية تاريخية عميقة لا نظير لها وقوة إرادةجبارة لا تُضاهى للتقدم إلى الأمام. ويتعين على جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد الالتفاف الوثيق حول لجنة الحزب المركزية، ورفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، والتقدم بهمة وعزم، والانكباب على العمل، ومواصلة الكفاح في سبيل إنجاز المهمات التاريخية الثلاث الكبرى المتمثلة في دفع بناء العصرنة وتحقيق إعادة توحيد الوطن الأم وصيانة سلام العالم مع دفع التنمية المشتركة، وكسب انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وتحقيق حلم الصين المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية وتحقيق تطلعات الشعب إلى حياة جميلة.