موقع مقرب من المحافظين الجدد يطرح بديل "ثالث" للتغير من الداخل في سوريا بدعم الغرب
رأت صحيفة "فرونت بيج ماغزين" ، المعروفة بانحايزها الى المحافظين الجدد ، أنه "على الرغم من الغموض الذي يلف "ما سيحل بحزب البعث"، إلا أن مستقبل سوريا يتشكل الآن، خلال هذه الأسابيع،
من خلال تفاعل القوى داخل سوريا " وتضيف الصحيفة أن "هذا التغيير سوف يأخذ وقتاً، وهو يجب أن ينبع من الداخل ويجب ألا يتم فرضه قبل أوانه" مشيرا في ذات الوقت إلى أنه "ما يزال بالإمكان دعمه من قبل إرادة الغرب الذي يجب أن يدرك أن مسار سوريا لا يقتصر على طريقين: أسود (البعث) أو أبيض (الإخوان)".
وتتابع الصحيفة لتقول بأن الهدف الذي وضعته السياسة الخارجية لأمريكا في المنطقة هو " السعي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، وأن " الوصول إليه اليوم أصعب بسبب تدفق موجة جديدة من الاعتداءات الإرهابية في العراق، واستمرار التهديدات الإرهابية في أوروبا، وإطلاق خلية تابعة لتنظيم القاعدة في قطاع غزة"
وتتابع الصحيفة " لا يمكن للإرهاب أن ينشط دون وجود دعم مؤسساتي له أو دون وجود دولة تدعمه مالياً" وأن هذا يضاف إلى الأسباب التي تجعل من سوريا مركز الاهتمام" مضيفة " أن الرئيس الأسد، وضمن المؤشرات الواضحة على وجود ضعف سياسي يظهر في دمشق، ينقل رسالة أخرى موجهة إلى الكونغرس والبيت الأبيض ومفادها: حزب البعث يمثل الخيار المعقول في سوريا – مع وجود حزب الإخوان المسلمين كبديل وحيد".
وتستند الصحيفة في تحليلها إلى أن سوريا تعتبر بلداً تشكل الطائفة السنيّة غالبيته " 70 % من السكان" ، كما أنها بدأت في السنوات الأخيرة بالتوجه لتصبح أكثر "إسلامية". فمعظم النساء " يرتدين الحجاب الإسلامي اليوم ( رغم أن بعضهن يرتدين الحجاب كشكل من أشكال الاحتجاج ضد الحكومة) "، وشيوخ الإسلام يطالبون بدور أكبر لهم في العملية السياسية، إضافة إلى أنه و"في تصريح صدر مؤخراً" عن عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري، " وهو مسلم سني، حثّ فيه المواطنين على العمل وفقاً لقوانين وأعراف الشريعة الإسلامية" وبحسب الصحيفة فإن هذا التفسير إذا كان صحيحاً، فقد يقودنا الحكمة السياسية المعروفة وإلى الاستنتاج التقليدي " أمريكا بحاجة إلى دفع سوريا، ولكنها يجب أن تنتبه إلى "عدم دفعها كثيراً".
وتدعو الصحيفة إلى "عدم القيام بأي شيء" مع حزب البعث" لأن ذلك " ببساطة الطريق الأكثر أماناً " لكنه يرى أن هناك خيار ثالث بعيداً عن البعثيين وعن عناصر حزب الإخوان المسلمين إذ " يوجد أصوات أخرى تعيش وسط المحافظات السورية" وتتابع الصحيفة " فالأخوان يشكلون وحدة لا تعتبر وحدة متكاملة، بوجود فصائل داخل وخارج سوريا، وتستشهد بتصريح للسجين السياسي السابق كمال لبواني حين قال بأن المعارضة تقاتل على جبهتين " قتال ضد الحكومة وهو يملك الأولوية، وقتال ضد الأصوليين" لذلك تعتبر الصحيفة أن المعارضة أصبحت خارج الحدود السورية ناشطة بشكل متزايد، مع وجود مراكز للنشاط في العراق، لندن، ألمانيا، والولايات المتحدة.
وتضيف إلى أن "ليس من السهل التوصل إلى إجماع بين أفراد جماعات متباينة إلى حد كبير فيما يتعلق ببرامج العمل، الأقليات، الانتماء الديني، والرؤى المستقبلية وتختم الصحيفة مقالها بالقول " لكن يبدو أن هناك شيئاً واحداً يجمعهم، وهو فكرة أن على سوريا التغيير بطريقة تجعل أصواتهم مسموعة، وهذه تعتبر بداية هامة".