عندما نتكلم عن الاستقرار في الشرق الأوسط تبرز سوريا التي تواجه تهميشاً متزايداً نتيجة ما تطبقه الولايات المتحدة من سياسة ضغط صارمة ضد نظام البعث.
في الآونة الأخيرة صعّد المسؤولون الأمريكيون والعراقيون حملتهم الانتقادية ضد سوريا، التي يرى بعض المحللين أنها محاولة من واشنطن لتكرير "النمط الليبي"- أي العمل على عزلها سياسياً واقتصادياً لإرغام النظام على تغيير اتجاهه.
" إنهم يسعون إلى الانقضاض على سوريا والضغط عليها ورجها، ورؤية أي نوع من التغيير سيطرأ عليها. وهذا سيكون أقسى نوع من العزل يمكنه تطبيقه" هذا ما قاله جشوا لانديز، الأستاذ في دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، والذي يعيش اليوم في دمشق ومؤسس مدونة سيريا كومينت.
وليست الضغوطات الأمريكية هي فقط ما يواجهه الأسد بل هناك أيضاً احتمال كريه يتضمن تورط بعض زملائه المقربين في النظام في ملف الأمم المتحدة المتعلق باغتيال الحريري.
في حال خلص تقرير الأمم المتحدة إلى تورط مسؤولين سوريين في الجريمة، فإن هذا سيؤدي إلى فرض عقوبات وقطع الولايات المتحدة ودول أوربا لعلاقاتها الدبلوماسية مع سوريا.
يرى المحللون أن ما سيحدث هو نسخة مكررة عن ما حدث في ليبيا من فرض حظر اقتصادي ودبلوماسي في عقد التسعينات من القرن الماضي. وفي النهاية قاد عزل الدولة المنبوذة قائدها معمر القذافي إلى التماس العودة إلى الملف الدولي.
كثيراً ما يشير المسؤولون في الولايات المتحدة إلى سوريا على أنها "فاكهة سهلة القطاف"، ومع ذلك فإن أكثر ما يحصن النظام السوري هو عدم وجود معارضة حقيقة منظمة يمكن أن تعتلي السلطة في حال سقط حزب البعث القائد. يرى المحللون أن هناك تمرداً كامناً ضمن الخليط الطائفي والعرقي الذي يعيش في سوريا يشبه إلى حد كبير هذا الذي في العراق، ولكن القبضة القاسية التي يمسك بها البعث المجتمع هي التي تنشر الاستقرار.
يقول المحلل السياسي السوري سامي مبيض: "أنهم ما يزالون يفكرون بعقلية تعود إلى عهد كلينتون، أي يوم كانوا يعاملون على أنهم القوة العظمى في المنطقة. ولهذا السبب يظهرون سلبية تجاه الأزمات مع واشنطن، قائلين لأنفسهم ولمن حولهم: هذا لن يدوم. إنهم لن يقوموا بتوجيه ضربات لنا. والسيناريو الذي يحدث في العراق يدعم حجتهم هذه" فليس من بديل لحزب البعث.