تحت عنوان "الولايات المتحدة تسعى لتعيين (قائد جديد لسورية) وسط تزايد للضغوط على دمشق" ، نقلت صحيفة الفاينانشيال تايمز في خبر نقلته مصادر مقربة من الإدارة الأميركية أن واشنطن تبحث عن بديل للرئيس السوري بشار الأسد. وتذكر الفاينانشيال تايمز أيضا أن الولايات المتحدة تبحث إمكانية توجيه ضربات عسكرية على سورية بالقرب من الحدود مع العراق ردا على ما قيل انه مساندة من دمشق للمسلحين هناك.
ونقلت الصحيفة - كما ذكر موقع بي بي سي - عن مسؤول أميركي سابق رفض ذكر اسمه أن الولايات المتحدة كلفت شخصيات داخل وخارج الإدارة الأميركية بالبحث عن بديل. وأنهم يريدون من يمكنهم مما وصف بـ "الهبوط السلس".
وأضاف المصدر للفاينانشيال تايمز أن الإدارة الأميركية لن تمانع في قبول شخصية عسكرية، إلا انه من الصعب تحديد من يمكن أن يعمل بالتعاون مع الولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي في واشنطن قوله إن السياسة الأميركية في هذا الشأن تهدف إلى "تغيير السلوك" وليس إلى "تغيير النظام الحاكم".
وفي العاصمة المصرية القاهرة قال ديفيد ولش وهو مسؤول بارز في الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة قلقة من "التدخل السوري في العراق ولبنان والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وان واشنطن ستطلب من الحكومة السورية عدم التدخل في مثل هذه القضايا الصعبة المعقدة" وفقا لما نقلته الفاينانشيال تايمز. وتمضي الصحيفة في نقل ما قاله ولش في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد اجتماع مع الرئيس المصري، إذ أضاف أن "سورية على ما يبدو لا تريد الإنصات، ويبدو أن سلوكها لا يتغير".
وتشير الفاينانشيال تايمز في هذا السياق إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي بشأن الحرب على الإرهاب وإيديولوجية التشدد الإسلامي، والذي شجب خلاله النظام الحاكم في كل من سورية وإيران واصفا إياه بأنه من ضمن "الأنظمة الخارجة عن القانون" وأن الدولتين عملتا "كحليف" لجماعات العنف المسلحة.
وتكمل الصحيفة أن بوش قال وقتها إن الولايات المتحدة لن تفرق بين من ارتكب أعمالا إرهابية ومن ساندها، قائلا إن سورية وإيران "لا تستحقان المزيد من الصبر من ضحايا الإرهاب".
خطط أميركية لشن غارات على واشنطن
وعلى صعيد متصل نقلت مجلة نيوزويك الاسبوعية الاميركية عن مصادر حكومية طلبت عدم الكشف عن هويتها قولها، امس ان الولايات المتحدة عزمت على شن غارات جوية في سوريا على مراكز لمتمردين ينشطون في العراق. وخلال اجتماع للمسؤولين الاميركيين عقد في الاول من تشرين الاول/اكتوبر، توصلت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى ثني مؤيدي هذه الغارات عن عزمهم، معتبرة ان عزل سورية سياسيا في حال اتهمها تقرير للامم المتحدة بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري اشد فعالية من عمل عسكري.
وقد اتهمت الولايات المتحدة سورية مرارا بالسماح لمجموعات متمردة بنقل اسلحة ومقاتلين عبر حدودها مع العراق لزعزعة استقرار المنطقة.
وكان السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاده اعلن الشهر الماضي ان الولايات المتحدة "عيل صبرها" على سورية.
وشنت القوات الاميركية في العراق في الاسابيع الاخيرة هجمات عدة على متمردين يعارضون النظام العراقي ويتحصنون في المدن العراقية المتاخمة للحدود مع سورية.
واضافت نيوزويك ان سوريا انهت تعاونها على الصعيد الامني والاستخباراتي مع الولايات المتحدة منذ بضعة اشهر على اثر الانتقادات المتكررة من واشنطن. من جهته، صرح السفير السوري في الولايات المتحدة عماد مصطفى لنيوزويك ان حكومته ما زالت تعتقل اسلاميين متطرفين وما زالت على استعداد لاستئناف تعاونها مع الولايات المتحدة شرط ان توقف واشنطن حملاتها على سوريا.
واوضح السفير السوري "نحن مستعدون لاستئناف الاتصالات عندما ترغبون في ذلك انما بشرط واحد هو ان تعترفوا بأننا نتعاون".
وباتباعها هذه السياسة حيال دمشق، حرمت واشنطن نفسها من الحصول على معلومات "حيوية"، كما اعتبرت المجلة التي اوضحت ان تعاون سورية في السنوات الاخيرة اتاح للولايات المتحدة ان تتدارك هجمات على اهداف اميركية منها هجوم على القاعدة البحرية الاميركية في البحرين. ونقلت المجلة عن مسؤول في الاستخبارات الاميركية طلب عدم الكشف عن هويته، ان الضغط الاميركي على النظام السوري قد لا يكون ناجعا ولن يؤدي إلاّ لـ "بسط التطرف في البلاد".