نفى وزير الاعلام السوري السابق محمد سلمان ما أوردته تقارير صحفية على لسان كاتبة سورية عن حديث تطرق فيه وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان عن رغبته بالانتحار. ووصف الرواية بأنها غير دقيقة.
وزير الإعلام الأسبق يروي لسيريانيوز تفاصيل الليلة التي سبقت يوم الانتحار
نفى وزير الاعلام السوري السابق محمد سلمان ما أوردته تقارير صحفية على لسان كاتبة سورية عن حديث تطرق فيه وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان عن رغبته بالانتحار. ووصف الرواية بأنها غير دقيقة.
وكانت الكاتبة السورية كوليت الخوري كشفت لمراسل صحيفة عربية في دمشق ان اللواء كنعان ابلغها مرات عدة انه ينوي الانتحار و ذلك في حضور عدد من المسؤولين، بينهم وزير الاعلام الاسبق محمد سلمان وقائد الجيش الشعبي السابق في سوريا اللواء محمد ابراهيم العلي.
و نقلت صحيفة "الحياة" عن خوري قولها ان اللواء الراحل أبلغها ان «الانتحار عمل شجاع عندما يتعلق بالكرامة»،و ذلك رداً على قولها له ان «الانتحار يقوم به الجبناء».
وقال الوزير سلمان لسيريانيوز أن "رواية الكاتبة خوري غير دقيقة وأنا أصحح لأنها تطرقت لاسمي ولما دار من حوار وقتها."
وأوضح سلمان "كنت مع المرحوم اللواء غازي كنعان في مكتبه منذ نحو شهرين بحضور قائد القوات السورية السابق في لبنان اللواء سعيد بيرقدار وكنا نتبادل أحدايث ودية، ثم تطرق الحديث الى الشأن اللبناني وهنا لاحظت على اللواء كنعان أنه تحدث بألم عن الانهيارات التي تحصل، وكان يبدو عليه أنه متفاجئ من المتغيرات التي تحصل بسرعة كون كنعان يعتبر نفسه أنه فعل ما بوسعه لوحدة لبنان ودعم المقاومة وابعاد إسرائيل، ثم تحدث اللواء بيرقدار عن الدور المتميز الذي لعبه اللواء كنعان في لبنان على صعيد وقف الحرب الأهلية ودعم المقاومة اللبنانية، وفي هذه الأثناء دخلت علينا الكاتبة كوليت خوري ولم يكن اللواء محمد ابراهيم العلي قد حضر بعد."
وأضاف "أتت الكاتبة لأمر أو طلب شخصي وخلال جلوسها سمعت اللواء كنعان يتحدث بألم وانزعاج عن بعض المسؤولين اللبنانيين الذين غيروا في موقفهم ووقتها قال كنعان حرفيا (أنا شخصيا لا أغير مواقفي واحترم قناعاتي وأفضل الانتحار على أن أغير قناعاتي) " وتسائل الوزير محمد سلمان الذي يعتبر من الاصدقاء المقربين الى اللواء كنعان "هل هذه الجملة تعني أنه كان ينوي الانتحار.؟؟"
وقال سلمان "الكاتبة كوليت في تلك الساعة تحدثت باعجاب عن قوة شخصية كنعان واعجابها بعمله في لبنان وبما اتخذه من إجراءات مفيدة بعد تسلمه وزارة الداخلية وتحدثت عن محبة السوريين واللبنانيين له." واضاف "هنا دخل اللواء محمد أبراهيم العلي ولم يكن قد سمع ما دار من حديث بينما هي اقحمته وقالت إنه كان موجودا، كذلك لم يسمع أحد منها أنها قالت أن الانتحار من صفة الجبناء لأن الجلسة لم تكن عن الانتحار." وتسائل "ما هو الداعي لأن يقول شخص مثل اللواء كنعان لكاتبة مثل كوليت خوري أنه سينتحر. وأمام عدد من الأشخاص.؟"
وتابع سلمان الذي كان بصحبة كنعان في الليلة التي سبقت حادثة الانتحار :"كنت مع المرحوم في الليلة السابقة مع عدد من الأصدقاء وزوجاتهم على طعام الإفطار في منزل أحدهم ، وكان اللواء كنعان في غاية المرح والسعادة، وهو كشخص كان لا يحب الحوارات الثقيلة والجدية في مثل هذه الجلسات، كان يفضل الاحاديث العادية والمرحة."
وقال وزير الاعلام السابق "في نهاية السهرة تواعدت أنا وكنعان أن نلتقي في مكتبه في صباح اليوم التالي (يوم حادثة الإنتحار) ، وفي الساعة العاشرة صباحا، لكنني في الليلة السابقة كنت قد تأخرت في النوم حتى الخامسة صباحا ولم أستطع الاستيقاظ باكرا، وعندما نهضت واتصلت بمكتب اللواء كنعان لآتي إليه قالوا لي أنه في المشفى."
ورغم ذلك لم يشأ الوزير سلمان القول أن اللواء كنعان لم ينتحر لكنه أراد من وراء ذلك "توضيح أن ما ذكرته الكاتبة السورية لم يكن دقيقا." وعن الانتحار قال "هذا ما لم أكن أتوقعه ولا أعرف التفاصيل والتطورات التي حصلت معه في الساعات الأخيرة حينما قرر ذلك."
وختم "لقد كان رجلا مميزا وشجاعا وواثقا من نفسه ولم يهاب الموت يوما وتجربته في لبنان تؤكد ذلك...لقد كان رجل قرار ومبادرة اثناء وجوده في لبنان ، ولم يكن ينظر سماع التعليمات والأوامر لينفذها، وغالبا ما كانت وجهة نظره مصيبة."
وعن رأي كنعان في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وفيما إذا كان قد اسره برأيه عنها على ضوء تجربته الأمنية الكبيرة ومعرفته بالساحة اللبنانية قال سلمان :" أذكر يوما أنه قال لي ان هذه الجريمة لا يقدر على التخطيط لها إلا دولة مثل اسرائيل واجهزة مخابراتها بغض النظر عن المنفذين وهويتهم:"
وعن علاقة كنعان بالحريري قال سلمان :"كان هناك احترام متبادل."