علينا الحذر عندما نتحدث عن الغلاء، لأن المسألة متشابكة وتتجاوز مسألة دخل المواطن، إلى دخوله في العالم الجديد، فعندما تنتهي النقود لا يبدأ التفكير بمصادر أخرى بل بتعليلات والبحث عن مواضيع جانبية تبرر العجز عن تحمل نفقات المعيشة.
علينا الحذر عندما نتحدث عن الغلاء، لأن المسألة متشابكة وتتجاوز مسألة دخل المواطن، إلى دخوله في العالم الجديد، فعندما تنتهي النقود لا يبدأ التفكير بمصادر أخرى بل بتعليلات والبحث عن مواضيع جانبية تبرر العجز عن تحمل نفقات المعيشة. وعند هذه النقطة تظهر الكلمات المتقاطعة في الظهور، فيشرع المواطن في حل ألغاز حياته، وربما يجد أن الكلمة المناسبة هي التسليم ... لكن هذا "التسليم" لن يكون بالضرورة "خنوع" إنما أيضا ارتداد عن زمنه ... بحث في المجهول عن أسرار الحياة التي توصله في النهاية لتكوين حياته من جديد.
"الغلاء" ومشاكل "الدخل" هي أيضا أسئلة فلسفية!!! لأنها في الجغرافية المستحيلة تتحول إلى ثرثرة، وابتسامات سخرية وابتهالات إلى الخالق كي يزيل "الغمة" ويسعفنا بالغيث، أو يغفر ذنوبنا كي نمارس من جديد دورة الفساد. و "الغلاء" أيضا يشكل رواية طويلة من الأجداد إلى الأحفاد .. لأن نسب التضخم حملت الكثير من "العجائب" التي لم يستوعبها البعض نتيجة التسارع، أو ربما عدم القدرة على فهم "العملية الإنتاجية" وفق النموذج "التراثي".
وليس بعيدا عن "الكلمات المتقاطعة" أو "الكلمة المفقودة" في فهم "الغلاء" هناك حروف "العلة" التي يحذفها البعض نتيجة استخدام "النهي" في عمليات التفسير، وهو ما يولد أحيانا "المحور" المفقود لكي لا نقول الثالث .. ودون تهكم ... لأن "المحاور" تسعى لـ"النهي عن التفاصيل والأمر بالتعامل مع العموميات" ... بينما يعيش المواطن تفاصيل معيشته وعجز ميزانيته عن رسم ملامح مقبولة لأي يوم جديد.
أما لماذا لا يصبح الغلاء مهمة شاقة لمؤسسات مدنية تحاول دراسة حركة السوق الدائمة، وتقديم توقعات أو التعامل مع اقتراحات ترفع إنتاجية المواطن ودخله، فلأن العمل العام غارق في هموم "الديمقراطية" ... وهو محق لأنها العنوان الوحيد الذي يطلب من "الآخرين" العمل ... وهو عنوان ضروري لكن المواطن لا يملك منه سوى العنوان بينما تستمر مسير الحياة في اقتناص جيبه وأمله في الاسترخاء ولو في سن السبعين عن "العمل" أو "الكد" كي يبقى مواطنا .....