تحريض على مقاطعة أوروبية للسلطة الفلسطينية
عدم استبعاد إمكانية استهداف إسماعيل هنية، ودعوةٌ إلى فرض مزيد من "العقوبات المؤلمة والفعالة" على إيران على خلفية برنامجها النووي، وتشديد على أهمية مساعدة لاجئي دارفور ... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية.
إسرائيل .. وصواريخ "القسام"
أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها أمس الثلاثاء بأن وزير الدفاع الإسرائيلي "عمير بيريتس"، ناشد الاتحاد الأوروبي الالتزام بمقاطعته الاقتصادية للسلطة الفلسطينية طالما لم يتوقف إطلاق صواريخ "القسام" من قطاع غزة على إسرائيل. جاء ذلك خلال لقاء المسؤول الإسرائيلي بمنسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا أمس بالقدس، حيث قال بيريتس: "اليوم هو موعد الاختبار بالنسبة للدبلوماسية الأوروبية والأميركية ودبلوماسية العالم الحر. أدعوكم اليوم إلى الإعلان عن وقف نقل الأموال إلى "حماس" وحكومة الوحدة الوطنية طالما التصعيد مستمر".
ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة "هآرتس" في عددها أمس الثلاثاء عن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي "إفرايم سنيه" تلميحه إلى أن إسرائيل قد تستهدف رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وذلك – تقول الصحيفة- في إطار الجهود الرامية إلى وقف إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل المستمر منذ أزيد من أسبوع. فردا على سؤال حول ما إن كان "هنية" على لائحة الشخصيات الفلسطينية المستهدَفة، قال "سنيه" لراديو إسرائيل: "سأقول التالي: لا يوجد أحد ضمن دائرة قادة وزعماء "حماس" محصنا من الضربات"، مضيفاً "ماذا يفعل الجناح السياسي لـ"حماس"؟ إنه يعطي الموافقة... لمن يقوموا بالقتال على الميدان". وقال كذلك: "عندما يدعو شخص إلى تدمير دولة إسرائيل، فهو ليس من الجناح السياسي، بل إرهابي يرتدي بذلة".
"عقوبات مؤلمة لإيران":
كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "هآرتس" لافتتاحية عددها ليوم الأحد، والتي أفردتها للدعوة إلى فرض "عقوبات فعالة ومؤلمة" على إيران من أجل ثنيها عن المضي قدماً في برنامجها النووي. الصحيفة استهلت افتتاحيتها بالتذكير بأن رئيس وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي قد يرفع في بحر الأسبوع الجاري تقريراً جديداً إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص ملف إيران النووي، متوقعة أن يقول التقرير- وإنْ بلغة دبلوماسية متزنة- إن إيران تواصل تجاهل قرارات مجلس الأمن، وإنها لا تسمح لمفتشي المنظمة بالقيام بمهمتهم على أفضل وجه، وإنها تواصل تخصيب اليورانيوم.
الصحيفة اتهمت طهران بتحدي المجتمع الدولي، معتبرة أن إيران بمواصلتها تخصيب اليورانيوم إنما تبعث برسالة ضمنية مؤداها أن "طهران مصممة على تطوير برنامجها النووي وتستخف بالعالم". لتذهب بعد ذلك إلى القول إنه إذا كانت العقوبات التي فرضها المجلس على إيران من قبل مرتين قد استهدفت المنظمات والشخصيات العمومية، فعليه هذه المرة "أن يزيد الجرعة، ويستهدف نقطة ضعف إيران: الاقتصاد" على اعتبار أن تقرير البرادعي الجديد يمثل "أساساً أخلاقياً وقانونياً" لمجلس الأمن كي يفرض من جديد عقوبات أخرى. وأضافت أن العالم لم يعد ينظر على ما يبدو إلى دعاوى فرض العقوبات باعتبارها من "جنون الارتياب" الإسرائيلي أو مناورة أخرى من مناورات الرئيس الأميركي جورج بوش، حيث يسود اليوم اتفاق واسع في واشنطن بخصوص "الخطر الذي يهدد السلام العالمي".
إسرائيل... وتقاتل "فتح" و"حماس":
تناولت صحيفة "جيروزاليم بوست" ضمن افتتاحية عددها ليوم الأحد الحديث الدائر في إسرائيل عن وجود مخطط يقضي بمساعدة "فتح" بشكل غير مباشر في صراعها مع "حماس"، وذلك عبر السماح بوصول أسلحة وذخيرة إليها، وهو ما يقتضي -تقول الصحيفة- موافقة إسرائيلية على توصل القوات الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشحنات الأسلحة عبر مصر أو الأردن.
الصحيفة قالت إن هذا الأمر يبدو معقولاً ومنطقيا للوهلة الأولى على اعتبار أن "عدو عدوي هو عادة صديقي"، غير أن الأمر- تقول الصحيفة- مختلف هذه المرة على اعتبار أنه إذا كانت "حماس" تستعمل لغة أقل ازدواجية وخطاباً إسلامياً أكثر راديكالية، فإن "فتح" ليست مثالاً للتعايش والتعاون. كما أن رصيدها الإرهابي طويل وفظيع". واعتبرت أن تأييد "فتح" بشكل واضح لصيغة الدولتين، لا يعني أن الكثيرين ضمن صفوفها لا يتوقون إلى القضاء على إسرائيل، تماما مثل "حماس"، مضيفة أن الإسرائيليين يميلون إلى نسيان أن "فتح" فاقت "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في تنفيذ العمليات والهجمات الانتحارية ضد إسرائيل في بعض الفترات خلال السنوات الأخيرة. واختتمت الصحيفة بالقول إن ثمة طرقاً أخرى لهزم "حماس" غير تقوية "غرمائها الإرهابيين"، على أن الشرط الأولي يكمن في قيام إسرائيل بتغيير عقليتها والكف عن توقع قيام الآخرين بما عليها هي أن تقوم به.
إسرائيل وأزمة دارفور:
في عددها ليوم الجمعة، نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" مقالا لكاتبه "شلومو أفينيري"، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، سلط فيه الضوء على المعاناة الإنسانية في إقليم دارفور السوداني، ودعا إسرائيل إلى تزعم الجهود الدولية لإنقاذ المدنيين هناك ومساعدتهم. وفي هذا السياق، أشاد الكاتب بالقرار "الحكيم" الذي اتخذته وزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبي ليفني"، في إشارة إلى انضمام إسرائيل مؤخراً إلى الجهود الرامية إلى مساعدة لاجئي دارفور. ولكنه اعتبر أنه من المهم أن تتخذ إسرائيل تدابير أكبر من مجرد رصد بعض المساعدات للاجئين الذين نزحوا إلى تشاد المجاورة. وفي هذا الإطار، دعا الكاتب إسرائيل إلى قبول 1000 لاجئ ومنحهم حق اللجوء؛ واعتبر أنه من الضروري تمتع الأشخاص الذين يُمنحون حق اللجوء إلى إسرائيل بكامل الحقوق الاجتماعية.
بموازاة مع ذلك، دعا الكاتب إسرائيل إلى مطالبة جميع دول الأعضاء في الأمم المتحدة بمنح عدد معين من اللاجئين حق اللجوء، مضيفاً أن من شأن ذلك أن يحمل دلالات عميقة، ولاسيما أن أغلبية الناشطين في مسألة لاجئي دارفور في الولايات المتحدة وأوروبا هم يهود. واختتم الكاتب مقاله بالقول إن على الأشخاص الذين يتحدثون عن ضرورة استخلاص الدروس من "المحرقة" أن يدركوا أن "جريمة قتل جماعي وحشية" ترتكب حالياً في دارفور، وأن من واجب إسرائيل– أكثر من أي بلد آخر- أن تتزعم حملة إنسانية بهذا الشأن.