تهديدات بالقتل لرئيس حكومة الطوارئ لمهاجمته المقاومة
رفضت حركتا حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في باريس بإرسال قوات دولية إلى غزة، معتبرة أنها «محاولة مرفوضة للاستقواء بالأجنبي ضد شعبنا الفلسطيني». وفي بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قالت حماس «نؤكد رفضنا المطلق لإرسال مثل هذه القوات الذي يمثل إرسالها فرض احتلال جديد على غزة». وأدانت الحركة بشدة موقف ابو امازن برفض الحوار الفلسطيني والمتنكر للدعوات التي صدرت من عدد من الدول العربية لهذا الحوار، والمستمر بالاستقواء بالأجنبي ضد شعبنا الفلسطيني».
ودعت حماس الحكومات والشعوب العربية والإسلامية إلى «اتخاذ موقف صريح وجاد في مواجهة ممارسات محمود عباس الذي بدأ يتحالف صراحة مع الغرب ضد قضايا امتنا العربية والإسلامية».
من ناحيتها، هددت كتائب الشهيد عز الدين القسام ـ الجناح العسكري للحركة بالتعامل مع أي قوات دولية تصل إلى غزة كقوات احتلال.
وفي بيان تلقت «الشرق الاوسط»، نسخة عنه قالت كتائب القسام: «لن نسمح مطلقاً بدخول أي قوات دولية إلى غزة، لأن مهمتها تقوية طرف فلسطيني على حساب طرف آخر، وسنتعامل مع هذه القوات كقوات احتلال، ولن نستقبلها سوى بالقذائف والصواريخ».
ودعت الكتائب جميع الأطراف الدولية والعربية إلى «رفض هذا الطلب الذي يضرب الوحدة الفلسطينية ويؤدي إلى تدخل سافر في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني، ويضيف لشعبنا احتلالاً جديداً». وقالت: «ستظل هذه المواقف المخزية من التيار الفلسطيني المتصهين وصمة عار على جبين هؤلاء الذين يطالبون بتدخل خارجي في الشأن الفلسطيني». واتهمت الكتائب من وصفتهم بـ«العاجزين المتأمركين باللهث والاستنجاد بقوات دولية» من «أجل القيام بالدور المشبوه وتنفيذ المخطط القذر الذي رفضه شعبنا وألقى بأزلامه إلى مزابل التاريخ، بعد أن فرت هذه الزمرة من غزة أمام إرادة شعبنا الصامد، وبعد أن أفشلنا خطة المنسق الاميركي في الارضي الفلسطينية (كنيث) دايتون التي تهدف لضرب قوى المقاومة على الساحة الفلسطينية».
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي في بيان: «نرفض إحضار هذه القوات تحت أي ذريعة لما يشكل وجودها من ضرر على القضية الفلسطينية وعلى مقاومة شعبنا الفلسطيني وكذلك لما يشكل وجودها من صب للزيت على النار في الفتنة الداخلية والأزمة التي نسعى لإنهائها عبر الحوار الوطني الجاد والبناء». وأضاف البيان «أننا في حركة الجهاد الإسلامي ندعو العالم العربي والإسلامي إلى التدخل لنصرة الشعب الفلسطيني ودعمه وحمايته بدلاً من القوات الدولية التي تحمي أمن العدو الصهيوني»، داعية عباس إلى إعادة النظر في دعوته «حفاظاً على قضيتنا من التدويل وضياع القضية وحفاظاً على وحدتنا ومقاومتنا التي نسعى لإعادة الاعتبار إليها بعد الأحداث المؤسفة الأخيرة على ساحتنا الفلسطينية».
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الدعوة «لن تكون لها نتائج سوى تعميق الأزمة الراهنة في الساحة الفلسطينية وخلق المزيد من التوتر». وقال الدكتور ماهر الطاهر، عضو المكتب السياسي للجبهة، ومسؤول قيادتها في الخارج، في تصريح لـ«المركز الفلسطيني للإعلام» أمس «إننا في الجبهة الشعبية، إذ نرفض دعوة الرئيس عباس، فإننا نرى أنها تشرع الأبواب الفلسطينية أمام تدخلات خارجية نحن في غنًى عنها». وشدد الطاهر على أن «أولوية العمل الوطني في الوقت الراهن، يجب أن تعطَى للشروع بإجراء حوار وطني شامل يضم الجميع لمعالجة الأزمة الداخلية، وليس الهروب منها». في تطور آخر، هاجمت كتائب عز الدين القسام، ولجان المقاومة الشعبية بشدة رئيس حكومة الطوارئ الفلسطينية، سلام فياض، بسبب تصريحات لشبكة اخبار «سي ان ان» الاميركية، قال فيها إن المقاومة لم تجلب الا التعاسة للشعب الفلسطيني. ونقل عن فياض القول انه «لا يأبه بالانتقادات التي توجه له بتعاونه مع الاحتلال». واضاف أنه يشعر بـ«القرف من تكرار عبارة أن المقاومة هي حق للشعوب المحتلة»، موضحا «ان علينا أن نفكر في ما يجدي وما لا يجدي». ووصف أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، سلام فياض بـ«التعيس»، قائلاً إن «التعيس هو الذي ارتمى في أحضان أعدائه من أجل الفتات المرهون بتقديم تنازلات سياسية خطيرة تصب في مصلحة العدو». وأكد أبو عبيدة أن الحديث عن المقاومة بهذا الشكل والتفاخر بالانتماء إلى دولة الاحتلال «لا يصدر إلا عمن نُصِّبوا وسُخِّروا من أجل تحقيق هدف أسيادهم الأميركان والصهاينة في ضرب المقاومة»، على حد تعبيره. وأضاف «بعد أن فشلت كل الطرق السرية في خيانة الأمة أصبحت الخيانة علنية، ومن على منابر الشيطان، وهذا يظهر جلياً طبيعة هذه الحكومة التي فرضت على شعبنا بدعوى الطوارئ».
من ناحيتها، خطت لجان المقاومة الشعبية، خطوة ابعد من كتائب القسام بالتهديد بقتل فياض والتأكيد على انه شخص «مطلوب للمقاومة بعد اعترافه الصريح بالعمالة للاحتلال الإسرائيلي» حسب قولها.
وأكد أبو مجاهد، الناطق باسم اللجان في تصريح صحافي له، أن «من يزاود على المقاومة ويتهمها بالتعيسة أجدر به أن يذهب إلى من يتعاون معهم فلا مكان له بيننا». وقال: «هؤلاء المرفهون المساومون لم يتذوقوا لذة مقاومة الاحتلال بل تعودوا على حياة الفنادق والقصور بعيداً عن هموم الشعب المكلوم.. نحن لا نأبه بهؤلاء فمصيرهم إلى مزابل التاريخ».
وأضاف: «نعتذر لشعبنا ولأمتنا ونعاهدهم أن أمثال هؤلاء لن يبقوا طويلاً ومصيرهم سيكون مصير من سبقوهم ممن خان».
الى ذلك، قال الدكتور صلاح البردويل المتحدث باسم كتلة حماس النيابية إن ابو مازن لا يمتلك عشر شعبية حركة حماس لا في الشارع الفلسطيني ولا في العالمين العربي والإسلامي. وتعقيباً على تصريحاته في اجتماع الاشتراكية الدولية حول إصراره على عزل حركة حماس وحرمانها من الشرعية، قال البردويل: «إن هذا مجرد كلام لا رصيد له من الحقيقة ولا الأمر الواقع، حماس خطت اسمها في الشعب الفلسطيني والأمة العربية بدماء قادة عظام. وما يكتب بالدم لا يمحى بالماء الفاتر ولا يمحى بمثل هذه الكلمات». وأضاف: «حماس لم تصل إلى الشعب على ظهر دبابة، فهي جاءت من خلال انتخابات راقية وحضارية حازت إعجاب العالم كله، وبالتالي منطق العربدة والقوة في عزل حماس مارسته أميركا وإسرائيل وعملائهما منذ عام ونصف العام ولم يتمكنوا من عزل حماس».
وحول مواصلة ابو مازن اصدار المراسيم المناوئة لحركته، قال البردويل: «عباس مسكين وواهم بعزل حماس، وأنه أصبح يجري وراء مستشاريه بشكل جنوني، وآن الأوان أن يهدأ ويعيد النظر في قراراته».