عندما يتعلق الامر بالعراق فان شهر سبتمبر سيحل قبل ميعاده في هذا العام وربما نعيشه فعليا الآن. الديمقراطيون واعداد متزايدة من الجمهوريين مصممون على عدم الانتظار الى سبتمبر للحصول على تقرير الرئيس بوش الذي سيبين لهم فيما اذا كانت سياسة التصعيد تعمل أم لا.

وفي الوقت الذي نقترب فيه من نهاية اللعبة يتوجب على الرأي العام الاميركي ان يعي جيدا ان لا الجمهوريين ولا الديمقراطيين يقدمون له استراتيجية واقعية.

من البديهي القول ان مفهوم بقاء الرئيس على نفس الطريق قد اثبت انه مفلس بالنظر الى النتائج الكارثية التي احرزها والفشل الكامل في تحقيق السياسات المعلنة وعلى رأسها وحدة العراق واستقراره. الانسحابات الجزئية والتدريجية التي يتقدم بها الكثير من الديمقراطيين والمنشقين الجمهوريين ايضا ليست واقعية. فالعواطف المتأججة في العراق لا تستطيع التكيف مع اي خطة للانسحاب التدريجي بحيث نقوم بسحب قواتنا والقيام بتنظيم دوريات اقل وتوفير تدريب اكثر والتصدي لمقاتلي القاعدة.

ففي اللحظة التي نبدأ فيها بالانسحاب فان بوابات الجحيم ستفتح على مصراعيها في المنطقة ولن يكون هناك مجال للتعاطي مع قضية مثل قضية تقاسم السلطة بين الفصائل العراقية المختلفة. ان بقاءنا ايضا ولو بقوات محدودة لن يفيد احدا بشيء.

انظروا الى وضع القوات البريطانية في البصرة فهذه القوات اكتفت بالبقاء داخل قواعدها في الجنوب والذي حدث بعد ذلك هو وجود فراغ عمل على ملئه امراء الحرب من الشيعة وقطاع الطرق والقبائل. ولا يفكر اي جندي بريطاني بمغادرة معسكره لأن ذلك يعني قتله على الاغلب وورد في تقرير لمجموعة الازمة الدولية عن البصرة ما نصه ان المشهد السياسي في البصرة يتحكم به اناس انخرطوا بتنافس دموي على الثروة والمصادر وعملوا في سبيل ذلك على تقويض ما بقي من مؤسسات الحكم وفرضوا بدل ذلك حكمهم. ان البصرة اصبحت مثالا حيا على ما تعنيه كلمة فراغ من معنى

مصادر
الوطن (قطر)