اعربت مصادر سياسية اسرائيلية، امس، عن تفاؤلها ازاء البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض، خصوصا لعدم ادراجه الكفاح المسلح ضد الدولة العبرية، فيما انتقدت الفصائل الفلسطينية في شدة، اسقاط حكومة فياض لـ «حق المقاومة».
وأكدت المصادر للاذاعة (ا ف ب، يو بي أي، د ب أ، رويترز، كونا)، ان «الحديث يدور عن برنامج بالغ الأهمية سيكون قاعدة للتعاون بين حكومة سلام فياض واسرائيل».
من جانبه، اكد الناطق باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري في بيان، أن «اسقاط حكومة فياض المقاومة المسلحة من برنامجها لم يكن مفاجئاً باعتبار هذه الحكومة مرتبطة بأجندة اسرائيلية وأميركية».
وجدد القيادي في «الجهاد الاسلامي» خالد البطش، تأكيده «حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والرد على الجرائم الاسرائيلية»، مستنكرا رفع بند المقاومة من برنامج حكومة فياض.
كما استهجن عضو اللجنة المركزية لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» جميل مزهر «تجاهل خطاب فياض الذي أعده للمجلس التشريعي لنيل الثقة أي ذكر لحق شعبنا في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال والوسائل وعلى رأسها الكفاح المسلح».
وأكد الناطق باسم «لجان المقاومة الشعبية» أبو مجاهد، ان «النهج الذي يستثني المقاومة قد تم تجريبه فلم يثمر سوى المزيد من الذل والمرارة و تضييع الحقوق».
من ناحيته، اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، الادعاءات الاسرائيلية في شأن مبادرة السلام بأنها «مجرد خداع للتهرب من مفاوضات الحل النهائي». وقال خلال ندوة سياسية في بيت لحم: «لا صحة للحديث عن انسحاب اسرائيلي من 90 في المئة من الضفة الغربية وان ما يدور الحديث حوله هو انسحاب من 90 في المئة من مساحة 50 في المئة من الضفة الغربية وهي النسبة المتبقية بعد ضم الكتل الاستيطانية ونهب جدار الفصل العنصري لمساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية واستثناء القدس ومنطقة الأغوار من الانسحابات المزعومة».
من جانب ثان، قال وزير الأسرى أشرف العجرمي، أول من أمس، ان أزمة الفلسطينيين العالقين على الجانب المصري من معبر رفح ستنتهي منتصف الأسبوع المقبل عبر ادخالهم الى قطاع غزة عبر معبر بديل، وعلى الأرجح سيكون معبر العوجا.
واعلن مسؤول مصري، ان نحو 600 فلسطيني من العالقين سيعودون الى الاراضي الفلسطينية اليوم وغدا بموجب اتفاق تم التوصل اليه بين مصر واسرائيل.
وفي لندن، ذكرت صحيفة «الغارديان»، أن رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون سيعيّن موفده الخاص الى الشرق الأوسط ما قد يطرح احتمال التضارب مع عمل رئيس الحكومة السابق توني بلير، الذي يمثّل اللجنة الرباعية للسلام.
من ناحية ثانية، يبدأ رئيس السلطة محمود عباس اليوم زيارة لروسيا يطالب خلالها بتفعيل دورها في عملية السلام وفي النزاع بين حركتي «فتح» و«حماس»، التي تملك علاقات جيدة مع الروس.
وأكد السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري، ان فياض سيلتقي اليوم في عمان رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب، قبل أن يتوجه الى القاهرة لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب.
في المقابل، تشهد «فتح» عملية اصلاح داخلي لتعزيز وضعها التنظيمي والعسكري بعد حوادث غزة، لكن عددا من كوادرها يرون ان هذه العملية لن تؤدي الى نتيجة ما لم يعقد المؤتمر السادس للحركة.
ويقود عملية الاصلاح التنظيمي، رئيس الوزراء السابق احمد قريع، بعدما تم تعيينه مفوضا عاما للتعبئة والتنظيم في الحركة.
ميدانيا، قتل جنود اسرائيليون بالرصاص، أمس، ناشطين في قطاع غزة عند اقترابهما من السياج الحدودي. وذكرت ناطقة باسم الجيش ان الجنود فتحوا النيران على الناشطين وكانا يزرعان عبوة ناسفة قرب السياج». وتبنت العملية «كتائب شهداء الاقصى».