جدّدت الجزائر أمس، رفضها أي انتشار عسكري أجنبي على أراضيها في إطار مكافحة الارهاب، وأكدت أن سيادتها الوطنية “غير قابلة للتفاوض”، وذلك رداً على مزاعم عن سعي واشنطن لبدء مباحثات مع الجزائر لحملها على قبول انشاء قواعد عسكرية على أراضيها.
وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، في حديث للاذاعة الوطنية الرسمية بثته أمس، “من غير الوارد اليوم فسح المجال لإنشاء قواعد عسكرية أجنبية في الجزائر”، اضاف “الإرهاب يشكل ظاهرة عابرة للحدود، لكن من صالح أي بلد أن ينظم نفسه لمحاربة هذه الظاهرة داخل حدوده”، وركّز على أنّ “الأمر لا يتعلق بوضع قواعد عسكرية في كل بلد يعاني من الإرهاب”.
ودعا مدلسي إلى وضع اتفاقية دولية لمكافحة الإرهاب وحمل المجموعة الدولية على “العمل على ترسيخ السلم في الأقاليم التي تشكل مناطق لانتشار ظاهرة الإرهاب لاسيما في الشرق الأوسط”.
وبشأن حقيقة وجود “تنظيم القاعدة” في الجزائر، ذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنّ “ظاهرة القاعدة ليست من أصل جزائري، بل لها تشعباتها في كل مكان”، مشيرا إلى أنّ ما سماه “فرع القاعدة بالجزائر” يستفيد من الناحية الإعلامية من بعض الاعتداءات بين الحين والآخر، معتقدا أنّ ثمة “أبرياء حوّلوا على الرغم منهم إلى انتحاريين ومدمرين”.
واتهّم مدلسي أطرافاً خارجية بالضلوع في العنف بالجزائر، متصورا أنه “لا يمكن حدوث أعمال من وقت لآخر إلا إذا كانت من إيحاء أولئك الذين يحثون على الإرهاب ويدعمونه، وهؤلاء يتواجدون حتما في الخارج”.
على صعيد آخر، أعلن وزير خارجية الجزائر عن تنظيم اجتماع وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي في نهاية العام الجاري، كاشفا عن إجرائه اتصالات مع وزراء خارجية دول الجوار مؤخراً.
يشار إلى أنّ الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحيى لم يستبعد لدى زيارته الجزائر قبل ثلاثة أشهر، إمكان انعقاد قمة مجلس رؤساء الاتحاد قبل نهاية السنة الحالية.