نفت الحاجة رغدة الأغبر، إحدى أبرز النساء في حركة "بنات فدوى"، أو "قبيسيات فلسطين" بحسب ما يتردد بين الناس في نابلس، أن تكون الحركة تمنع الزوجة من أن تتزين و"تتعرى" أمام زوجها، وأن نساء الحركة يبقين الغطاء على رؤوسهن في بيوت أزواجهن.
وقالت في حديث إلى "العربية.نت"، إن الحديث عن رفض تزين المرأة أمام زوجها غير صحيح، وإن نساء الحركة يكشفن في بيوتهن. ونفت أن تكون "بنات فدوى" امتدادا للقبيسيات في سوريا، الحركة الدعوية النسائية الإسلامية التي تتزعمها منيرة القبيسي.
ورغم أن "بنات فدوى" تحظى باحترام عامة الفلسطينيين، إلا أن هناك شائعات كثيرة تدور حولهن، تتعلق بالتزامهن بنسق حياة معين واتباع شيخ أو مجموعة مشايخ بعينهم والتشدد في بعض القضايا.
وتنسب حركة "بنات فدوى" إلى الحاجة فدوى حُمّيض، وهي عزباء (70 عاما) من عائلة عريقة من عائلات مدينة نابلس. و تردد أن "فدوى وبناتها" امتداد للقبيسيات في الشام لكون أن نابلس كانت تعرف قديما "بدمشق الصغرى"، ولأن فدوى حميض درست اللغة الانكليزية في العاصمة السورية. ولـ"بنات فدوى" انتشار واسع في الأراضي الفلسطينية وبشكل خاص في نابلس.
ولم تتمكن العربية.نت من الحديث مباشرة إلى الحاجة فدوى بسبب مرضها وانشغالها، وكلفت الحاجة "رغدة الأغبر" (50 عاما) بالإجابة على أسئلتنا.
عودة للأعلى
المرأة يجب أن تتزين لزوجها
وردا على سؤال طرحته العربية.نت، نفت رغدة الأغبر أن تكون الحركة تمنع نساءها من أن يتزين و"يتعرين" بشكل كامل أمام أزواجن؟"، وقالت: بالعكس مطلوب من المرأة أن تتزين بكل ما تستطيع لزوجها، حتى تعفه وتحصنه، هذا أمر لا نقاش فيه ومن يقول غير ذلك "ما بفهمش".
وفي سؤال متصل عن سبب عدم كشف نساء بنات فدوى رؤوسهن في بيوتهن وإبقاء "الوربة" (غطاء الرأس) على شعورهن؟، قالت الأغبر: غير صحيح، أنا في بيتي أكشف عن رأسي، هذا كلام فارغ، أرجو المعذرة على التعبير.
وعما يتردد بأن بنات فدوى يحرمن أن تقوم المرأة بإزالة الشعر الزائد في منطقة الحاجب حتى لو كان مشوها للمنظر، أجابت: أنا أتابع برامج دينية باستمرار وأقرأ فتاوى العلماء، حتى الآن لم يرد إلي أنه يجوز للمرأة نتف شعر حاجبيها، وإذا كان هناك عالم قال بجواز ذلك فهذا لا يكفي لأننا نأخذ بالإجماع، وبصراحة كان لي تعامل واتصال مباشر مع النسوة التي يقمن بذلك، إحداهن حدث عندها حالة وفاة فحدت 40 يوما ولم تقم خلال فترة الحداد بنتف شعر الحاجبين ولم يكن منظرها منفرا على الإطلاق فلفت نظرها لذلك، فزعمت أن زوجها يريد منها نتف شعر حاجبيها، بصراحة هذا غير صحيح كما علمت، وبصراحة أكثر، نحن نظلم الرجل دائما وننسب إليه أمورا هو بريء منها.
عودة للأعلى
بنات فدوى .. أي مذهب يتبعن؟
وبخصوص اتباع "بنات فدوى" لمذهب معين، قالت الحاجة الأغبر: من يلتزم بمذهب فلا يجوز أن يأخذ من كل المذاهب على هواه، بالنسبة لنا ولي شخصيا لا مانع لدي من الأخذ من أي مذهب، ولكننا نتحرى الإجماع، أي ما أجمع علماء الأمة عليه.
وأضافت: نحن نطلع على الفقه المعاصر، ولا مانع لدينا من دراسة فتاوى ابن تيمية أو القرضاوي أو علماء السعودية، لا نمانع بالأخذ من أي كان ما دام من أهل العلم المؤهلين للفتوى بغض النظر عن جنسيته سواء كان من مصر أو الشام أو السعودية.
ومضت تقول: أنا شخصيا أتابع برامج تلفزيونية دينية كثيرة وأحيانا أقوم بكتابة الفتوى التي أسمعها، نحن ننقل العلم ولا نتفرد برأي ونحرص على الالتزام بما أجمع عليه علماء الأمة، ولا نتجرأ على الفتوى ولو أشكل علي أمر أقوم برفع سماعة الهاتف والاتصال بمفتي نابلس، وكذلك الحاجة فدوى، نحن لا ندخل في عالم الفتوى لأنه ليس من اختصاصنا.
عودة للأعلى
"جلاليب" تسترنا
وبخصوص زي هذه الحركة، قالت : ربط المنديل بالدبوس أصلا موضة حديثة ولم تكن قبل سنوات، كما أن ربط المنديل بالدبوس يعطيه مظهرا جماليا، وهذا يتعارض مع الحكمة من الحجاب، بحيث لا يلفت النظر ويمنع التحرش بالمرأة، لكننا لا نحرم هذا إطلاقا فالمرأة التي تربطه يدويا أو بالدبوس "حياها الله" هذا جائز وغير محرم ولا ندعو إلى تركه المهم أن تتحجب المرأة بجلباب أو عباءة لا يهم.
وأضافت إن "جلاليب بنات فدوى ليست قصيرة كما يقال، ولكن ليس من المعقول أن يكون الجلباب ملامسا للأرض، لأن الشوارع كما تعلم مليئة بالأوساخ، وهي ليست طاهرة عموما، ونحن نلبس جرابات سميكة، ونرتدي تنورة تحت الجلباب، الحمد لله لباسنا ساتر وقد تعرضت أنا شخصيا لحادث ووقعت على الأرض، والله لم ينكشف من جسمي شيء ولله الحمد.. لباسنا محتشم وشرعي ولا شك في هذا".
ونفت بشدة أن تكون "بنات فدوى" امتدادا للقبيسيات في سوريا، وأوضحت "لسنا امتدادا لأحد على الإطلاق، سواء في سوريا أو غيرها، ولا اتصال بيننا وبين القبيسيات في سوريا أو غيرها".
منع النساء من الذهاب إلى المسجد
وبررت عدم ذهاب نساء الحركة إلى المسجد بالقول "مسجد المرأة بيتها وأنا أحيي ليلة القدر في بيتي أنا ومجموعة من الأخوات معي، ولكننا لا ندعو أي امرأة لعدم الذهاب إلى المسجد، لكن نصلي في بيوتنا".
وبشأن الوضع العام في فلسطين والصراع بين فتح وحماس، أجابت "لا شأن لنا بهذه الأشياء ،لأن الله سبحانه وتعالى هو المتكفل بهذا الأمر...الله يتولى هذا الشأن"، إلا أنها أشارت إلى "مشاركة بنات فدوى في انتخابات مجلس الطلبة والانتخابات البلدية والعامة، لكل من نرى فيه الصلاح ونعرف عنه الالتزام بالإسلام أيا من كان".