مع بروز إشارات ايجابية في موضوع الاستحقاق الرئاسي اللبناني بطرح اسم العماد ميشال سليمان قائد الجيش لتولي هذا المنصب، تبرز في الوقت نفسه تعقيدات تتعلق بآلية تحقيق هذا الأمر، من خلال ما يمكن أن ينتج عن التعديلات الدستورية اللازمة، والتي تتمثل بالجهة الصالحة لإجراء التعديل، في وقت لا تعترف فيه المعارضة بالحكومة. إلا أن رئيس البرلمان نبيه بري قد تحدث بالأمس عن أربع صيغ لإجراء مثل تلك التعديلات، لكن حتى اللحظة ما زالت طيّ الكتمان.
.....ومواضيع أخرى أوردتها وسائل الإعلام.
حدث واتجاه...إقليمي
التصريحات والمواقف المصاحبة للقاء انابوليس تعزز الاعتقاد الذي عكسته تحليلات وتعليقات كثيرة في الصحافة العربية حول حقيقة الأهداف من خلف دعوة الرئيس بوش إلى هذا اللقاء.
فالكلام الإسرائيلي ينطوي على تعنت في موضوعات الوضع النهائي وتأكيد لأولوية انخراط السلطة الفلسطينية في قمع فصائل المقاومة بينما تستمر الاستعدادات الإسرائيلية الساخنة لشن حرب على قطاع غزة تحت عنوان تصفية المقاومة الفلسطينية.
يوميات غزة والضفة حافلة بالعمليات الإسرائيلية التي يشارك فيها الطيران ولوائح الشهداء والجرحى تتعاظم بينما تستمر العقوبات الجماعية على أكبر تجمع سكاني فلسطيني تحت الاحتلال في القطاع.
الصور التذكارية التي التقطها بعض المسؤولين العرب المشاركين في اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت كانت ابرز ما سوقه الإعلام الإسرائيلي حول منتجات انابوليس في حين خرجت كلمات اولمرت الموجهة إلى عباس عن أي لياقة واتخذت صفة الإملاء.
بوش حصد من اللقاء كمية من الصور التذكارية التي شغلت الإعلام الأميركي وبوضوح تظهر رغبة الإدارة الأميركية في الإيحاء للرأي العام وللحزب الديمقراطي وجمهوره بان البيت الأبيض يسير وفقا لتوصيات بايكر ـ هاملتون ولا مبرر بالتالي للاتهامات الموجهة إليه بالفشل في الشرق الأوسط.
أما الحضور السوري فقد كان إعادة تأكيد في كلمة نائب الوزير المقداد على ثوابت سوريا المعروفة المتصلة بإطار التسوية العادلة والشاملة والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة وكذلك الإشارة إلى غياب الوسيط النزيه في تأكيد لموقف سوريا من السلوك الأميركي المنحاز لإسرائيل.
الصحف العالمية والعربية
*كتب ديفيد اغناطيوس مقالا نشرته مجلة "الايكونوميست" قال فيه إن الشك الدائم الذي يطارد جهود صنع السلام الأميركية-العربية-الإسرائيلية، هو ما أدى إلى تدني توقعات النجاح أثناء التحضير لمؤتمر أنابوليس. لكن أنابوليس نجح بالفعل في تحقيق شيء ما، والعملية التي أطلقت الثلاثاء قد تؤدي في النهاية الى السلام المنشود، مشيراً إلى أن القراءة المتأنية للتفاهم "المشترك" الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جورج بوش يكشف عن المنجزات والاخفاقات في آن معا. ومن بين المنجزات الوثيقة المشتركة التي تلزم الجانبين ببدء المفاوضات حول معاهدة سلام تحل جميع المسائل العالقة، بما في ذلك جميع القضايا الأساسية من دون استثناء. وفي حين أن النص لا يذكر هذه القضايا المستعصية بالتحديد، فإن المفاوضين يفهمون جيدا أنه يقصد القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة. واعتبر اغناطيوس أن الفقرة الأكثر إثارة للجدل كانت الفقرة الأخيرة، التي خلصت إلى أن "تنفيذ معاهدة السلام المرتقبة ستخضع لتنفيذ خارطة الطريق، على أساس ما تحكم به الولايات المتحدة. الإسرائيليون حصلوا على تنازل مهم هنا، في التفاهم على أن المعاهدة لن تنفذ ما لم يتحقق الأمن على الأرض، كما تنص خارطة الطريق. لكنهم تنازلوا بدورهم عن شيء مهم آخر في الاقرار بأن أميركا هي التي ستقرر الوفاء بشروط خارطة الطريق من عدمه.
ورأى الكاتب ان حضور السعوديين والسوريين وسائر أعضاء جامعة الدول العربية المؤتمر أعطى اسرائيل ايماءة عن امكان الاعتراف العربي الكامل بها. السعوديون حضروا الى المؤتمر بدوافع خوفهم من تنامي النفوذ الايراني والمتطرفين، ومع ذلك من الخطأ اختزال أنابوليس في اعتباره مجرد ذريعة لتكوين جبهة جديدة مضادة للايرانيين. وجاء السوريون الى المؤتمر لأن أنابوليس أشار صراحة الى طرح قضاياهم على الطاولة، وذكر جدول الأعمال بالتحديد اسرائيل وسوريا ومسارات المفاوضات المنفصلة بين اسرائيل وجيرانها. وهناك بعض كبار الساسة الاسرائيليين، بمن فيهم وزير الدفاع يهود أولمرت، يودون بدء المفاوضات مع سوريا غدا ان أمكن. وعليه فقد أظهرت دمشق بحضورها أنها مستعدة للعب. وخلص اناطيوس الى انه ثمة تفاؤل حقيقي بنجاح عملية السلام، برغم من كل ما قد يعتريها من غموض وتعثر من آن لآخر.
*كتب بول فاليلي وفريد غيدريش مقالا نشرته بعض الصحف العربية قالا فيه إن الولايات المتحدة وصفت كتائب الحرس الثوري الايراني مؤخرا بالجماعة الارهابية. الا أن أغلب الأميركيين يرون أن هذا غير كاف، بخاصة وهم يعلمون أن الحرس الثوري والنظام الايراني يجتهدان منذ 28 عاما في حملة عدوانية من جانب واحد شعارها الموت لأميركا. واشار الكاتبان الى ان آية الله الخميني كان هو من أنشأ كتائب الحرس الثوري الايراني في عام 1979 من أجل حماية المثل التي قامت عليها الثورة الاسلامية الشيعية في المقام الأول، ولحماية النظام من خصومه المحليين والأجانب، ولتصدير نسختها المتوحشة من التطرف الاسلامي ونفوذها وارهابها الى بقية الدول المجاورة. ولفتا الى ان هذه الوحدات العسكرية تعمل بشكل منفصل عن القوات المسلحة الايرانية النظامية، وتأتمر مباشرة بأمر المرجعية العليا للثورة الاسلامية، آية الله الخميني، ويصل عددها في الوقت الحالي الى 200 ألف عنصر موزعين بين القوات الخاصة والقوات الجوية ووحدات البحرية والاستخبارات.
وقال الكاتبان ان الحرس الثوري يقوم بتصدير الثورة من خلال فيلق القدس المؤلف من 20 ألف عنصر من قوات فائقة التدريب والمتخصصة في حرب العصابات والتمرد المسلح والارهاب في أماكن مثل العراق ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة. وخلص الكاتبان الى ان استطلاعات الرأي العام تظهر أن 52% من الأميركيين يؤيدون توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد ايران لمنعها من تطوير الأسلحة النووية، ومؤكدين على أن الأميركيين جديرون بسياسة أميركية تزيح الملالي المتشددين من السلطة أو توجه لهم ضربة قاصمة ومذلة.
*رأى توماس فريدمان في مقال نشرته بعض الصحف العربية إن الشرق الأوسط يشهد شيئا لم يشهده منذ زمن طويل، ألا وهو محاولة المعتدلين الجلوس معا مجددا في محاولة لمواجهة المتشددين. لكن المنطقة غالبا ما تشهد انتصار المتشددين على المعتدلين. ولفت الكاتب الى ان الاشكالية الوحيدة في هذه المحاولة الاجتهادية من جانب المعتدلين، التي حصلت على دفعة قوية في مؤتمر أنابوليس، هي أنها مدفوعة الى حد كبير بعامل الخوف، وليس من رؤية مشتركة لمنطقة يعيش فيها السنة والشيعة والعرب واليهود في سلام، حيث يتاجرون ويتفاعلون ويتعاونون ويتفقون بالطريقة الناجعة التي تعلمتها البلدان الواقعة في جنوب شرق آسيا. واعتبر الكاتب ان الخوف قد يكون دافعا قويا، خصوصا من القاعدة.
وهو الخوف الذي دفع بالقبائل السنية في العراق الى الوقوف في وجه الارهاب والى جانب الأميركيين، ودفع بالشيعة الى الوقوف مع الأميركيين في وجه جيش المهدي، كما قرب بين فتح واسرائيل في وجه حماس. كما أن الخوف من انتشار النفوذ الايراني دفع بجميع الدول العربية، خصوصا السعودية ومصر والأردن، الى التعاون والتنسيق بدرجة أكبر مع الولايات المتحدة، والى مزيد من التعاون والتنسيق الضمني المستتر مع اسرائيل. والخوف من العزلة هو ما دفع بالسوريين الى أنابوليس.
*قال بول ريشتر وريتشارد بوردو في مقال نشرته بعض الصحف العربية ان اجتماع محادثات الشرق الاوسط كان قصيرا من حيث التفاصيل طويلا من حيث الصعوبة. مشيرين الى ان الاتفاق الذي أبرم بين الفلسطينيين والاسرائيليين للعمل على التوصل الى معاهدة سلام، تجنب الحديث عن القضايا الرئيسية، خصوصا دور الولايات المتحدة في حل الصراع الذي دام أكثر من 59 عاما. ولفت الكاتبان الى ان البيان المشترك شابه الغموض، اذ انه لم يتحدث عن القضايا الأساسية، الأمر الذي قد يرضي الجانب الاسرائيلي الذي أراد أن تكون جميع القرارات الصعبة في المفاوضات. وهذا الغموض يعتبر اخفاقا للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي هو في أمس الحاجة لأن يظهر لناخبيه أنه استطاع الفوز بشيء مقابل خوضه مفاوضات خطيرة.
*اعتبرت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها انه ثمة مخاوف من أن يكون لقاء “أنابولس”، وقياساً على السوابق من المؤتمرات شبه الدولية، بالغ القسوة على الفلسطينيين، فالموازين على الأرض ليست في مصلحتهم، والانقسام الداخلي عميق ومسلح في آن، وتمدد الإرهاب “الإسرائيلي” في أعلى تجلياته، في الجغرافيا الفلسطينية على الأقل، والحال العربية بائسة، مثقلة بجراحات العراق، وما بعد العراق.
واشارت الصحيفة الى ان لقاء “أنابولس”، بوثيقته العتيدة، سيضاف الى متواليات المؤتمرات السابقة، التي ما أنهت احتلالاً، ولا أزالت ظلماً، ولا صنعت سلاماً، ولا أقنعت “إسرائيل” الشرهة والمتعطشة للدم العربي ببوالص التأمين الفلسطينية والعربية والدولية. نعم “إسرائيل” تتمدد، نفوذاً وهيمنة بعد “الاعتراف” الى مجمل المجال الحيوي الجيوبوليتيكي في الشرق الأوسط، وبشكل يتجاوز “أسرلته” الى اقتحام لسياقه العام. إذن، هو طبعة جديدة، صدرت في واشنطن، لتلبي حاجة أمريكية بحتة، لعلها تعين “البطة” العرجاء على المشي، في مستنقعات البؤس والدم على امتداد تضاريس العالم والتي صنعتها الإدارة الأمريكية الراهنة، ذات الوجه المتطرف. ورأت الصحيفة ان المتحمسين لمحاصيل “أنابولس” سيصابون بالصدمة، ربما، لأن اللقاء ليس إطاراً لتفاوض الفلسطينيين و”الإسرائيليين” بل هو حفلة علاقات عامة متأخرة، لم يقرأ فيها الفلسطينيون شيئاً من أوراق المؤتمرات السابقة، ولم يقفوا مطولاً أمام التحولات التي جرت وتجري طوال عقد ونصف العقد من إضاعة الوقت والأرض والأعصاب، وهدر الدماء، في التفاوض الذي تحول الى كابوس طويل.
*قالت صحيفة البيان في افتتاحيتها ان المشهد الذي تابع العالم فصوله، من أنابوليس، مألوف، بدأت حلقاته مع تلك اللقطة التاريخية، في حديقة البيت الأبيض، خريف 1993، مصافحة إسرائيلية-فلسطينية، الرئيس الأميركي في الوسط يشد على يدي المتصافحين، تتوالى الخطب حول السلام والرغبة في تحقيقه؛ مع الإغداق بالوعود لترجمة الرغبات على أرض الواقع، كل ذلك في جو احتفالي وأمام مشاركة دولية واسعة، تضفي مسحة من الجدية على الحدث وتعزز الآمال والتوقعات بإمكانية بلوغ التسوية. مشيرة الى ان الرعاية الأميركية، كان من المفترض أن توفر الزخم الكافي للمفاوضات؛ بحيث تبلغ خواتمها المنشودة، لكن النتائج كانت خيبات متكررة، والأسباب معلومة، مراوغات إسرائيل وتعجيزاتها، معطوفة على سكوت الراعي عنها؛ أدت إلى مراكمة الخيبات وتعميق الشكوك، وسط هذا المناخ تم افتتاح احتفال أنابوليس أمس الأول، لذلك لم تكن هناك أوهام، حتى لا نقول مراهنات، وقد كانت في محلها.
ولفتت الصحيفة إلى أن خطاب أولمرت؛ مثل خطاب الرئيس بوش؛ كانت مفرداته "الواعدة"، رخوة وضبابية، دارت حول الوعود والتمنيات، وغاب عنها الالتزام، ولم تغادر العموميات، حرصت على اجتناب التفاصيل، في المقابل كانت محددة، في شقها المتعلق بالمطلوب من العرب والفلسطينيين. وفي الطليعة التطبيع والتسليم بالهوية اليهودية لإسرائيل؛ مع كل ما ينطوي عليه ذلك من ألغام تستهدف عرب 1948 وحق العودة للاجئين، وفي ذلك تأكيد على توجه إسرائيلي قديم يقوم على مطالبة العرب والفلسطينيين بالدفعة الأولى، وقبل أوان الاستحقاق، وكالعادة أيضاً، لم ينس أولمرت التذكير بما دأب أسلافه على المتاجرة به في مثل هكذا لحظات.
حدث و اتجاه... لبناني
الحدث الذي شغل الأوساط السياسية والإعلامية منذ يوم أمس كان انتقال الموالاة إلى طرح ترشيح العماد ميشال سليمان قائد الجيش للرئاسة بعدما كان النائب سعد الحريري قد رفض اقتراح انتخاب سليمان قدمه الرئيس نبيه بري منذ بداية الحوار بينهما في أول مرحلة من التشاور الوفاقي وقبل انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود بشهرين ولكن الحريري وسائر أطراف الموالاة رفضوا هذا الترشيح من حيث المبدأ وشن بعض نواب الموالاة في حينه حملة على الفكرة تحت عنوان رفض تعديل الدستور ورفض انتخاب أي عسكري إلى الرئاسة وهو ما أبلغه النائب وليد جنبلاط شخصيا إلى قائد الجيش.
الاقتراح الجديد أثار جملة من الأسئلة والنقاشات لأنه ورد في فترة تحمل إشكاليات دستورية كما يقول بعض المعارضين الذين أظهروا شكوكا كبيرة في صدق نوايا الموالاة وبينما أكد العماد عون انه ينتظر عرض اقتراح تعديل دستوري على الكتل النيابية كتعبير عن جدية الاقتراح ليصار إلى إبداء الرأي بشأنه فان رئيس مجلس النواب عبر عن الكثير من الأسى لأن الموالاة عطلت في السابق اقتراحه بانتخاب سليمان كرئيس توافقي مشددا على أهمية التوافق وعلى ان لديه تصورا لتجاوز العقد الدستورية التي تحول دون التعديل الدستوري أما كتلة الوفاء للمقاومة فقد دعت إلى استقالة السنيورة كمدخل طبيعي إلى أي حل توافقي لا سيما إذا كان الأمر يتطلب تعديلا دستوريا وأشادت بمناقبية العماد سليمان والتزامه الوطني.
بعض المحللين اعتبروا خطوة الموالاة نتيجة مباشرة لمعلوماتها حول حجم الاستقطاب الشعبي الذي حققه العماد عون على الصعيد المسيحي خصوصا بعد الفراغ الرئاسي الذي أكد للرأي العام ان طرحه لقضية التهميش المسيحي كان في مكانه منذ البداية ورأى البعض الآخر من المحللين ان انتقال الموالاة إلى الموافقة على ترشيح العماد سليمان قد يكون ناتجا عن معلومات تتصل بطبيعة التفاهمات المحتملة بين الإدارة الأميركية وسوريا وانعكاسها المباشر على الملف الرئاسي في لبنان.
حيز رئيسي من الجدل اللبناني يتمحور حول الموضوع الدستوري والمخاوف تتسع بشأن وجود خطة لإطالة أمد الفراغ الرئاسي من خلال مناورات تقطع الطريق على التوصل إلى آلية توافق واضحة حول رئيس جديد للجمهورية بينما يؤكد مقربون من الموالاة جدية اقتراح العماد سليمان بعدما تساقطت لوائح أسماء المرشحين من تحالف 14 آذار تباعا وحيث بات واضحا ان الرئاسة يجب ان تعقد لأحد العمادين فإما القبول بانتخاب العماد عون وإما انتخاب العماد سليمان.
الصحف اللبنانية
*انشغلت الأوساط السياسية اللبنانية أمس بمتابعة طرح اسم العماد ميشال سليمان قائد الجيش بقوة كمرشح جدي لرئاسة الجمهورية في لبنان، في وقت تتسارع فيه الاتصالات لتحقيق توافق حوله، ولوضع آلية لتعديل الدستور وإجراء الانتخاب خلال أيام، في حين أشارت مصادر سياسية ان مصير جلسة غد مرتبط بالتوصل الى التوافق، وان كان التأجيل متوقع الى مطلع الأسبوع المقبل.
وفي هذا السياق قالت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت أن الناب سعد الحريري قد استبق التوافق وبادر الى إعلان ترشيح قائد الجيش! فيما البطريرك نصرالله صفيـر والفاتيكان يوافقـان كذلك فإن السـعودية ومصـر تؤيّـدان وسـوريا لا تعترض وواشـنطن لا تمـانع، بحسب ما ذكرت صحيفة السفير، التي اعتبرت أن مقتضيات الإدارة السياسية لملف بالغ الدقة والحساسية من هذا النوع، كانت تفترض بصاحب الاقتراح أن يختار مسالك أخرى بعيدة عن الضجيج الإعلامي، أولها السعي الى التوافق السياسي العام بين أطراف المعارضة والموالاة وبرعاية بكركي، وثانيها البحث الجدي والهادئ عن المسالك الدستورية للوصول الى الهدف المتوخى لجهة منع تمديد الفراغ في موقع الرئاسة الأولى. وقالت الصحيفة أنها علمت أن الطريقة التي تم من خلالها طرح الأمر أثارت تحفظات عند قيادات في الأكثرية، مسيحية وغير مسيحية، كما طرحت، في المقابل، علامات استفهام عند المعارضة حول ما اذا كان هذا الطرح "مجرد مناورة أم طرحا لمبادرة إنقاذية".
أما صحيفة الديار فذكرت أن اسهم العماد ميشال سليمان قد ارتفعت بقوة، وايدته اكثرية اقطاب الموالاة، وبات البحث جدياً في تعديل الدستور، مشيرة الى أنه وبشكل مفاجئ، انتقل وليد جنبلاط من القول انه أبلغ سليمان يوم تعشى معه انه يقدّره ولكنه يرفض تعديل الدستور الى القبول الآن بالتعديل والترشيح، كما ان السنيورة قال انه يستقيل ولا يوقع على تعديل الدستور. وتضيف الصحيفة أن السنيورة الآن قد يجمع الحكومة في الأسبوع المقبل من أجل تعديل الدستور في وقت لا تعترف المعارضة بحكومته.
من ناحيتها صحيفة النهار، فقد أبرزت ما ورد في التقرير التاسع للمحقق الدولي في اغتيال الحريري سيرج برامرتس الذي أكد على تقدم التحقيق في اغتيال الحريري لكنه لم يكشف أسماء حتى الآن.
أخبار المرئي في لبنان:
*ركزت مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية على طرح اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية، فقالت قناة المنار انه مع انتهاء مؤتمر انابولس وقبل أن تتضح نتائج العلنية وغير العلنية، والقلق المحلي من الفراغ في رئاسة الجمهورية، والشوط الذي قطعته الاستشارات المسيحية في الرابية وتثبيت ثقلها السياسي في المعادلة الرئاسية، عاد اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان ليطرح كمرشح لرئاسة الدولة، وهذه المرة من قبل فريق السلطة الذي كان نفسه عارض وصوله إليها تحت مسميات عدة أبرزها رفضه تعديل الدستور.
واعتبرت قناة الجديد NTV أن الأكثرية رمت بصاعق تفجيري في ملعب المعارضة بهدف شرخها، فجأة وبعد أن كانت حارسة للدستور ونقاء مواده من أي تعديل، وبعد أن كان ميشال سليمان موظفاً ليس أكثر، رسمته الأكثرية رئيساً وبتعديل دستوري، ما يستدعي التساؤل عن سر الانقلاب غير البريء على ثوابت تمسكت بها قوى الرابع عاشر من آذار ولم تصغ حتى لرأس الكنيسة التي أيدت التعديل يوماً إذا كان إنقاذاً للبلاد. ورأت الشبكة الوطنية للإرسال NBN أن الدنيا قامت ولم تقعد عندما أوصى البطريرك الماروني نصر الله صفير قبل فترة بإمكانية قبوله بتعديل الدستور لصالح وصول قائد الجيش العماد ميشال سليمان إلى سدة الرئاسة فما الذي حصل حتى تحول رافضو العماد سليمان بحجة تعديل الدستور إلى راضين بقائد الجيش رئيساً وبتعديل الدستور تحقيقاً لهذا الهدف.
وتساءلت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC العماد ميشال سليمان، هل يصبح رئيساً للجمهورية؟ هذا التطور سار اليوم في الأوساط السياسية كالنار في الهشيم، فكيف تدرج؟ النائب الياس عطاالله من قوى 14 آذار يعلن لوكالة الصحافة الفرنسية ان العمل جارٍ جدية للتوافق على العماد سليمان. النائب في كتلة المستقبل عمار حوري يقول لفضائية العربية نعلن قبولنا بتعديل الدستور في سبيل التوصل إلى توافق على اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان. إلى هذين الموقفيْن برز مؤشران لافتان من قوى 14 آذار أيضاً، فرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أعطى إشارة ايجابية بقوله كل الحلول مطروحة على بساط البحث أمامنا والمؤشر الثاني زيارة النائب نايلة معوض لقائد الجيش في مكتبه. وقالت قناة OTV(قريبة من التيار الوطني الحر) انه كان لافتاً التزام الموالاة الصمت المطبق حول ترشيحها المستجد بعد كلامها الصباحي، وهو صمت فسرّته أوساطها للقناة بأنه لجسّ النبض حيال طرحها الجديد، وفي كل حال أيضاً كان الاطمئنان سيد موقف المعارضة استناداً إلى عوامل عدة أبرزها ثقتها بحكمة قيادة المؤسسة العسكرية التي تجلّت طيلة الفترة السابقة، والاطمئنان نفسه تجلى أيضا باستمرار المشاورات المسيحية في الرابية في يومها الثالث، والتي اقتربت من بلورة الوثيقة السياسية الوطنية التي سيعلنها العماد عون، بيان ثوابت لبنانية وخارطة طريق للمرحلة المقبلة وللخروج من مأزقها. وقالت قناة المستقبل إن الرئيس فؤاد السنيورة تسلّم نسخة من التقرير الجديد لسيرج براميرتس المحقق العدلي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بعدما تسلمه في نيويورك رئيس مجلس الأمن الدولي.
حوارات المرئي في لبنان:
قناة المنار. البرنامج "ماذا بعد".
*قال مسؤول حركة حماس في لبنان أسامة حمدان إن أهداف مؤتمر انابوليس هي التطبيع وتلميع صورة الرئيس جورج بوش الذي خاض ثلاث حروب ضد العرب، معتبرا أن المؤتمر لن يقدم أي سلام بل وعوداً وجوائز مرضية للزعماء العرب ولن يحقق أية نتيجة.
*قال المفكر عزمي بشارة للبرنامج نفسه انه سيتم إرضاء المشاركين في انابوليس بالحديث عن مبادرة السلام العربية والموافقة على الدولتين دون القول أين حدود الدولة الفلسطينية، علماً إن إقامة الدولة الفلسطينية سيحل المشكلة الديموغرافية لإسرائيل.
*أوضح الدكتور عماد فوزي الشعيبي الكاتب الاستراتيجي السوري بأن سوريا وخلال مؤتمر انابوليس انتقدت الدور الأميركي في المنطقة ووصفتها بالوسيط غير العادل وغير النزيه، معتبراً أن السوريين ذهبوا إلى المؤتمر كناقدين. ولفت الشعيبي إلى أن المؤتمر لن يخرج بأية نتيجة ونحن مع السلام العادل والشامل.
إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.