لم يزل الحوار مقطوعاً بين الأكثرية النيابية "الموالاة" والمعارضة في لبنان وسط الحديث عن تحرّك فرنسي – عربي جديد يسعى إلى إخراج الأزمة من الجمود القاتل توصلاً إلى انجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني، إلا أن اللافت بحسب الصحف الصادرة اليوم في بيروت هو تحفّظ المؤسسة العسكرية "قيادة الجيش" على القبول بالترقيات التي اقرّها مجلس وزراء الرئيس فؤاد السنيورة باعتبار أنها غير ميثاقية. وقد قرأت التحليلات هذا الأمر على انه موقف سياسي حيال الحكومة الحالية.
.....ومواضيع أخرى أوردتها وسائل الإعلام.
حدث واتجاه...إقليمي
أوضاع المنطقة على أبواب السنة الجديدة
عكست الصحافة ووسائل الإعلام في المنطقة نقاشا مستمرا حول الوقائع الجديدة في العلاقات الإقليمية وملفات الصراع الكبرى التي شغلت فضاء السنوات الأخيرة وبصورة خاصة منذ الاحتلال الأميركي للعراق و يمكن إجمال أبرز الخلاصات المتداولة على النحو الآتي :
1-جدل محتدم وتفاوت في تفسير أسباب تراجع عمليات المقاومة في العراق التي يقدمها الخطاب الرسمي لإدارة بوش من واشنطن على أنها نصر كبير لخطة بيترايوس بينما يرى محللون أميركيون آخرون أنها ناتجة عن مباشرة التطبيق الخجول لتوصيات بيكر – هاملتون وبالتالي حصيلة خطوط التفاهم الأولية وغير المباشرة أحيانا مع كل من سوريا وإيران بدءا من العراق و ليس حصرا فيه.
2-تراجع طبول الحرب على إيران وتبلور مناخ سياسي جديد بعد نشر التقرير النهائي لوكالات الأمن الأميركية الستة عشر وكذلك تراجع الرهان على حرب إسرائيلية قريبة ضد سوريا ولبنان بل وربما تبلور إرباك إسرائيلي في القدرة على تنفيذ التهديد باجتياح غزة نتيجة العقدة اللبنانية.
3-ظهور سقف منخفض للعملية السياسية التي يحركها الأميركيون على المسار الفلسطيني وظهور عناصر المأزق الناتج عن الشروط الإسرائيلية الخانقة والتي لا تمكن معالجتها بضخ الأموال إلى السلطة الفلسطينية في غياب أي بعد سياسي حقيقي على صلة بالموضوعات الكبرى العالقة منذ أوسلو و مع تبلور مناخ فلسطيني سيقود على إحياء اتجاه الوحدة السياسية للفصائل لمواجهة التحديات المتزايدة والقاهرة.
4-في الخلاصات يستمر الصراع مفتوحا في جميع الملفات من غير تطورات درامية مع انكسار الانذفاعة الهجومية الأميركية – الإسرائيلية و انتقال الإدارة الأميركية إلى نهج صيانة التوتر المنخفض في الشرق و منع التسويات الكبرى وربما كان ذلك هو محتوى عملية نقل الملفات إلى الإدارة الجديدة التي ستتولى السلطة عام 2009.
الصحف العالمية والعربية
*كتب جوزيف ايليس مقالا نشرته خدمة واشنطن بوست قال فيه طلب مني صحافي كتابة مقال على أساس العنوان: ماذا كان جورج واشنطن سيفعل بشأن العراق؟ ربما يكون الطلب قد جاء على أساس أنني سبق أن كتبت سيرة حياة جورج واشنطن، ونشرت في الآونة الأخيرة كتابا آخر حول جيل المؤسسين. إلا ان جورج واشنطن لن يعثر على العراق في الخريطة، كما لن يعرف أشياء مثل أسلحة الدمار الشامل والأصولية الإسلامية ومركبات الهامفي والهواتف الجوالة وشبكة "سي إن إن" أو صدام حسين. واعتبر الكاتب أن الإجابة الصحيحة من الناحية التاريخية يمكن تلخيصها في ان لا سبيل لجورج واشنطن لفعل شيء في العراق. لعلها فكرة مثيرة للاهتمام أن نتخيل إمكانية انتقال الحكمة السياسية للآباء المؤسسين للولايات المتحدة عبر القرون إلى واقعنا الراهن بوسائل مثل تلك التي نشاهدها أحيانا في أفلام الخيال العلمي. وأشار الكاتب الى انه من الأفضل إعادة صياغة السؤال ليصبح: "كيف تأثرت أفكارك حول العراق من جراء دراستك لتجربة جورج واشنطن وهو يقود تمردا ضد الجيش البريطاني المحتل؟" الإجابة على هذا السؤال ستكون واضحة تماما.
*كتب عز الدين الدرويش مقالا نشرته صحيفة تشرين السورية اعتبر فيه أن المواقف العربية تتهاوى وفق المخطط الأميركي المعدّ للمنطقة وقضاياها، وبشكل باتت فيه إسرائيل تفاوض الفلسطينيين مثلاً وكأنها معتدى عليها وليست معتدية بكل ما لهذه الكلمة من معان وأوصاف، وتحتل الأرض بقوة السلاح، وتقتل المدنيين في وضح النهار وبشكل شبه إبادي، وتتوعد في كل الاتجاهات. واعتبر الكاتب أن هذه الحقائق للأسف الشديد يجب الاعتراف بها، والوقوف عندها، وتفحص معانيها، واستخلاص عبرها، فمنذ سبع سنوات على الأقل، هي عمر إدارة بوش "والمحافظين الجدد"، والسياسة الأميركية تقوم على مبدأ أن المنطقة بثرواتها وصحاريها، وشطآنها هي ملك لأميركا وإسرائيل فقط، وأن على العرب إذا ما أرادوا نيل رضا أميركا أن يقبلوا بهذا المبدأ، ويجدوا المسوغات الكافية له، أما من لا يقبل فهو في محور الشر، وداعم للإرهاب، ومعرض للضغوط والتهديدات الأميركية، والأمثلة على ذلك كثيرة وواضحة للعيان.
*رأت صحيفة الوطن في افتتاحيتها انه من حق كل دولة أن تحقق مصالحها بالوسائل التي تراها ملائمة والآليات التي تتفق مع دبلوماسيتها، حتى وإن ظهر أن وسائل تحقيق الأهداف السياسية قد تتعارض مع الخطاب السياسي التقليدي للدولة، وهو أمر معتاد - أحيانا - في العلاقات الدولية. فالمصالح مقدمة على الشعارات، والخطابات اللفظية لا تمنع الصفقات أو حتى التحالفات السرية بغية بلوغ أهداف سياسية أو مصالح اقتصادية. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر المثير للاستغراب هو أن يتطاول الإعلاميون أو الساسة في هذه الدولة أو تلك على دول أخرى تسعى إلى تحقيق أهدافها ومصالح شعوبها بطريقة سياسية واضحة، من قبيل الشراكة مع الغرب أو التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة فيما يحقق مصالح مشتركة. بينما المعارضون لمثل هذه العلاقات بل والمنتقدون لها، ينفذونها من تحت الطاولة، بغية الحفاظ على مصداقية الخطاب السياسي المعادي للغرب.
*قالت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها كأن المنطقة العربية بحاجة إلى حروب جديدة وحرائق جديدة، حتى تأتي جبهة "البوليساريو" وتهدد المغرب بشن حرب عليه، من دون أن تستفيد من درس النزاع الطويل الممتد منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ومن الهدنة المبرمة منذ عقد ونصف العقد من عمر هذا النزاع. ولفتت الصحيفة إلى انه ثمة حاجة في هذه المعضلة، كما في أية معضلة يعاني منها الوطن العربي، إلى استمرار لغة الحوار واستمرار لغة العقل والعناية بأن يصل أي حوار إلى نهاياته السعيدة، إذ يكفي ما تبتلى به هذه الأمة من حروب ونزاعات واحتلالات، وكذلك من اختلافات بين هذه الدولة العربية وتلك، وداخل هذه الدولة العربية وتلك.
*رأت صحيفة البيان في افتتاحيتها أن إسرائيل صاحبة خبرة عتيقة، في صناعة الحيلة والتحايل. مخزونها في هذا الكار لا ينضب. تمارسه في كل مرة تنوي الهروب من التزامات مطلوب منها تنفيذها. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تفتعل الذرائع وتعمل منها قضايا، يكفل الانشغال بها؛ حرف موضوع اللحظة الراهنة عن سكتّه. بهذه الطريقة تعاملت مع ملف المفاوضات، منذ البداية. كلما جاءت لحظة الجدّ، تملّصت كالسمك في الماء. ولفتت الصحيفة إلى أن آخر منتج لها في هذا الخصوص، ملف الأمن الحدودي، الذي فتحته مع مصر. تزعم حكومة أولمرت أن قوات الأمن المصرية، على الحدود مع غزة، تقدم المساعدة لنشطاء حماس، في تهريب الأسلحة إلى القطاع. الوزيرة ليفني وصفت هذا الوضع بأنه "يطرح إشكالية"! وقد سرّبت معلومات حول امتلاكها لشريط فيديو، يؤكد حصول مثل هذه المساعدة! الجانب المصري سارع إلى التأكيد بأن الكلام الإسرائيلي هذا "مرفوض شكلاً وموضوعاً".
حوارات فضائية:
قناة العالم. تصريح خاص.
أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد مصطفى محمد نجار أن إيران سوف تتسلم منظومة صاروخية جديدة من الطرف الروسي، والتسليم يأتي في إطار عقد سابق كنا قد ابرمناه مع روسيا وسوف نعلن لاحقا الموعد المحدد لتسلم هذه المنظومة المتطورة والمعقدة. وأشار نجار إلى أن مشاركة الرئيس محمود احمدي نجاد في قمة الدوحة تركت نتائج ايجابية ومهمة على صعيد المنطقة.
حدث و اتجاه... لبناني
عتبات المواجهة الطويلة: الحكومة تصعد والمعارضة تنذر
تصاعدت حدة السجالات السياسية التصادمية على خلفية توجه حكومة الرئيس السنيورة إلى تأكيد إمساكها بالصلاحيات الرئاسية بعد التدخل الأميركي الذي عطل جميع المحاولات والمساعي التوافقية بانقلاب إدارة بوش على المبادرة الفرنسية ومضمونها الذي كان قد بلغ شوطا مهما في تقريب وجهات النظر بين الموالاة والمعارضة و في الخلاصة المتأنية يبدو لبنان على عتبات مواجهة طويلة ليست التسوية السياسية معها احتمالا قريب التحقق.
أما عن اتجاهات الأحداث والوقائع :
1-حكومة السنيورة تستعد لاتخاذ قرارات جديدة تدخل في خانة صلاحيات رئيس الجمهورية وتخرج عن دائرة تصريف الأعمال التي سبق للسنيورة أن قدم عبر وسطاء أبرزهم أمين عام الجامعة العربية وعودا بالتزامها و يتردد في الكواليس السياسية أن مسيحيي تحالف 14 آذار و البطريركية المارونية أعطوا موافقة ضمنية على التوجه الجديد بالانتقال لوضع اليد على الصلاحيات الرئاسية بعد زيارة معاون وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش و عضو مجلس الأمن القومي الأميركي آبرامز إلى بيروت والتي أعقبتها تصريحات بوش الأخيرة.
2-تشتغل الموالاة علانية من خلال تصريحات لسياسيين و مقالات لكتاب وصحافيين على بناء مناخ سياسي سلبي بين المعارضة وقائد الجيش العماد ميشال سليمان تحت عناوين أن تمسك المعارضة بالتفاهم السياسي دليل عدم ثقة بمرشحها التوافقي و كذلك تحميل المعارضة مسؤولية إدامة الفراغ ومنع وصول رئيس جديد من خلال موقفها المبني على ضرورة تسهيل إقلاع العهد الجديد بتفاهم شامل على الحكومة وقانون الانتخاب مع ضمانات تنفيذية.
3-موقف المعارضة من خطوات الحكومة ما يزال في دائرة الإنذار السياسي من مواجهة غير عادية لأي خطوات تصعيدية وحيث تردد أن مداولات تجري في الدوائر القيادية للتداول في خطة عمل جديدة تتناسب مع كل إجراء تصعيدي.
4-يؤكد مصدر معارض أن الرهان على وقيعة بين الجيش و قائده من جهة وبين المعارضة هو خاسر مسبقا بفعل حجم الثقة والشراكة المتراكمين في المواضيع المصيرية و أن التفاوض حول الاستحقاق بعد انتهاء ولاية الرئيس لحود حتم الدخول في سلة التفاهم السياسي الوطني بعدما فرضت الموالاة الفراغ الرئاسي، وقد تبينت نوايا الموالاة المبيتة النابعة من قرار أميركي بمنع الحل و بالتالي ظهر أن تبنيها لترشيح سليمان كان مناورة لوضعه بعد انتخابه أمام خيارين فإما أن يرضخ لها ويلتحق بروزنامتها التي قاوم كل الترهيب والترغيب رفضا لها من موقعه كقائد للجيش وإما أن يجلس في المقر الرئاسي عاجزا عن تشكيل حكومة ويترك للسنيورة التحكم بآلة الدولة.
5-يرصد متابعون حملات سياسية منظمة تشنها آلة الموالاة في الشارع المسيحي ضد العماد عون بأشكال و أدوات متنوعة ويبدو أن أمر العمليات الأميركي كما يقول مصدر سياسي في المعارضة يركز هذه الفترة على استهداف كل من العماد عون و رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الصحف اللبنانية:
*قالت الصحف الصادرة اليوم في بيروت أن مساع فرنسية – عربية جديدة تتحضر للتحرك على خط الأزمة اللبنانية القائمة لاسيما بعد فراغ سدة الرئاسة الأولى في 24 تشرين الثاني الماضي، وفي هذا السياق قالت صحيفة النهار أنه قبل خمسة أيام من نهاية السنة التي ينقضي معها العقد العادي لمجلس النواب، تراجعت الآمال في إمكان أن تكون حظوظ الجلسة الحادية عشرة لمجلس النواب السبت المقبل أفضل من سابقاتها في إنهاء الأزمة الرئاسية التي باتت تختصر ابرز عناوين أحداث السنة. وذكرت الصحيفة أنه اذا كان احتدام السجالات والحملات الكلامية والإعلامية الذي أعقب الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء عزز الانطباعات المتشائمة عن امكان فتح ثغرة في جدار الأزمة قبل الجلسة النيابية، مشيرة الى أن أوساطا دبلوماسية قالت لها امس ان الجمود الذي أصاب المبادرة الفرنسية والجهود والوساطات الأخرى، كشف الوضع الداخلي على واقع غير مسبوق يتمثل في الحاجة المستمرة لفريقي النزاع الى وسيط خارجي والا انعدمت كل احتمالات الحل.
وأضافت أن اتصالات لبنانية – عربية اجريت في الساعات الأخيرة انطلاقا من هذا الواقع وبعدما بدأت حدة التصعيد السياسي تثير قلقا متزايدا للأطراف الخارجيين المعنيين بتسوية الأزمة، وتبين نتيجة لهذه الاتصالات ان ثمة تحضيرات لإطلاق تحرك عربي جديد، على مستوى جامعة الدول العربية. وأوضحت ان أي قرار نهائي لم يتخذ بعد لبلورة طبيعة التحرك وتوقيته، ولكن يجري التفكير فيه جديا ومن غير المستبعد ان يشكل اللقاء المنتظر للرئيسين المصري حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي في نهاية الاسبوع في مصر دفعا لهذا التحرك الذي سيكون منسقا مع باريس بحيث يأتي استكمالا لما بلغته المبادرة الفرنسية. أما صحيفة السفير فقالت أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة قد قررت التوغل في اتخاذ قرارات جديدة، ستؤدي إلى المزيد من توتير المناخات السياسية، عشية الأعياد التي كان يأمل اللبنانيون أن تمر بحد أدنى من الهدنة السياسية بين الموالاة والمعارضة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عشية الجلسة النيابية المقررة يوم السبت المقبل، والمحكومة بالتأجيل مسبقا، دعا رئيس الحكومة مجلس الوزراء إلى جلسة عادية تناقش جدول أعمال يتضمن تسوية أوضاع للموظفين والمتقاعدين وترقيات الضباط العسكريين وتوزيع عائدات الصندوق البلدي المستقل ومنح أوسمة وغيرها، وهو الأمر الذي جعل المعارضة تتخذ قرارا بتكثيف وتيرة مشاوراتها في الساعات المقبلة، بعدما كانت قد توافقت على تمرير فرصة الأعياد، فيما برز مؤشر للاعتراض على توجه الحكومة للترقيات العسكرية من داخل المؤسسة العسكرية.
وقالت "السفير" أنها علمت أن الوضع "غير الميثاقي" للحكومة تسبب في أزمة جديدة عنوانها الترقيات الدورية في صفوف ضباط الجيش اللبناني، بمن في ذلك من سيحالون على التقاعد أو أولئك الذين سقطوا شهداء خلال معركة مخيم نهر البارد.
أخبار المرئي في لبنان:
*ركزت مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية على الجمود السياسي الذي يخيّم على الساحة السياسية اللبنانية، وقالت قناة المنار أن الاتصالات السياسية بقيت على حالها من الجمود بعدما وجهت لها قرارات الحكومة الفاقدة للشرعية ضربة قاصمة، أرفقها البعض بتأجيج للمشاعر كما حصل في صورة الطريق الجديدة. وفي حين تستعد البلاد لعطلة أعياد جديدة تستمر حتى الأربعاء القادم وتنسحب مفاعيلها على جلسة السبت المقبل التي باتت في حكم المؤجلة سلفاً، فان أي جديد لم يطرأ على مسار الأمور، لا محليا ولا خارجياً، حتى خطوط الهاتف بين مقار التفاوض لم تشهد أي حرارة. ورأت قناة الجديد NTV أن الموالاة والمعارضة يستعدان للآتي من الأيام، فالأكثرية متخبطة بخيار النصف زائداً واحداً، منهم من نعاه رسمياً ومنهم من أعاد إحياءه كالرئيس أمين الجميل الذي فاضل بين السيئ والأسوأ، أي بين الفراغ والنصف زائداً واحداً.
أما قوى المعارضة فمصيبتها أن خصومها ما عادوا يصدقون خطواتها، وتلك كانت معضلة الرئيس السابق إميل لحود مع حلفائه، ومرة جديدة فان قضيتنا ستدخل نفق التشاور العربي الدولي من خلال قمة ساركوزي مبارك في القاهرة، وسوف تأخذ من الرئيس الفرنسي كثيراً من أوقاته الحميمة التي خصصها للحب في فيء الأهرامات، وسيجد ساركوزي نفسه غاطساً في أزمة الرئيس اللبناني أكثر من غرقه في غرام كارلا بروني. واعتبرت الشبكة الوطنية للإرسال NBN أن الصورة انعكاس للأصل والأصل والصورة هنا هما السنيورة مذيلاً بلقب فخامة الدولة ولقب رئيس الدولة الذي خلعته عليه الصور المعلقة بإيعاز منه. لم يروي تعطشه لسلب صلاحيات بل وموقع رئاسة الجمهورية فسارع بعض حور العين من النواب الملحقين بنعيم السلطة والتسلط لسد هذه الثغرة، فخلع عليه اللقب بلا مداورة فخامة رئيس الجمهورية بالوكالة، وربما ما يبعث على الأسى أن بعض مسيحيي السلطة وضعوا أنفسهم أو وُضعوا في واجهة الدفاع عن السنيورة وإجراءات حكومته الشوهاء مبتدعين مبررات لها.
وقالت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) أن صورة السنيورة "رئيس الدولة" أنزلت من الشارع، لكنها استمرت في الفعل في تحضيرات الدولة بعد همس عن سلسلة خطوات يهيئ لتمريرها وتطاول بيع مقومات الدولة في الكهرباء والخلوي وسواهما في ظلّ الفراغ والصمت حياله، وفي ظلّ استجلاب أكثر من نصف دول العالم لرفض الحوار مع أكثر من نصف الشعب. ورأت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC أن الأزمة السياسية كأزمة السير. راوح مكانك وحرق أعصاب وتكرار يومي لمشكلة لا تجد لها حلاً. الأكثرية والحكومة قالت كلمتها واتخذت قراراتها لكنها لا تستطيع أن تتقدم أو تنفذ ما قررته، والمعارضة وقوى الثامن من آذار لا تستطيع أن تتراجع عما رفضته، كما لا تستطيع ترجمة الرفض بأكثر من رفع سقف الكلام. المساعي الخارجية استُنفذت، وجديد المواقف في هذا الشأن ما أعلنته المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية من انه لا يوجد مشروع قرار دولي في شأن لبنان. انطلاقاً من هذه الأجواء تبدو جلسة السبت المقبل في حكم الملغاة، أما ما بعدها ونكون قد دخلنا في السنة الجديدة فكل المؤشرات تدل على المزيد من الاهتراء على كل المستويات.
ورأت قناة المستقبل انه وسط مؤشرات تفيد بتصعيد سياسي مرتقب، يتوجه عدد من نواب الأكثرية غداً (اليوم) إلى مقر المجلس النيابي ومعهم عريضة موقعة من عشرة نواب تتضمن اقتراح قانون لفتح دورة استثنائية تسمح بتعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. الخطوة هذه من شأنها أن تقيّد هامش المناورة أمام المعارضة ممثلة بالرئيس نبيه بري الذي بات محاصراً بين مشروع قانون أرسلته الحكومة واقتراح قانون موقّع من النواب.
حوارات المرئي في لبنان:
قناة المنار. البرنامج "ماذا بعد".
*قال مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي أن ما يجري الآن هدفه شطب العماد ميشال عون كشخص وشطب التيار كحالة سياسية، والتيار مستهدف اليوم. ولفت الموسوي إلى أن السير بتعيين وزراء للشيعة من قبلهم (الموالاة) فإن ذلك سيحرق من يقدم على تلك الخطوة، وسيحرقون أصابعهم ولن يفعلوا، إذا اقبلوا إلى الانتخاب بالنصف زائد واحد الأمور ستذهب إلى المواجهة المفتوحة والشاملة، وإذا اعتبروا ذلك تهديدا فليعتبروا. وخلص الموسوي الى أن إعطاء رئيس الجمهورية الثلث الضامن يجعله فريقاً مع هذا الطرف أو تلك وليس حكماً.
إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.