تتواصل اليوم في العاصمة اليمنية صنعاء لليوم الثاني أعمال المؤتمر القومي العربي حيث من المقرر أن يبحث المشاركون عبر لجان متخصصة التحديات التي يواجهها العمل العربي وآفاقه المستقبلية، وتعكف في الوقت نفسه لجنة أخرى على إعداد تقارير تلك اللجان بصورتها النهائية تمهيدا لعرضها على المؤتمر صباح الاثنين.

وكانت صنعاء قد شهدت أمس السبت بداية أعمال الدورة التاسعة عشرة للمؤتمر القومي العربي، بمشاركة أكثر من ثلاثمائة شخصية من السياسيين والمفكرين العرب وقد اختار المشاركون المفكر الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة رئيسا لتلك الدورة.

أوجاع فلسطين والعراق ولبنان

وفي الجلسة الافتتاحية أكد الأمين العام للمؤتمر القومي العربي خالد السفياني أن مواجهة التحديات التي تتهدد الأمة لا يمكن مواجهتها إلا بشعوب حرة تشارك فعليا في اتخاذ القرار وتنفيذه.

وقال "إن هذه الدورة تنعقد في ظل محاولة متجددة لاغتصاب فلسطين، ومحاولة إضفاء الشرعية على ميلاد الدولة اليهودية العنصرية، بتزامن مع خناق الحصار والإبادة الجماعية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

واعتبر أن حصار غزة ينفذ بأيد عربية، وذكر أن الهدف منه إبادة أهل غزة عقابا لهم على تمسكهم بخيار المقاومة، وعلى رفضهم للاستسلام للصهاينة وأميركا، ورفضهم التفريط في حقهم في تحرير أرضهم، وحق اللاجئين في العودة.

وبشأن لبنان قال "إن الطريق الأسلم لحماية لبنان ووحدته ومقاومته وصون استقلاله يمر عبر الصيغة التي تجمع اللبنانيين وتستجيب لتطلعات كل الفرقاء، وتوفر الاطمئنان لهم جميعا، وترفض أية وصاية خارجية من الأعداء والأصدقاء".

وعلى صعيد العراق رأى أنه "لا حل في العراق إلا بطرد الغزاة وعملائهم، ولا سبيل إلى ذلك إلا بوحدة قوى مقاومة الاحتلال السياسية منها والمسلحة".

وطالب النظام العربي الرسمي بطرد حكومة العراق من الجامعة العربية لأنها تمثل الاحتلال الأميركي البريطاني على حد قوله، كما طالب تبني شعار تحرير العراق.

كما دعا القيادة الإيرانية إلى أن تغير تعاطيها مع الشأن العراقي بعيدا عن الأحقاد أو المصالح الظرفية، وأن تدعم المقاومة وتتوقف عن تقديم الدعم لعملاء الاحتلال.

أفول المشروع الأميركي

من جانبه أكد المستشار الثقافي لرئيس اليمن الدكتور عبد العزيز المقالح أن مشروع الشرق أوسطي الذي تتبناه أميركا والصهيونية العالمية في طريقه إلى الأفول.

واعتبر أن الشعور العربي يبدو أكثر تجاوبا مع هويته وانتمائه القومي، وذلك يأتي ردا على نظريات سقوط القومية العربية، داعيا في نفس الوقت إلى بذل أقصى جهد لإذابة جليد الخلاف بين القومية والإسلامية.

أمل وكفاح

بدوره أقر الأمين العام السابق لجبهة التحرير بالجزائر عبد الحميد مهري بالواقع العربي الذي بحسب رأيه مؤسف ومؤلم ومليء بالمخاطر، لكنه دعا للإمساك بيد من حديد على مشعل الأمل ومواصلة الكفاح.

ولفت إلى أن "الصهاينة يحتفلون اليوم بمرور ستين عاما على اغتصاب فلسطين، ومع ذلك هناك شك متزايد لديهم من إمكانية استمرار بقاء دولتهم".

المقاومة طريق التحرير

فيما قال المنسق العام المساعد للمؤتمر القومي الإسلامي اللواء طلعت مسلم "إن مرور ستين عاما على النكبة في فلسطين يجب ألا يفت من عضدنا وإنما يزيد من عزمنا وإصرارنا في استرجاع وتحرير فلسطين".

وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها قادرة على إلحاق الهزائم بالعدو الصهيوني رغم عدم تلقيها أي مساندة من الأنظمة الرسمية العربية.

وقد تحدث في الجلسة على المنوال نفسه كل من الأمين العام للأحزاب العربية السيد عبد العزيز السيد، والأمين العام السابق للمنظمة العربية لحقوق الإنسان محمد فائق.

مصادر
الجزيرة نت (قطر)