بجرة قلم حول أستاذنا غسان الرفاعي في اسبوعياته غير المتزنة ( جريدة تشرين 5-10-2008 ) مقهى ومطعم ( مقهى كلوني ومطعم لوبروكوف ) في باريس الى أسطبلين هكذا وبكل بساطة ...نعم اسطبلين غير عابىء بالناس الذين يرتادونهم على هذه المفاجأة الشتيمة في تحويل صفاتهم أو توصيفهم من بني أدمين أحرار يمضغون ما يشاؤون من العلكة وحتى القات ويرتدون ما ييشاؤون من الجينز المجعلك حتى الياقات المنشاة يدخلون أي مكان تحت ظلال القانون ، واعتراض صاحب الاسبوعيات غير المتزنة هو تماما على هؤلاء الزبائن الذين لم يوقروا تاريخ المكانين المفعم بالخطب والادبيات الثورية ( ومنها العربية التي توالت بعدها الهزائم حسب اعترافه ) وبالشخصيات الكبيرة من روبسبير ودانتون حتى صاحب الاسبوعيات بل عاثوا كـ ( متسكعين ومتخلعين ) بالمكانين (روتينا استهلاكيا فاجرا ) ، حتى عافت نفس كاتبنا المكانين ( برمت به ) ولكنه تراجع موقتا عن موقفه تضحية منه ومن أجلنا نحن المواطنين الذين لا نسكن باريس وقبل بالذهاب الى احد هذين المكانين بمناسبة عظيمة هي لقاء مع المفكر محمد عابد الجابري عله يتكرم علينا بوصفة ( روشته ) تنقذنا من تقليد الغرب أو تقليده نص نص أو الاندماج فيه في حل لمشاكل الديمقراطية والمياه والانهيار الاقتصادي في اميركا ... نعم ذهب الى هناك رافعا التسمية التي اقترحها مؤقتا ريثما يتسنى له الخروج مع الروشته التي قد يصفها لنا الجابري .
لا اعتقد ان هناك من هو اكثر مقدرة على جلد الاخرين واظهار عيوبهم والثريب عليها اكثر من المثقفين العرب ( لا ادري اذا كان كاتبنا فرنسيا بالاكتساب وهو اليوم ينتقد مجتمعه وهذا من حقه على ان ينتقده بمفاهيم هذا المجتمع وليس بالنظرة العربية للموضوع ) فالمثقفين العرب الذين خابت آمالهم بكل شىء تقريبا بدأو بمحاسبة باريس على تقصيرها بحق ذاتها والسلسلة تتبع .
باريس يا سيدي هي بلاد الفرنسيين الذين يحق لهم تحويل مطاعمهم الى اسطبلات اذا ارادوا بشرط ان يكونوا تحت القانون ، وفي باريس ياسيدي الحاضر هو الحاضر وهو ما يتم التعامل معه والمستقبل هو المستقبل وهو ما يتم العمل من أجله ، وربسبير حقوقيا ليس أهم من ماضغ العلكة ولبيس الجينز اذا اضفنا ان روبسبير ودانتون من الماضي السحيق ( طبعا بالنسبة الى سرعة انتاج العلوم والحقوق والمفاهيم ) الذي فقد صلاحيته ( وليس وجوده ) على ارض الواقع ، وارض الواقع هي لبيسة الجينز والياقات المنشاة والتنانير القصيرة وليس ملابس عصر الباروك ولا ملابس سنة 68 الهبية .
الباريسيون يا سيدي يتنعمون بنتائج ما انتج روبسبير ودانتون وفولتير وهيجو وغيرهم الكثيرون عددا ونوعا فمن نحن لنتبرم بمطعم غير ( حلاسه ) على مزاج اصحابه أو حتى زبائنة ولم يلتفتوا الى رأينا الشرقي الذي لم نستطع بهذا الرأي أن نحترم أو نستفيد من أبن رشد العلامة الاسباني الذي نعتز به لأن اصوله عربية ؟؟؟
ليس منصفا نعت المطعمين بالاسطبلات بل هو خطأ فادح ... فهل علينا ان نعتاد أخطاء المثقفين ................. القاتلة