بمناسبة مهرجان دمشق السينمائي تكاثرت المواد الصحفية التي تحكي شؤون وشجون السينما ومنها العودة الى طرح مسألة صورة العرب في السينما في الغرب ، وهي مسألة باتت من قبيل النقيق والتفجع الناتج عن التنبلة الثقافية والجبن الأبداعي ، هذا طبعا اذا أهملنا العوامل الاجتماعية الثقافية من سياسة وأقتصاد وأخلاق .
وتتلخص حيثيات الشكوى النقاقة هذه ، بالعديد من التبرمات التكرارية والتي تنم عن عدم دراية بأية آلية من آليات أو مفهوم من مفاهيم صناعة الفن والاعلام ، فنحن ضحايا لأناس يضمرون لنا الشر لأنهم يكرهوننا ، ولأنهم يكرهوننا هم لا يفهموننا ولا يريدون فهمنا ، لأننا المثال الطيب والراقي والمبدع الذي يستطيع لو اتبعوه أن يغير لهم حياتهم التافه غير الشريفة والخ والخ ، ومع هذا يتم اقرار العجز والظلم والفرادة في خبيصة انشائية تطالب العالم أن يكون أكثر منطقية ويتراجع عن رأيه فينا ليس هذا فحسب بل عليه أن يعود القهقرى ( الناتجة عن زيف ارتقائه ) ليرافقنا في نسق انساني حضاري حافظنا عليه طويلا لأنه الأصح ويتمشى معنا على دروب الارتقاء الذي نراه نحن مناسبا فلا حظوا وأقروا التالي :
1- أن الغرب سبقنا في الشأن الأعلامي بأشواط ( مع ملاحظة الظلم لنا في هذا السبق غير المبرر أخلاقيا ولا منطقيا وكأنهم أخذوا فرصتنا من غير حق )
2- أن الأعلام العربي محدود التأثير ، ليس بسبب تقناياته ورقاباته وتربيته بل لأن الغرب لا يريد لنا أن نقدم اعلاميا ونعرف بأنفسنا خير تعريف.
3- الأعلام الغربي يضمر لنا الشر لأنه خاضع بكليته للصهيونية ، وضمر الشر هو من خارج اللعبة أي انهم يلعبون بقذارة ونحن نلعب بشرف.
4- انهم ( أي الغرب المبهم تعريفا ) يكرسون صورة نمطية عنا تسيىء الينا في مجتمعاتهم وفي ثقافتهم ، ونخاف أن تمتد هذه الصورة الينا ونقتنع بها .
5- نجحوا في غسل الأدمغة .
6- هذا النجاح ليس من قبيل المصادفة بل بدأ سنة 1776 تحديدا التخطيط لهذه ( الأشياء) التي لم ننتبه لها منذ ذلك العام المشؤوم مع اننا نتمتع بسرعة البديه ودقة الملاحظة .
7- أخيرا لقد افسد الصهاينة بأعلامهم وسينماهم الأخلاق والرجولة والتقاليد والأعراف ( وكان من الأفضل ألا يوجد اعلام اوسينما )
هذه هي المساحة التي تحاصر التفكير في صورتنا في السينما ( ومن ثم الاعلام) الغربي حيث لا ذكر لأي اقتراح للعمل والانتاج فالعطل ليس فينا طالمت اننا لا نعمل فالانتقاد والنقد يوجه الى الذي يعمل وينتج ( فمن هو يا ترى ؟) وهل عليه استشارتنا ونحن في علياء التنبلة عن انجع الطرق كي يحقق مقاصدنا قبل مقاصده لأننا مشغولون بالمجد والفخار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذه المساحة التي يستطيع تفنيدها أي امي ، هذا اذا أهملنا الشعور أو الاحساس الذي ينبىء نتيجة تكرار قراءتها وهو لو لم يكن هناك اعلام او سينما لكان الوضع أحسن واريح ولكنا قد كسبنا المحافظة على الأخلاق والرجولة .
لسنا وحدنا في معركة الاعلام هذه خصوصا في موضوعة السينما التي نشهر فهمنا لها وفهم أهميتها وفهم دلالاتها وتقبل روائعها ... بل هناك الكثيرون واجهوا عداوتها بالشغل والعمل والتخطيط بجهد أجتماعي على الأرض . فهاهم الألمان وقد تعرضوا الى اعتداأت مريرة تنال من صورتهم ومن عقولهم ومن أخلاقهم ، وحتى اليوم لم تنته المعركة وما زال الهلوكست الموضع الأثير عند الكثيرين وكذلك صورة الألماني كشخص اعتدائي أو دموي وقاسي وفي الكثير من الأحيان يصور كغبي أو كمتهور نتيجة مواصفاته هذه ..ماذا فعل الألمان ؟ انتجو سينما واعلام ولم يتوقفوا عند النقيق والشكوى .
أم السوفييت ومن بعدهم الروس واليوم الصربيون يتلقون صورا مغايرة عن الحقيقة حول انفسهم وحياتهم وأخلاقهم وشخصياتهم ماذا يفعلون ؟؟؟ ينتجون بالتأكيد ..... ولا يركنون الى نشر الوعي بالظلم والتظلم ...كذا اليابانيون والصينيون وبلاد الواق الواق .
مرة ... شاركت في ندوة فضائية ( أي مناقشة منقولة بالستلايت ) بين سينمائيين ونقاد سوريين وأميركان ، حينه استفاضت احدى الزميلات في نقاش صورة العرب في السينما الأميركية وطال شرحها وانتقادها وعتبها ورفضها لهذه الصورة ...وكان جواب الناقدة الأميركية جامعا مانعا وفيه فصاحة عربية أي ما قل ودل :
أنتم ماذا فعلتم ؟
طبعا لن نناقش كيف نوصل نحن صورتنا لهم .... وماذا على اعلامهم أن يفعل ... وهل عليهم هم ان يكونوا متفهمين لنا أكثر منا ؟ وهل عليهم التزام الاعجاب بنا لأننا قضية خاصة بحاجة الى التفرغ والتفسير الدقيق وتبرير ما لا نقدر نحن على تفسيره أو تبريره .
ويسألونك عن صورتنا في السينما الغربية ؟؟؟!!!
اضافة