في اليوم الثامن على المجزرة الليبية، اختلفت النبرة الدولية. بدأ الحديث يتصاعد عن عقوبات وتجميد أموال، فيما كان المشهد الداخلي الليبي على شفا تقسيم أو حرب أهليّة وقبليّة، مع تأكيد خروج المنطقة الشرقيّة من دائرة سلطة العقيد معمر القذّافي.

غابت أمس أنباء المجازر وسقوط الضحايا، للمرة الأولى منذ ثمانية أيام، عن المشهد الميداني الليبي، من دون أن تغيب المعلومات عن حصيلة أيام القمع السابقة. الأرقام تفاوتت، وجاءت من مصادر دولية.

وتكهنت فرنسا بسقوط ألفي قتيل في بنغازي وحدها، بينما تحدثت إيطاليا عن ألف قتيل.

وبدا شبح الحرب الأهليّة يحوم فوق الأراضي الليبيّة، حرب أهليّة بين شرق وغرب، بعدما تأكد أمس أن المنطقة الشرقية باتت خارج سيطرة نظام العقيد معمّر القذافي. تأكيد جاء على لسان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني. وكذلك جاء مصوّراً، عبر احتفالات في مدن الشرق بـ’التحرّر’ من سيطرة النظام، لتنحصر ’المعركة’ في الغرب، والوسط، وتحديداً في محيط العاصمة طرابلس،.

الحرب الأهلية ليست الشبح الوحيد الذي يحوم فوق ليبيا، شبح آخر لا يقل خطورة قد تحمله معطيات الأيام المقبلة، إذا استمر فرز الوضع بين شرق وغرب. فرز قد يؤدّي إلى تقسيم بين المنطقتين، بمباركة دولية، ولا سيما أن المنطقة الشرقيّة ’المحررة’غنيّة بالحقول النفطية، وهو ما يهتم به الغرب في كل ليبيا.

هذا الانقسام الظاهري قد يكون أحد الأسباب التي أدت إلى تعديل في الموقف الدولي، الأميركي والأوروبي خصوصاً، الذي بدأ يتحدّث صراحة عن عقوبات وتجميد أموال، رغم أن الأيام السابقة كانت حافلة بالخطاب الدولي ’المهادن’ لنظام العقيد، الذي بات محاصراً في عاصمته.

وخرج آلاف الليبيين، أمس، إلى الشوارع في مدن بنغازي وطبرق والزاوية في شرق البلاد للاحتفال بسقوطها بأيدي المتظاهرين واستتباب الأمن فيها.

وبدا أمس أن المعارضة تتحسّب لمخاطر الحرب الأهلية، مشيرة إلى أن الزعيم الليبي يدفع لها. وأجمعت العديد من الشخصيات الوطنية الليبية، على أن دعوة القذافي لأنصاره بالخروج إلى الشارع هي تهديد بإشعال حرب أهلية، لكنها قللت من هذا الاحتمال بفضل عدم استجابة الجيش.

في هذه الأثناء، أصدر ثوار السابع عشر من شباط، بياناً أعلنوا فيه ’عدم شرعية النظام الليبي الحالي، وبناء دولة ليبيا المدنية الموحدة الكاملة السيادة’.

وانضمت كتائب الجيش الليبي في منطقة الجبل الأخضر إلى ثورة الشعب الليبي، فيما نشر الجيش الليبي أعداداً كبيرة من الجنود في مدينة صبراتة غرب طرابلس، بعدما دمّر محتجون جميع مكاتب أجهزة الأمن في المدينة.

قذاف الدم يصل إلى دمشق قادماُ من القاهرة

إلى ذلك، ترددت انباء عن وصول منسق العلاقات الليبية المصرية أحمد قذاف الدم اليوم إلى دمشق قادماً من القاهرة، فيما دعا معارضون مصريون المجلس العسكري بالقبض على قذاف الدم، ابن عم الرئيس الليبي.
وجاءت هذه الدعوات بعد المعلومات التي انتشرت في عدة محافظات مصرية، منها مرسى مطروح الحدودية والتي أشارت إلى أن قذاف الدم جاء الى مصر لاجراء مفاوضات مع قبائل بدوية لها جذور ليبية بغرض التعاقد مع الآلاف من أبنائها للعمل مرتزقة من أجل المشاركة ضد الثورة الليبية وقتل الثوار من أبناء الشعب الليبي.

فيما صرحت مصادر قريبة من أحمد قذاف الدم امس الأربعاء أنه جاء إلى القاهرة منذ ثلاثة أيام احتجاجا على المعالجات التي تمت لمواجهة الموقف فى ليبيا.

ونفت هذه المصادر ما تردد من أن قذاف الدم جاء إلى مصر لحشد القبائل المصرية لدعم الرئيس الليبى، مؤكدة أن ذلك من باب ’الشائعات’ المغرضة التي تستهدف شق الصف العربي والوقيعة بين الشعبين الليبي والمصري.